صحف العالم: فوز "العدالة" تفويض لسياسة أردوجان وضعف فرص بلير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صحف العالم: فوز "العدالة" تفويض لسياسة أردوجان وضعف فرص بلير
اردوجان يدلى بصوته فى الانتخابات.jpg

تقرير- حسين التلاوي

لا تزال أصداء الفوز الكبير الذي حقَّقه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات العامة المبكرة في تركيا تحتلُّ مكانها في صحف العالم حتى اليوم الثلاثاء 24/7/2007 م، بالإضافة إلى بعض الموضوعات الأخرى من الملفات الحساسة في الشرق الأوسط، مثل احتمالات نجاح توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية الجديد.

البداية تكون مع فوز العدالة؛ حيث خصصت الـ(جارديان) البريطانية افتتاحيتَها للحدث، وقالت في العنوان إن ما حدث هو "تفويضٌ لسياسة التحديث"، وتقول في البداية إن الفائز الحقيقي هو رئيس الحكومة التركية وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوجان الذي وصفته الجريدة بـ"الإصلاحي"؛ حيث حقَّق فوزًا أنهى الأزمة السياسية التي ضربت البلاد بسبب الصراع بين الحزب والعلمانيين، مشيرةً إلى أن أردوجان حقَّق في تلك الانتخابات انتصارًا أهم بكثير من مجرد النجاح في تقديم مرشح لمنصب رئيس الدولة الذي يُعتبر بصورة أو بأخرى "منصبًا شرفيًّا".

وذكرت الجريدة أن الفوز الكبير الذي حقَّقه العدالة والتنمية لا يعني فقط أن الشعب التركي أعلن رفضَه للطبقات السياسية التقليدية في البلاد من قوميين وعلمانيين، ولكنه منح أردوجان تفويضًا من أجل مواصلة سياساته الإصلاحية.

وتردُّ الجريدة على انتقادات العلمانيين ل حزب العدالة والتنمية بأن له أجندةً خفيةً، تتمثل في أنه سيسعى لتقويض أسس العلمانية التي وضعها كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية العلمانية في البلاد بالقول إن العلمانيين يجب ألا ينتظروا أردوجان أو حزبه لكي يغيِّر من الأسس التي تقوم عليها الدولة التركية، بل عليهم هم أنفسهم إصلاح النظام السياسي الذي وضعه أتاتورك بالتخلص من السلبيات فيه، وفي مقدمتها تدخل الجيش في الحياة السياسية؛ الأمر الذي يسهم فيما بعد في تنمية الديمقراطية التركية، ويؤدي في النهاية إلى عملية تحديث كامل في المجتمع التركي.

وتعود الافتتاحية فتقول إن حزب العدالة والتنمية من ناحيته عمل بالفعل على تحسين الوضع الاقتصادي العام في البلاد، واستطاع تحقيق نجاحات كبيرة في ذلك، إلى جانب بدئه عمليات تحديث مجتمعية كبيرة، تمثلت إحداها في اهتمام الحزب بتوسيع دور المرأة في المجتمع التركي، وهو ما وضح في دخول عدد كبير من النساء للبرلمان على قوائم حزب العدالة، وبالإضافة إلى ذلك فقد قام رجب طيب أردوجان بإدارة الملف الكردي بصورة جيدة أعطته الكثير من أصوات أهالي المناطق الكردية في الجنوب الشرقي، فبدلاً من حصول الحزب على 26% من أصوات تلك المناطق في انتخابات العام 2002 م فقد حصل على الضعف بفوزه بـ52% في الانتخابات الأخيرة، وهو ما يعني نجاح سياسة الحزب في التعامل مع الملف الكردي.

وتنتهي الجريدة بالقول إن إصلاح المجتمع التركي المتعدد في ثقافاته وأعراقه أمرٌ بالغ الصعوبة، مع وجود الكثير من الملفات الشائكة، ومن بينها ملف التدخل العسكري في شمال العراق لضرب الأكراد الذي تدخل فيه العديد من العوامل السياسية والإستراتيجية والاجتماعية، إلا أن الجريدة تقول إن رجب طيب أردوجان هو الرجل المناسب للتعامل مع تلك الأوضاع.

تركيا والأكراد

أما الـ(إندبندنت) البريطانية فقد أشارت في تقرير لها- من إعداد نيكولاس بيرك في إسطنبول- إلى أن حزب العدالة والتنمية حقَّق فوزًا كبيرًا في تلك الانتخابات على كلٍّ من العلمانيين والقوميين الذين وضعوا الملف الكردي على قائمة أولوياتهم.

ويقول السياسي الكردي وعضو البرلمان المنتخب أورهان ميروجلو: إن التهديدات التي أطلقها العسكريون والعلمانيون والقوميون بضرورة اجتياح شمال العراق لم تنجح في جذب الأصوات، ولكن ما نجح في ذلك هو الوجدان الجمعي والديمقراطية المدنية التي تقوم على رفض التدخل العسكري في الدول الأخرى، وتشير الجريدة إلى أن هناك العديد من الاعتبارات التي سوف تمنع اندلاع قتال في شمال العراق: الأول منها عدم رغبة العدالة والتنمية في شنِّ الحرب، والثاني أن حوالي 2.7 مليار دولار من حجم التجارة بين تركيا وكردستان العراق في يد الأكراد الأتراك.

وفي الكيفية التي يمكن من خلالها التعامل مع الأزمة يقول أوميت أوزداج- أحد قيادات حزب الحركة الوطنية المتطرف والمرشح السابق لرئاسة الحزب-: إن على تركيا فرضَ عقوباتٍ اقتصاديةٍ على الأكراد الأتراك؛ إلا أن السفير التركي السابق لدى الولايات المتحدة فاروق لوجوجلو يرى أن الحكومة التركية يجب أن تتحدث مع القيادات العراقية، وفي مقدمتها رئيس الحكومة جواد المالكي، مشيرًا إلى أن حزب العدالة والتنمية قادرٌ على الدخول في هذا الحوار استنادًا إلى التفويض الشعبي الممنوح له في تلك الانتخابات.

