الصحافة ترصد جهاد الإخوان في فلسطين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الصحافة ترصد جهاد الإخوان في فلسطين

إعداد/ عبد الحليم الكناني


مقدمة

الإمام البنا يتفقد المجاهدين

رغم أن الغالب على الصحافة العربية في مجموعها هو التحدث بلسان الأنظمة الحاكمة، والدفاع الحار عن سياساتها مهما انحرفت، وتبرير أخطائها مهما عظمت، والهجوم الحاد على معارضيها وإن كان الحق في جانبهم، وتشويه صورتهم حتى وإن كانوا من المجاهدين الأبرار، وكان هذا هو حظ الإخوان المسلمين من الصحافة في غالب الأحيان.. ولكن ذلك لم يمنع أن يكون هناك قلة من المنصفين الأحرار من الصحفيين، تحدثوا بإنصاف- وإن كان دون الواقع والحقيقة بكثير- عن جهاد الإخوان المسلمين في فلسطين، بعدما رأوه من روائع بطولاتهم وجهادهم، وهذه بعض نماذج من شهادات الصحافة العربية وتقديرها لجهاد الإخوان في فلسطين:


جريدة الدفاع

في عددها الصادر يوم الإثنين 12/4/1948م قالت جريدة الدفاع الفلسطينية: "بدأت المعركة (معركة كفار ديروم) صباح السبت10 من إبريل سنة 1948م، وقام المجاهدون العرب من مراكزهم بجوار قرية دير البلح، تتقدمهم فرقة كوماندوز- تابعة للإخوان المسلمين- بالهجوم على مستعمرة كفار ديروم، الواقعة شرقي محطة دير البلح، وبدأ الهجوم بإطلاق قنابل مدافع الهاون التي كانت تتساقط على مباني المستعمرة، ودمرت قسمًا كبيرًا منها.

وفي الوقت نفسه كان فريق من المجاهدين العرب يطلق الرصاص بكثرة على المستعمرة لحماية أفراد فرقة كوماندوز الإخوان المسلمين، الذين تسللوا داخل المستعمرة في برهة قصيرة، وأبدوا براعةً فائقةً في إزالة الألغام التي كانت تحيط بالمستعمرة، كما قطعوا الأسلاك الشائكة حولها، وبث بعضهم الألغام تحت بعض مبانيها، فتهدمت على مَن فيها من عصابة الهاجانا".


أخبار اليوم

مراسل جريدة أخبار اليوم المصرية في غزة أكد في حوار له حول معركة كفار ديروم الأولى مع جريدة الإخوان اليومية، عدد 604، بتاريخ 18/4/1948م، قائلاً: "أكتب إليكم من ميدان القتال، ونحن الآن في منتصف الطريق بين غزة وخان يونس.. انتهت المعركة الأولى بين المصريين واليهود، إنها أول معركة حربية تخوضها مصر ضد اليهود.. اثنا عشر شهيدًا وخمسة من الجرحى، إنهم يُحملون الآن ليدفنوا في دير البلح، إنني أتأمل القتلى واحدًا واحدًا، ليس بينهم مصاب واحد من ظهره، إن بعضهم أصيب مرةً أو مرتين، ومع ذلك بقي يحمل بندقيته ويضرب بها، إنهم يحملونهم الآن ليدفنوا كما هم بغير غسيل أو كفن، فإن من تقاليد الإسلام أن يدفن الشهيد بملابس المعركة، كان منظرًا رائعًا هذا الدم المصري يغطي أرض الصحراء المنبسطة".

"ورأى القائد البريطاني الشهداء، وأطلعه قائد الإخوان على تفاصيل المعركة، وكيف أن العرب لم يخسروا من أسلحتهم شيئًا؛ بل إنهم استعادوا أسلحة الشهداء والجرحى، فدهش وذهب إلى حيث يرقد الشهداء، وأحنى رأسه قائلاً: "إنني في دهشةٍ كيف استطعتم أن تفعلوا كل هذا.. لقد كنت في فرقة الكوماندوز البريطانية، ولم أشهد جرأةً كالتي رأيتها الآن، ولو كان معي ثلاثة آلاف من هؤلاء لفتحت بهم فلسطين، ثم تقدم القائد البريطاني إلى الجرحى المصريين، وقبَّل كلاًّ منهم في جبينه، وقال: من أي البلاد هؤلاء الأبطال؟! فقالوا: من مصر".

الأخبار تقول إن المجاهد حسين حجازي اسمه بطل تل بيوت أما جريدة أخبار اليوم المصرية فنشرت الجريدة بتاريخ 5/6/1948م، على صفحتها الأولى صورة لمجاهد الإخوان البطل حسين حجازي وتحتها عنوان (هو الآن اسمه بطل تل بيوت)، "بعد أن تلقى حسين حجازي التعليمات من أحمد عبد العزيز قائد الفدائيين بنسف مستعمرة تل بيوت زحف حسين حجازي ومعه أربعة من الفدائيين على بطونهم بين الأحجار والأشواك والعقارب مسافة أربعة كيلومترات حتى تمَّ نسف المستعمرة، وبدون خسائر، وعاد ليتلقى تهنئة قائده، ولُقب بـ"بطل تل بيوت".


