سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 23 )

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 23 )
طلبت من الرئيس ضياء الحق تطبيق الشريعة في باكستان فطلب منها الدعاء له
ألقت خطبة حماسية بالمؤتمر فصفق لها الحضور رغم أنهم لا يعرفون العربية !
بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

شعرت كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثها على المشاركة في المؤتمر, وأن تؤدى دورها فيه بعد أن كان لمشاركتها في العام السابق أطيب الأثر في نفوس المشاركين وأبناء الشعب الباكستاني, الذين تابعوا نشاطها عبر أجهزة التلفاز, وبدأت بالفعل تشعر بالتحسن البدني بعد أن انخفضت درجة حرارتها, واتصلت بي بعد صلاة الفجر لتؤكد مشاركتها في المؤتمر صباحا, وأنها رأت رؤيا كريمة ومؤثرة سوف تتحدث عنها أمام المشاركين, وبالفعل ذهبت معها إلى قاعة المؤتمر مبكرا, وعلمنا أن الرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق ـ رحمه الله ـ سوف يحضر الجلسة الافتتاحية للترحيب بالضيوف في لفتة كريمة منه.

وبالفعل حضر الرئيس وجلست الداعية الكبيرة زينب الغزالي إلى جواره على المنصة, ورحب ضياء الحق بضيوف وضيفات باكستان في المؤتمر, وكانوا من دول عربية وإسلامية وأجنبية عدة, وتحدث بالإنجليزية عن أهمية المؤتمر في تأصيل وتوضيح النظرة الإسلامية في القضايا المطروحة, وعندما علم أن الداعية زينب الغزالي هي صاحبة الكلمة التالية أصر على البقاء حتى يستمع إليها, وتحدثت الداعية المجاهدة باللغة العربية الفصحى وبصوت قوى ونبرات عالية وحماسة كبيرة, وعاطفة جياشة صادرة من القلب.


الحاجه زينب.jpg

قالت في كلمتها: إنني أعلم أن باكستان قامت على أساس الإسلام منذ تأسيسها وانفصالها عن الهند في عام 1947 , وستظل إن شاء الله مستمسكة ب الإسلام العظيم وبشريعته الغراء, وإن العالم العربي والإسلامي ينتظر منها الكثير.. ينتظر منها أن تطبق الشريعة الإسلامية الغراء, وأن تتبنى المنهج الإسلامي الوسطي, وأن تقيم اقتصادها وسياستها وتعليمها ومجتمعها على مبادئ القرآن والسنة, وأن تقف بكل ما تستطيع إلى جانب المجاهدين الأفغان, حتى يحرروا أرضهم من دنس الاستعمار الروسي الجاثم فوق أرض هذه البلاد الحرة الأبية, خصوصا وأن الباكستان هي أقرب الدول الإسلامية مكانا وشعبا وحضارة إلى أفغانستان.

وذكرت في كلمتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زارها في المنام الليلة الماضية, وقدم لها أوراقاً مكتوبة بعد أن وقّع عليها, وأنها تفسر هذه الرؤيا على أنه صلى الله عليه وسلم, إنما جاءها في المنام بعد غياب طويل لم تعهده, ليحث دولة الباكستان على تطبيق الشريعة الإسلامية, وعلى الاهتمام بمنهج الإسلام العظيم, وأن توقيع الأوراق المكتوبة معناه ضرورة إقرار القوانين الخاصة بتطبيق الشريعة الغراء, وطالبت الرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق ـ الجالس إلى جوارها ـ بأن يبذل كل ما في وسعه من أجل تطبيق الشريعة وأحكام الإسلام, لأن الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبه على هذه الأمانة, بصفته حاكما مسلما لشعب مسلم, وسوف يقف بين يديه سبحانه ليسأله عنها, فماذا هو قائل ؟!

انتهت الداعية المجاهدة من كلمتها الحماسية وسط ترحيب وتصفيق حار من جمهور المشاركات في المؤتمر النسائي عن السيرة النبوية, اللاتي تفاعلن معها رغم عدم إدراك معظمهن لمفردات اللغة العربية التي تحدثت بها, وكانوا قرابة المائة في تلك القاعة المغلقة, ثم تحدث الرئيس ضياء الحق معقبا فقال ( بالإنجليزية ) بعد أن شكر المجاهدة الكبيرة: رغم أنني لا أعرف الكثير من مفردات اللغة العربية, إلا أنني إلى حد كبير فهمت معظم ما قالته السيدة المجاهدة زينب الغزالي, وأنا أشكرها على كل ما قدمته لدينها وأطلب منها أن تدعو الله لي, فإني ضعيف أحتاج منها إلى الدعاء.

وأضاف: إن تطبيق الشريعة الإسلامية هو أمل الشعب الباكستاني ورغبة كل مسلم في هذا البلد, وأنا أريد أن يكون تطبيق الشريعة نابعاً من الناس أنفسهم.. من إرادتهم واختيارهم الحر, وليس مفروضاً عليهم بقوة القانون والنظام, وتساءل ـ أمام الحضور في المؤتمر النسائي ـ: هل تريدون مني أن أٌصدر قانوناً يلزم المرأة والفتاة المسلمة مثلا بارتداء الحجاب ؟ .. فتعالت الأصوات الرافضة لسن القانون, والمطالبة بأن يكون الحجاب التزاما ذاتيا وطوعيا, فقال: إذن مازالت هناك صعوبات في التطبيق علينا أن نواجهها!.

تلقفت وسائل الإعلام الباكستانية ـ المقروءة والمسموعة والمرئية ـ الرؤيا المنامية التي رأتها الداعية زينب الغزالي, وانتشرت قصتها على أوسع نطاق, ونفدت جميع نسخ كتابها الشهير " أيام من حياتي " المطبوع باللغة الأوردية, الذي كان قد ترجمه الشيخ الجليل خليل أحمد الحامدي مدير دار العروبة في لاهور ـ رحمه الله ـ تحت عنوان " روداد قفس " أي " أيام السجن ".

شعرت الداعية المجاهدة ـ وهى تجلس إلى جوار رئيس الدولة ـ أنها تحمل أمانة التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأمانة الدعوة إلى الله وتطبيق الشريعة الإسلامية الغراء, وأنها أمام فرصة تاريخية مهمة, قد لا تتاح لها بعد ذلك, لإعلان رغبة الأمة المسلمة في الحكم بما أنزل الله.

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو