دور الإخوان في حرب 1948

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دور الإخوان في حرب 1948


الإمام البنا يستعرض تدريب الإخوان

أكدت أحدث دراسة تاريخية بجامعة عين شمس أن دفاع العرب عن فلسطين حقٌّ لا ريب فيه، وأن تاريخ مصر مرتبط دائمًا بفلسطين خصوصًا والشام عمومًا، وأن الدفاع عن مصر والقناة إنما يبدأ من فلسطين على الأقل، وأنَّ قيام قوة معادية لمصر في فلسطين يهدد شبه جزيرة سيناء كما يهدد استقلال مصر برمتها، وأنَّه لا استقرار لنظام مصري ما لم يقم له حليف في فلسطين.

وأشادت الدراسة التي تقدمت بها الباحثة هيام عبد الشافي عبد المطلب تحت عنوان "[[مصر وحرب فلسطين 1984]]" للحصول على درجة الماجستير في التاريخ الحديث المعاصر بدور الإخوان المسلمين في حرب فلسطين وقيام جماعة الإخوان المسلمين بإرسال كتائب المتطوعين الذين حقَّقوا انتصارات مذهلة على العدو الصهيوني.

وأشارت إلى انتصاراتالإخوان المسلمين بما حدث في "التبة 86"؛ حيث نجحت كتائب الإخوان المسلمين في سحق القوة الصهيونية المسيطرة على التبة بعد أن فشل الجيش المصري في استردادها.

وأشادت بموقف الضابط معروف الحضري أحد قيادات كتائب الإخوان المسلمين في فلسطين الذي نجح في اختراق الحصار المفروض على كتيبة الجيش المصري المحاصر في الفالوجا، والذي كان من بين أفرادها جمال عبد الناصر؛ حيث نجح الحضري في توصيل الإمدادات إلى كتيبة الجيش المصري المحاصرة.

واستدلت الباحثة على بسالة الإخوان المسلمين في حرب 48 بشهادات قيادات الجيش المصري أمثال اللواء صادق والمواوي.

وأوضحت أن حرب فلسطين 1948م لم تكن كباقي الحروب؛ بل كانت مؤامرةً كبرى على الدول العربية تم حبك خيوطها بصنعة متقنة من قِبل الصهيونية العالمية مع أقطاب الاستعمار القديم المتمثل في بريطانيا صاحبة الانتداب على فلسطين والسيطرة على معظم دول المنطقة، والاستعمار الجديد الوافد على المنطقة بكل تطلعاته وأهدافه.

وقسَّمت الباحثة دراستها إلى فصل تمهيدي وستة فصول، جاء الفصل التمهيدي تحت عنوان "الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر قبل حرب 1948"، وينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول :توضِّح من خلاله الباحثة تأثير الوضع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية على السياسة المصرية، وتبلور ذلك في محاولة الحصول على الاستقلال، وبروز الفكرة العربية والاتجاه لتكوين جامعة تضم الدول العربية، وأثر هذا التوجه في الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

والقسم الثاني: يُبرز مدى تأثر الاقتصاد المصري من ظروف الحرب؛ ففي حين انتعشت الصناعة انتعاشًا استثنائيًّا تأثَّرت التجارة والزراعة والإنتاج الحيواني بشكل أساسي.

أما القسم الثالث: فيتناول أوضاع القوى الاجتماعية بعد الحرب ونمو طبقة الرأسمالية، وزيادة الطبقة العاملة، وانتشار البطالة والأفكار اليسارية.

وفي الفصل الأول وعنوانه "عرض قضية فلسطين على هيئة الأمم المتحدة"، يتناول خروجَ القضية الفلسطينية من إطار الدول العربية إلى المجتمع الدولي الذي بدأ بإرسال لجانٍ للتحقيق التي انتهت بقرار تقسيم فلسطين، وهنا برز دور مصر في رفض التقسيم والمحاولات التي بُذلت في سبيل الدفاع عن وحدتها.

أما الفصل الثاني، وعنوانه "مصر والاشتراك في حرب 1948"، فتتناول هذا الفصل الموقف العام من فكرة الاشتراك في الحرب والأحزاب التي تحمَّست لدخول الحرب والتيارات المعارضة لها، وموقف الحكومة المصرية وأسباب المعارضة لدخول الجيش المصري الحرب، والظروف التي أدَّت إلى تغيير موقفها بقبول المشاركة، ويأتي أخيرًا موقف الملك فاروق، وتُبرز الباحثة الدوافع والأهداف التي حدت به لتحريك الجيش نحو فلسطين.

