المحاور الخارجية في سياسات المشروع السوري

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المحاور الخارجية في سياسات المشروع السوري



علم سوريا.gif

يستند مشروعنا إلى رؤية تاريخية، ونظرة مستقبلية لدور سورية المتميز في مسيرة الأمة والتي يشكل الإسلام الروح الحقيقية لحضارتها المجيدة، فقد كانت سورية –ولم تزل- بمثابة القلب لمنطقة بزغ منها فجر الحضارة الإنسانية، وانطلقت منها الديانات السماوية، وأرست أسس الحضارة الإسلامية بالشرق، وكانت الجسر الذي انطلقت عبره إلى المغرب و الأندلس.

ومع أن هذا الدور الريادي لبلادنا لم يعد موجودا، وغابت سوريا كما غاب غيرها من أقطار العالم الإسلامي في غيبوبة التخلف قرونا طويلة, ولم تكد تخرج من عهود الاستعمار الفرنسي حتى أصيبت بالانقلابات العسكرية المتوالية، والأنظمة العسكرية الشمولية، مع كل هذا فإن جماعتنا ترى لسورية مستقبلا مميزا في المواءمة ما بين تراثها الإسلامي المجيد، وبين التفاعل الإيجابي مع معطيات العصر لإطلاق نهضة شاملة على كل الصعد الثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، تكون مصدر فخر واعتزاز لكل من ينتمي إليها, ونحن واثقون من قدرة الشعب العربي السوري على الوقوف الموقف الوطني المستعد للبذل والعطاء في سبيل رفعة الأمة وعزتها.


الفصل الأول (الأسس العامة للسياسة الخارجية)

ترى الجماعة أن السياسة الخارجية لسوريا المستقبل إنما ينبغي أن تستند ابتداء" إلى حقيقة أولية وهي أننا وقبل كل شيء جزء من أمة, وحدها الإسلام قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام , فأصبح لها بهذا الإسلام كيان حضاري متميز ذو رسالة إنسانية و أخلاقية سامية , وأن ما يجمعنا مع أمتنا العربية , ومن ورائها العالم الإسلامي بأسره من دين ولغة وثقافة وتاريخ مشترك ومصير ومستقبل واحد أكبر من كل ما يفرقنا ويشتتنا , ولن ننهض من كبوتنا، ونحقق آمالنا وننجز مشروعنا الحضاري إلا بقدر اقترابنا من هذه الوحدة، وتوافقنا معها والتزامنا بها.

انطلاقاً من هذه القاعدة الكبرى فإننا نرى أن أسس السياسية الخارجية لوطننا يجب أن تكون:

1- الالتزام الحقيقي والصادق بقضايا الوطن والأمة , ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يقوده الصهاينة في فلسطين المحتلة .

2- صياغة المواقف، وبناء العلاقات الدولية، وفقا لمصلحة قضايانا العادلة.

3- الالتحام الحقيقي بين الشعب والحكومة، لأن ثقة الشعب بالحكومة، وصحة تمثيلها له هو الكفيل بقدرتها على مواجهة الضغوط الخارجية.

4- السعي لتحقيق مشروع عربي وإسلامي شعبي يوحد الطاقات لمواجهة الخطر المشترك ومواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الأمة، وتفجر مكامن القوة فيها وتحررها من التبعية لغيرها .

5- السعي لإنشاء صيغة وحدوية فاعلة، تتجاوز جامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي التي اقتصرت على التنسيق الهش، وذلك بالبدء بخطوات توحيدية حقيقية على مستوى السوق الاقتصادية والتعاون العسكري والتكامل السياسي.

6- الإدراك الواقعي لحدود إمكانياتنا المتاحة، إلا أن هذه الواقعية ينبغي ألا تكون مرادفا للعجز والسلبية، فإمكاناتنا المتاحة ليست قليلة، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، ويجب توظيفها بالشكل المناسب لتحقيق أفضل الممكن.

7- اعتبار السلم أساسًا للعلاقات الدولية، وعدم الاعتداء على الآخرين، مع احترام خصوصياتهم الثقافية والسياسية , والإيمان أن اختلاف الثقافات والأجناس ليس ذريعة لعدوان جنس على جنس أو ثقافة على أخرى، بل هو مدعاة للحوار والتعارف، مصداقا لقوله تعالى (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) ، خاصة وأن التطور الهائل في الاتصالات يتيح فرصا للحوار والتفاهم بين الشعوب لم تكن متاحة من قبل .

