الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التيار الإخواني في الجزائر بدأ مع الشيخ نحناح»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب'رسالة من الشيخ محفوظ نحناح بعنوان (إلى القادة والمربين) بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام…')
 
لا ملخص تعديل
 
(١٣ مراجعة متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
رسالة من الشيخ محفوظ نحناح بعنوان (إلى القادة والمربين)
'''<center><font color="blue"><font size=5> "التيار الإخواني في [[الجزائر]] بدأ مع الشيخ نحناح" </font></font></center>'''
بسم الله الرحمن الرحيم
 
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين..
'''حوار مع نائب رئيس حركة مجتمع السلم'''
أيها الإخـوان:
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
[[ملف:الأستاذ-عبدالرحمن-سعيدي.jpg|تصغير|<center> الأستاذ [[عبد الرحمن سعيدي]]</center>]]
فإننا نرحب بكم أيما ترحيب ونشكركم على ما تجشمتم من متاعب وما تحملتم من مشاق في هذا الظرف العسير الذي تمر به دعوتنا وحركتنا وجزائرنا وأمتنا إذ الكل مستهدف من مكر الماكرين وما أكثرهم.
أجرت جريدة الخبر الأسبـوعي حواراً شاملا مع الأستاذ [[عبد الرحمن سعيدي]] نائب رئيس حركة مجتمع السلم المكلف بالدعوة والثقافة والتربية عن تيار [[الإخوان المسلمين]] في [[الجزائر]] وهو عبارة عن ملف خاص بالعدد 374 بتاريخ 29 [[أبريل]] [[2006]]، تحت عنوان: التيار الإخواني في [[الجزائر]] بدأ مع الشيخ نحناح.
أيها الإخوة:
 
لقد قدمتم من أماكن متعددة يحدوكم الشوق والود في لقاء إخوانكم عموما وأمانة التربية خصوصا وأملكم في أن تفعّلوا حركتكم من خلال الاتصال المباشر ببعضكم والناس للناس وإن لم يشعروا خدم.
*'''الخبر الأسبوعي:''' المعروف ب[[الجزائر]] أنه هناك تيارات إسلامية متأثرة بمناخات خارجية فهناك مثلا مالك بن نبـي الذي يعتبر من بين الإسلاميين الأكثر اعتدالا في تاريخ [[الجزائر]] الحديث وهناك تيار [[الإخوان المسلمين]] الذي جاء من [[مصر]] ومن [[سوريا]] وتأثر به على ما يبدو جزء كبير من الجزائريين وعلى رأسهم الشيخ المرحوم [[محفوظ نحناح]] الذي حسب عليه أنه من [[الإخوان المسلمين]] فإلى أي حد السيد سعيـدي يمكن أن نقول بأن حـركة مجتمع السلم تمثل الشق الإخـواني في [[الجزائر]]؟
وأنتم تعلمون مثل جميع إخوانكم أن عملية التغيير التي نعيشها جميعا ونكتوي بنارها صباح مساء وتلفحنا المعاناة يوميا من أجل إيجاد الإنسان الصالح عبر تغيير النفس قاعدة التغيير الأبدية السرمدية و(إن الله لا يغير ما قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) هذه النفس الإنسانية المسلمة التي جمعتموها في محاضن تربوية تبذلون لها التربية والتعليم والتوجيه ورفع الهمم وشحذ العزائم والاهتمام بالفرد والجماعة والأمة وتحسيس الأفراد بضرورة استئناف الحياة الإسلامية من جديد على هدي من رب العالمين ووفق سنن التغيير من غير شطـط ولا لجاج ولا تعنت ولا مراء ولا خذلان ولا تجاوز لضوابط الشرع الحنيف الذي نعتبركم أيها المربون الأدوات الحقيقية لإحيائه في النفوس التي تتعاورها معاول الهدم بالمؤثرات الخارجية والداخلية ويدفع بها شيطان الإنس والجن لترك دورها في ريادة الشعوب وصناعة الحياة وإحلال الفضيلة مكان الرذيلة ودك عروش الطغيان المادي والسياسي والاقتصادي.
 
أيها المربون الأفاضل:
:'''الشيخ [[عبد الرحمن سعيدي]]:''' بداية الحديث عن التيار الإسلامي في [[الجزائر]] ليس حديثا عن تيار وافد أو غريب عن هوية وثقافة الجزائريين بل هو تيار متجذر عبر العصور ومختلف المراحل التي عرفتها [[الجزائر]] وبحكم أن [[الإسلام]] ثابت من ثوابت الشعب الجزائري وعامل أساسي في وحدته وفي قيادته للتحرر من كل أشكال الاستعمار والاستبداد، فمن الطبيعي أن يكون هذا التيار متواجدا في حركية المجتمع الجزائري الاجتماعية والسياسية والثقافية والتربوية والتاريخية وأن يمتد الفكر والبعد الإسلامي في كل الأطراف الفاعلة داخل المجتمع بنسب متفاوتة ما عدا الأطراف التي ترفض بالأصالة الفكرية والإيديولوجية والتبعية السياسية البعد الإسلامي في المعادلات السياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية، والبعد الإسلامي في هوية [[الجزائر]] يعتبر قاسم مشترك مع كل الدول الإسلامية والعربية فمن الطبيعي أن يكون هناك تلاقي بين الأفكار والتيارات الإسلامية في العالم لأنها كلها تهدف إلى تعزيز موقع المرجعية الإسلامية في المجتمع وصبغ هويته وقيمه بها وحمايته وصيانته من كل مظاهر الانحلال والتفسخ وفقدان السيادة على مستوى القرار وتحديد السياسات وبناء المستقبل، وعرفت الجزائر من خلال رموز ودعاة وشخصيات وزعماء وقد ذكرت منهم الأستاذ المفكر [[مالك بن نبي]] الذي كان مصدر من مصادر تغذية الفكر الإسلامي العالمي برؤى حضارية في عملية استنهاض الأمة الإسلامية وكان من أمثاله في العالم كثير على وجه الخصوص الإمام الشهيد [[حسن البنا]] الذي أسهم بفكره ورؤاه الحضارية واستشرافاته المستقبلية في إثراء ساحة الإصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي لإعادة الأمة إلى دورها الحضاري من خلال مفهوم الشهادة وخدمة الإنسانية، والشيخ [[محفوظ نحناح]] رحمه الله هو من طراز هذه الشخصيات والزعامات التي حملت على كاهلها هذا الدور الحضاري في [[الجزائر]] المستقلة حيث عرفت في مرحلة الاستعمار والاستلاب الحضاري والتدمير الثقافي للهوية وغرس الموروث الاستعماري متفش في مختلف مفاصل المجتمع والشيخ [[محفوظ نحناح]] أسس جماعة حملت في حركيتها كل هذه الأبعاد بالمعطيات الوطنية والدولية فليس غريبا ولا مستهجنا أن يستمد فكرته من كل فكر إسلامي متواجد بفعالية وإيجابية وسلمية في العالم الإسلامي لعملية إعادة تشكيل وبناء الصرح الوطني كجزء مهم وضروري في بناء صرح الأمة الإسلامية وعلى وجه الخصوص فكر [[الإخوان المسلمين]] الذي يهدف إلى تحرير الأمة من كل سلطان أجنبي وتحقيق التكافل على كل المستويات بين شعوب الأمة الإسلامية.
إذا ما كانت السنوات أفرزتكم بسب أو بآخر فإن هذا سيحفزكم على المضي باستمرار نحو الآفاق الرحبة بعيدا عن الكسل أو الفتور أو الترهل أو التسيب أو الإهمال إذ الشهادة على الناس لا تكون أبدا بهذه الصفات الذميمة وهذا الأمر نعتبره من البديهيات لا يحتاج إلى نقاش.
 
