بيان مقترح من قادة ومفكري الأمة الإسلامية وعلمائها

يا حكام الأمة وولاة الأمر فيها
يا جماهير أمتنا الإسلامية
تقود الإدارة الأمريكية هذه الأيام حملةً شرسةً ومحمومةً وظالمةً ضد الإسلام والمسلمين،فبعد تدمير أفغانستان الفقيرة والمستضعفة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب تحول رحلها نحو القضية المركزية للأمة الإسلامية قضية فلسطين والمسجد الأقصى،فتصف الضحية بالإرهاب،وتتناسى فعل الجلاد،تضرب عرض الحائط بكل قوانين الأرض التي تتيح لمن تحتل أرضه أن يدافع عنها بكل السبل،وتبرر للمحتل الصهيوني فعلته وإرهابه وممارساته العنصرية اليومية ضد شعب آمن،بل وتذهب أبعد من ذلك فتشاركه في عدوانه من خلال تزويده بكل أدوات البطش والإرهاب وتنصب نفسها بديلاً عنه،فتسم من يقاومه بالإرهاب، فتجمد الأموال،وتصادر المؤسسات الإنسانية التي ليس لها ذنب سوى رفع المعاناة عن أطفال ونساء وشيوخ هذا الشعب،وإننا إزاء ما يحدث في أرض الإسراء والمعراج هذه الأيام من هجمة بربرية صهيونية مسنودة بدعم كامل من الإدارة الأمريكية التي تدعي وصايتها على العدالة في العالم أجمع نود أن نؤكد على الجملة من الحقائق هي:
- إن المأساة الفلسطينية منذ صدور وعد بلفور عام 1917 م هي مسؤولية الدول الغربية، خاصةً أمريكا وبريطانيا والتي صدرت المشكلة اليهودية إلى فلسطين من خلال رعايتها لإقامة الدولة الصهيونية على أرضها.
- إن الإرهاب الحقيقي هو إرهاب الدولة المغتصبة والمصادرة للحق الفلسطيني على غير وجه حق منذ ما يزيد على الخمسين عامًا والتي يمارس فيه الصهاينة المجازر اليومية بحق الشعب المسلم في فلسطين، وما دير ياسين وقبية وصبرا وشاتيلا وقتل المصلين في الحرم الإبراهيمي في الخليل إلا أمثلة على ذلك.
- إن قتل الأطفال الفلسطينيين (ومحمد الدرة مثاله الحي واغتيال الطفلة الرضيعة إيمان حجو) والذي شاهده العالم أجمع على شاشات التلفاز لهو الإرهاب بعينه والذي لا يملك عاقل أن يدافع عنه، فكيف بإعطائه المشروعية والغطاء؟؟!
- هناك فارق بين المقاومة التي يمارسها الشعب الفلسطيني كحق مشروع كفلته كل الأديان والمواثيق على مر العصور والأزمان دفاعًا عن النفس وصيانةً لحقه في وطنه وأرضه ومقدساته، وبين الممارسات الإرهابية للصهاينة الذين يغتصبون الأرض ويدنسون المقدسات ويصادرون الحقوق.
- إن حالة الحصار التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد على العام وممارسات التجويع وتدمير كل إمكانات الحياة من تلويث لمصادر المياه وقطع الأشجار المثمرة وقتل الحيوانات وحتى الطيور وقصف المناطق بالأسلحة المحرمة دوليًا واستخدام اليورانيوم المنضب لهو الإرهاب في أبشع صوره وأشكاله والذي تمارسه الدولة الصهيونية المغتصبة.
- إن المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني والذي يضحي فيها أبناؤه بدمائهم وأهاليهم وكل ما يملكون فداءً لحقوقهم المغتصبة لهي رد مشروع على ممارسات الصهاينة العنصرية والفاشية الهادفة إلى قتل كل القوى الحية والدافعة عن حق الشعب في الحياة وليس اغتيال 70 رمزًا من رموز المقاومة الفلسطينية إلا دليلاً على إرهاب هذه الكيان. فهل يقابل ذلك بالخضوع والقبول بالأمر الواقع أم أن المقاومة هي الرد الطبيعي عليه.
إننا لذلك نطالب الحكومات والشعوب الإسلامية وكل القوى المحبة للعدالة والسلام بما يلي:
- تأييد ومساندة الشعب الفلسطيني المجاهد في مقاومته المشروعة لاسترداد حقه في أرضه ووطنه ومقدساته تأييدًا كاملاً وعمليًا إلى بأن ينالها كاملةً غير منقوصة.
- استنكار الربط بين المقاومة المشروعة والإرهاب غير المشروع مثل الذي يقوم به الكيان الصهيوني والمطالبة بمعاقبة الإرهابيين الصهاينة وعلى رأسهم المجرم شارون مرتكب مجازر صبرا وشاتيلا.
- شجب حالة الحصار والتجويع التي تستهدف النيل من صمود الشعب الفلسطيني في مواصلة جادة لاسترداد حقه ونناشد المسلمين حكامًا ومحكومين لدعم صمود هذا الشعب بكل الوسائل المتاحة والممكنة.
- مناشدة حكام العرب والمسلمين اتخاذ مواقف حازمة وقوية تجاه سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الإدارة الأمريكية والقيام بالضغط على الموقف الأمريكي لإلزامه باتخاذ إجراءات سريعة لوقف مساندة الإرهاب الصهيوني في فلسطين وإقناعه بأن ما يجري لا يخدم الاستقرار والسلم في العالم.
- مناشدة حكام العرب والمسلمين باتخاذ مواقف قوية بضرورة المحافظة على الوحدة الفلسطينية الداخلية ورفض أية إجراءات قد تؤدى إلى التنازع بين الفصائل الفلسطينية المشاركة في الجهاد الفلسطينى، والتأكيد على حرمة الدم الفلسطينى أن يسفك بيد فلسطينية.
- ضرورة وقف الإجراءات الأمريكية غير العادلة ضد المؤسسات والجمعيات العاملة في المجال الإنساني لرفع معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر،وضرورة رفع الحظر عن أموالها وممتلكاتها.
- مناشدة الشعوب الإسلامية وكل الشعوب المحبة للعدل والسلام في العالم إلى اتخاذ خطوات عملية ضد ما تقوم به أمريكا من ظلم ضد الشعب الفلسطيني وما تقدمه من دعم للإرهاب الصهيوني.
- مناشدة كل دول العالم وشعوبه إلى اتخاذ مواقف واضحة وجريئة وعادلة ضد الإرهاب الصهيوني في فلسطين وضرورة محاصرته ليرجع عن إرهابه واغتصابه للحق الفلسطيني.
ونحن إذ نحيي صمود شعب فلسطين المسلم نشد على يده في مقاومته للاحتلال الصهيوني ونؤكد دعمنا الكامل له حتى ينال كامل حقوقه في العودة إلى أرضه وتحرير مقدساته.
﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾ (الاسراء: من الآية51).
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية21).
المصدر
- بيان:بيان مقترح من قادة ومفكري الأمة الإسلامية وعلمائهاإخوان أون لاين