فتحي عثمان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فتحي عثمان

سطور من حياته

الدكتور فتحي عثمان

ولد الأستاذ محمد فتحي عثمان في المنيا في 17 مارس عام 1928 ، وتخرج في جامعة القاهرة قسم التاريخ عام 1948 (أي وهو دون العشرين)، وقد انضم وهو في الجامعة إلى جماعة الإخوان المسلمين؛

فكان نصيبه السجن والطرد من العمل، عاد بعد ذلك إلى الحقل الأكاديمي، حيث حصل خلال فترة وجيزة على شهادة ماجستير في القانون من جامعة الإسكندرية (1960) وأخرى في التاريخ من جامعة القاهرة (1962)؛

ثم ما لبث أن التحق بالأزهر كمدير لقسم البحوث والمكتبات، وساهم مع الإصلاحيين في قيادة الأزهر ووزارة الأوقاف وقتها في الجهود الرامية إلى تطوير وإصلاح الأزهر.

يقول

WILLIAM GRIMES: :" Mohamed Fathi Osman was born on March 17, 1928, in Minya, Egypt. He earned a degree in history from Cairo University in 1948, a law degree from Alexandria University in 1960 and a master’s degree in Islamic-Byzantine relations from Cairo University in 1962.

In the 1940s, he joined the Muslim Brotherhood, an anticolonialist and Islamist group, and helped edit its weekly newspaper. He was a friend and colleague of Sayyid Qutb, the newspaper’s editor in chief and one of the founding fathers of radical Islam, but broke with Mr. Qutb and the Brotherhood in the 1950s. In 1960, he published “Islamic Thought and Change,” setting forth his more moderate version of Islam. "

سفر وجهاد

الأستاذ الدكتور فتحي عثمان علمٌ من أعلام الفكر العربي والإسلامي المعاصر الذين أسهموا مبكراً وبشكلٍ جديٍ في معالجة إشكاليات الفكر التقليدي الذي يقف عند مراحل معينة في التاريخ ، وتحليل ودراسة ما نتج عن ذلك الفكر من تطبيقات عملية وحركية على أرض الواقع؛

وقد مكّنته خلفيته العلمية الموسوعية (من الآداب إلى العلوم السياسية مرورا بالحقوق) وتجربته العملية الواسعة في مجالات التدريس والتأليف والصحافة ، وصلاته الممتدة بكثير من العاملين على أرض الواقع ، من طرح رؤية متميزة في كثير من المجالات؛

وهو أيضاً كاتباً ومفكراً ومعلماً وخطيباً وداعية، وكان مناصرا للقضايا الإنسانية، باحثا متميزا في فقه النوازل، مجتهدا في القضايا المعاصرة، منافحا عن قضايا تحرر الشعوب، خلّف عددا من الكتب والرسائل والمحاضرات في شتى مواضيع الفكر الإنساني؛

وخلّف ذكرا عطرا في عقول وقلوب تلامذته وأصدقائه وعارفيه، كان مناصرا لقضية الشعب الليبي، وقد حل ضيفا على المجلس الوطني للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا في دورتي انعقاده الثالثة بمدينة دالاس بولاية تكساس في أبريل 1992 ، والرابعة بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا في أبريل 1995؛

علاوة على متابعاته المستمرة لمجريات الأمور ولجهود الجبهة النضالية، في نهاية الستينات انتقل إلى الجزائر حيث عمل محاضراً في جامعاتها، ثم سافر إلى الولايات المتحدة حيث حصل على درجة الدكتوراه من جامعة برنستون، وعمل بعدها محاضراً بجامعة الرياض في المملكة العربية السعودية؛

من هناك جاء إلى لندن في عام 1981 حيث عمل رئيساً لتحرير (أرابيا) حتى توقفت عن الصدور عام 1986 ، فانتقل إلى لوس انجليس للعمل بالمركز الإسلامي وجامعة جنوب كاليفورنيا، وأقام في شقة متواضعة في ضاحية مونتروز بلوس انجليس مع زوجته الأستاذة عايدة عبد الرحمن وابنته غادة أستاذة اللغة العربية حالياً في جامعة سان دييغو؛

وفي عام 1961 أصدر فتحي عثمان كتابه (الفكر الإسلامي والتطور)، الذي قدم فيه لأول مرة أطروحات جريئة حول إعادة صياغة الفكر الإسلامي بما يتواءم مع العصر، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق غير المسلمين، وقد كانت تلك الأطروحات غريبة وقتها؛

ولكن تأثر بها فيما بعد مفكرون كثر، وبنوا عليها، على رأسهم الأستاذ فهمي هويدي الذي اكد أنه اقتبس بعض أفكاره من مقالة نشرها فتحي عثمان في مجلة المسلم المعاصر، نشر الدكتور فتحي عثمان بعد ذلك أكثر من 25 كتاباً بالعربية والانكليزية، أبرزها كتاب (مفاهيم القرآن) الصادر عام 1996 في أكثر من ألف صفحة، وقد ركز فتحي في مقالاته وكتبه ومحاضراته على القرآن وإعادة فهمه وتفسيره.