وإننا لعلى يقين أن بعضكم أو معظمكم ليشعر بالمغص والتقزز وشيء من الإحباط وخيبة الأمل في ما يراه من تراخ وسوء معاملة وفظاظة سلوك وقلة نصير وتجهم ناس وازورار بعض المحبين وكثافة تنديد وشدة تنكيل وتوالي قصف وتسريب إرجاف وتشكيك في الحركة ومناهجها وتقحم مراء وتعكر أجواء وشدة معاناة وفقر ذات اليد وزيادة احتياج وكثرة الطلبات وتقلب ناس ودهر، وإغراء دنيا واتباع هوى وعدد جبهات وقوة تحديات في الداخل والخارج.
 
كما أننا على يقين أن الحركة تدفع في داخل البلاد وخارجها شيئا من سمعتها التي توالت عليها الأحقاد الأصيلة والمفتعلة وليس للحركة من يدفع عنها كثرة العدى سوى الله تعالى ثم المجموعة المباركة مثلكم التي استأمنت على صناعة الحياة في بلادنا واستأمنت على شباب طري تلاعب به المتلاعبون فقمتم بدور طوق النجاة له تسلكون به الدروب الوعرة والشاقة وتوضحون له الطريق الأسلم الموصل إلى رضوان الله سبحانه إذ هو غايتنا في كل الأحوال.
==الشيخ [[محفوظ نحناح]] والنشأة==
أيها المربون الكرام:
 
أنتم مبتعثو الحركة والجماعة وعليكم بعد الله تعالى المعتمد ومنكم النصرة وفيكم الثقة وبكم تتم الأخوة والبذل والإيثار والنصح وبكم تتحقق الأركان فألزموا ما التزمتموه من غير إكراه ولا قسر ولا قهر. (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
*'''الخبر الأسبوعي:''' كـيف كانت النشـأة الأولــى للتيـار الإخـواني في [[الجزائر]] وما هـي أهم الأسـس الفكرية التي شيّد عليهـا؟
أيها المربون الأفاضل:
بين أيديكم أمانة الإنسان والإسلام والدعوة والجماعة والأمة ولكل حق بل وحقوق والالتزام يفرض رعايتها والعناية بها والحرص عليها آناء الليل وأطراف النهار ومن دلوك الشمس إلى غسق الليل.
:'''الشيخ [[عبد الرحمن سعيدي]]:''' الفكر الإخواني كان منتشرا في العالم الإسلامي مع مطلع الأربعينيات حيث كانت معظم الدول العربية والإسلامية تحت الاحتلال والاستعمار وكان فكر [[الإخوان]] من مقاصده في شقه السياسي يدعو إلى الاستقلال والتحرر من كل سلطان أجنبي، فتواصل [[الإخوان]] برؤيتهم الفكرية والسياسية مع مختلف القوى السياسية والثقافية في العالم العربي الإسلامي التي كانت تناضل من أجل استقلال بلدانها وتحرير أوطانها من منطلق المرجعية الإسلامية وحسب معلوماتي التاريخية المستندة على شهادات لشخصيات في [[الجزائر]] وخارجها أن جماعة [[الإخوان المسلمين]] كانت تتواصل بدعمها السياسي والمادي واحتضانها لبعض الشخصيات الثورية الجزائرية وعلاقاتها المتواصلة مع الحركة الوطنية و[[جمعية العلماء المسلمين]] حيث أن [[الإخوان]] لهم مساهمات في دعم الثورة الجزائرية وكان بعض قادة الحركة الوطنية يجتمعون ويلتقون في المقر العام ل[[لإخوان المسلمين]] في [[القاهرة]] وكان فضيلة الأستاذ [[فضيل الورتلاني]] رحمه الله الذي كان يخلف الإمام المرشد [[حسن البنا]] في بعض دروسه ويعمل بالتنسيق مع [[الإخوان]] في قضايا الأمة الإسلامية وضل فكر [[الإخوان]] قائم وعرف تواصل وانتشار بعد الاستقلال من خلال التواصل الثقافي والتعليمي بين [[الجزائر]] و [[مصر]] خاصة البعثات العلمية التي كانت تفد على [[الجزائر]] بموجب دعم ومساندة استقلال [[الجزائر]] فكان هناك تواصل وتلاقح بين الفكر الإسلامي الإصلاحي الوطني الجزائري الذي كان من رواده ودعاته فضيلة الشيخ [[محفوظ نحناح]] رحمه الله وبقايا قيادات [[جمعية العلماء المسلمين]] وعملاق الفكر الأستاذ [[مالك بن نبي]] والفكر الإسلامي الإخواني فتعزز الفكر الإخواني في [[الجزائر]] بهذا البعد من خلال الأسس الفكرية المتمثلة في تصحيح فهم [[الإسلام]] عند الأمة وإبعاده عن مفاهيم الخرافة والتقاليد البالية والتطرف والغلو واعتماد الاعتدال والوسطية ومن الأسس تحصين هوية المجتمع ضد التيارات الفكرية والسياسية التي تكرس مفهوم التبعية للاستعمار وتغريب المجتمع وبتر انتمائه العربي الإسلامي والعمل على توحيد الجهود الإصلاحية داخل المجتمع في الجانب السياسي والاجتماعي والتربوي والثقافي من خلال بناء الفرد الصالح والأسرة الصالحة والمجتمع الصالح والدولة الصالحة القوية ليتحقق الدور الحضاري من خلال السيادة والشهادة والأستاذية في العالم واستطاع الشيخ [[محفوظ نحناح]] أن ينشئ من هذا التلاقح والتواصل حركة في المجتمع تعيش قضاياه وتتعاطى مع تطوراته بمرحلية وموضوعية وواقعية مجتنبا الصدامية معتمدا على العلاقات البنائية.
أيها الأفاضل:
'''[[الجزائر]] والتلمساني'''[[ملف:محفوظ-نحناح.jpg|تصغير|'<center> الشيخ [[محفوظ نحناح]]</center>]]
إرفعوا عنكم وعن أنفسكم أنكم كل شيء واعلموا أن الإنسان الذي بين أيديكم له عقل وذهن ونفس وبدن ومحيط مادي وبيئة بشرية، ومطلوب منكم أن تشبعوا نهم إخوانكم بإشاعة الخير والفضيلة والقيم النبيلة بينهم، وأن تهيئوا نفوسكم لقبول الصلاح والإصـلاح والاستعداد لكل الاحتمالات التي تفرضها الشهادة على الناس، ولا تتركوا الخلل يتسع بين الأخ وأخيه ولتكن القدم إلى القدم والكتف إلى الكتف منعا لأي شيطان ودرءا لأية مفسدة وجلبا لكل مصلحة. ولا تربطوا الأخ بالأشخاص خشية تسرب داء الشخصانية ولا تضعوا أمامه الأمثلة والنماذج النادرة حتى لا يحتقر الأخ نفسه أو يحصل لديه إحباط بعدم التمكن من هذه الصفات ولا تجعلوا من الأخ سماعا من غير تبين أو نقادا من غير عمل أو عابدا من غير إخلاص أو مخلصا مطيعا من غير ذكاء، وإياكم أيها المربون أن تشكلوا عقلية الدراويش، أو المهووسين والموسوسين واحذروا من غباء المتعلم وغرور المعلم وغفلة الحركة لا سمح الله.
*'''الخبر الأسبوعي:''' يقول البعض من أمثـال الشيخ [[عبد الله جـاب الله]] بأن الشيخ [[محفوظ نحناح]] وبالرغم من كونه أحد الدعـاة القدامى الذين كان لهم دور متميز ويذكر ولا ينكر إلا أنه ما كان يعرف بأنه من [[الإخوان المسلمين]] في سنة [[1985]] وبعد مبايعته ل  [[المرشد العام]] [[عمر التلمساني]] ومن هنا بدأ الحديث في الخفاء على أن [[محفوظ نحناح]] يمثل التنظيم العالمي ل[[لإخوان المسلمين]] كيف يمكن التعليق على هذا القول؟؟
لتكن عين المربي على من يليه من الإخوان دراسة فردية وشخصية من غير تجسس وإنما من باب التحسس والرعاية الخاصة، وليجتنب أحدكم الغض من الآخرين أو بطرهم أو التقليل من شأنهم وليعط الأخ المربي من سبقه بالفضل حقه ولا يبخسه بحال (ولا تنسوا الفضل بينكم).
 
