الانتخابات البلدية في تركيا.. العدالة بلا منافسين أقوياء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الانتخابات البلدية في تركيا.. العدالة بلا منافسين أقوياء
الدعاية تملأ الشوارع التركية قبل الانتخابات.jpg


إسطنبول- سعد عبد المجيد:

بمناسبة قرب إجراء الانتخابات العامة البلدية يوم 29/3/2009م أوضحت دراسة تحليلية جامعية صادرة عن وقف البحوث والدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي (SETA) أن الحزب الجمهوري لا يمثل أي تنافس قوي على الحكم في مواجهة حزب العدالة والتنمية، وإذا غيّر حزب الحركة الوطنية المعارض تشدده القومي، واتَّبع سياسة تتجاوب مع التغييرات المجتمعية وميول الجماهير يمكن أن يأخذ مكانة الحزب الجمهوري الحالية كممثل للمعارضة البرلمانية الرسمية، والمعارض الأول للعدالة والتنمية في السنوات القادمة.

الحركة الوطنية مكان الجمهوري

الدراسة المذكورة أشرف عليها الدكتور حسين يامان عضو هيئة التدريس بجامعة غازي التركية، وأكدت أن الحزب الجمهوري (يسار الوسط العلماني) بقيادة دنيز بايقال لا يشكل أي تهديد أو منافس قوى على الحكم في مواجهة حزب العدالة والتنمية (المحافظ الديمقراطي) بقيادة رجب طيب أردوغان.

كما أن حزب الحركة الوطنية المعارض بقيادة دولت باغجلي في ظل موقفه القومي المتشدد، لا زال يحصل على خريطة مبعثرة داخل كعكة الانتخابات التركية؛ خصوصًا مع عدم وجود أي دعم له بمناطق شرق وجنوب شرق تركيا حيث الأكثرية الكردية، ولا يوجد ما يجعله يغير هذه الخريطة في المنظور القريب رغم اتباعه سياسة "الإسلام التركي" التي تتوافق مع القيم والمبادئ المحلية التي يجد من خلالها الدعم في مناطق وسط الأناضول وبعض مناطق ساحل البحر الأبيض، غير أنه يمكن أن يحدث تغيّرًا في المدى المتوسط في حالة تخليه عن "القومية الضيّقة" واتباع "القومية الشاملة".

واعتبرت الدراسة التحليلية وقوف حزب الحركة الوطنية بعيدًا عن أي نقد أو دعم لتنظيم أرجاناكون الانقلابي؛ خطوةً إيجابيةً كبيرة نحو تثبيت موقف الحزب بين الجماهير.

طلب وِد الناخب العَلَوي

وأضافت الدراسة: "في الوقت الذي يسعى الحزب الجمهوري ناحية كسر سيطرة حزب العدالة والتنمية على شئون الحكم البلدي عبر إظهار دعمه وتأييده لحرية المرأة في ارتداء الحجاب، خلال حملته الانتخابية الحالية؛ فإن حزب الحركة الوطنية ذهب جهة تأييد التوجهات الإيجابية الجديدة في التعامل مع الطائفة الشيعية العلوية.

ومع هذا ترى الدراسة أن شخصية أردوغان الجماهيرية لن تسمح لحزب الحركة الوطنية بتحقيق نتائج عالية في انتخابات 29/3/2009م البلدية.

القرآن والحجاب

وحول سير الحملة الانتخابية البلدية يُعد حرية ارتداء المرأة للحجاب أبرز مفردات المواجهة بين العدالة والجمهوري؛ حيث فجر الاعتداء على المحجبة قيمت أوزجور ومنعها من الوجود في مقر انتخابي تابع للجمهوري بإسطنبول بسبب حجابها، مدى مصداقية طرح الجمهوري قبوله لحق المحجبات، وقالت المحجبة التي تم الاعتداء عليها للإعلام يوم 3/3/2009م إنها تعمدت اختبار مصداقية الجمهوري فتبيّن أن هدفه جمع الأصوات فقط بالخديعة.

