أشعار الإخوان بمناسبة قدوم رمضان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أشعار الإخوان بمناسبة قدوم رمضان


إخوان ويكي

لم يقتصر الإخوان يوما ما على العبادة والمحافظة على الصلوات في أوقاتها لكنهم سعوا إلى أن يكونوا فرسان بالنهار في ميدان العمل والعلم رهبان بالليل في محراب العبادة، فكان منهم الطبيب والمهندس واستاذ الجامعة والشاعر والأديب والرياضي والعامل والفلاح.

ومنذ الخطوات الأولى التي بدأت تخطوها جماعة الإخوان المسلمين نحو خلق أجيال تعظم حرمات وشعائر الله، وهي كانت أشد حرصًا على بث روح التربية الإيمانية في النفوس، وتعظيم شعائر الله سبحانه في قلوب الناس. ولتعظيم شعائر هذا الشهر يقول الإمام البنا: "إن صوم رمضان فريضة إسلامية وشعيرة اجتماعية للوطن الإسلامي، وأمر رباني كريم لا جدال فيه: "فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" "البقرة: 185".

ولذا تبارى كثيرا من شعراء الإخوان في التغني بقدوم شهر رمضان المعظم وإظهار خصاله الحميدة من خلال أبيات الشعر

يقول الشاعر محمد رجب البيومي مخاطبًا "هلال رمضان" من قصيدة بنفس الاسم:

أشرق فتلك عيوننا تتطلع
لم يبق في قوس التصبر منزع

طال البعاد فكل صبر يشتوي

وجدًا وكل حشاشة تتقطع

يا أيها الغيث المدل بفضله

عجل فأنفسنا يباب بلقع

تنأى فتعتل القلوب فإن تعد

أبصرت ذابل عودها يترعرعُ

أقبلت فاكتست الوجوه بشاشة

وعلا أسرتها بريق يلمع

وفي تصوير بديع لأصناف العبادات في شهر الصيام يقول شاعرنا:

دوح الصلاة على ضفافك مورق
وجناه في الأفواه حلو ممتع

وجداول الزكوات طاب معينها

وهي التي من فيض جودك تنبع

ورُبا الصيام كما تحب وتشتهي

حلل بأوسمة الزهور ترصع

وحمائم التسبيح أيقظها الهوى

فغدت على أفنان دوحك تسجع

وينتقد الشاعر في صورة أخرى العديد من المظاهر السلبية في المجتمع، والتي تتسبب في إلهاء الناس عن الاستفادة الإيمانية من هذا الشهر الكريم:

حدّق بعينك في الكنانة كي ترى
سحب الضلالة فوقها تتجمع

شعبٌ بجمع المال هام فؤاده

جشعًا فسار وراءه يتتبع

ويقول:

رمضان إن شاهدت بين ظهورنا
ما يغضب الخلق الكريم ويضرع

فاسأل إلهك للكنانة توبة

تمحو الذنوب فعفو ربك أوسع

وشهر رمضان هو شهر قربات لله ورحمات من الله سبحانه وتعالى لعباده، لكنه يهل على الشاعر أحمد محمد جمال فيثير عواطفه وأشجانه، وكأنه يشفق على هذا الضيف المسالمم أن يحل بمثل ذلك العصر حيث الحروب والدمار والنيران، التي أكلت كل شيء ليس في وطن الشاعر وحده لكن في كل العالم، ويبدو من قصيدة الشاعر أنه كان يحمل همّ الإنسان مهما كان، وينظر إليه نظرة التكريم التي ذكرها الله في كتابه؛

لذلك فهو يتحدث عن "العصر" وينعى ذهاب السلم:

رمضان يا بشرى الورى ماذا به
ستجيء هذا "العصر" يا رمضان؟!

"العصر" كيف العصر ما هي حاله

ألديك عن أخطائه عرفان؟!

ويقول فيها:

"العصر" بالدم مغرم وبسفكه
وله بإلهاب الوغى هيمان

"العصر" يدعوه الحجى فيه إلى

سلمٍ يفيد فلا يُجاب أذانُ.