8- احترام العهود والمواثيق, و ديننا الحنيف هو الذي شرع لنا منذ فجر الإسلام الوقوف عند التعهدات والالتزامات التي نرتبط بها مهما بدا لنا من مصلحة ظاهرة في نقضها أو التخلي عنها ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ) .


الفصل الثاني (دوائر العلاقات الخارجية)

استناداً إلى الأسس العامة لسياستنا الخارجية, فان الجماعة تتبنى السياسات التفصيلية التي نتبناها في العلاقات الخارجية لسوريا وفق الدوائر التالية: القضية الفلسطينية ، العلاقات العربية ، العلاقات الإسلامية، العلاقات الدولية.


أولاً: القضية الفلسطينية

لا شك أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعالمين العربي والإسلامي، وهي المحور الذي تدور حوله أو تنبثق عنه معظم القضايا المصيرية للأمة.

ولا شك أيضا أن أرض فلسطين المحتلة بما تحمله من أبعاد دينية وتاريخية وحضارية، تدخل في صميم المكونات النفسية والثقافية لشعوبنا، وتشكل تحديا حضاريا، وجرحا في قلب العالم العربي والإسلامي، ما زال ينزف حتى هذه اللحظة.


إن المتتبع للقضية الفلسطينية لابد أن يلاحظ القضايا التالية:

1- عاش الشعب الفلسطيني فوق أرضه بشكل متواصل منذ أكثر من ألفي عام، وحمل الهوية العربية الإسلامية منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، وهو يطرد اليوم من أرضه، ومن حقه أن يعود إليها، وحق العودة حق دائم لا يسقط بالتقادم، ولا تستطيع أي جهة نقضه أو التخلي عنه.

2- تميز المشروع الصهيوني منذ نشأته بأنه مشروع استيطاني يقوم على اغتصاب الأرض، وتشريد شعبها، وقد اعتمد في قيامه على إرهاب المنظمات (شتيرن، أرغون، .....)، ويمارس حاليا إرهاب الدولة بتدمير المنازل، وتجريف الأراضي الزراعية، وقتل السكان المدنيين الآمنين.

3- الكيان الصهيوني كيان توسعي، ويشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي للدول المحيطة به، ومازال يحتل أراضي دول عربية مجاورة متحديا الشرعية الدولية، وهو يعتمد على قوة بشرية، وعسكرية متطورة، وكذلك على دعم عسكري واقتصادي ودبلوماسي لا محدود من دول نافذة، أهمها الولايات المتحدة الأمريكية.


إن الجماعة تدعو إلى إتباع السياسات التالية تجاه القضية الفلسطينية:

1- إعادة القضية إلى بعدها العربي والإسلامي، وعدم حصرها في البعد الفلسطيني، والنظر إلى الشعب الفلسطيني المجاهد على أنه جندي الخندق الأول في الدفاع عن الأراضي المقدسة.

2- دعم الشعب الفلسطيني لمقاومة الاحتلال الصهيوني على كافة المستويات، وفي كل المجالات، والإيمان بأنها مقاومة مشروعة، توجبها الأديان السماوية، والشرائع الأرضية، ورفض وجهة نظر الصهاينة التي تساوي بين مقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة، وبين الإرهاب وإحباط جهودهم لفرض وجهة نظرهم هذه على العالم. إننا ندعو لدعم المقاومة للمبررات الشرعية:

أ‌- لأنّ الشعب الفلسطيني شعب عربي مسلم شقيق أعتدي عليه وله علينا حق النصرة.

ب‌- لأنها تحقق جزءاً من سياستنا التي تدعو إلى دعم القضايا العادلة، والشعوب المستضعفة، للحصول على حقوقها.

ت‌- لأننا بدعمها إنما ندعم خط المواجهة الأول لحماية الأمن القومي للدول المجاورة للكيان الصهيوني ضد ممارساته التوسعية.

ث‌- لأن الاعتداء الصهيوني على فلسطين يعتبر عدوانا على الأمة كلها، وإذا لم يستطع المسلم المشاركة في المقاومة فإن دعمها هو أقل الواجب.

3- دعم حق الشعب الفلسطيني المشتت في عودته لأرضه.

4- التخلي عن الوهم الشائع بأن المفاوضات في ظل هذه الموازين المختلة هو الخيار الاستراتيجي الوحيد أمام الفلسطينيين للحصول على حقوقهم، إذ لابد من الاحتفاظ بخيار المقاومة باعتبارها الخيار الأساسي في مواجهة الاحتلال.