حتى مقالاته في مجلة (أرابيا) كان أكثر من نصفها استشهادات بنصوص قرآنية، خلف فتحي عثمان وراءه ما نرجو أن يكون صدقة جارية من عشرات الكتب ومئات، إن لم يكن آلاف، المقالات والمحاضرات، جلها حول القرآن ومحاولات استجلاء معانيه وتنزيل قيمه على واقع المسلمين اليوم، كان حتى وهو قد تجاوز الثمانين لا يكل من الكتابة أو المحاضرة. ولكنه فوق ذلك خلف ذكرى طيبة عند كل من التقاه أو تعامل معه .

قالوا عنه

قال الدكتور عبد الوهاب الأفندي عنه:

" تعرفت على فتحي عثمان في صيف عام 1982 حين زرت مقر مجلة (أرابيا) في قلب لندن بناء على اقتراح الأخ الكريم أحمد كمال الدين الذي كان سبقني للعمل هناك لأناقش مع الناشرين العمل في تلك الدار، وكان العمل تحت قيادة فتحي عثمان ممتعاً ومدهشاً في آن معاً؛
فقد كان الرجل ديمقراطياً فكراً وممارسة، نادراً ما يفرض رأيه على المحررين، ولكنه كان في نفس الوقت مدافعاً شرساً عن حرية الكتاب وعن استقلالية المجلة، وفي عام 1996 أقام محبي الدكتور فتحي عثمان من ماليزيا وتونس وبريطانيا وأمريكا ومصر وبلدان أخرى لقاء فكرياً على شرفه، تحدثت فيه ثلة من المفكرين عن إشكاليات الإسلام والحداثة من زوايا مختلفة ".

وقال أيضاً:

" كان شخصاً دمث الأخلاق، حسن المعشر، شديد التواضع، شديد الاستقامة، رحمه الله وأحسن إليه ".

رسالته إلي الشباب

قال في حوار له مع مجلة الرشاد:

" إن رسالتي للشباب أن يتجنبوا ما وقعنا فيه ونحن شباب، بحيث يعلموا أن التطور الذي يستمر من عصر النهضة إلى اليوم ويقوم على الجدّ والعقلانية لا يُواجه إلا بأقدارٍ موازية من الجد والعقلانية والعمل المكثف الذي يرتكز إلى الكتاب والسنة ويتمحور حول الاجتهاد؛
ولذلك فإنني أرجو أن لا يتمحور جهد الشباب حول وضع الكتب والأفكار القديمة في مظهرٍ جديدٍ وصورةٍ جديدة ، وإنما في إبداع كتبٍ وأفكار جديدة، وكم يعجبني ما قاله الدكتور القرضاوي بأن الأصل في المعاملات الابتداع والأصل في العبادات الإتباع؛
ولا يعني التعمق الفكري عندي بطبيعة الحال الانعزال عن واقع المسلمين ، ولكن المقصود أن لا تُستهلك الجهود بحيث تكون النتيجة سطحيةً فُقاعيةً ، فمتابعة الواقع لا تعني الانجراف وراءه بحال، أما فيما يتعلق بمسألة الاستصغار فهي للأسف اتجاهٌ مرَضيٌ يقع فيه الكثير من (الكبار) ..
ولا أعتقد أن المسألة هي مسألة احترامٍ للسن والخبرة لأن النقد والتغيير يمكن أن يكون في ظل الأدب والاحترام الواجبين ، وإنما تكمن الإشكالية في عاملين : الأول أخلاقيٌ بحت ، وهذا يجعل الإنسان يرضى بأن يحتكر مواقع معينة ، والثاني يتعلق بالأنانية والمنافع التي تتعلق باحتكار الموقع ماديةً كانت أو معنوية ..
والأنانية في النهاية تجعل الإنسان يتصرف وإن لم يُعلن ذلك على أنه مركز الكون ، وهذا كله ليس من الإسلام في شيء، بل إنني قد أذهب إلى أبعد من هذا لأُعلن أنني أعتقد أنه لا أمل بشكلٍ عام في الأجيال القديمة التي تربَّت على أفكار معينة؛
لأن التغيير بعد سنٍ معينة إن لم يكن مستحيلاً فهو صعبٌ جداً .. ولذلك فإنني أظن أنه ليس هناك أصلاً أملٌ إلا في الأجيال الجديدة التي تنشأ بتربيةٍ جديدةٍ صحّيةٍ تُغيرُ معظم المفاهيم التقليدية، والحقيقة أن إيماني بالأجيال الناشئة ناتجٌ عن تجربةٍ عملية وإن كنت لم أكتب عنها سابقاً أو أتحدث فيها لأنها قد تبدو مسألةً شخصيةً .
ففي معظم زياراتي ولقاءاتي أجد أن أغلب إن لم يكن كل من يحاورني ويذكرني ويتابع ما أقول إنما هو من الشباب .. ومثل هؤلاء يجب أن يتنسموا مراكز القيادة في الحركات والتجمعات لأنهم حاسمون وقادرون على نفي المتناقضات التي تعودنا كشعوبٍ وكحركاتٍ وتجمعات على معايشتها مدة طويلة؛
وخاصة أن زعماء الحركات كان ولا يزال نهجهم أن يعايشوا المتناقضات ولا يصدموا أتباعهم باختيارٍ محددٍ لا يجتمع فيه النقيضان ، فالبعض يريد أن يكون طريقةً صوفية وجماعةً سلفية وهيئةً اقتصادية وحزباً سياسياً في نفس الوقت، والبعض لا يريد أن يتخذ موقفا لكي لا يصدم أحداً في الموزمبيق أو بلاد الماوماو وغير هذا من الأمور ...
وختاماً،فإنني آمل أن يتذكر الشباب دائماً أننا لسنا بصدد إصدار قرآنٍ جديد خالدٍ وثابت ، وليست تلك مهمتنا،وإنما مهمتنا أن نُحدِّد ونخصِّص ونُفرِّع لزمانٍ ومكانٍ معينين ، وقد يظهر في اجتهادنا خطأٌ من جارنا القريب ، وقد يظهر الخطأ فيه بعد خمس دقائق .. ولكن لابد لكلمة الحق أن تُقال مهما كان، فإرضاء الناس جميعا غايةٌ لا تُدرك ، ولا بد لكل كلمةٍ تُحدد حقاً وتُفصّلُ أمراً وتمسُّ مفصلاً من مفاصل تفكيرنا أن ترضي قوماً وتُغضب آخرين".