والفصل الثالث، وعنوانه "اشتراك الجيوش العربية في حرب فلسطين"، فينقسم إلى أربعة أقسام: القسم الأول يتناول موقف الحكومات العربية من دخول جيوشها الحرب، وما تقرر في مؤتمر عاليه من تدريب وتسليح الفلسطينيين وتكوين جيش التحرير والجهاد المقدس.

والقسم الثاني يوضح أسباب دخول الجيوش العربية الحربَ، خاصةً بعد فشل جيشَي الإنقاذ والجهاد المقدس والمذابح الصهيونية، وطرد العرب ثم إعلان قيام دولة "إسرائيل".

أما القسم الثالث فيبرز الاستعدادات العسكرية للجيوش العربية، وعدد قواتها ودرجة تسليحها. والقسم الرابع يعالج دور الجيوش العربية في الحرب ومراحل القتال، والهدنات التي تخلَّلتها، والانتصارات التي حقَّقتها ثم الإخفاقات التي أدَّت في النهاية إلى الهزيمة.

وأما الفصل الرابع، وعنوانه "الجيش المصري وتطورات الحرب ونتائجها"، وينقسم إلى قسمين: الأول يُبرز دور مصر العسكري في الحرب، والمعارك التي خاضها، والانتصارات التي حقَّقها، والأسباب التي أعاقت استمرار هذه الانتصارات مع تركيز العدو على الهجوم على الجبهة المصرية لإجبار الجيش المصري على الخروج من الحرب بعد الهزيمة التي لحقت به.

أما القسم الثاني فيتناول الحديث عن الهدنة وما ترتب على قبولها من إضعاف موقف الدول العربية وتغيُّر ميزان القوى لصالح "إسرائيل"، بعد تسهيل الدول الكبرى تهريبَ السلاح إلى "إسرائيل"، والخرق المستمر للهدنات، ثم دخول مصر و"إسرائيل" مفاوضات الهدنة في رودس، وتوقيع أولى الاتفاقيات بين الجانب العربي والجانب "الإسرائيلي".

والفصل الخامس، وعنوانه "الموقف العام في مصر من الحرب".. فقد اتَّسم الموقف العام بإجماع الجماهير في الشارع المصري والطلبة في المدارس والجامعات والعلماء والأحزاب والبرلمان والجماعات الدينية على مساندة القضية الفلسطينية، وبذل الجهود لجمع التبرعات والتطوع في الجيش للمشاركة في الحرب من أجل نصرة فلسطين، وقد ركزت الباحثة في هذا الفصل على إبراز دَور الإخوان المسلمين أثناء الحرب والبطولات التي قدَّموها، وقرار حل جماعة الإخوان المسلمين.

أما الفصل السادس والأخير، وعنوانه "ردود الفعل الرسمية في مصر من هزيمة حرب فلسطين"، وينقسم إلى قسمين: الأول يتناول موقف الملك فاروق بعد هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين، ومحاولاته لتهدئة الأمور وامتصاص غضب ضباط الجيش في محاولة منه للإبقاء على عرشه الذي أصبح مهددًا بالإطاحة به.

والقسم الثاني عن موقف الحكومة والجهود التي بذلتها لإزالة آثار الهزيمة عن طريق بناء جيش قوى، وإعادة تنظيمه وتسليحه لحماية حدود مصر الشرقية من العدو "الإسرائيلي".

وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج؛ أهمها:

أولاً: قيام دولة إسرائيل بفضل الجهود الدولية:

إن خروج "إسرائيل" إلى الوجود لم يكن نتيجة معركة أو حرب، ولم تحقِّق الصهيونية أحلامها في فلسطين بجهود بضعة أشخاص من زعمائها، كما أنها لم تظهر على مسرح الأمم المتحدة وتصبح دولةً مستقلةً لها مقعدٌ خاصٌّ بينها نتيجة تحقيق عاجل قامت به لجنة التحقيق الدولية في مايو 1947، وقرَّرت فيه تقسيم فلسطين وإقامة دولتين؛ دولةً للعرب ودولةً لليهود.

إن معركة الصهيونية في فلسطين لم تقرِّرها عوامل داخلية في فلسطين، وإنما قرَّرتها المصلحة التي جمعت بين الدول الكبرى والصهيونية العالمية في الشرق الأوسط.