5- إطلاق جميع الخيارات لتحرير الجولان وكافة الأراضي المحتلة.

6- تفعيل المقاطعة، ومقاومة كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.

7- إعداد مشروع إسلامي عربي شامل يعتمد المواجهة الجادة للمشروع الصهيوني الاستيطاني، يحرر الإنسان العربي من الخوف والعجز والمهانة، ويحرر المجتمعات العربية من الاستبداد والتخلف، ويوجد برامج طموحة للتقدم والتنمية والبناء، ويحقق أقصى فعاليات التعاون بين الدول العربية والإسلامية.

8- مخاطبة المنظمات الشعبية والثقافية والسياسية، ومنظمات حقوق الإنسان في العالم، ودعوتها إلى الالتزام بمبادئها في رفض سياسة الكيل بمكيالين، التي ميزت التعامل مع القضية الفلسطينية.


ثانياً: دائرة العلاقات العربية

تنطلق نظرة الجماعة إلى العلاقات العربية من إيمانها بوحدة هذه الأمة تاريخا ومآلا , حاضرا ومستقبلا ,وأن التجزئة السياسية, ورغم أنها واقع قائم لا يمكن إنكاره , إلا أنها حالة عرضية في حياتنا ينبغي أن تنتهي بأسرع وقت , وينبغي أن تكون كل الجهود متجهة لتحقيق وحدة الأمة مهما طال الزمن. والجماعة تدعو للسياسات التالية في دائرة العلاقات العربية:

1- طرح وتبني سياسات عربية مشتركة في كافة الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية, والعمل على إنجاح هذه السياسات ودعمها بالبرامج العملية المناسبة .

2- تدعيم الروابط الوثيقة بين شعوب الدول العربية, عبر كافة الوسائل, ومن أهمها إنشاء ودعم التنظيمات الشعبية والحكومية التي تساعد على زيادة التلاحم بين الشعوب وتوحد بينها .

3- السعي لإلغاء كل الحواجز والقيود التي تحول دون اندماج الشعوب العربية مع بعضها, ابتداء" بحرية تنقل الأفراد, وانتهاء" بحقوق المواطنة الكاملة لكل عربي في أي بلد عربي آخر, والتحرك في هذا الاتجاه عبر سن القوانين المشتركة في كافة المجالات .

4- التأكيد خاصة على قيام السوق العربية المشتركة بشكل فعلي , وسن القوانين والأنظمة التي تحرر التجارة بين الدول العربية وتشجع رؤوس الأموال العربية على التنقل بحرية في كافة الأقطار .وكذلك دعم المشاريع الاقتصادية المشتركة التي تساعد على تحقيق التكامل الاقتصادي العربي .

5- الاهتمام بصورة خاصة بدعم الجهود والنشاطات الثقافية والعلمية والتربوية المشتركة ,ودعم المؤسسات التي تعنى بالاندماج الثقافي لتكوين الأرضية المناسبة للاندماج الواقعي .

6- التأكيد على احترام سيادة الدول العربية وحقوقها القطرية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية, والعمل على تحقيق الأهداف السابقة عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية المعترف بها, وعبر الاختيار الشعبي الديمقراطي الحر لكل قطر.

7- إقامة علاقات سياسية واقتصادية خاصة ومتميزة مع الشقيقة لبنان، تراعي المصالح الكثيرة، والروابط العديدة المتبادلة بين الشعبين والدولتين.

8- العمل على إيجاد صيغة ما لاتحاد العرب بحيث تصبح البلاد العربية: الولايات المتحدة العربية، وهذا أقرب إلى إمكانية التطبيق العملي من الوحدة الاندماجية، مستفيدين من تجربة الاتحاد الأوربي الحديثة. ولنا بخصوص العراق الشقيق موقف نحرص على تسجيله:

لقد عارضنا – وما زلنا نعارض- التدخل في شؤون المنطقة، ومن ذلك موقفنا الرافض للعدوان على العراق ، مؤكدين على وحدة الشعب العراق ي والأرض العراق ية. ونطالب بالحرية لأشقائنا في العراق ، وتمكينهم من رسم مستقبلهم لأنفسهم، والتحكم بثرواتهم. نتمنى لشعب العراق المزيد من الالتحام الوطني، ونندد بكل محاولات زرع الفتنة على اختلاف راياتها وشعاراتها.


ثالثاً: دائرة العلاقات الإسلام ية

إن منطلق الجماعة في السياسة المتعلقة بدائرة العلاقات الإسلام ية هو المبدأ الإسلام ي الأساسي الذي نص عليه كتاب الله عز وجل: (وأن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون)، والذي بينه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).