جريدة الناس العراقية

أكدت شهادة جريدة الناس العراقية في تقريرها العسكري المنشور بتاريخ 7/11/1948 ما نصه: "امتاز اليومان الماضيان ببسالة منقطعة النظير من مجاهدي الإخوان المسلمين في فلسطين؛ فقد استولى اليهود في شمالي غرب بيت لحم- بعد محاولات عديدة- على جبل مرتفع يسمى تبة اليمن، ويشرف على قرى الولجة وعين كارم والمالحة وما جاورها، وبذلك أصبح اليهود يهددون كل المناطق المحيطة بتبة اليمن، وقد رأت قيادة الجيش المصري ضرورة تطهيرها من اليهود، فجنَّدت لذلك عددًا من مجاهدي الإخوان المسلمين في صور باهر، فتقدمت سرية منهم، ولم تمر ساعة واحدة حتى كانت هذه السرية قد قضت على القوة اليهودية، وغنمت أسلحتها وذخائرها، وحررت قرية الولجة، وأصبحت تسيطر على منطقة واسعة، وقد أصدرت قيادة الجيش المصري أمرًا بتسمية الجبل الذي تم تطهيره باسم "تبة الإخوان المسلمين".


شهادة الأديب والصحفي إحسان عبدالقدوس

نشر الكاتب الشهير إحسان عبدالقدوس مقالاً له بمجلة روز اليوسف بتاريخ 27/11/1951م، قال فيه: "والإخوان المسلمون اليوم- كما كانوا بالأمس- هم الذين يمثلون دعوة الدين إلى الجهاد، وبفضل دعوتهم هذه شهدت ساحات فلسطين أبطالاً منهم، وقفوا وقفة العمالقة، وهتفوا باسم الله، فإذا البطل منهم في صورة عشرة أبطال، ولا يستطيع ضابط ممن اشتركوا في حملة فلسطين، أو مراقب ممن راقبوا معاركها أن ينكر فضل متطوعي الإخوان المسلمين فيها، أو أن ينكر بطولتهم وجسارتهم على الموت، والعبء الكبير الذي تحملوه منها، راضين فخورين مستشهدين في سبيله".


الشيخ علي الغاياتي صاحب مجلة منبر الشرق

كتب الغاياتي مقالاً له بمجلة الدعوة في عدد جمادى أول سنة 1371هـ: "ولا ريب أن كل هذه الحركة المباركة التي نراها في محيط الإخوان هي من غرس يدي حسن البنا.. وكل الاتجاه الروحي الديني الطاهر- الذي نراه في كثير من الشباب الجامعي والأزهري وغيره في المدن والقرى في مصر وغير مصر- هو ثمرة التربية الإسلامية التي بثها وعلمها، والتي كان من نتائجها الباهرة ما شاهدناه في فلسطين والقنال من بسالة وفداء وإيمان.. ولولا الدسائس والعراقيل الخارجية والداخلية لفاز المؤمنون بنصر الله الذي وعد به عباده الصالحين".


شهادة الصحفي الفلسطيني ناصر الدين النشاشيبي

في مذكراته المنشورة بمجلة الحوادث اللبنانية سجَّل الصحفي الفلسطيني ناصر الدين النشاشيبي شهادته على جهاد الإخوان، قال فيها: ".. وكنت أزور المرشد العام السيد حسن الهضيبي في مكتبه بالقاهرة في شتاء 1953م، وسألته بعد حديث طويل عن جهاد الإخوان في حرب 1948م ضد اليهود، وقلت له: لماذا لا يحاول رهبان الليل فرسان النهار وهم شباب (الإخوان المسلمون) التسلل من غزة إلى الأرض المحتلة، والقيام بأعمال عسكرية ضد إسرائيل، تُجدد كرامات هؤلاء الشباب وجهادهم المعروف في حرب فلسطين؟!

فقال: نحن لا نخشى اليهود؛ وإنما نخشى حرس الحدود المصري في صحراء سيناء.. إن البلاد تحت الأحكام العرفية وحالة طوارئ، وسيناء خاضعة للقانون العسكري، والجيش هو الذي يدير الأعمال من الجهة المصرية.. نحن هنا محكومون بالحديد والنار".


للمزيد عن جهود الإخوان تجاه فلسطين وحرب 1948م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

.

تابع أحداث في صور

وصلات فيديو

أقرأ-أيضًا.png
مرشدو الإخوان والقضية الفلسطينية
الإمام حسن البنا والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد حامد أبو النصر والقضية الفلسطينية

الأستاذ مصطفي مشهور والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد المأمون الهضيبي والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

تابع الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

الدكتور محمد بديع والقضية الفلسطينية