بيان تاريخي إفتراضي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


بيان تاريخي إفتراضي
Algerie-drapeau-2.jpg

بمناسبة ذكرى مرور عام كامل على انعقاد مؤتمرها الرابع، وعلى إثر ما حلّ بحركة مجتمع السلم،وهي آخر فصيل إسلامي في الجزائر الأمل معقود على أن يبقى مثالا في التماسك والانضباط حتى يحقق طموحات المتعلقين بالمشروع، وبعد تناقل وسائل الإعلام خبر الهزة الارتدادية التي أدت إلى الانشقاق وقد سبقتها هزة ساوت بين الشرعية وعدمها رغم ضمان سيادة المؤتمر مما أثر على نفوس المعنيين، ويتوقع بعض المراقبين وقوع هزة أخرى ستؤدي إذا حصلت ـ لا سمح الله ـ إلى قطع فرع عن أصله والمغامرة " بتلقيم" (استنبات داخل الجذع) فرع آخر..

على إثر كل ذلك اجتمعت على الاهتمام بالموضوع قلوب مناضلي الحركة المتمسكين "بالشرعية" وكل محبي الخير للإسلام وحركاته ،من منطلق أن " الوحدة قوة وواجب " وأن الإسلام يشكو إلى الله صراعات أهله وانشقاقاتهم منذ فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه إلى اليوم.. ولا شك أن هذه القلوب المجتمعة قد اتفقت على ما سيأتي ذكره، على اعتبار أنه إبراء للذمة،

" وإشعال شمعة " ونشر خفي تنويرا للرأي العام وتبليغا لمن يهمهم الأمر، وتقوية للعزائم الثابتة ونصيحة للجهات المخطئة ( خاصة أن البعض سيقفون في مفترق الطرق حائرين) أو على الأقل تنفيسا للقلوب المهمومة المغمومة جرّاء ما يحدث:

1- إننا نحمّل، أمام الله تعالى ، المسؤولية للمتسببين في أي مكروه يحصل لهذه الحركة أو لعلاقتنا بها ( مجمدة كانت أو موصولة ) حيث ربطنا مبدئيا مصيرنا بمصيرها واتخذناها مطية للآخرة وقضينا في خدمتها زهرة شبابنا، نحتسب ذلك عند الله ونحن على يقين أنه لن يترنا أعمالنا هنا وهناك.. ومن بين ما نحمّل هؤلاء مسؤوليته مرور سنة كاملة في الصراعات دون قدرة على التفرغ لعمل يذكر ،والأمر كان يهون لو لم تختم السنة بهذا الحادث.

2- نتساءل عن مبررات الطعن في شرعية نتائج المؤتمر الرابع حتى ترقى إلى أن يقبل بها "العقلاء" وتبنى عليها "قرارات" أو تؤدي إلى المقاطعة ثم إلى الانشقاق بعد أشياء أخرى ، فأين:سيادة المؤتمرين؟وأين دور الشهود ؟ وأين المحضر القضائي ؟ بل أين قبول الجميع بهذه النتائج في البداية وجلوسهم في مجلس الشورى وتزكيتهم للقيادة الجديدة...بَلْهَ أين الله؟!

3- نعتقد أن المبررات التي أسس عليها الانشقاق واهية ولا قيمة لها أمام قداسة وحدة الصف، لو توفرت النوايا الصحيحة للم الشمل ورأب الصدع. خذ مثلا سيد هذه المبررات وهو " الانحراف عن المنهج " فهو أشبه ما يكون ـ والقياس مع الفارق ـ بالكفر في الإسلام العام ، إذ يحتاج إلى أن يكون " لكم فيه من الله برهان" فلا يبنى الحكم فيه على الشبهات والنظرات الخاصة والأخطاء المجهرية كما يفعل "التكفيريون" الذين من سيرتهم:

ـ المغالاة وتضخيم الصغائر

ـ التعصب في ما يجوز فيه تعدد الآراء

ـ الشعور بأنهم أوصياء على الدين وعلى الأمة...

