عصام العطار

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:١٤، ١٤ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Elsamary (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ عصام العطار

عصام العطار أديب ذوّاقة يتقن فنّ الكلمة المؤثرة، وخطيب مفوّه من خطباء العربية النادرين في هذا العصر الذي غلبت فيه العُجمة وضاع فيه البيان.. وهو داعية وهب حياته لدعوة الإسلام، ودافع عن قضايا أمته، ،اضطر للعيش في ديار الغربة، وتفرّغ للعمل الإسلامي في أوروبا.


حياته

الأستاذ عصام العطار

ولد عصام العطار في دمشق لعائلة عريقة عُرفت بالتقوى والعلم، وتلقّى فيها علومه ثم أكملها بمطالعاته الخاصة الواسعة، وعمل في التربية والتعليم فكان من ألمع العاملين في هذا الحقل بدمشق، كما أنه وهب حياته للدعوة الإسلامية منذ فجر شبابه حتى غدا من أعلامها في العالم الإسلامي، وعرفه الناس مفكراً حكيماً وسياسياً صادقاً وقائداً مجاهداً وقف في وجه الانحراف والاستبداد ودافع عن قضايا الأمة في جرأة نادرة.. وعندما زاد طغيان الناصرية وأعوانها في فترة الوحدة بين مصر وسورية. كان عصام العطار من الأصوات النادرة التي جهرت بموقفها من الطغيان وندّدت بأساليبه وبخاصة في خطبه الشهيرة بمسجد جامعة دمشق وجامع "دنكز" وكانت تلك الخطب تستقطب الجماهير الإسلامية ومنها آلاف الشباب . وبعد انفكاك الوحدة بين مصر وسورية وعودة الدعوة الإسلامية للعمل العام كان عصام قائداً لها في سورية، وخاض الانتخابات النيابية على رأس قائمة إخوانه ففاز بالنيابة عن دمشق فوزاً ساحقاً تجاوز فيه السياسيين الكبار العريقين في العمل السياسي، وأثار ذلك الفوز حفيظة أعداء الدعوة الإسلامية، كما كان موضوعاً لتعليقات المعلقين والمراسلين الأجانب الذين قام بعضهم بدق أجراس الخطر ويحذر من فوز العطار وإخوانه وما يمثله ذلك من نهضة إسلامية شعبية.وبعد الظروف السياسية التي مرّت بها سورية منذ أواسط الستينات اضطر الأستاذ عصام للعيش في ديار الغربة فتفرّغ للعمل الإسلامي في أوروبا وبخاصة في حقل الطلاب العرب والمسلمين القادمين للدراسة والتخصص، وقد أعطى هذا الجهد ثمرات مباركة لا تزال تزيد وتنمو.. على أنه رغم ذلك العمل فإن الأستاذ العطار لم ينقطع عن المشاركة في الاهتمام بأمور المسلمين والدعوة الإسلامية في سورية وبقية العالم الإسلامي.


شعره

لم يكن عصام العطار شاعراً محترفاً إلا أن له نفثات شعرية ضمنها نجاوى فكره وذوب نفسه المحترقة لهموم الإسلام والمسلمين، وقد جاء شعره صورة صادقة له في تواضعه وإبائه، وكفاحه المستمر، والتزامه لحدود الإسلام وجهاده في سبيله.

للأستاذ عصام شعر قليل قبل الغربة، نظمه في الأربعينيات، دعا الناس فيه إلى التمسّك بالدين والثبات على الحق، والوقوف في وجه الظلم والظالمين.