ثانيًا: موقف الدول الاستعمارية من القضية الفلسطينية:

كان للدول الاستعمارية- خاصةً بريطانيا-دورٌ كبيرٌ في مساندة اليهود لإقامة دولة لهم في فلسطين؛ فقد أراد الاستعمار بتجزئة الوطن العربي حماية مصالحه وتوطيد أقدامه وأن تكون "إسرائيل" أداة هذه التجزئة، والركيزة التي يعتمد عليها في فرضها، وأراد منها أن تكون عاملَ إشغال وتوتر في المنطقة العربية كلها، لصرف جهود الدول العربية عن أعمال التنمية والنهوض بشعوبها، وحصرها في التحسُّب والإعداد للدفاع عن نفسها ضد هذا الخطر، كما قصد منها أيضًا منع الشعب العربي في أرجاء وطنه الكبير من خوض معارك التحرر لإبعاد آخر أثر من آثار الاستعمار في المنطقة.

ثالثًا: دور الدول الكبرى في تحقيق مطالب اليهود:

لعبت الولايات المتحدة دورًا كبيرًا في تحقيق المطالب الزائفة لليهود في فلسطين، وعلى الرغم من تحذير الخارجية الأمريكية من أن هذه السياسة سوف تضر بمصالحها في الشرق، إلا أنها لم تضع ضمن اهتماماتها ردَّ فعل العالم العربي؛ لأنها كانت متيقنة من أنَّ الحكومات العربية عاجزة عن تهديد المصالح الأمريكية تهديدًا فعليًّا وعمليًّا؛ لذا لم تُلقِ بالاً بغضب العرب من القرارات التي تتخذها في فلسطين والتي هي ضد مصالحهم؛ لأن وزن العرب كان- على ضخامته النظرية- ضئيلاً في نظر الدول الكبرى.

رابعًا: دور الجامعة العربية في قضية فلسطين:

عندما تحوَّل زمام القضية الفلسطينية إلى أيدي الجامعة العربية التي استطاعت بريطانيا من خلالها انتزاع قضية فلسطين من أيدي أهلها، ونقلها إلى أيدٍٍ أخرى يسهل التفاهم والتعاون معها على تحقيق السياسة البريطانية في فلسطين، وعندما أضحت الجامعة العربية الناطقة باسمها والموجِّهة لحركة الكفاح فيها على الصعيدين السياسي والعسكري.. ضاعت فلسطين بسبب الأخطاء التي ارتُكبت في معالجة القضية، وبسبب تحكم الاستعمار عن طريق معاهداته وأعوانه في أمر الجامعة.

فشلت الجامعة العربية في لمِّ شمل دول الشرق العربي؛ لما بين رؤساء العرب وملوكهم وحكامهم من تنافر وفُرقة؛ لأن عوامل التفرقة التي بذرها الاستعمار في البلاد العربية كانت أقوى بكثير من صيحات التوحيد؛ لذلك بدلاً من أن تقوى الروابط وتتوحد الغايات ضعفت الروابط وفقدت معها الثقة في إمكانية هذا الكيان من تحقيق مطالب العرب.

كان قرار جامعة الدول العربية بمفاوضة الإنجليز ثم نقل القضية إلى الأمم المتحدة في حال الفشل جاء موافقًا لخطة بريطانيا ومحقِّقًا لرغبة الإنجليز والأمريكان، وقد أثبتت الوقائع أن بريطانيا هي التي تآمرت مع حليفاتها على قيام "إسرائيل"، وعلى استخلاص قرار التقسيم وفرض تنفيذه، ومن الطبيعي- والحالة هذه- أن تكون بريطانيا هي التي وجهت حرب فلسطين في عام 1948 إلى الوجهة التي تريدها، وهي تنفيذ التقسيم وقيام "إسرائيل".

خامسًا: موقف العرب من قضية فلسطين:

افتقر العرب إلى وحدة العمل في المجال الوطني والدولي على السواء؛ وذلك بغض النظر عن الشعارات البرَّاقة التي أعلنوها عن وحدة الصف تارةً، ووحدة الهدف تارةً أخرى، اللهم إلا وحدة عدائهم لـ"إسرائيل" وإنْ اختلفت درجتها من دولة لأخرى.