الفشل المتوقع لبلير

وكما تناولت الصحف النجاح الذي حقَّقه أردوجان في الانتخابات التركية فقد تناولت أيضًا شخصية رئيس الحكومة البريطانية توني بلير وفُرَص النجاح أمامه في وظيفته الجديدة كمبعوث اللجنة الرباعية الدولية الحالي.

وفي الـ(نيويورك تايمز) الأمريكية أشار تقرير من إعداد إيزابيل كيرشنر إلى أن المهمة الرئيسية ستكون العمل على تحسين مستوى الاقتصاد الفلسطيني، ولعب دور الوسيط العام بين الفلسطينيين والصهاينة، وهو الدور الذي سيدين فيه بلير بالولاء للولايات المتحدة.

ويضيف التقرير أن الفلسطينيين لا يتوقَّعون أي جديد من بلير، وينقل عن المحلل السياسي غسان الخطيب قوله إن بلير قال إن "الإدارة الأمريكية" هي التي ستحكم مسار التفاوض بين الجانبين، وهو ما يعني تسليمًا كاملاً من بلير للأمريكيين؛ الأمر الذي ينفي أية فرصة لتحقيقه تقدمًا ملموسًا في المفاوضات بين الفلسطينيين والصهاينة.

وفيما يتعلق ب حركة حماس قال القيادي البارز في الحركة محمود الزهار: إن استثناء بلير لحماس من جولته في المنطقة يعني أنه يغامر بفقدان مصداقيته، ويضيف التقرير أيضًا أن رئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت أكد أنه لن يتفاوض مع الفلسطينيين حول قضايا الوضع النهائي في الفترة الحالية، وهو ما يعني أن بلير بالفعل لا فرصة أمامه في مهمته الجديدة.

ويورد التقرير تصريحات جيمس وولفنسون- المبعوث السابق للرباعية- الذي قال إنه بذل الكثير من المجهود والوقت بل وحتى الثروة الشخصية من أجل تحقيق إنجاز ما على الأرض بين الفلسطينيين، إلا أنه فشل لأنه لم يحصل على السلطات الكافية لتحقيق أفكاره.

وفي الـ(جارديان) البريطانية أشار تقرير إلى أن الكيان الصهيوني سيكون العقبة الرئيسية أمام بلير إذا ما فكَّر في القيام بأي شيء إيجابي، فتشير إلى رفض الصهاينة أن يخرج بلير عن حدود الدور المرسوم أمامه، وهو قيامه بتأهيل الاقتصاد الفلسطيني والتنسيق بين الجانبين الصهيوني والفلسطيني في بعض القضايا البسيطة غير المحورية.

كما ينقل التقرير أيضًا عن تقرير لجنة الاتحاد الأوروبي في مجلس اللوردات البريطاني تحذيره من أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية تتردَّى بصورة كبيرة جدًّا؛ بسبب سوء تعامل اللجنة الرباعية الدولية مع الأزمة، مطالبةً بضرورة تدخل الاتحاد الأوروبي بصورة أكبر في القضية الفلسطينية؛ الأمر الذي يعني أن اللجنة الرباعية تفقد دورها لصالح القوى الدولية التي تسيطر عليها، وما لم يقلْه التقرير هو أنه بما أن الولايات المتحدة هي القوة الكبرى دوليًّا فهذا يعني أنها سوف تكون صاحبة التأثير الأكبر على اللجنة الرباعية لتحقق مصالحها.

إطلاق ممرضات وطبيب "الإيدز"

الـ(لوفيجارو) الفرنسية تناولت القرار الليبي بإطلاق سراح الممرضات البلغاريات الخمسة والطبيب الفلسطيني الذين كانوا متهمين في قضية "أطفال الإيدز"، رغم الحكم الصادر عليهم بالمؤبد بعد تخفيفه من الإعدام.

وأشارت الجريدة إلى أن ذلك القرار الليبي يأتي في إطار الصفقة التي عُقدت بين الجانبين الأوروبي والليبي؛ حيث حصلت ليبيا على التعويضات، وبالتالي "شعرت بالرضا"؛ مما دعاها إلى إخراج الممرضات والطبيب الذي حصل على الجنسية البلغارية في وقت سابق.

ولأنها فرنسية، فقد ركَّزت الجريدة على الموقف الفرنسي؛ حيث قالت إن الممرضات والطبيب وصلوا إلى بلغاريا على متن طائرة خاصة فرنسية بصحبة السيدة الأولى الفرنسية سيسيليا ساركوزي.

وبالإضافة إلى ذلك فقد نقلت عن الأمين العام للإليزيه كلود جيون قوله: إنه "يوم سعيد بخاصة لفرنسا"، في إشارةٍ إلى حجم السرور الفرنسي بتلك الضربة الدبلوماسية الناجحة التي تعيدهم إلى السياسة الدولية مرةً أخرى بعد فترة من الانزواء وراء تحركات السياسة الأمريكية، كما نقلت عنه تأكيده أن الرئيس الفرنسي سيقوم بزيارة إلى ليبيا خلال "اليومين القادمين" في دلالةٍ على أن الفرنسيين استطاعوا تحقيق انتصار دبلوماسي كبير في هذه

المصدر

للمزيد عن علاقة الإخوان بتركيا

وصلات داخلية

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أعلام من تركيا

أخبار متعلقة

وصلات خارجية


وصلات فيديو