ولئن كان واقع المسلمين اليوم بعيدا عن هذا المثال الذي وضعه الرسول الكريم ، فإن من واجبنا ونحن نتحدث عن السياسة الخارجية لبلادنا أن نبين أن هذا هو الهدف العام الذي نتمناه لعلاقاتنا في إطار العالم الإسلام ي الذي يشكل إحدى أكبر التجمعات في عالم اليوم، ويملك طاقات هائلة على الصعيد البشري والاقتصادي وذخرا كبيرا من القيم والمصالح المشتركة.

والجماعة وهي تدرك أننا نعيش في عالم من التكتلات الإقليمية والدولية يقتضي أن تحول هذه الأماني إلى مؤسسات وأنظمة تغير من واقع المسلمين على الأرض، وتمكنهم من التعامل مع تكتلات اليوم بنفس المنطق والأساليب، كتلة إسلامية عالمية تتشابك علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، في إطار محكم ومتطور من التنظيم والفعالية تساعد المجتمعات الإسلام ية على التخلص من تخلفها، وتساهم بإيجابية في تطور مسيرة الحياة البشرية، وتعتمد الحوار الحضاري بدلا من الصراع في التعامل مع الآخرين.


واستنادا إلى هذه النظرة العامة فإن الجماعة ترى تبني السياسات التالية:

1- تشجيع كل فرص الحوار والتواصل والتعارف بين الشعوب الإسلام ية، ونشر اللغة العربية لغة القرآن الكريم، وإقامة المؤسسات الثقافية والتعليمية والتربوية التي تعنى بتعميق الهوية الثقافية المشتركة للمجتمعات الإسلام ية.

2- إقامة سوق إسلامية مشتركة، تشجع على التبادل التجاري، وإقامة المشاريع المشتركة، وتسهل حركة تنقل رؤوس الأموال والخبرات بين الدول الإسلام ية، كي تستفيد من الإمكانيات الهائلة التي يزخر بها العالم الإسلام ي، وتطوير هذه الإمكانيات لخدمة شعوبها.

3- توثيق الصلات مع الأقليات والجاليات الإسلام ية في الدول المختلفة ( خاصة في أوربا وأمريكا)، للمحافظة على هويتها الإسلام ية، والمشاركة البناءة في الدول التي تعيش فيها، وأداء دورها في خدمة القضايا العربية والإسلام ية .

4- تفعيل وتدعيم مؤسسات العمل الإسلام ي المشترك في كل مجال، مثل منظمة المؤتمر الإسلام ي، والمساهمة الفاعلة في تطوير هذه المؤسسات لإنجاز مهامها بكفاءة واقتدار.

5- مواجهة التغلغل الصهيوني في بعض الدول الإسلام ية، وإجراء المزيد من الصلات والعلاقات الهادفة إلى توسيع دائرة التفهم لقضية الحق العربي والإسلام ي في فلسطين، وخطر المشروع الصهيوني على الأمة كلها.

6- تطوير العلاقات العربية باتجاه التنسيق ثم الوحدة، والنظر إلى وحدة العالم العربي الأساس الذي لابد منه لتحقيق عالم إسلامي متفاهم ومتعاون.

7- اعتبار العالم الإسلام ي بعد العالم العربي، المجال الأول لحركتنا الدبلوماسية والسياسية، والعمل على توحيد مواقف الدول الإسلام ية، لإبراز كتلة إسلامية مستقلة للوجود، تقوم على المصالح المشتركة فيما بينها، وتحافظ على الخصوصيات والاعتبارات السيادية.


رابعاً: دائرة العلاقات الدولية

منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وبروز نظام القطب الواحد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، شهد ميدان العلاقات الدولية تحولا كبيرا في طبيعة العلاقات بين الدول المختلفة، والقوانين الناظمة لها، سواء على المستوى النظري أم على المستوى العملي، وتبلورت مفاهيم جديدة في العلاقات الدولية مثل العولمة, والنظام العالمي الجديد. أما من الناحية العملية, ورغم الحديث المتكرر عن حقوق الإنسان والقيم الديموقراطية , فقد شهد العالم تراجعاً واضحاً في الاحترام الفعلي لهذه الحقوق والقيم, لصالح القوة والهيمنة ذات القطب الواحد, وتقلصت مساحة السيادة القطرية أمام التدخل الخارجي تحت ستار المنظمات الدولية وكذلك برز التطبيق الانتقائي, حسب رغبة الدول الكبرى, للقوانين الدولية فيما يعرف بسياسة الكيل بمكيالين, والتي أضحت وللأسف أحد معالم السياسة الدولية الراهنة, حيث تشكل منطقتنا العربية أوضح دليل على فسادها.

