ما بين مجزرتي حماه وغزة (فروق وموافقات)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ما بين مجزرتي حماه وغزة (فروق وموافقات)
بسم الله الرحمن الرحيم

- أحداث غزة أثارت في نفوس أهل مدينة حماه السورية ، الشجون والأحزان ، تلك المدينة الحانية على نهر العاصي ، تتوسط سورية الأبية ، وهيجت في صدور أبنائها أحداثا أليمة مروعة ، مرت على هذه المدينة الصامدة منذ (29) عاما مضت ، وكان مداد هذه الذكريات دموع ساخنة غزار ودماء وأشلاء وضحايا ، على بلد دُمر ، وشعب قُتل ، ولا زالت زفرات الثكالى فيه تبكي أبناء وبنات قضوا في ربيع العمر وريعان الصبا ، وأطفالا كالبراعم دفنوا تحت الأنقاض ، ولم يكن لهذا البلد من ذنب سوى أنه حر أبي ، معروف في تاريخه المجيد وكانت منه تنطلق شرارة الثورات السورية ضد المستعمر الفرنسي ، وقدمت حماه لفلسطين أفواجا من الشهداء ، تلك المدينة التي لم تنكسر أمام الغزاة والطامعين وكل أولئك الطغاة الجائرين الجبارين عبر التاريخ . - كثيرة هي المجازر التي نزلت بأمتنا الإسلامية ،وكانت –كلها- موجعة مؤلمة ، بدءا من مجازر دير ياسين إلى مجازر الشيشان وأفغانستان والبوسنة والهرسك وقانا وألبانيا والعراق الحبيب ، ومجزرتي حماه بتاريخ 2-2-1982 ، ومجزرة غزة 27-12-2008 ، ولكن هذه المجازر تتفاوت في وقعها وفظاعتها ، ولعل مجزرة حماه هي من أشد هذه المجازر فظاعة وإيلاما وأثرا في النفوس ، ولا أقول ذلك مدعيا فلعل الأسطر التالية تبين لك صحة ما أقول من خلال المقارنة بين مجزرتي حماه وغزة من حيث الغاية ، والأسلحة المستخدمة ، وعدد الشهداء والجرحى والمعتقلين وما اسُتهدف في كلتا المدينتين من أبنية وغيرها ، ثم خسائر المهاجمين من أعداء هذه الأمة ، والتغطية الإعلامية وإليك الآتي :

- أما هدف هذه المجازر جميعها ، ومن بينها مجزرتي حماه وغزة - فهدفهما واحد هو القضاء على الإسلام وأهله ، والخوف من امتداد الصحوة الإسلامية التي انتشرت في الآفاق (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) (( قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله )) - ولا غرابة أن تستخدم نفس الوسائل والأسلحة في ارتكاب مثل هذه المجازر في وحشيتها وقسوتها المفرطة التي فاقت حد التصور والمعقول ، مع الإيغال في خصومة لا رجعة فيها ولا مهادنة .

- والقاسم المشترك بين هؤلاء القتلة والمجرمين - جميعا - من يهود وعرب هو قاسم مشترك واحد ألا وهو القضاء على كل تجربة وإسلامية تظهر إلى الوجود أو تحاول ......

- ولعل الفارق الزمني بين ما حصل في مدينة حماه السورية 1982 من مجازر وحشية وقتل وتدمير ، وبين ما قام به اليهود من مهاجمة غزة العزلاء المحاصرة منذ سنوات – كان فارقا زمنيا طويلا جدا ، إلا أن الوسيلة والغاية كانت واحدة ألا وهي القضاء على نَفَس الحرية والأحرار ، وكبت كل تجربة تقوم على الشورى وطرح الإسلام كحل بديل .

- فأما الغاية من مهاجمة مدينة حماه 1982 ، فكانت القضاء على مطالب الشعب السوري عامة ، وحماه خاصة وكل الأحرار من أهل سوريا ، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين ، الذين كانوا رأس الحربة في مواجهة الديكتاتور الطائفي حافظ الأسد ، حيث تخاذل المتخاذلون ، وتراجع من تراجع ، وجبن من جبن من القومين والاشتراكيين والعلمانيين في الوقوف أمام هذا الطاغية ، وقد تمثلت مطالب الشعب في : إلغاء حالة الطوارئ وإطلاق الحريات وسراح المعتقلين السياسيين ، وإعادة العمل بالدستور ، وإجراء انتخابات حرة نزيهة ، تمثل الشعب تمثيلا حقيقيا وبكافة أطيافه لإقامة حكم ديمقراطي سليم ، قائم على التعديدية وعدم الإقصاء ، ونبذ الطائفية المقيتة والتي تولى كبرها النظام الطائفي المتمثل بحافظ الأسد وزمرته ومنتفعيه ، ابتداء من ثورة الثامن من آذار عام 1963 ، وحتى يومنا هذا ، وكان الرد الجائر مهاجمة المدينة وبكل شرائحها وأطيافها ولم يُستهدف الإخوان المسلمون وحدهم - علما أنهم كانوا في مقدمة الصف للدفاع عن المدينة - بل استهدفت المدينة بأكملها - وصار قتلا عشوائيا طائفيا لم يشهد له التاريخ مثيلا .

- إن الغاية من مهاجمة غزة 2008 كانت لنفس الأسباب التي ذكرناها في مهاجمة حماه وهي منع قيام أي تجربة ديمقراطية أو إسلامية منعا لها من جيرانها يهودا وعربا وذوي رحم كما صرح بذلك أبوالغيط بعدم السماح بقيام إمارة إسلامية على حدود مصر ، وذلك في مناظرة مع محمد نزال ، وقد ساهم في إعاقة هذا الهدف السلطة الفلسطينية ممثلة بأبي مازن محمود عباس الذي مارس كل وسائل الإهانة والاعتقال والقتل في الخفاء والتعذيب لمنتسبي حماس والجهاد ومن يوالونهم من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة ، وهكذا أعداء الأمس من اليهود صاروا أصدقاء اليوم لأبي مازن ، وتوحد الهدف مع اليهود وتصافحت الأيدي على ذلك .

- طفح الكيل ، وبلغ السيل الزبى ، هبت حماة متمثلة بالإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم ، وهبت غزة ومن معها متمثلة بحركة حماس الإخوان المسلمين أيضا ، هبوا جميعا للدفاع عن الأوطان والحقوق والحريات والكرامة ، فكانت المعارك العنيفة وكان الصمود الإيماني المشرف ، والتضحيات العظام التي عودنا عليها أصحاب هذه المبادئ والذين نتشرف بالانتساب إليهم ، هبت تواجه آلة الحرب الطائفية في حماه (1982)وآلة الحرب الإسرائيلية في غزة (2008) ، وكانت جولات وصولات ومعارك بطولية يفخر بها كل عربي شريف مسلم .

- ولعل القارئ يلحظ فارقا بين مجزرتي حماه شباط 2/2/1982 ، وغزة 27/12/2008 ، يظهر الفارق بأن المهاجم الأول لحماه رئيس دولة ، يدعي أنه حامي حماها ، ويدعي أنه ابن الشعب ، ورائد القومية ، وصانع الصمود والتصدي ، فقتل شعبه دون تفريق .

- بينما مجزرة غزة ارتكبها إسرائيليون يهود يظهرون عداوتهم للأمة .

- المهاجم لحماه عدو باطني قذر ، ورئيس دولة يحمل شعارات القومية وهي منه براء . وقد أثبتت الأيام تهافت ادعاء حافظ الأسد القومي ، حينما وقف إلى جانب إيران ضد العراق البلد العربي يزوده بالسلاح ضد أشقائه ، ويبرز تهافت ادعائه حينما وقف إلى جانب أمريكا في حربها الظالمة ضد العراق العربي ، وفي خندق واحد في حرب الخليج الأولى مدعيا نصرة الحق ، بالله عليكم أي قومية هذه وأي عروبة تلك وأي إسلام يدعيه ذلك المأفون ؟! وهكذا تبرز الطائفية وجهها القبيح ، وتهافت المبادئ عند أول امتحان حقيقي لذلك القومي الباسل .....