إن التفرّق دونه الكثير مما يجب أن يحتمل ولو على حساب الدين نفسه وصلى الله على سيدنا هارون الذي قال رغم المساس بالعقيدة "إني خشيت أن تقول فرّقت... " فأين هذه الخشية ؟

وعلى الافتراض تجاوزا أن تلك المبررات صحيحة، فأين العمل بالقيم التي تعالجها داخل المؤسسات مع الحفاظ على الصف والتي تلخّص كلها في الأركان المتفق عليها ؟!

وبالمناسبة فإن ما سمعناه من افتراءات على الهواء مباشرة من بيروت عما قاله " مطرب وادي سوف " لرئيس الحركة لا أساس له من الصحة والرجل المتقوّل عليه على قيد الحياة ،ومجريات التجمع الذي طرح فيه الموضوع مسجلة بإمكاننا وضعها في youtube ، إلاّ أننا استفدنا منها، نحن الحاضرين لذلك التجمع ،بأن عرفنا بها طريقة تلفيق المبررات وجمع الشبهات التي وصلت إلى بيروت بهذا الشكل.

4- نعجب للهيئة المؤسسة الموازية من خلال التسمية ، كيف ستكون "دعوية" وتربوية وسبب إنشائها إنما هو عدم القدرةعلى تحمّل ما تمليه التربية الصحيحة وهو:" قبول الآخر ،وتقبّل ما أفرزته المؤسسات " وهذا هو الشائع عند العام والخاص ، فلو طرح السؤال التالي على أي واحد في المجتمع :

"لماذا أسس المنشقون عن حماس هذا الحزب الجديد ؟"فسيجيب بتلقائية :"لأنهم لم يفوزوا في المؤتمر برئاسة الحركة "وودعم جوابه بالقول:" إذا كان في القيادة الفائزة تلك العيوب التي بررت للانشقاق فلماذا قبلتها الأغلبية؟ بل إن المنشقين ورؤوسهم على وجه التحديد كانوا قيادات تنفيذية في المكتب الوطني لمدة 5 سنوات (2003 / 2008 ) فلماذا لم يشاهدوا هذا الانحراف لما كانوا راكبين فلما أنزلهم المؤتمر اكتشفوا ' الانحرف' ؟ "..لسنا ندري كيف سيقبل هؤلاء دعوة أؤلئك وتربيتهم؟ بل إن المنشقين ورورؤوسهم على وجه التحديد كانوا قيادات تنفيذية في المكتب الوطني لمدة 5 سنوات "2003-2008" فلماذا لم يشاهدوا هذا الانحراف لما كانوا راكبين؟؟ فلما أنزلهم المؤتمر اكتشفوا "الانحراف"

ثم عن "التغيير" في التسمية نفسها فقد كان في البداية شعارا داخليا لتغيير القيادة أو على الأقل سلوكياتها، أما الآن بعد الانفصال فهو تغيير ماذا؟! اللهم إلا إذا كان تغيير أدبيات الحركة، وهو ما سيفرضه واقع التميّز عند التوثيق للتأسيس، لأن أوراق المؤتمر الرابع التي أقرها الجميع وهي مطابقة لما كان عليه الشيخ محفوظ – رحمه الله- لن تتغير في حمس فهل ستخالفها "حركة الدعوة والتغيير"؟ ..عجبا !!

5- من الحقائق التاريخية التي يجب أن تعرف الآن ولا عيب في ذلك، لأن كل عمل بشري تعتريه العيوب ويحتاج إلى مراجعة..وهو أن المساعي كانت حثيثة في عهد الشيخ الراحل رحمه الله لإصلاح الوضع الداخلي والقضاء على الرداءة التي كانت حوله.والمعنيون يتذكرون ما كان يجري في كواليس فندق "الخليج" بتيبازة عام 1998 م، عشية المؤتمر الثاني وكل الذين كانوا مؤتمرين وقتها سمعوا حديث الشيخ المرحوم عن"الكولسة الإيجابية" كإشارة منه بأنه على علم بما يحدث من محاولة تغيير..ولعل ذلك هو السبب في أنه أحدث بعدها في زمن ما تغييرا شبه كلي في المكتب الوطني، ولكنّ ذلك كان بشكل ذكي لم يُبعَد فيه المعنيون كلية،ثم أنهم عادوا إلى مواقعهم بمرور الزمن بشكل أو بآخر.