إلا أن المؤكد أن سياسة القطب الواحد لا تحظى بالقبول لدى معظم دول العالم , وتتبلور-على درجات- ملامح قوى إقليمية عدة تسعى للتخلص من سياسة الهيمنة هذه, ولتشكيل مداراتها المستقلة, وأبرزها مجموعة دول الاتحاد الأوروبي, وكذلك مجموعة الدول الآسيوية التي تتزعمها الصين وغيرها. بينما يغيب العالم العربي والإسلام ي عن عالم التكتلات هذه , و تتفجر الصراعات والنزاعات المختلفة بين الدول العربية والإسلام ية وكأنها تعيش خارج هذا العصر, وتسير في عكس اتجاهه...


واستنادا لهذه الرؤية فإن الجماعة تدعو إلى السياسات التالية:

1- الدعوة إلى تأييد القوى العالمية التي تعمل على تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، لدفع شرور هيمنة القطب الواحد، وتحقيقا لسنة التدافع التي أشار إليها القرآن الكريم (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض).

2- الدعوة إلى احترام الخصوصيات الثقافية والاجتماعية، وتشجيع الحوار والتفاهم بين الحضارات المختلفة لمصلحة الإنسانية بدون وصاية أو إملاء.

3- العمل على تنسيق مواقف الدول العربية والإسلام ية أمام التكتلات الدولية الأخرى، لنصرة القضايا العربية والإسلام ية، والقضايا العادلة الأخرى في العالم.

4- العمل على إقناع الحكومة الأمريكية بالعودة في سياساتها مع العرب والمسلمين إلى التوازن الصحيح، الذي يحسب الحساب للجانب العربي والإسلام ي أثناء اتخاذ القرار، ويمتنع عن التأييد المطلق لإسرائيل على حساب المصالح العربية، وكذلك تطوير العلاقات مع الشعب الأمريكي من خلال سياسة الحوار، وإرسال رسالة واضحة له مفادها أن المصالح الحقيقية للولايات المتحدة على المدى البعيد ترتبط بشكل وثيق مع الشعوب العربية والإسلام ية التي تشكل خمس العالم.

5- تصحيح وتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي لكسب تأييدها لقضايانا من جهة، والاستفادة من تقدمها في تطوير إمكانياتنا من جهة أخرى.

6- تنمية العلاقات مع الدول الآسيوية النامية مثل الصين وتايوان والتعاون معها لتطوير إمكانياتنا الاقتصادية والتقنية.

7- التعاون مع جميع المؤسسات الدولية والشعبية للمحافظة على البيئة التي وهبها الله سبحانه للبشر، وترشيد استخدام الموارد الطبيعية بطريقة تراعي مصلحة الإنسان وبيئته في أجياله الحاضرة والمستقبلية.

8- التعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة (مثل الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي...)، ودعم المساعي العاملة لتخليصها من هيمنة الدول الكبرى، والاستفادة منها لنصرة قضايانا وتحقيق برامجنا في المجالات الصحية والثقافية والتنموية، دون المساس بخصوصيتنا الثقافية العربية الإسلام ية.

للمزيد عن الإخوان في سوريا

مراقبو الإخوان في سوريا

1- الشيخ الدكتور مصطفي السباعي (1945-1964م) أول مراقباً عاماً للإخوان المسلمين بسوريا ولبنان.

2- الأستاذ عصام العطار (1964- 1973م).

3- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1973-1975م).

4- الأستاذ عدنان سعد الدين (1975-1981م).

5- الدكتور حسن هويدي (1981- 1985م).

6- الدكتور منير الغضبان (لمدة ستة أشهر عام 1985م)

7- الأستاذ محمد ديب الجاجي (1985م لمدة ستة أشهر).

8- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1986- 1991م)

9- د. حسن هويدي (1991- 1996م).

10- الأستاذ علي صدر الدين البيانوني (1996- أغسطس 2010م)

11- المهندس محمد رياض شقفة (أغسطس 2010)

.

من أعلام الإخوان في سوريا
أقرأ-أيضًا.png

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وثائق ومتعلقات أخرى

وصلات خارجية

الموقع الرسمي لإخوان سوريا

وصلات فيديو

.