وليحدد المربي جملة من الصفات الواجب على الأخ التحلي بها وليرعها باستمرار كالإنفاق، الشجاعة، الحوار، الابتسام، الحياء، الذكر، حب الناس وليتجنب المربي أن يجعل محضنه مرتعا للقيل والقال والموصوفين بالتميع أو الجمود أو ضعاف النفوس أو جامدي العقول أو مثيري الفتن والأزمات.
:'''الشيخ [[عبد الرحمن سعيدي]]:''' الحديث عن الشيخ [[محفوظ نحناح]] هو حديث عن شخصية إسلامية وطنية جزائرية ساهمت من بعد الاستقلال في عملية تعزيز وتثبيت المرجعية الإسلامية ل [[الجزائر]] وتحصينها من كل التهديدات التي كانت تستهدف [[الإسلام]] والعربية والوحدة الوطنية فالشيخ [[محفوظ نحناح]] وحركته حلقة من حلقات حركات الإصلاح الإسلامي في العالم الإسلامي وكان لا يركز في دعوته على الشعارات والإشعارات أو أن يكون حبيس مسميات أو رهينة شكليات ومثله مثل الشيخ [[حسن البنا]] الذي قال ليس القيادة في اتخاذ القرارات وإعلان المواقف وإنما القيادة في التنفيذ لأن الشيخ [[محفوظ نحناح]] كان يؤمن بجوهر الفكرة وهو العمل فهو بعد الاستقلال آمن بفكرة واعتقد صوابها وانطلق في الميدان يجمع الناس لها ووضع لها برنامجا ونفذه ولم يبقى ينتظر عند قارعة الطريق يتساءل عن تاريخ الفكرة ومن سبق في الانتماء لها ويسأل عن مراحلها والعبرة في الأصل ليس لمن سبق وإنما لمن ثبت وصدق واستحق الشيخ [[محفوظ نحناح]] بنضاله والعمل المتواصل لفكرته المكانة الوطنية والعالمية بلا منازع وهذا بشهادة الخصم قبل الصديق وله حضور مميز في كل اللقاءات والمؤتمرات والتجمعات والمنظمات العالمية والإقليمية فيحظى باحترام وتقدير كل من عرفه والتقاه وقد شاركت شخصيا في بعض المؤتمرات الدولية فلامست شخصيا كل ما ذكرت.
أيها المربون المستأمنون على الإخوان:
 
حفظا للكليات الخمس فيهم،
 
تقوية لمشاعر الأخوة لديهم،
=== حمس والتنظيم العالمي ===
دعما لدواعي الخير والفضيلة عندهم،
 
حفزا لهممهم في طلب المعالي،
*'''الخبر الأسبوعي:''' ما حقيقة ما يقال عن استفادة حركة مجتمع السـلم من بعض المساعدات المالية من التنظيم العـالمي ل[[لإخوان المسلمين]] بحكم عضوية الشيخ [[محفوظ نحناح]] فيه, وكذلك استفادتها من عمليات تحويل الأمـوال المختلفة داخل هذا التنظيم؟
دفعا لهم نحو كل مشروع ايجابي يبني ولا يهدم يقوي ولا يضعف يوحد ولا يفرق،
 