تراث الدكتور فتحي عثمان

  • كتاب: السلفية فى المجتمعات الإسلامية,لتحميل الكتابPdf.png.
  • كتاب: حقوق الإنسان بين الشريعة والقانون الغربي,لتحميل الكتابPdf.png.
  • كتاب: المدخل للتاريخ الإسلامي,لتحميل الكتابPdf.png.
  • عبد الحميد بن باديس: رائد الحركة الإسلامية، 1987م.
  • الفكر الإسلامي والتطور، 1995م.
  • دولة الفكرة، 1973م.
  • عبد الحميد بن باديس ، رائد الحركة الإسلامية في الجزائر المعاصرة، 1987م.
  • آراء من تراث الفكر الإسلامي.
  • القيم الحضارية في رسالة الإسلام ، 1982.
  • من أصول الفكر السياسي الإسلامي: دراسة لحقوق الإنسان ولوضع رئاسة الدولة (الإمامة) في ضوء شريعة الإسلام وتراثه التاريخي والفقهي، 1984م.
  • إبراز الوحدة الكلية للإسلام عقيدة وشريعة كإطار للعرض المذهبي (مقال)، 2002م.
  • هل يكون هذا القرن للمسلمين قرن الفكر (مقال)، 2000م.
  • بين تناقضات الحاضر وآمال المستقبل: نقاط أساسية عن مستقبل العلاقة بين الإسلام والغرب (مقال)، 2002م.
  • إبراز الوحدة الإسلامية الكلية للإسلام عقيدة وشريعة كإطار للعرض المذهبي (مقال)،2003م.
  • تراث الفكر الإسلامي في النظم السياسية والإدارية : قطعة من التاريخ (مقال)،1975م.
  • قبل تقنين أحكام الشريعة الإسلامية كأساس لتطبيقها، لا بد من حوار علمي بين أهل الاختصاص في مناخ ديمقراطي سليم (مقال)، 1977م.
  • تحت الضوء: قراءات وخواطر (مقال)، 1977م.
  • الأرض في القرآن الكريم (بحث)، 1979م.
  • إبراز الوحدة الكلية للإسلام عقيدة وشريعة كإطار للعرض المذهبي (بحث)، 2002م.
  • الأرض في القرآن (بحث)، 1979م.

وفاته

في عصر يوم السبت الموافق ثاني أيام عيد الفطر المبارك والحادي عشر من ايلول سبتمبر 2010م، ووري الثرى في ضواحي لوس انجليس في جنوب كاليفورنيا جثمان الدكتور محمد فتحي عثمان الذي نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يسكنه فسيح جناته.

د.عثمان وحائط البراق

محمد-فتحي-جريدة.jpg

المراجع

للمزيد

مؤلفات

روابط داخلية

روابط خارجية

تابع الروابط الخارجية