الجماعة الإسلامية تؤكد خوضها الإنتخابات فهل تنجح في نسج التحالفات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الجماعة الإسلامية تؤكد خوضها الإنتخابات فهل تنجح في نسج التحالفات


علم لبنان.gif

تكاد تكون الجماعة الاسلامية من أوائل القوى السياسية التي أطلقت برنامجها السياسي والانتخابي الذي على أساسه ستخوض الانتخابات المقبلة، كما تكاد تكون القوة السياسية الأولى التي سمّت مرشحيها للندوة النيابية منذ أكثر من شهرين، وربما كان السبب في ذلك عائداً إلى الهامش الواسع الذي تتمتع به الجماعة، إن على المستوى الداخلي الذي فرز عدداً من المرشحين من بين اعضائها انطلاقاً من ترشيحات المكاتب والشعب والدوائر، وإن لجهة خياراتها الواسعة على مستوى علاقاتها غير المحكومة بمطالب وضغوطات الحلفاء وأطماعهم، ولا بانسياق قرارها السياسي لجهة من الجهات محلية أو إقليمية، وقد وفّر لها ذلك فرصة وحرية كبيرة لاتخاذ ما تراه مناسباً من مواقف انسجاماً مع رؤيتها للمصلحة الوطنية.

إذاً الجماعة الاسلامية قررت منذ اليوم الأول لاقرار قانون الانتخاب، المشاركة في الاستحقاق الانتخابي المقبل في حزيران، مع أنها اعتبرت القانون المعتمد من أكثر القوانين تخلفاً، إن لجهة تأكيد التمثيل الصحيح للقوى، وإن لجهة تعزيز روح الانتماء الوطني العام؛ وقد طرحت مسبقاً القانون الذي يعتمد النسبية على أساس الدائرة الواحدة، ورأت فيه أفضل القوانين التي تعبّر عن حجم القوى السياسية بشكل سليم.

لقد قاطعت الجماعة الاسلامية انتخابات عام 2005 نظراً لدواعٍ كثيرة وظروف عدة، منها ما اتصل وقتها بقانون الانتخاب، ومنها ما اتصل بظروف الاستحقاق الذي جرى في وقت حيث كانت تتحكم فيه لغة العواطف اكثر مما تتحكم فيه لغة العقول. أما اليوم فإن الجماعة تجد أن الظروف قد تغيّرت، وأن قواعدها الشعبية تطالبها بخوض غمار هذا الاستحقاق، رغم علاّت القانون؛ لذا فهي قررت وأكدت أنها ماضية في خوضها غمار هذا الاستحقاق، وهي لن تنسحب أو تتراجع مهما تكن النتائج، بل تؤكد أن المزاج العام في المناطق التي تتواجد فيها يطالبها بخوض هذا الغمار بالتحالف مع الغير او كقوة منفردة لها حضورها وثقلها الشعبي والسياسي في مختلف المناطق، وهي تدرك جيداً حضورها وثقلها في مناطقها، وتعتبر ما دفعها إلى مقاطعة انتخابات عام 2005 في جزء منه، حرصها على وحدة ساحتها وساحة أهلها. أما اليوم، ومع تأكيدها على هذا الحرص وعلى وحدة هذه الساحة، إلا أنها تؤكد في الوقت ذاته أنها لن تقبل أن تكون مغيّبة، أو مهمّشة، فإلى ماذا تستند الجماعة في خوضها الإنتخابات؟ وما هي خياراتها المتاحة؟

لعلّ الأمر الأول الذي تعتبر الجماعة نفسها تستند إليه في خوضها للانتخاب، هو ثقتها بنفسها من جهة، وبسلامة خياراتها من جهة أخرى، وهي التي تدرك أنها غير مستتبعة لأي من القوى المحلية والاقليمية، وهي التي تدرك أن قرارها ملك يديها وحدها، لا ملك أيدي الآخرين الذين حوّلوا لبنان من وطن إلى ساحة. الجماعة تستند إلى تاريخ من النضال و الجهاد على المستوى الوطني اوحتى في مواجهة المحتل الصهيوني، وهي التي ظلّت خياراتها واضحة وضوح الشمس في حملها للمقاومة وحمايتها لها، من موقع الشريك الكامل وليس من موقع التابع، وعلى قاعدة أن المقاومة ملك لكل الأمة وليس لفئة منها. الجماعة تستند إلى تجربة استطاعت فيها ان توصل عدداً من مرشحيها إلى الندوة النيابية دون تحالفات ودون منّة من أحد. كما تستند إلى حضور شعبي ممتد في كل الساحة اللبنانية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب عند الحدود مع فلسطين المحتلة، يعبّر عنه وجودها وحضورها الفاعل في أبرز واهم البلديات ومواقع القرار المحلي حيث تمثل شرائحها الشعبية.