ربطا لهم بربهم وقائدهم رسول الله صلى عليه وسلم وحركتهم وجماعتهم وأمتهم ومؤسساتهم،
:'''الشيخ [[عبد الرحمن سعيدي]]:''' أذكركم أن من خصائص دعوة ومنهج حركة مجتمع السلم أنها تبتعد عن هيمنة الكبراء والأعيان وأصحاب النفوذ وتعمل على سلامة وسيادة قرارها ومازالت حركتنا حريصة على الابتعاد عن كل ما يرهنها لغيرها أو يحتويها بمختلف الأساليب بالترغيب والترهيب ومن مبادئها التي ناضلت ومازالت تناضل من أجلها أن ترفض تدخل الغير في شؤونها بل كنا دائما نصرح برفض التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية وكنا من الحركات القليلة التي ترفض تدخل الأجنبي في شؤون [[الجزائر]] والشيخ [[محفوظ نحناح]] كانت له ولحركته مواقف مبدئية عندما كانت بعض الأطراف تدعو إلى تدويل القضية الجزائرية وتتحرك في محافل دولية ويحشد لها الدعم المادي والسياسي لفرض فكرة التدويل وحصار وجلب لجان تحقيق دولية فحركة مجتمع السلم من باب الأولى في منطق رفض الهيمنة والاحتواء لا تقبل ولا تستقبل أي مساعدات من جهة خارجية مهما كانت طبيعتها حتى من [[الإخوان المسلمين]] ولو كانت حركة مجتمع السلم كما ذكرت لكان لها من الوسائل والإمكانات ما يذهل الآخرين لكن حركتنا تعتمد على الله سبحانه وتعالى وعلى دعم شعبنا لنا وعلى جيوب المناضلين والمحبين الذين لا يبخلون على حركتهم ومشروعهم ونفقاتنا من جيوبنا ونعرف في كثير من الفترات عجز مالي لكن قوة الفكرة والنضال من أجلها تجعلنا نتجاوز الصعوبات المالية وحركية صرف الأموال عندنا معلومة ومضبوطة بما يتناسب والقوانين المحددة لنشاط الأحزاب والجمعيات وحركية الأموال في العالم صارت بموجب القوانين الدولية والاتفاقات بين الدول معلومة وحركتنا ليس لها ما يخيفها ويزعجها من هذا الجانب فذمتنا المالية بريئة أمام الله وسليمة أمام القانون.
تفجيرا لطاقة الحركة السياسية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية،
 
دعوة لهم إلى ضرورة الانفتاح على مجتمعهم،
*'''الخبر الأسبوعي:''' بشكل عام تميز عمل حركة حمـس منذ فتح التعددية السياسية في [[الجزائر]] بنوع من الاعتدال والوسطية إلى درجة أن البعض يضعها في خانة الأحزاب الموالية للسلطة وهـي بذلك تكون قد شذّت عن قاعدة الحركات الإسلامية الممثلة للتيار الإخـواني في العالم العربي والتي كانت ولا تزال من أشد المعارضين للأنظمة الحاكمة فهل نعتبر أن حركة حمـس دخلت في ردّة غير معلنة على أفكار [[الإخوان المسلمين]]؟
درءا لمفسدة الانكماش والتكهف المؤدية إلى قتل الإرادات الفاعلة ومنع القدرات الجادة من التفاعل مع التحولات،
 
استقواءا بكل القدرات الموجودة لدى الإخوان في الرجال والنساء والطلاب والطبقات الاجتماعية كلها،
:''' الشيخ [[عبد الرحمن سعيدي]]:''' نحن في حركة مجتمع السلم من بعد الاستقلال كنا ندعو إلى عودة الحياة السياسية إلى ما كانت عليه قبل انطلاق ثورتنا المباركة حيث كان غلق باب التعددية وتذويبها في قضية واحدة ومصيرية هي تحرير [[الجزائر]] من الاستعمار واسترجاع السيادة وكان الاتفاق بعد الاستقلال أن تعود التعددية السياسية إلى ساحة [[الجزائر]] بعد ثلاث سنوات من الاستقلال لكن الذي وقع بعد الانقلاب سنة خمسة وستون أن دخلت [[الجزائر]] في حالة استثنائية اتسمت بإقرار إنهاء التعددية وإلغاء العمل الجمعوي وإلى توحيد السلطات وفرض الأحادية السياسية ومنع حرية التعبير واستيراد نماذج سياسية زادت من عمق وحدة الفجوة بين الشعب الجزائري واسترجاع هويته فكانت المواجهات والصدامات والاعتقالات وتكميم الأفواه وقمع الحريات فكان الحركة تناضل وتنسق الجهود مع كل الأطراف السياسية منها الحركة الوطنية بمختلف اتجاهاتها بقايا قيادات جمعية العلماء المسلمين وكل الدعاة الذين واجهوا النظام ومنهم الشيخ مصباح والشيخ [[عبد اللطيف سلطاني]] والشيخ العرباوي في إطار عمل سلمي لإعادة الحياة السياسية إلى وضعها الطبيعي وفي نفس السياق كان [[الإخوان]] في العالم يناضلون وعندما ننظر إلى المنحى الفكري والتربوي والسياسي عند [[الإخوان المسلمين]] هو منحى سلمي يعمل على التعاون مع الآخر في إطار الشراكة القائمة على الاحترام المتبادل وليس هناك ما يثبت أن الحركات الإسلامية بهذا المنظور هي في خانة المعارضين أو المتطرفين الرافضين لأي تقارب وإنما الأحداث والتقلبات والمستجدات السياسية في كل وطن تملي مواقف سياسية تتسم بالواقعية والمرحلية وليس بالضرورة مواقف مبدئية فكرية ولذا نشهد خاصة في المرحلة الراهنة حركات إسلامية تقاطع في مرحلة وتشارك في مرحلة توالي السلطة في مواقف وتعارض في مواقف تدخل في حكومات وتقاطع حكومات والنماذج قائمة في [[مصر]] و [[الأردن]] و [[العراق]] وفي [[المغرب]] و [[الأردن]] وفي [[فلسطين]] وحركة مجتمع السلم في [[الجزائر]] لا تمثل ردة إنما تمثل ريادة وثراء وتطوير للفكر السياسي للحركة الإسلامية في العالم وصرنا بلا غرور ولا استعلاء مدرسة لا مانع لنا من نشر أفكارنا وبرنامجنا لسائر المدارس ولا ندعي العصمة في ذلك.
أيها المربـون:
 
بقدر ما تعنون بتربية من يليكم تربية شاملة متوازنة ومعتدلة من خلال أننا دعاة ولسنا قضاة بقدر ما تعنون بالمحيط البشري الآخر الذي أثبتت الحركة أنها المؤهلة لتأطيره وتجنيده بشكل إيجابي دفع الشبهات عن الإسلام ودعوته ويثبت أن الإسلام يحمل مقومات بقائه ونقائه بعدوله ورجاله المرابطين القائمين بالقسط بين الناس.
 