جهل العرب عدوهم الحقيقي؛ حيث نظروا إلى "إسرائيل" واعتبروها خصمهم وعدوهم الوحيد؛ لذا انصبَّ اهتمامهم على التخلُّص منها واستخلاص الوطن السليب منها، وقد أدَّى هذا التركيز الخاطئ إلى إضاعة وقت طويل، وتحويل الدفع الثوري الشعبي في فلسطين إلى وجهةٍ يريدها الاستعمار، لينطلق حرًّا في تنفيذ مخطَّطه لإقامة الركيزة التي يؤيدها في الوطن العربي، وهي "إسرائيل"، وعندما استفاقت القيادة الوطنية إلى خطئها، كان الأوان قد فات، وباتت الأرض صالحةً لتنفيذ المخطط الاستعماري.

لم تكن القيادات العربية على مستوى القضية أو مستوى المعركة التي كانت تنتظرها؛ فلا استعداد ولا تأهب ولا تقدير صحيحًا لقوة الخصم وطاقاته؛ فقد استهانت الدول العربية ونظرت إلى اليهود على أنهم مجرد عصابات من السهل هزيمتها؛ لذا لم يكلِّفوا أنفسهم عناء جمع المعلومات عن هذا الخصم.

إنَّ عرب فلسطين ، والعرب عمومًا، فشلوا في معظم المعارك التي خاضوها لإنقاذ عروبة فلسطين ؛ لأنهم كانوا غالبًا ما يثقون (بسياسة المطالبات): مطالبة بوقف الهجرة اليهودية، ومطالبة بمنع انتقال الأراضي لليهود، ومطالبة بإلغاء الوطن القومي اليهودي، ومطالبو بإبطال الانتداب، ومطالبة بالاستقلال، وظل العرب يطالبون منذ إصدار تصريح بلفور حتى منتصف الأربعينيات وما بعدها، ولا أحدَ يُصغي إليهم أو يُكلِّف نفسه عناء دراسة مطالبهم ووجهات نظرهم، وكأنما غاب عن العرب أنَّ مثل هذه الأمور الحيوية لا تُطلب، وإنما تؤخذ، وأنهم لم يدركوا بعض ما طالبوا به إلا عندما كفُّوا عن المطالبة وبدءوا النضال السياسي الشعبي والثوري لانتزاع حقوقهم بأنفسهم.

فشلت الدول العربية في الاحتفاظ بفلسطين دولةً عربيةً مُوحَّدةً، على الرغم من عدالة قضيتهم ووضوح الحق العربي؛ لأنه غاب عن العرب بأن الحق ليس هو المقياس الذي أخذت به الدول الكبرى عند النظر إلى القضية الفلسطينية في المنظمة الدولية، كما غاب عنهم سيطرة الدول الكبرى على قرارات المنظمة الدولية، وأخطأ العرب عندما اعتقدوا في عدل هيئة الأمم التي وُجدَت فقط لتخدم الدول الكبرى وتساعدهم في تحقيق أغراضهم الاستعمارية؛ لذا فكان من الطبيعي أن تحبط كل المساعي التي بذلتها الدول العربية، وخاصةً مصر، في سبيل الحفاظ على وحدة فلسطين.

ضاعت فلسطين ، وأُعطِيَ الحق لمن لا حقَّ له، وضاع الحق من صاحبه، وإن كان هذا الحق قد ضاع على أرض فلسطين فإنه لن يعود إلا على ذات الأرض، وإن كان الضمير العالمي في غفلة عن الوصول إلى فهم حقائق التاريخ الثابتة فإن دورًا آخر يقع على عاتق الأمة العربية في تحريك هذا الوجدان العالمي، من خلال الرأي العام العالمي؛ لمعرفة الحقيقة التي ضاعت بين دهاليز منظماته الدولية.

أشرف على الدراسة التي حصلت فيها الباحثة على الماجستير في الآداب بدرجة ممتاز، كلٌّ من الدكتور عادل حسن غنيم أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة عين شمس، والدكتور زين العابدين شمس الدين نجم أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، والدكتورة عايدة السيد إبراهيم سليمة أستاذ مساعد بكلية البنات جامعة عين شمس.


.


للمزيد عن جهود الإخوان تجاه فلسطين وحرب 1948م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

.

تابع أحداث في صور

وصلات فيديو

أقرأ-أيضًا.png
مرشدو الإخوان والقضية الفلسطينية
الإمام حسن البنا والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد حامد أبو النصر والقضية الفلسطينية

الأستاذ مصطفي مشهور والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد المأمون الهضيبي والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

تابع الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

الدكتور محمد بديع والقضية الفلسطينية