قال في قصيدة بعنوان "ثورة الدين"(1) نظمها عام 1943م:


ثورةُ الدّين ثورةُ الوحي والعقل

تسامتْ أصلاً وروحاً وفِكرا

مشعَلُ الحقِ والعدالةِ سارت

بهما في الزّمان عصراً فعصرا

تملأُ الأرضَ والجوانحَ نوراً

وتُحيلُ الحياةَ حبّاً وخيرا

ما لقومي -لقد آسيتُ لقومي

قد تجافَوا عن الحنيفةِ iiصَدرا

حملوا راية التُّراب وألقَوْا

راية اللهِ عزاً ونصرا

فإذا الأنفُ في الرّغام خضيبٌ

وإذا بالهوان دُنيا وأخرى

أيها المؤمنُ الأبيُّ تقدّم

نَحملِ الشمسَ والكواكبَ ذِكرا

لا يرُعكَ الظلامُ سادَ وهيّا

نقذفِ الحقَّ في الدّياجير iiفجرا

أُصدُقِ الله نيّةً وجهادا

يُنبتِ القفرُ والجلاميدُ نصرا


ورأى العطار الناس يبتعدون عن الحق ويزوّرون التاريخ وينقادون خلف المصالح والأهواء، فقال في مقطوعة بعنوان "تزوير2):

قد زوّروا الحقَّ والتاريخَ واختلقوا

مـن الأكاذيب ما يندى له الخجلُ

والناس جهـلٌ وأهـواءٌ ومصلحةٌ

تُطـوى الحقيقـةُ والتزويرُ ينتقلُ

تـوزّعتْهم على إغـرائهـا سُبُلٌ

وليس لله مـا تُفضي لـه السُّبلُ


ولما كان كثير من الناس لا يستجيبون لدعوة الخير والصفاء بين منهجه في الحياة بقصيدة بعنوان "الله قصدي" (3) قال فيها:


سيان عنديَ إن أثنَوْا وإن كفروا(4)

الله قصـديَ لا الدنيـا ولا البشر

أُصفيهِـمُ والحـب أنقـاه وأخلصَهُ

ولا أسائل هل ذموا وهل شكروا

أحيا مع الله ، فالـدنيـا وزينتهـا

هبـاءة، وخلـود الذكر والعُصُرُ


وعندما وجد بعض الناس يتنكرون له، نراه يبث شكواه في قصيدة بعنوان: "وما أبالي"(5)، يقول فيها:

ومـا أبـالي إذا التاريخ أنصفنـي

أو جـار في حكمه أو خان أو كذبا

ومـا أبالي: لسانُ الدهـر تـوجني

بالحمد أم أَعْمَـلَ الأنيابَ والقُضُبا

الظالمـون على شتـى مذاهبهـم

قد مـزقوني- وما باليتهم - إربا

الله قصـدي وهـذا الكـون أجمعه

لم يستثر رغبا في النفس أو رهبا

حسبي طهـارة قلبـي في مقاصده

والنهجُ، ما رضي الرحمن أو طلبا

إن نلت مرضاتَهُ فالشمس دون يدي

فكيـف أقبـل فـي آمالي الشهبا


ويرى شاعرنا الطغاة يتجبرون في الأرض عن سفه وعدم فهم وإدراك لمعنى الحياة ولنهايتها، فيقول في قصيدة بعنوان: "بعض التجبر يا فرعون"(6):

بعض التجبر يا فرعون عن سفه

فالله أكبـر مـن كـل الطواغيت

مـاذا الريـاسةُ والدنيا بأجمعها

والمرءُ في حفرة في جوف تابوت

لا ينـفع المـرء عند الله سلطتُه

ومـا تملَّكَ من مـال ومن صيت


أما الغربة، فهي قدر كثير من الدعاة في هذا الزمان... الغربة عن الأوطان حيث منعوا من العيش فيها، والغربة عن الحياة التي امتلأت بالفساد والانحراف.. إنه زمن الغربة الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء.. قالوا يا رسول الله وما الغرباء؟

قال: الذين يصلحون عند فساد الناس"(7).

والأستاذ عصام من الدعاة الذين طالت غربتهم عن أوطانهم، وحركت الغربة كوامن الشعر في نفوسهم.. فنظم شعرا فيه اللوعة والألم، وفيه صدق العاطفة والتصوير، وفيه إحساس عميق بمأساة العرب والمسلمين ومأساة الإنسان في هذا العصر..