أيها المربون الأفاضل:
=== فكر [[الإخوان]] ===
لعلكم دفعتم ثمن السرية المفرطة والآن تدفعون ثمن العلنية غير المفرطة ولكل الثمنين أجر لكن أجر الثاني فيه إقامة للشهادة الحقة والدين القيم والدعوة بالحسنى والموعظة والطريق ما زال طويلا رغم بعض البوارق وسوف تقف أمامنا تحديات وعقبات من داخل الصف وخارجه.
 
وإذا كان لكل زمان رجاله فإننا نقول أيضا أن لكل مرحلة رجالها وطرق معالجة قضاياها وأنتم أهل لهذه التحولات بالتعاون والتناصح والعمل الإيجابي وبالإيمان العميق والفهم الدقيق الذي طالما نادى به العلماء والدعاة والمجددون.
*'''الخبر الأسبوعي:''' هل تعتبر الأستاذ سعيدي أن الفكـر السياسي ل[[لإخوان المسلمين]] لا يزال قادراً على وصف العلاج الراهن للأمة العربية اليوم وخاصة [[الجزائر]] أم أن الوقت قد حان لإعـادة النظر في أسس هذا الطرح بما يلائم الظروف المستجدة في العالم انطلاقا من تحول نظرة الغرب للحركـات الإسـلاميـة؟؟
أيها الإخـوة:
 
وما دام لكل مرحلة رجالها، فلا ضير على الحركة أن تكون حاسمة مع بعض المحبين والعاملين الذين وإن حسنت نواياهم لكنهم عجزوا عن المواكبة فكان معهم الحسم، لأن الحركة فوق الجميع، هذا الحسم الذي قد يسببه الانحراف عن المنهج أو القيادة أو الجماعة مع التزام العفة والدعاء بالهداية..
:'''الشيخ [[عبد الرحمن سعيدي]]:''' في سؤالكم جملة من نقاط يجب أن نوضحها بداية هناك مشكلة سياسية متشابهة أو مشتركة تواجه الأمة الإسلامية منها مشكلة [[الديمقراطية]] والإصلاح السياسي، ومشكلة الإرهاب والعنف ومشكلة المرجعية وتحديدها ومشكلة اختلاف في مفهوم إحياء الأمة ومشكلة التنمية والتخلف والتبعية السياسية وصعوبة العمل المشترك وضعف المؤسسات الإقليمية في الأمم العربية هذه من جهة وهناك مشكلة تواجه كل قطر وشعب على حدة المتعلقة بطبيعة البلد ومكوناته ومشكلاته الاقتصادية والمشكلات الإثنية والعرقية والمشكلات الطائفية والمذهبية ومشكلة الاحتلال والمقاومة وطبيعة النظام ومختلف مؤسساته والعملية السياسية فيه هذا يفرض على الفكر السياسي أن تكون له من الاستيعابية والموضوعية والواقعية ما يجعله يتطور باستمرار في اتجاه معالجة كثير من الأوضاع داخل الأمة العربية أوفي [[الجزائر]] بوجه خاص، مسألة إعادة النظر ليست نقطة حرج عند من يريد أن يكون عنصر هام في المعادلات السياسية وفي مسارات اقتراب من صناعة القرار لأن [[السياسة]] تتميز بميزة التعاطي مع المتغيرات باستمرار والفكر السياسي يرتكز على التوازن بين الرؤية والرسالة والمنهجية والأساليب ونحن في حركة مجتمع السلم ندرك أهمية هذه الموازنة ونعمل بها وفق مقتضيات المرحلة ودواعيها وظروفها وأنا مدرك أن [[الإخوان المسلمين]] في العالم لهم من الإيجابية والسلمية والرؤية الحضارية ما يجعلهم يطورون فكرهم السياسي في اتجاه خدمة أوطانهم وتعزيز أواصر الأمة في مواجهة التحديات العالمية وحان الوقت للأنظمة العربية أن تتعاون وتشرك الحركات الإسلامية في عملية الإصلاح الداخلي قبل أن يفرض هذا الإصلاح بمنطق الضغط والدبابة، ونحن في [[الجزائر]] مع النظام قطعنا مسافات في مسارات التقارب والتعاون والمشاركة وابتعدنا بمسافات كافية ومعقولة عن مسارات التوتر والمصادمة والمواجهة ونحاول اليوم مع النظام أن نقطع مسافات أخرى للاقتراب من الشعب وهمومه ومختلف قضاياه وفي الأخير أشكر لكم ولجريدتكم أن أتاحت لنا هذه الفرصة متمنيا لكم التوفيق والسلام عليكم.
أيها الإخوة المربون:
 
هذه معاني أحببت أن تكون بين أيديكم شعورا مني بالمسؤولية التربوية والسياسية والإقليمية التي تثقل كاهلي وكاهل إخوانكم من أعواني، وعسى أن أجد عندكم من يعذرني على غيابي الخارج عن إرادتي وقلبي ووجداني معكم وكنت آمل في أن أجلس إليكم واحتك بكم عسى أن ينفع بعضنا بعضا ولكن هذه إرادة الله فكونوا إخوانا مربين ولا يصرفن أحدكم صارف غير الدعوة الشاملة وكونوا عباد الله إخوانا.
{{روابط الإخوان في الجزائر}}
أخوكم المحب لكم الوفي
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
محفوظ نحناح بن محمد
[[تصنيف:أحداث الإخوان في الجزائر]]
الجزائر في: أواخـر شهر يوليو (جويلية) 1995م

المراجعة الحالية بتاريخ ٢٠:٥٨، ١٢ يناير ٢٠١٢

"التيار الإخواني في الجزائر بدأ مع الشيخ نحناح"

حوار مع نائب رئيس حركة مجتمع السلم

أجرت جريدة الخبر الأسبـوعي حواراً شاملا مع الأستاذ عبد الرحمن سعيدي نائب رئيس حركة مجتمع السلم المكلف بالدعوة والثقافة والتربية عن تيار الإخوان المسلمين في الجزائر وهو عبارة عن ملف خاص بالعدد 374 بتاريخ 29 أبريل 2006، تحت عنوان: التيار الإخواني في الجزائر بدأ مع الشيخ نحناح.