- أما الأسلحة والوسائل التي استخدمها البطل القومي ضد أبناء شعبه في مدينة حماه ، فقد حولت جميعها إلى حماه بدلا من الجولان وإلى الشعب بدلا من اليهود ، فأي قائد بطل أنت يا حافظ ......

- سوف تجد - عزيزي القارئ - توافقا عجيبا في عظم الإجرام والقسوة والوحشية بين بني يهود و حافظ الأسد ، قاهر العدوان ، ومحرر الجولان ، وحامي حمى الأوطان الذي لم يسلم من شره عدو ولا صديق ، ولا قريب ولا بعيد ، بل أقرب المقربين إليه.

- في مهاجمة حماه شباط (1982) ، استخدمت الطائرات المقاتلة والمروحية وراجمات الصواريخ ، والمدفعية والدبابات ، والتي تمركزت حول المدينة – وبدأت في مهاجمتها ، وسقطت المباني فوق ساكنيها ، وصبت النيران فوق رؤوسهم كالحمم ، وبدأت قوات سرايا الدفاع والصراع تدخل الأحياء وهي تلقى مواجهة عنيفة من الأهالي .

– وهي تقتل من تجد في طريقها ، وكان أبناء الأحياء يخرجون إلى الشوارع والمدارس والمستشفيات وتجري تصفيتهم وقتلهم بأبشع الطرق وبدم بارد حاقد ، وكانت السلطة تنتقي أصحاب الكفاءات من أطباء وصيادلة ومهندسين وعلماء ومعلمين ومشايخ وخطباء مساجد ومؤذنين في اتباع سياسة الأرض المحروقة ، قتل وسفك وتشريد ونهب وسلب واستباحة لم يعرف لها التاريخ مثيلا تشيب لهولها الولدان .....وليس راءٍ كمن سمعا وفي مهاجمة غزة : القتل العشوائي والتدمير ،واستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا القاتلة من طائرات وصواريخ ومروحيات ودبابات ومدفعية والفسفور الأبيض ، والقسوة التي فاقت حد التصور ، واستهداف الكفاءات من أبناء غزة كالشهيدين نزار ريان وسعيد صيام رحمهما الله .

- ولو رحنا نستعرض الفوارق الكبيرة بين المجزرتين لوجدنا أن عدد الشهداء الذين قضوا في مدينة حماه شباط 1982 وفي شهر واحد (35) ألف شهيد ، وما يقرب من (5000) جريح بينما يبلغ عدد شهداء غزة العزة (1530) شهيدا و (5300) جريحا .

- في مجزرة حماه نتيجة للقصف - تم تهديم أحياء بأكملها ومنها : ( الكيلانية الأثرية والشمالية ، والعصيدة ، والزنبقي ، والبارودية ، وسوق الشجرة ، وبستان السعادة ، وبين الحيرين ) .

- وفي الحرب على غزة تم قصف وهدم (5000) منزل و(16) مبنى حكوميا ، وتضرر (20) ألف منزل .

- في غزة هوجم وهدم (20) مسجدا بحجة مقاومة المجاهدين فيها وإطلاق الصواريخ فيها .

- وفي حماه 1982 تم نسف (83) مسجدا سويت بالأرض بيد سرايا الدفاع وبعد انتهاء أحداث حماه بأربعة أيام ، حيث حزمت المساجد بالبارود وبكميات كبيرة

- ثم نسفت فتطايرت حجارتها ونوافذها وكل ما فيها إلى البيوت المجاورة والبعيدة ، وتهاوت مآذنها تنفيسا للحقد الطائفي متذرعين أن المجاهدين تحصنوا فيها في مهاجمة قوات الاحتلال الطائفي ، ولعل ذلك كان قاسما مشتركا في مهاجمة المساجد واستهدافها بين الطائفيين في سوريا والعراق وبني يهود . ( نفس الأهداف ونفس الذرائع ونفس الأحقاد على الإسلام والمسلمين وكل الأحرار ) نعم لأن تلك المساجد ربت أولئك المجاهدين في حماه وفي غزة .