وآخرون يعلمون التحضيرات التي كانت تجري تحضيرا للمؤتمر الثالث قبيل وفاة المؤسس رحمه الله وهناك وثائق ما زالت موجودة ولو مسودات دالة على ذلك ،ولكن قدر الله ما شاء فعل.

والعجيب في ذلك أن من المحيطين بالمرحوم حينذاك الذين كان إبعادهم من مستهدفات الإصلاح هم الآن من المحركين للأحداث، والأعجب منه أن بعض العاملين للإصلاح آنذاك هم الآن حلفاء للذين كانوا مستهدفين أنفسهم.

وكأنّ المصالح غلبت المبادئ ـ والحديث عن أفراد وليس عن الحركة ومنهجها ـ وكأنّ نظرية "صعوبة الفطام" التي تقول بها القواعد هي التي تدير الأحداث بالفعل.

ولا شك أن في عرض هذه الحقائق عدة فوائد منها:

• تنبيه المعارضين في الماضي المتحالفين في الحاضر مع نفس الوجوه، إلى التناقض الذي هم فيه.

• تنبيه المطالبين بالتغيير حاليا الذين كانوا مستهدفين بالتغيير سابقا إلى أن الأمر طبيعي وكلنا يعترينا النقص وتلاحظ علينا الملاحظات بل وتوجّه إلينا الانتقادات والاتهامات، وها قد كنتم أنتم محلها.

• إفادة المحللين وطمأنتهم بأن الأصل في ما يحدث في حمس ليس للسلطة فيه دخل ( كما نسمع من أصحاب التفسيرات التآمرية) ذلك لأن الظاهرة قديمة والجديد فيها هو غياب الشخصية الجامعة أو أنها كانت سرًا وصارت جهراً.وهي في الحقيقة غير مؤثرة لو تسامت بعض النفوس .

• وما دام الأمر قديما فإن حماس الأمس هي حمس اليوم بسلبياتها وإيجابياتها وإن سلبياتها التي لم تؤثِر في إيجابياتها في الماضي لن تؤثر فيها الآن،بل لعلها عولجت وإن كان علاجا بالبتر.

6- إن الإيجابيات التي تميزت بها حماس وعلى رأسها " التربية والانضباط " والتي طالما افتخرنا بها ومدحنا الناس بها ، إنما اكتسبتها الحركة بالسواد الأعظم من المناضلين الذين مازالوا ثابتين في الميدان..وستظل تلك الإيجابيات هي المميزة لهم لأن المبادئ هي المبادئ والوسائل هي الوسائل والمؤطرين هم المؤطرون مهما قطعت ونرجو ألا تقطع إلى الأبد فهي ولا شك داعم معنوي وروحي قوي، ولكن الذي يحجب عنك اسما لا يستطيع أن يفتكّ منك إيمانا بفكرة وعملا بها..

فالثبات الثبات..أيها المناضلون ،على المنهج الذي حفظناه على ظهر قلب و هو دعوة إلى الله قبل أن يكون تنظيما بشريا..حيث يجب أن لا نخلط بين الغاية والوسيلة وأن نكون على يقين بأن الله لن يضيّع عبادَه الذين عملوا في سبيله عشرات السنين.

وتجدر الإشارة إلى أن ما يحدث يعتبر ابتلاءا وتمحيصا وأن هناك رؤى منامية رآها بعض الإخوة تعد من المبشرات التي مفادها أن هذه المحنة ستنفرج وفيها دعوة إلى الثبات على هذا الخط ، علماً بأنه قد نصحنا الشيخ الراشد ( حفظه الله) بأن لا نهمل الرؤى والفراسة وما شابههما في " صناعة الحياة ".