  • الخبر الأسبوعي: المعروف بالجزائر أنه هناك تيارات إسلامية متأثرة بمناخات خارجية فهناك مثلا مالك بن نبـي الذي يعتبر من بين الإسلاميين الأكثر اعتدالا في تاريخ الجزائر الحديث وهناك تيار الإخوان المسلمين الذي جاء من مصر ومن سوريا وتأثر به على ما يبدو جزء كبير من الجزائريين وعلى رأسهم الشيخ المرحوم محفوظ نحناح الذي حسب عليه أنه من الإخوان المسلمين فإلى أي حد السيد سعيـدي يمكن أن نقول بأن حـركة مجتمع السلم تمثل الشق الإخـواني في الجزائر؟
الشيخ عبد الرحمن سعيدي: بداية الحديث عن التيار الإسلامي في الجزائر ليس حديثا عن تيار وافد أو غريب عن هوية وثقافة الجزائريين بل هو تيار متجذر عبر العصور ومختلف المراحل التي عرفتها الجزائر وبحكم أن الإسلام ثابت من ثوابت الشعب الجزائري وعامل أساسي في وحدته وفي قيادته للتحرر من كل أشكال الاستعمار والاستبداد، فمن الطبيعي أن يكون هذا التيار متواجدا في حركية المجتمع الجزائري الاجتماعية والسياسية والثقافية والتربوية والتاريخية وأن يمتد الفكر والبعد الإسلامي في كل الأطراف الفاعلة داخل المجتمع بنسب متفاوتة ما عدا الأطراف التي ترفض بالأصالة الفكرية والإيديولوجية والتبعية السياسية البعد الإسلامي في المعادلات السياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية، والبعد الإسلامي في هوية الجزائر يعتبر قاسم مشترك مع كل الدول الإسلامية والعربية فمن الطبيعي أن يكون هناك تلاقي بين الأفكار والتيارات الإسلامية في العالم لأنها كلها تهدف إلى تعزيز موقع المرجعية الإسلامية في المجتمع وصبغ هويته وقيمه بها وحمايته وصيانته من كل مظاهر الانحلال والتفسخ وفقدان السيادة على مستوى القرار وتحديد السياسات وبناء المستقبل، وعرفت الجزائر من خلال رموز ودعاة وشخصيات وزعماء وقد ذكرت منهم الأستاذ المفكر مالك بن نبي الذي كان مصدر من مصادر تغذية الفكر الإسلامي العالمي برؤى حضارية في عملية استنهاض الأمة الإسلامية وكان من أمثاله في العالم كثير على وجه الخصوص الإمام الشهيد حسن البنا الذي أسهم بفكره ورؤاه الحضارية واستشرافاته المستقبلية في إثراء ساحة الإصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي لإعادة الأمة إلى دورها الحضاري من خلال مفهوم الشهادة وخدمة الإنسانية، والشيخ محفوظ نحناح رحمه الله هو من طراز هذه الشخصيات والزعامات التي حملت على كاهلها هذا الدور الحضاري في الجزائر المستقلة حيث عرفت في مرحلة الاستعمار والاستلاب الحضاري والتدمير الثقافي للهوية وغرس الموروث الاستعماري متفش في مختلف مفاصل المجتمع والشيخ محفوظ نحناح أسس جماعة حملت في حركيتها كل هذه الأبعاد بالمعطيات الوطنية والدولية فليس غريبا ولا مستهجنا أن يستمد فكرته من كل فكر إسلامي متواجد بفعالية وإيجابية وسلمية في العالم الإسلامي لعملية إعادة تشكيل وبناء الصرح الوطني كجزء مهم وضروري في بناء صرح الأمة الإسلامية وعلى وجه الخصوص فكر الإخوان المسلمين الذي يهدف إلى تحرير الأمة من كل سلطان أجنبي وتحقيق التكافل على كل المستويات بين شعوب الأمة الإسلامية.


الشيخ محفوظ نحناح والنشأة

  • الخبر الأسبوعي: كـيف كانت النشـأة الأولــى للتيـار الإخـواني في الجزائر وما هـي أهم الأسـس الفكرية التي شيّد عليهـا؟
الشيخ عبد الرحمن سعيدي: الفكر الإخواني كان منتشرا في العالم الإسلامي مع مطلع الأربعينيات حيث كانت معظم الدول العربية والإسلامية تحت الاحتلال والاستعمار وكان فكر الإخوان من مقاصده في شقه السياسي يدعو إلى الاستقلال والتحرر من كل سلطان أجنبي، فتواصل الإخوان برؤيتهم الفكرية والسياسية مع مختلف القوى السياسية والثقافية في العالم العربي الإسلامي التي كانت تناضل من أجل استقلال بلدانها وتحرير أوطانها من منطلق المرجعية الإسلامية وحسب معلوماتي التاريخية المستندة على شهادات لشخصيات في الجزائر وخارجها أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تتواصل بدعمها السياسي والمادي واحتضانها لبعض الشخصيات الثورية الجزائرية وعلاقاتها المتواصلة مع الحركة الوطنية وجمعية العلماء المسلمين حيث أن الإخوان لهم مساهمات في دعم الثورة الجزائرية وكان بعض قادة الحركة الوطنية يجتمعون ويلتقون في المقر العام للإخوان المسلمين في القاهرة وكان فضيلة الأستاذ فضيل الورتلاني رحمه الله الذي كان يخلف الإمام المرشد حسن البنا في بعض دروسه ويعمل بالتنسيق مع الإخوان في قضايا الأمة الإسلامية وضل فكر الإخوان قائم وعرف تواصل وانتشار بعد الاستقلال من خلال التواصل الثقافي والتعليمي بين الجزائر و مصر خاصة البعثات العلمية التي كانت تفد على الجزائر بموجب دعم ومساندة استقلال الجزائر فكان هناك تواصل وتلاقح بين الفكر الإسلامي الإصلاحي الوطني الجزائري الذي كان من رواده ودعاته فضيلة الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله وبقايا قيادات جمعية العلماء المسلمين وعملاق الفكر الأستاذ مالك بن نبي والفكر الإسلامي الإخواني فتعزز الفكر الإخواني في الجزائر بهذا البعد من خلال الأسس الفكرية المتمثلة في تصحيح فهم الإسلام عند الأمة وإبعاده عن مفاهيم الخرافة والتقاليد البالية والتطرف والغلو واعتماد الاعتدال والوسطية ومن الأسس تحصين هوية المجتمع ضد التيارات الفكرية والسياسية التي تكرس مفهوم التبعية للاستعمار وتغريب المجتمع وبتر انتمائه العربي الإسلامي والعمل على توحيد الجهود الإصلاحية داخل المجتمع في الجانب السياسي والاجتماعي والتربوي والثقافي من خلال بناء الفرد الصالح والأسرة الصالحة والمجتمع الصالح والدولة الصالحة القوية ليتحقق الدور الحضاري من خلال السيادة والشهادة والأستاذية في العالم واستطاع الشيخ محفوظ نحناح أن ينشئ من هذا التلاقح والتواصل حركة في المجتمع تعيش قضاياه وتتعاطى مع تطوراته بمرحلية وموضوعية وواقعية مجتنبا الصدامية معتمدا على العلاقات البنائية.

