قيادات الإخوان في وداع الأستاذ محمد هلال

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
قيادات الإخوان في وداع الأستاذ محمد هلال
اخبار882009.jpg
محبو وتلامذة الراحل يحملونه على الأعناق

الدقهلية- كارم الديسطي:

ودَّعت قيادات جماعة الإخوان المسلمين الأستاذ محمد هلال عضو مكتب الإرشاد الذي وافته المنية اليوم؛ وذلك بمقابر العائلة بقرية "كفر السنيطة" بالمنصورة مسقط رأس الفقيد، وسط مشاركة الآلاف من إخوان الدقهلية وجماهيرها.

وفي كلمته قال الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة إن الإخوان وأحباءهم يحتسبون عند الله فقيد الدعوة الأستاذ محمد هلال، ونعاهده من هذا المقام على أن نظل على الدرب سائرين نحن وأهلونا وإخواننا، فالله غايتنا، فنحن جميعنًا عباد لله، نواصينا بيده، قلوبنا معلقة خاضعة له سبحانه.

وأضاف د. عزت: "عندما تعرفت على الأستاذ هلال كنت شابًّا في أول العشرينات، وهو في أواسط الأربعينيات من العمر، وكنا وقتها معتقلين في السجن الحربي، وكنت دائمًا ما أنظر إليه واستمدُّ منه السكينة والطمأنينة، فقد كان رحمة الله عليه يسع الشباب ويهدئ من روعهم ويطيب خاطرهم في هذه المحنة".

واستطرد: "وكان آخر عهدي به منذ أسابيع في مستشفى إبراهيم عبيد، وكان ينطق بنفس الكلمات الإيمانية الجميلة التي ألفناها منه فقد كان رحمة الله عليه رحيمًا ودودًا متواضعًا، والآن وأنا أنظر وأرى هذه الأجيال الجديدة وهي تودع الأستاذ هلال فأقول لهم: اقتدوا به، فالرجل يُعرف من أثره، وكل مَن تعامل مع الأستاذ هلال يعرف فيه التواضع، ونحن لا نعرف فيه إلا حبه لله تعالى، ومَن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه".

من جانبه قال الأستاذ جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد: إن الأستاذ هلال كان ثابتًا على الدعوة وعاملاً من أجلها مضحيًّا في سبيلها، والتفت القلوب من حوله، ورضي الله عن الإمام البنا الذي قال "سر قوتكم في محبتكم"، فأحببنا بعضنا بعضًا.

وتوجَّه إلى المولى عز وجل بالدعاء قائلاً: "والله إن العين لتدمع، وإن القلبَ ليخشع، وإنا لفراقك يا محمد لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أبدلنا برجال مثل أخي محمد هلال، ولا نزكي على الله أحدًا، ونسأل الله أن يأجرنا في مصيبتا، وأن يبدلنا خيرًا منها".

وواصل أمين: "من المواقف التي لا أنساها حين تُوفي الأستاذ مأمون الهضيبي، وكُلِّف الراحل بأن يقوم بأعمال المرشد ومهامه؛ لأنه أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنًّا لحين إجراء الانتخابات واختيار المرشد الجديد، فطلب مني أن ألازمه لحين إجراء الانتخابات، وعشنا معًا في مسكنٍ بجوار مكتب الإرشاد، ورأيت وقتها فيه من الخصال الحميدة ما يعجز المقام عن ذكرها؛ وهو آلان يُذكرني بالآية الكريمة (مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)) (الأحزاب)".

وفي كلمةٍ ألقاها عن إخوان الدقهلية قال فؤاد الهجرسي القيادي بالمحافظة: "يقال إننا في مكروه، لكننا نحن- الإخوان المسلمين- ندرك أننا في قدر الله، وأنه لكل أجل كتاب، وأن كل نفس ذائقة الموت، ونحسب أن الله ثبَّت الأستاذ هلال على طريق الحق حتى لقيه، وهو إن شاء الله عنه راضٍ".

وأكد الهجرسي أن هلال من خيرة رجال الدعوة، وعانى طويلاً على طريقها، ولم يتخلف أبدًا عنها، بل كان مثالاً للثبات والتجرد والجهاد والتضحية، قائلاً: "ونعاهد الله ثم نعاهدك يا أستاذ هلال على أن نكون مثلك على الدرب سائرين، لن نتخلف ولن نبتعد مهما كانت التضحيات".

المصدر