للعودة إلي معرض الصور.
<<:: صور الأستاذ عصام العطار ::>>
إضغط علي الصورة للحجم الكامل


الأستاذ عصام العطار
الأستاذ عصام العطار


إنه يشعر بطول الغربة، ولا يرى نهاية قريبة لها، فيقول والألم يعتصر قلبه واللوعة تملأ نفسه(8):


ثورةُ الدّين ثورةُ الوحي والعقل

تسامتْ أصلاً وروحاً وفِكرا

مشعَلُ الحقِ والعدالةِ سارت

بهما في الزّمان عصراً فعصرا

تملأُ الأرضَ والجوانحَ نوراً

وتُحيلُ الحياةَ حبّاً وخيرا

ما لقومي -لقد آسيتُ لقومي

قد تجافَوا عن الحنيفةِ صَدرا

حملوا راية التُّراب وألقَوْا

راية اللهِ عزاً ونصرا

فإذا الأنفُ في الرّغام خضيبٌ

وإذا بالهوان دُنيا وأخرى

أيها المؤمنُ الأبيُّ تقدّم

نَحملِ الشمسَ والكواكبَ ذِكرا

لا يرُعكَ الظلامُ سادَ وهيّا

نقذفِ الحقَّ في الدّياجير فجرا

أُصدُقِ الله نيّةً وجهادا

يُنبتِ القفرُ والجلاميدُ نصرا


ويزداد به الشوق إلى إخوانه في الشام، ويشعر بالوحشة في ديار الغربة، فينظم هذه القصيدة علها تخفف عنه ما يكابد من حرقة وألم، فيقول فيها9):

تطاول ليلي والسهاد مرافقي

وما أطْوَلَ الليلَض البهيم لآرق

غريب يقلبه الحنين على الغضا

ويرمضه شوقا إلى كل شائق

تناءت به دار وأوحش منزل

وظلله هم مديد السُّرادقِ

أحبائي يا مهوى الفؤاد iiتحية

تجوز إليكم كل سد وعائق.

لقد هدني شوق إليكم مبرِّحُ

وقَرَّحَ جفني دافق بعد دافقٌ


ولكن الغربة عند شاعرنا غربة مؤمن صابر لايعرف اليأس، وإنما ينتظر إشراقة الفجر.. اسمتع إليه، وهو يقول:

لابد الليل أن ينزاح غيهبه

ويشرق الفجر بعد الظُّلْمِ والظُّلَمِ

اليأس في ديننا كفر ومنقصة

لايُنْبِتُ اليأسَ قلب المؤمن الفهم

سنصدع الليل مهما اشتد iiغيهبه

ونحمل الفجر للإنسان والأمم

فجر من العدل والإسلام مؤتلق

نهدي سناه لأهل الأرض كلهم

المصادر

1- مجلة الشهاب اللبنانية- العدد الثامن والتاسع- السنة الأولى عام 1386هـ ، 1967م.

2- مجلة الرائد- العددان ،77 ،78 1405هــ، 1985م.

3- مجلة المجتمع اللبنانية سنة 1964م.

4- شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، الجزء الأول، الطبعة الأولى، 1978م.

5- قصيدة "رحيل"، الدار الإسلامية للإعلام- بون، 1985م.

الهوامش

(1) مجلة الرائد - العدد ،78 جمادى الأولى 1405هـ، فبراير 1985م، ص30.

(2) مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص15.

(3) مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص15.

(4) كفروا هنا: ستروا وغطّوا وجحدوا ما يستحقّ الثناء.

(5) مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص16.

(6) مجلة الرائد - العدد ،77 ربيع الثاني 1405هـ، كانون الثاني 1985م، ص17.

(7) رواه مسلم.

(8) شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، جـ،1 ط،1 ص80.

(9) شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، جـ،1 ط،1 ص87.

ألبوم مختار

الأستاذ عصام العطار
?? 

عاطف شاهين

عاطف-شاهين-03

عاطف شاهين

عاطف-شاهين-02

عاطف شاهين

عاطف-شاهين-01

عاطف شاهين

عاطف-شاهين-04

عاطف شاهين

عاطف-شاهين-05

عاطف شاهين

عاطف-شاهين-قبل-محنة-65


إقرأ أيضا

كتب متعلقة

أبحاث ومقالات متعلقة

متعلقات

روابط خارجية

تابع روابط فيديو

تصنيف:أحداث الإخوان في سوريا