الجزائر والتلمساني

الشيخ عبد الرحمن سعيدي: الحديث عن الشيخ محفوظ نحناح هو حديث عن شخصية إسلامية وطنية جزائرية ساهمت من بعد الاستقلال في عملية تعزيز وتثبيت المرجعية الإسلامية ل الجزائر وتحصينها من كل التهديدات التي كانت تستهدف الإسلام والعربية والوحدة الوطنية فالشيخ محفوظ نحناح وحركته حلقة من حلقات حركات الإصلاح الإسلامي في العالم الإسلامي وكان لا يركز في دعوته على الشعارات والإشعارات أو أن يكون حبيس مسميات أو رهينة شكليات ومثله مثل الشيخ حسن البنا الذي قال ليس القيادة في اتخاذ القرارات وإعلان المواقف وإنما القيادة في التنفيذ لأن الشيخ محفوظ نحناح كان يؤمن بجوهر الفكرة وهو العمل فهو بعد الاستقلال آمن بفكرة واعتقد صوابها وانطلق في الميدان يجمع الناس لها ووضع لها برنامجا ونفذه ولم يبقى ينتظر عند قارعة الطريق يتساءل عن تاريخ الفكرة ومن سبق في الانتماء لها ويسأل عن مراحلها والعبرة في الأصل ليس لمن سبق وإنما لمن ثبت وصدق واستحق الشيخ محفوظ نحناح بنضاله والعمل المتواصل لفكرته المكانة الوطنية والعالمية بلا منازع وهذا بشهادة الخصم قبل الصديق وله حضور مميز في كل اللقاءات والمؤتمرات والتجمعات والمنظمات العالمية والإقليمية فيحظى باحترام وتقدير كل من عرفه والتقاه وقد شاركت شخصيا في بعض المؤتمرات الدولية فلامست شخصيا كل ما ذكرت.


حمس والتنظيم العالمي

  • الخبر الأسبوعي: ما حقيقة ما يقال عن استفادة حركة مجتمع السـلم من بعض المساعدات المالية من التنظيم العـالمي للإخوان المسلمين بحكم عضوية الشيخ محفوظ نحناح فيه, وكذلك استفادتها من عمليات تحويل الأمـوال المختلفة داخل هذا التنظيم؟
الشيخ عبد الرحمن سعيدي: أذكركم أن من خصائص دعوة ومنهج حركة مجتمع السلم أنها تبتعد عن هيمنة الكبراء والأعيان وأصحاب النفوذ وتعمل على سلامة وسيادة قرارها ومازالت حركتنا حريصة على الابتعاد عن كل ما يرهنها لغيرها أو يحتويها بمختلف الأساليب بالترغيب والترهيب ومن مبادئها التي ناضلت ومازالت تناضل من أجلها أن ترفض تدخل الغير في شؤونها بل كنا دائما نصرح برفض التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية وكنا من الحركات القليلة التي ترفض تدخل الأجنبي في شؤون الجزائر والشيخ محفوظ نحناح كانت له ولحركته مواقف مبدئية عندما كانت بعض الأطراف تدعو إلى تدويل القضية الجزائرية وتتحرك في محافل دولية ويحشد لها الدعم المادي والسياسي لفرض فكرة التدويل وحصار وجلب لجان تحقيق دولية فحركة مجتمع السلم من باب الأولى في منطق رفض الهيمنة والاحتواء لا تقبل ولا تستقبل أي مساعدات من جهة خارجية مهما كانت طبيعتها حتى من الإخوان المسلمين ولو كانت حركة مجتمع السلم كما ذكرت لكان لها من الوسائل والإمكانات ما يذهل الآخرين لكن حركتنا تعتمد على الله سبحانه وتعالى وعلى دعم شعبنا لنا وعلى جيوب المناضلين والمحبين الذين لا يبخلون على حركتهم ومشروعهم ونفقاتنا من جيوبنا ونعرف في كثير من الفترات عجز مالي لكن قوة الفكرة والنضال من أجلها تجعلنا نتجاوز الصعوبات المالية وحركية صرف الأموال عندنا معلومة ومضبوطة بما يتناسب والقوانين المحددة لنشاط الأحزاب والجمعيات وحركية الأموال في العالم صارت بموجب القوانين الدولية والاتفاقات بين الدول معلومة وحركتنا ليس لها ما يخيفها ويزعجها من هذا الجانب فذمتنا المالية بريئة أمام الله وسليمة أمام القانون.
  • الخبر الأسبوعي: بشكل عام تميز عمل حركة حمـس منذ فتح التعددية السياسية في الجزائر بنوع من الاعتدال والوسطية إلى درجة أن البعض يضعها في خانة الأحزاب الموالية للسلطة وهـي بذلك تكون قد شذّت عن قاعدة الحركات الإسلامية الممثلة للتيار الإخـواني في العالم العربي والتي كانت ولا تزال من أشد المعارضين للأنظمة الحاكمة فهل نعتبر أن حركة حمـس دخلت في ردّة غير معلنة على أفكار الإخوان المسلمين؟
الشيخ عبد الرحمن سعيدي: نحن في حركة مجتمع السلم من بعد الاستقلال كنا ندعو إلى عودة الحياة السياسية إلى ما كانت عليه قبل انطلاق ثورتنا المباركة حيث كان غلق باب التعددية وتذويبها في قضية واحدة ومصيرية هي تحرير الجزائر من الاستعمار واسترجاع السيادة وكان الاتفاق بعد الاستقلال أن تعود التعددية السياسية إلى ساحة الجزائر بعد ثلاث سنوات من الاستقلال لكن الذي وقع بعد الانقلاب سنة خمسة وستون أن دخلت الجزائر في حالة استثنائية اتسمت بإقرار إنهاء التعددية وإلغاء العمل الجمعوي وإلى توحيد السلطات وفرض الأحادية السياسية ومنع حرية التعبير واستيراد نماذج سياسية زادت من عمق وحدة الفجوة بين الشعب الجزائري واسترجاع هويته فكانت المواجهات والصدامات والاعتقالات وتكميم الأفواه وقمع الحريات فكان الحركة تناضل وتنسق الجهود مع كل الأطراف السياسية منها الحركة الوطنية بمختلف اتجاهاتها بقايا قيادات جمعية العلماء المسلمين وكل الدعاة الذين واجهوا النظام ومنهم الشيخ مصباح والشيخ عبد اللطيف سلطاني والشيخ العرباوي في إطار عمل سلمي لإعادة الحياة السياسية إلى وضعها الطبيعي وفي نفس السياق كان الإخوان في العالم يناضلون وعندما ننظر إلى المنحى الفكري والتربوي والسياسي عند الإخوان المسلمين هو منحى سلمي يعمل على التعاون مع الآخر في إطار الشراكة القائمة على الاحترام المتبادل وليس هناك ما يثبت أن الحركات الإسلامية بهذا المنظور هي في خانة المعارضين أو المتطرفين الرافضين لأي تقارب وإنما الأحداث والتقلبات والمستجدات السياسية في كل وطن تملي مواقف سياسية تتسم بالواقعية والمرحلية وليس بالضرورة مواقف مبدئية فكرية ولذا نشهد خاصة في المرحلة الراهنة حركات إسلامية تقاطع في مرحلة وتشارك في مرحلة توالي السلطة في مواقف وتعارض في مواقف تدخل في حكومات وتقاطع حكومات والنماذج قائمة في مصر و الأردن و العراق وفي المغرب و الأردن وفي فلسطين وحركة مجتمع السلم في الجزائر لا تمثل ردة إنما تمثل ريادة وثراء وتطوير للفكر السياسي للحركة الإسلامية في العالم وصرنا بلا غرور ولا استعلاء مدرسة لا مانع لنا من نشر أفكارنا وبرنامجنا لسائر المدارس ولا ندعي العصمة في ذلك.