- في حماه استهدفت السلطة الطائفية (15) معلما أثريا وأربعة كنائس . وفي غزة استهدفت إسرائيل كل مقار الحكومة وحركة حماس وكل جيب للمقاومة الباسلة .

- أحداث غزة تناولتها وسائل الإعلام ، وعلى رأسها قناة الجزيرة في قطر وتشكر على ذلك ولولاها لما عرف العالم ما جرى في غزة من مآس وآلام وقتلى وجرحى .... كما يشكر أميرها الشيخ حمد بن خليفة الذي وقف وقفة جريئة ضد هذا العدوان الهمجي ، نعم لقد سمعت الدنيا كلها بأحداث غزة فانتصر لها العرب والمسلمون ، وكل الأحرار في العالم ، وقامت المظاهرات ، ورصدت المساعدات لنصرة غزة على المستويات الرسمية والشعبية في البلاد العربية وكثير من بلدان العالم ، وعقدت المهرجانات ، وشاهد العالم ما حصل فيها من جرائم يندى لها جبين الإنسانية ، وهب لنصرتها كل حر شريف في هذا العالم .

- أما حماه فلم يكن لمجزرتها صدى خارجيا ، فقد حوصرت إعلاميا كما حوصرت عسكريا ، وعزلت عن العالم ، وطوقت من جهاتها الأربع ، ولم يسمح فيها بدخول أي صحفي أو قناة فضائية أو إذاعية ، سواء من داخل سورية أو خارجها ، ولم تصل صيحات حماه وأوجاعها وآهاتها ، ونداءات الثكالى والأرامل والأيتام إلى مسامع الفضائيات ووسائل الإعلام ، فانثنت حماه على جراحها المثخنة لا يواسيها أحد ، ولا يمد لها يد العون أحد ، ولا يدفع عن حقوقها وما نزل بها أحد ، فحماه لا بواكي لها ، واست نفسها بإيمانها ، واعتصامها بحبل الله المتين وصبرت واحتسبت وكما عودتها الأيام أن تلتئم جروحها مع مرور الزمن ، فلا فضائية ولا إذاعة ولا صحافة ولا معتصم يسمع صرختها فيغيثها ويضمد جراحها . يقول أكرم الحوراني والذي كان سببا - وللأسف

- في مجيء هؤلاء الطائفيين الحاقدين إلى السلطة ، والذي كان يتمنى في يوم من الأيام أن يراهم ضباطا كبارا ، ولم يكتشفهم إلا بعد أن حرموه من الدخول إلى بلده ، وكانوا سببا في موته في ديار الغربة ، يقول عن هذه العصابة الطائفية : ( من المؤلم أن مدينة حماه قد ظلت بعد أحداث حماه عام (1964) هدفا للتنكيل الطائفي ، إذ تعرضت مرة أخرى عام (1982) للتدمير والتنكيل لأهلها بوحشية فاقت كل تصور عندما استباحت المدينة) ويقول الحوراني في موضع آخر في مذكراته : ( لقد كانت الحجج التي تذرع بها الضباط الطائفيون للانتقام من حماه حججا مفضوحة ومشبوهة ، ولا أظن الجاسوس كوهين (اليهودي) كان بعيدا عن الإثارة الطائفية بين هؤلاء الضباط ، فمن حماه انطلقت كتائب الفداء الأولى إلى فلسطين) ويقول في موضع ثالث من مذكراته : (إنني لا أشك أبدا بأن يدا سوداء خارجية كانت وراء ما تعرضت له مدينة حماه في المرتين (1964-1982) من خراب وتقتيل وتنكيل وحشي) ولعله يعني ارتباطات حافظ أسد مع الغرب واليهود سرا .

- في الحرب على غزة أسر العشرات من الفلسطينيين على يد الإسرائيليين ، وفقد العشرات .