7- إن أخوف ما نخاف منه هو " الكيل بمكيالين " في حالة تحكيم أية جهة من الجهات كأن تعطى التزكية لشخص على حساب آخر..والذي بعث فينا هذا الإحساس هو ما لاحظناه، مثل :

ـ أن يكون شخص قائما بأمر ما وتعطى الإشارة لغيره بأن يقوم بمثله في نفس المكان...بقولهم (امضوا) !

ــ أو أن يخطئ شخص فلا يحاسب لأنه ذو علاقة شخصية سابقة ، وعندما يتمسك آخر بحقّه الشرعي يعتبر متمردا وفي النهاية تسلّط العقوبة على الجميع ، وكأن عقوبة الثاني هي مجاملة للأول.. هكذا نتصور ويعذرنا كل من يخالفنا النظرة وربما نظرتنا هذه تفيده وتفيد غيره، حيث تعرّف بعض الجهات بأن هناك من ينظر بهذا المنظار..

وللعلم فهذه هي النظرة الشائعة في الأوساط القاعدية..وعليه فالقواعد تحس بشيء ما نتيجة القرارات المسلطة عليها ، وتخشى أن يعود الحق لغيرها دونها ، فإن حدث ذلك فمن شأنه أن يكرّس ما يسمى "بدكتاتورية الأقلية" الأمر الذي لا نريده أن يحصل بمساعدة من يسعى لأستاذية العالم وبسط عدله عليه كما أنه سيكون سببا في ضياع رصيد إسلامي بريء واسع الانتشار من الذين لا يرضون بما يرونه إجحافا في حقهم، فيتيهون بين هؤلاء وهؤلاء ، فلنتق الله فيهم فهم رهينة القرارات الفوقية ، ولا نظن أن أصحابها يغيب عنهم الحكم الشرعي أو التوازنات الدعوية والسياسية في ذلك.

8- إننا نتحرّج شرعا من ذكر عيوب الغير، على وفرة ما يمكن قوله ، رغم استباحتها من طرف البعض ، ولكن من حقنا أن لا نتحرّج من ذكر مبررات موقفنا لتوضيح لماذا اخترنا الشيخ أبا جرة سلطاني رئيسا للحركة ، وهي في الحقيقة مبررات أكثر من أن تحصر وقد نظلمها بمحاولة حصرها، ومع ذلك فلا بد من ذكر بعضها على الأقل قصد إحداث شيء من التوازن المعرفي و الإعلامي في الساحة حول الموضوع الذي أُشبع بالمبررات المضادة منذ بداية التحضير للمؤتمر الثالث سنة 2003 إلى اليوم.

وتدور مبرراتنا هذه حول ثلاثة محاور وهي:

أ‌.ما يتعلق بطرف الشيخ أبي جرة ومزاياه ،وهي أيضا أكثر من أن تعد ،ولكن لا بد من تنبيه الناس إلى أنه مازال في الرجل محاسن تذكر بعد كل الذي سمعوه عنه من مساوئ نسأل الله أن يجعل ذكرها زيادة في حسناته وتكفيرا لذنوبه ، ولعلنا ننال بما نفعله ما وعدنا به الحديث الشريف عند الدفاع عن عرض مسلم ، مع اعتقادنا الجازم بأن المعني ليس خاليا من العيوب لكونه ببساطة (ابن آدم ) وبأنه لا قدرة له على أن ينجينا من عذاب الله إن نحن تجاوزنا حدوده فيما سنذكر.

ب‌.ما يتعلق بالطرف المعارض للرئيس، ولكن سنتطرق فقط إلى مواقفهم وأعمالهم من منطلق أنها خاطئة دون التعرض للأشخاص، مع اعتقادنا الجازم أيضا بأنهم لا يخلون من المحاسن ولا يعدمون الصواب ، ولكن ليس لدرجة تجعلنا نفضلهم.

ج. ما يتعلق بالظروف والأوضاع المحيطة.