فكر الإخوان

  • الخبر الأسبوعي: هل تعتبر الأستاذ سعيدي أن الفكـر السياسي للإخوان المسلمين لا يزال قادراً على وصف العلاج الراهن للأمة العربية اليوم وخاصة الجزائر أم أن الوقت قد حان لإعـادة النظر في أسس هذا الطرح بما يلائم الظروف المستجدة في العالم انطلاقا من تحول نظرة الغرب للحركـات الإسـلاميـة؟؟
الشيخ عبد الرحمن سعيدي: في سؤالكم جملة من نقاط يجب أن نوضحها بداية هناك مشكلة سياسية متشابهة أو مشتركة تواجه الأمة الإسلامية منها مشكلة الديمقراطية والإصلاح السياسي، ومشكلة الإرهاب والعنف ومشكلة المرجعية وتحديدها ومشكلة اختلاف في مفهوم إحياء الأمة ومشكلة التنمية والتخلف والتبعية السياسية وصعوبة العمل المشترك وضعف المؤسسات الإقليمية في الأمم العربية هذه من جهة وهناك مشكلة تواجه كل قطر وشعب على حدة المتعلقة بطبيعة البلد ومكوناته ومشكلاته الاقتصادية والمشكلات الإثنية والعرقية والمشكلات الطائفية والمذهبية ومشكلة الاحتلال والمقاومة وطبيعة النظام ومختلف مؤسساته والعملية السياسية فيه هذا يفرض على الفكر السياسي أن تكون له من الاستيعابية والموضوعية والواقعية ما يجعله يتطور باستمرار في اتجاه معالجة كثير من الأوضاع داخل الأمة العربية أوفي الجزائر بوجه خاص، مسألة إعادة النظر ليست نقطة حرج عند من يريد أن يكون عنصر هام في المعادلات السياسية وفي مسارات اقتراب من صناعة القرار لأن السياسة تتميز بميزة التعاطي مع المتغيرات باستمرار والفكر السياسي يرتكز على التوازن بين الرؤية والرسالة والمنهجية والأساليب ونحن في حركة مجتمع السلم ندرك أهمية هذه الموازنة ونعمل بها وفق مقتضيات المرحلة ودواعيها وظروفها وأنا مدرك أن الإخوان المسلمين في العالم لهم من الإيجابية والسلمية والرؤية الحضارية ما يجعلهم يطورون فكرهم السياسي في اتجاه خدمة أوطانهم وتعزيز أواصر الأمة في مواجهة التحديات العالمية وحان الوقت للأنظمة العربية أن تتعاون وتشرك الحركات الإسلامية في عملية الإصلاح الداخلي قبل أن يفرض هذا الإصلاح بمنطق الضغط والدبابة، ونحن في الجزائر مع النظام قطعنا مسافات في مسارات التقارب والتعاون والمشاركة وابتعدنا بمسافات كافية ومعقولة عن مسارات التوتر والمصادمة والمواجهة ونحاول اليوم مع النظام أن نقطع مسافات أخرى للاقتراب من الشعب وهمومه ومختلف قضاياه وفي الأخير أشكر لكم ولجريدتكم أن أتاحت لنا هذه الفرصة متمنيا لكم التوفيق والسلام عليكم.

للمزيد عن الإخوان في الجزائر

من أعلام الإخوان في الجزائر

وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

متعلقات أخرى

وصلات فيديو

.

.

تابع وصلات فيديو

حوارات مع قادة الإخوان بالجزائر
بيانات صادرة عن حركة مجتمع السلم

.