ويبرز الشاعر محمد ضياء الدين الصابوني (شاعر طيبة) الجو الروحي الذي يسيطر على الصائمين في رمضان من خشوع وتقوى، وذكر وتسبيح فيقول من قصيدة طويلة:

وفي رمضان كم خشعتْ قلوبٌ
بذكر اللهِ، والسبعِ المثاني

وفي رمضانَ كم غُفرتْ ذنوب

تفتح فيه أبوابُ الجنانِ

وما أحْلَى ليالي الذكر فيه

تبيتُ وأنت موصول الجنان

وتسبح في معارج من كمال

وتتلو فيه من غُرر البيان

وكتب أيضا في فضل رمضان:

رمضان ما أحلى لقا رمضان
شهر الهدى والعفو والغفران!

رمضان إنّك للقلوب سكينة

ومنارةٌ للتائه الحيران

شهر تفتحت القلوب ونُـوِّرَتْ

غُمرت من النفحات والإحسان

كم في لياليك الجميلة بهجة

للقائمين ونفحة الإيمان

كم في رحابك رحمة ومودة

كم في لياليك الحسان معاني!

صفت النفوس فليس أيُّ مكدر

وسَمَتْ على الأحقاد والأضغان

لا ظالم فيه ولا متكبر

وغنيهم وفقيرهم سيان

ما أسعد الإنسان في أيامه

فكأنّه في جنة الرضوان

الصوم سلوى النفس من آلامها

فيه العزاء وبلسم الأشجان

الصوم طبٌّ للقلوب وفرحة

للبائسين ويقظة الوجدان

الصوم نبراس الرشاد وجُنَّةٌ

ورياضة الأرواح والأبدان

الصوم مدرسة تربي أنفساً

وتقودها للخير والإحسان

أعظم بمدرسة الصيام فإنها

تسمو وتطفي لاعج الأشجان

فلتهنؤوا بصيامه ولتسعدوا

بقيامه في صحة وأمان

والمحسنون لهم على إحسانهم

أضعاف ما بذلوه للرحمن

ان شهر الصيام هو سر السعادة في حياة المسلم، فالطاعة تسعدنا والمعاصي تشقينا:

رمضان إنّك بهجة لنفوسنا
فيك السعادة والنعيم الهاني

يا فوز من قد صامه يا بشر من

قد قامه بتلاوة القرآن

صلى الإله على النبي محمد

والآل طرَّاً في مدى الأزمان

وهذا عمر بهاء الأميري الشاعر السوري يقول في ديوانه "قلب ورب" في قصيدة "الصيام والغذاء":

جَدِّدْ حَيَاتَكَ بِالصِّيَامِ
فَبِالصِّيَامِ غِذَاءُ رُوحِكْ

دَاوِ الَّذِي تَشْكُو بِتَقْوَى

اللَّهِ تَبْرَا مِنْ قُرُوحِكْ

وَاغْنَمْ أُوَيْقَاتِ التَّجَلِّي

فِي الطَّرِيقِ إِلَى نُزُوحِكْ

اشْحَذْ سُمُوَّكَ عَنْ حَيَاةِ

اللَّغْوِ وَادْأَبْ فِي طُمُوحِكْ

وَارْقَ الذُّرَا وَدَعِ الثَّرَى

طَالَ المُقَامُ عَلَى سُفُوحِكْ

ويقول في قصيدة "في العبء":

يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، عَبْدٌ فِي صَدًى وَطَوَى

مُوَلَّهٌ.. نَائِسٌ مِنْ غُرْبَةٍ لِنَوَى

تَدَاوَلَتْهُ أَكُفُّ الدَّهْرِ وَانْطَلَقَتْ

يَسْعَى بِهِ هَائِمًا فِي لَهْفَةٍ وَجَوَى

قَلْبٌ مَوَاجِعُهُ فِي خَفْقَةٍ ضَرَعَتْ

يَدْعُو.. وَيَدْعُو..وَيَرْجُو لِلْعَلِيلِ دَوَا