وهذه المبررات هي:

أ‌.ما يتعلق بالرئيس:

1- هو داعية مشهور منذ بداية الصحوة في الجزائر.

2- ذو هيئة تملأ المنصب فهو أقرب الموجودين إلى خصائص الكاريزماتية التي يحتاج إلى أكبر قدر منها هذا المنصب كما أنه من أكبرهم سنا.

3- غير مشكوك من طرف مؤيديه في ولائه للحركة وقناعته بها وإن كانت له جرأة في حرية التعبير داخلها ،و قد استهدفه الإرهاب عام 1994 بسبب انتمائه وولائه للحركة ومواقفها .

4- تولى وتأهل سابقا إلى مناصب سامية في الحركة منها :رئاسة مجلس الشورى الوطني ، الترشح إلى رئاسة الحركة في مؤتمرها الأول، أحد المقترحين على رأس المؤسسة الاجتماعية...

5- له ثقافة واسعة وله مؤلفات في الدعوة و السياسة ليست عند غيره من منافسيه.

6- مفوه وفصيح يشرّف الهيئة التي يمثلها في المحافل العامة.

7- كان متميزا في أدائه في الوزارات ذات الحقائب وذلك بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء .

8- ممارسته للشورى والاستشارة في إدارته للحركة بشكل ديمقراطي واضح ،والأحداث المفصلية التي عرضت على المؤسسات شاهدة ، مثل: خوض الرئاسيات ،الترشيح للانتخابات، الاستيزار..

9- الصبر والتسامح مع المعارضين طيلة العهدة السابقة بكاملها رغم التصرفات غير اللائقة من بعضهم. والمشاغبات والاستهزاءات في دورات مجلس الشورى ونشطات المجلس السياسي الفردية شاهدة.

10- نظافة اللسان ، فلم نسمع منه عن خصومه ما سمعناه أو سمعنا عنه منهم ضده من عشرات العيوب المجموعة في قوائم توزع هنا وهناك.

11- ظننا الراجح بأنه لو لم يفز بالرئاسة ما كان ليفعل لا هو ولا أتباعه ما فعله غيره ولو فعل ما تبعناه. وقد سمعنا منه منذ التسعينات بأنه يؤمن بالمعارضة والنضال من الداخل دون مشاغبة أو تفتين .

12- كثرة محبيه ومؤيديه ونحن منهم ( نحبه في الله لا على خوف ولا على طمع) ولو لا المعارضة والإشاعات الناتجة عنها (وأسبابها شخصية قديمة في ما نعلم) لكان المؤيدون له بالإجماع ،ولكن هذه سنة الله في خلقه.

13- المساوئ والنقائص التي يُروِّج لها المعارضون عنه لا ترقى إلى إلغاء كل المحاسن المذكورة وغير المذكورة خاصة عند غياب البديل الأفضل وبالأخص عندما تذكر بعض الملاحظات الشخصية البيتية ونلتفت ـ على افتراض وجودها ـ إلى بعض المصلحين والمؤسسين فنجدهم ليسوا أفضل حال ،بل حتى الأنبياء ذكرت في أهليهم بعض الصفات ، ربما لو كنا معهم لكفرنا بهم بسببها بهذا المنطق.

ب- ما يتعلق بالمعارضين:

14- ليس فيهم من هو أفضل بدليل أنهم في تحضيراتهم للمؤتمر الثالث سنة 2003 اجتمعوا ليختاروا أحدهم فوقعوا في

حيرة حول اختيار المنافس له حتى استعملوا التصويت الداخلي واختاروا رجلا ولكنه خرج عنهم وهو الآن في صف الرئيس!

15- الحقيقة التاريخية التي ذكرت سابقا، ومفادها أن العديد منهم كانت المساعي جارية لإبعادهم من محيط القيادة حتى في عهد الراحل المؤسس ـ رحمه الله ـ .