واما الحديث عن خوض الجماعة للانتخاب، وعن تحالفاتها المفترضة؛ فقد بدأ مع الحوارات التي انطلقت بينها وبين زعيم «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري، بقناعة وتفهّم وحرص من كلا الفريقين على تشكيل لوائح تحالفية بينهما، وقد أكد الطرفان حرصهما على ذلك حيث لكل منهما مصلحة فيه. إذ إن الجماعة ترى أن مثل هذا التفاهم لا يمثل مصلحة بالنسبة لها فقط، إنما هو حاجة مشتركة بينها وبين «تيار المستقبل»، فالقانون الانتخابي فرض مثل هذه الصيغ ليس في الساحة الاسلامية فقط، بل في كل الساحات، وهذا ما هو حاصل في الساحة الشيعية بين الثنائية المتمثلة بحزب الله وحركة أمل على سبيل المثال. إلا أن الجماعة لا تقبل أن تهضم حقها في تمثيلها لأنها تعتبر نفسها قوة أساسية، وبالتالي فإن المطلوب ضرورة تفهّم هذه القضية والانطلاق منها في صياغة التحالف. أما أن يتم تجاهل هذه المسألة فإن ذلك سيعني أن يكون للجماعة تمثيل فلكلوري، وهذا ما لن تقبل به على الاطلاق، بل هي ستمضي في خوض الاستحقاق ضمن خيار الانفراد، أو على قاعدة التحالف مع قوى آخرى او آخرين، وهي التي تحافظ على قنوات تواصل وعلى نوافذ خلفية مع بعض الحلفاء المفترضين لتيار المستقبل أو لغيره، والذين بعثوا في الآونة الأخيرة أكثر من رسالة تطمين، بل رسالة تعاون حتى في ظل تفاهم بعضهم مع المستقبل، وفي ظلّ عدم تفاهم البعض الآخر معه إلى الآن.

لقد أثبتت تجربة عام 2005 الانتخابية أن الجماعة مثلت رقماً مهماً في معادلة الارقام في الإنتخابات، لا سيما في محافظة الشمال، وهذا ما يحاول البعض القفز فوقه أو تجاهله أو ربما البعض الآخر لا يدركه، إلا أن الجماعة تدركه بشكل جيد، وتعرف تأثيرها فيه، لذا فإن خياراتها ليست مقفلة أو ضيقة كما يظن البعض، بل هي خيارات اوسع من خيارات الجميع، واكثر انفتاحاً من خيارات الجميع، وهي أقوى من خيارات الغير، وهامشها اوسع من هامش الاخرين بكثير، خاصة إذا أدركنا ان الجماعة ليست لها مطامح آنية ظرفية، وهي ليست من طلاب السلطة لمجرد السلطة، وما على الشاكين في ذلك سوى العودة إلى قراءة الارقام بشكل دقيق وجيد، سواء في انتخابات النقابات أو حتى المجالس الطلابية، او حتى يمكنهم العودة إلى دراسة وقراءة تجربة عام 2005 ، مع ضرورة الانتباه إلى الفارق الذي يتمثل في الظروف والقناعات التي تبدّل الكثير منها.

الجماعة الاسلامية تخوض الإنتخابات على قاعدة الالتزام بثوابتها وهو ما يجب ان يدركه الجميع، فهي لن تغيّر ولن تبدّل، وما لم تحصل عليه هي، لن يكون بمقدور الآخرين الحصول عليه، هذا ما أثبته منطق التاريخ، وهذا ما سينطق به منطق المستقبل إن لم يع ِ العارفون.


للمزيد عن الإخوان في لبنان

أهم أعلام الإخوان في لبنان

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

.

مقالات متعلقة

.

وثائق متعلقة

متعلقات أخري

وصلات خارجية

مقالات خارجية

تابع مقالات خارجية

وصلات فيديو