- وفي حماه عام 1982 اعتقل الآلاف من أبناء المدينة وفقد الآلاف ، الذين لا يعرف مصيرهم حتى الآن ، وشرد الآلاف هاموا على وجوههم خشية القتل خارج حماه بل خارج سوريا ، حتى لم تبق بقعة في الأرض إلا وعليها حموي ، بالله عليكم أي عصر نعيش ؟! يفقد الآلاف ، ويعتقل الآلاف ولا يعرف مصيرهم أهم أموات أم أحياء حتى كتابة هذه الكلمات ! وحتى الذين أطلق سراحهم من بين هؤلاء لا يمثلون إلا خمسة بالمائة .

- أما خسائر اليهود في غزة فبلغت ثلاثة عشر إسرائيليا وما يقرب من (150) جريحا ، بل اضرب هذا العدد بعشرة أضعاف لأن اليهود يتكتمون على خسائرهم ، ولا يعلنون الأرقام الحقيقية .

- أما خسائر النظام الطائفي في حماه من سرايا الدفاع وسرايا الصراع والقوات الخاصة فبلغ الآلاف ، لأن المدينة استهدفت بأكملها فهبت تدافع عن نفسها وعن أعراضها وأموالها وكرامتها ، ولم يكن بد من المقاومة وإنزال النكاية والقهر بأعداء الإنسانية الطائفيين ، الذين اعتدوا على الحرمات وسفكوا الدماء ، ولم يستثنوا حتى النصارى أو البعثيين من القتل ، فحياك الله يا حماه يا بلد الفداء والتضحية ويا موئل الأحرار والوطنيين ولقد صدق فيك قول الشاعر : حماه بها عز العروبة والــــندى لها في ميادين الجهاد مفــــــاخر بها من أطاع الشعب نال كرامة وفيها على العاصي تدور الدوائر

- تواصل القصف على غزة (21) يوما وناصرَها العرب والمسلمون وكل الأحرار والشرفاء في العالم .

- بينما تواصل القصف على مدينة حماه (30) يوما عزلت فيه عن العالم ، فلم يبك لآلامها أحد ، ولم يتظاهر لأجلها أحد ؛ نتيجة التعتيم الإعلامي المطبق الذي ضرب على المدينة .

- فقل لي بربك أيها القارئ الكريم - أي المجزرتين أشد إيلاما وفظاعة وعنفا وقسوة ، ما جرى على حماه ، وما قام به البطل القومي المظفر ، مضيع الجولان ، والذي يتصاغر أمام اليهود ، ويستأ سد على بني شعبه الأعزل ، أم ما كان على غزة وما قام به بني يهود ؟ ، ورحم الله القائل : أسدٌ علي وفي الحروب نعــــامة فتخاء تجفل من صفير الصافـر وذلك القائل : وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند

- نعم لقد حولت فوهات الدبابات والمدافع والبنادق والصواريخ عن وجهتها الصحيحة إلى صدور الشعب الأعزل في حماه ، وليس إلى تحرير الجولان والتي كان حافظ الأسد سببا في ضياعها واحتلالها ، بالله عليكم أي نضال قومي هذا ! وأي خسة ونذالة أن يقتل شعب بسلاحه الذي اشتراه لقتال الأعداء ، تدمر بيوته ويقتل أبناؤه بسلاحه الذي اشتراه للدفاع عن الوطن ، تنسف مساجده ويقتل مثقفوه بسلاحه الذي اشتراه للدفاع عن الكرامة الوطنية ، اشتراه لقتال اليهود وليس لقتال أطفال حماه الأبرياء . - وأخيرا لقد عقدت هذه المقارنة بين مجزرتي حماه وغزة ، ليس للتقليل من أهمية معركة غزة وجراحاتها ومحنتها وما قدمته - معاذ الله أن أعني ذلك

- ولكن لتبيان عظم إجرام النظام الطائفي الذي ارتكب الفظائع في حماه ، ويعلم الله أن قطرة دم مسلمٍ تساوي الدنيا وما فيها وصدق الله إذ يقول : (( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )). بقلم : أبو سامر لا مانع من نشره شكرا

للمزيد عن مجزرة حماة عام 1982م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات متعلقة

وثائق

وصلات فيديو