16- لم يثبتوا طيلة العهدة الماضية حسن النية في التصالح وخدمة الحركة رغم وجودهم في المكتب وفي مجلس الشورى بالأغلبية بل كانوا يشاغبون ويعرقلون ويحضرون لهذه العهدة، بدليل الكلام الذي يقولونه لمن يتصلون به قصد إقناعه بخطهم.

17- تجاوزاتهم واستعمالهم للطرق غير المشروعة في التنافس قبيل المؤتمر الرابع وأثناءه ،بدليل تناقص الأصوات لصالحهم جولة بعد جولة في المؤتمر نتيجة ما لحق المؤتمرين من تعب جراء ممارساتهم.

18- علمنا بأن نظرة هؤلاء المعارضين السلبية للرئيس كانت قديمة ما قبل 2003 لأسباب شخصية في نظرنا وهي غير

الأسباب المتداولة الآن ويطول شرحها.

ج- ما يتعلق بالظروف والأوضاع المحيطة:

19- التطلع إلى انفتاح الحركة أكثر جماهيريا وعلى مستوى الإسلاميين الآخرين(وقد كتب الأستاذ عصام العريان في هذا الموضوع على الانترنيت سنة2003) ولعل الانتخابات الأخيرة 2007 قد دلت نتائجها المتقدمة على تحقق شيء من هذا.

20-الرغبة في عودة الطيور المهاجرة كما أسماها الرئيس نفسه...(والعنصران الأخيران يحتاجان لتفصيل أكثر).

9.بناء على كل ما سبق ذكره ندعو كل من يؤمن معنا بأنه " يكفي المسلمين تشرذما وانقساما " أن يتبنى موقفنا ويدعم حركة مجتمع السلم حتى وإن كانت له قناعة مخالفة من قبل فإنه كما جاء في بيان الحركة يوم 12 أبريل 2009 "أبواب الحركة مفتوحة "،لأن الحل في مثل هذه الحالة هو أن يحجّم المبادر إلى الانقسام ويُعزل ،فمن فعل ذلك فله ـ بإذن الله ـ ثواب العمل للوحدة، أما من لم يقتنع بما قلناه فقد جاء في البيان المذكور " إن مساحة العمل واسعة أمام الجميع ، والحركة تسع الجميع ،و الجزائر أرحب من أن تضيق بأبنائها وبناتها ، وكل فرد حرّ في أن يختار المساحة التي يتحرك فيها بشرط واحد هو تحمل مسؤولياته كاملة." ومن يدري لعل في الأمر خيرا..إلاّ أن ما نتناصح به هو رفع مستوى التعامل أخلاقيا وحضاريا ، والحفاظ على الأخوة العامة عملاً بمبدأ "إن لم تكن معي فأنت أخي" عندها فقط لن يضرّ هذا الانقسام بل يعود على الأمة والوطن بالفائدة ولكنه لن يحصل شيء من ذلك إلاّ بتقوى الله والخوف منه وجعل الآخرة دائما في الحسبان.

10.إن هذا البيان الافتراضي الذي هو جملة من القناعات الشائعة في أوساط المناضلين المتمسكين بشرعية المؤتمر الرابع يعتبر شكوى مرفوعة إلى " محكمة الرأي العام الداخلي و الخارجي " حتى يحكم عمليا لمن له الحق بالتأييد والمساندة والدعم ويحكم على المخطئ بالتصويب وعدم إعانته على خطئه بل و"الأخذ على يده "عملاً بالحديث الشريف.

إلا أن هناك محكمة أخرى يجب أن يرفع لها الجميع الشكوى بالموازاة وهي"محكمة الثلث الأخير من الليل" التي لا تردّ فيها السهام..واليقين راسخ بأن هذه الحركة دعوة لله وهو سبحانه وتعالى أرحم بها وأحرص عليها وأعلم بما هو خير لها وبمن هو أصلح ليوكلها إليه ، وعليه فإن جميع المخلصين مدعوون لأن يتضرّعوا لله بأن يخلَّص هذه الحركة من الفتنة وأن يزيدها قوة وينصرها ويخذل كل من أراد بها سوء، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.

" حسبنا الله ونعم الوكيل".