حزب أردوغان يتفوق على منافسيه في معظم المحافظات

اردوغان والعلم.jpg

هذا وكلما أظهرت نتائج الاستطلاع المحلية تقدم العدالة والتنمية على جميع الأحزاب الـ 19 التي ستخوض الانتخابات البلدية يوم 29 مارس الحالي، وأنه سيكون الفائز بالمرتبة الأولى بنسبة بين 42- 49%، كلما ازدادت الحملة الانتخابية الميدانية سخونةً وضراوةً بين المرشحين؛ خصوصًا في محافظات إسطنبول وأنقره وإزمير وقوجالي وديار بكر ومرسين وآنطاليا؛ حيث يواجه عبد القادر طوب باش رئيس بلدية إسطنبول عن العدالة منافسين بارزين من الجمهوري (كمال قيليطش دار أوغلو)، ومن السعادة (محمد بكار أوغلو).

وعلى مستوى مناطق إسطنبول وبلدياتها الفرعية تعد بلدية بايليك دُوزًو غرب المدينة أشد الدوائر سخونة؛ بسبب نزول رئيس البلدية الحالي وهبي أوراقجي كمستقل بعد رفض العدالة التجديد له، ووضع يوسف أوزون مرشحًا لهذه البلدية الشابة، بينما غيّر ولي الدين قوتشوق رئيس بلدية بلدة جُوربينار انتمائه الحزبي من "الوطن الأم" إلى "الحركة الوطنية"، ويخوض المنافسة على رئاسة البلدية الجديدة برصيد 15 سنة خدمات محلية؛ مما سيجعل الفوز برئاسة هذه البلدية بفارق أصوات قليلة نتيجة لقوة الحزب الحاكم وإمكاناته ووجود مرشحين منافسين لهما رصيد خدمات قوية جدًا.

في العاصمة أنقره تشتد المواجهات بين مليح جٌوكشة رئيس البلدية عن العدالة والتنمية وصاحب رصيد خدمات قدرها 15 سنة، وبين مراد قرايالجين مرشح الحزب الجمهوري (رئيس الحزب الاجتماعي الشعبي ووزير الخارجية الأسبق)، وهو نفس المنافس لجُوكشَة في انتخابات عام 2004م، وهناك منافسة شديدة جدًا بين رئيس بلدية منطقة شانقايا التي يقع فيها رئاسة الجمهورية ويسيطر عليها الجمهوريون وبين مرشح العدالة والتنمية بولنت أقارجالي (عضو البرلمان السابق عن الوطن الأم).

أما في مدينة إزمير الساحلية، والتي تعد المدينة الثالثة ب تركيا من حيث عدد السكان والأهمية الاقتصادية والصناعية والسياسية، وبنفس الوقت واحدة من أبرز معاقل العلمانية، يتنافس رئيس البلدية الحالي عزيز قوجا أوغلو عن الحزب الجمهوري مع طه أقصوي عضو البرلمان عن العدالة والتنمية، وهو نفس المنافس القوى الذي نازله في انتخابات 2004 م وخسرها بفارق أصوات ضئيلة.

محافظة مرسين على ساحل البحر الأبيض والتي يسيطر عليها الجمهوريون منذ سنوات طويلة يسعى العدالة والتنمية للفوز بها وإسقاط مجيد أوزجان رئيس البلدية الذي يديرها منذ 10 سنوات، وحقق إنجازات كبيرة وله حضور ووجود شعبي؛ بسبب ميل الناخب فيها للتيار العلماني الجمهوري.

ديار بكر

محافظة قوجالي غرب تركيا التي تبوأت مكانة اقتصادية متصاعدة في السنوات الماضية بعد الطفرة الصناعية التي تشهدها؛ تشهد هي الأخرى تنافسًا قويًا بين رئيس البلدية الحالي إبراهيم قرا عثمان أوغلو عن العدالة، مع صفا سيرمن من الجمهوري والذي سبق وترأس هذه البلدية قبل عام 2004 م، ويحاول مرشح الجمهوري استعادة المقعد عبر وعود بإطلاق حرية دورات تعليم القرآن الكريم.

وفي محافظة ديار بكر ذات السيطرة الكردية ويديرها عثمان باى دمير من حزب المجتمع الديمقراطي (كردى)، يسعى العدالة والتنمية لكسر سيطرة المجتمع عليها من خلال بعض الإنجازات المتعلقة بالقضية الكردية مثل إطلاق أول قناة تلفزيونية رسمية باللغة الكردية في الأول من يناير 2009 م.

المصدر

للمزيد عن علاقة الإخوان بتركيا

وصلات داخلية

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أعلام من تركيا

أخبار متعلقة

وصلات خارجية


وصلات فيديو