الجماعة الإسلامية بلبنان والمقاومة بين الفكر والواقع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٢:٢١، ٢٩ ديسمبر ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الجماعة الإسلامية بلبنان والمقاومة بين الفكر والواقع

موقع إخوان ويكي ويكيبيديا الإخوان المسلمين

إعداد: السعيد رمضان العبادى


مقدمة

الجماعة الإسلامية - لبنان.jpg

"الجماعة الإسلامية في لبنان" اسم له بريقه في عالم الدَّعوة والسِّياسة في هذا البلد الذي لم يهنأ منذ زمن بالاستقرار، فطوال عقوده الأخيرة شهد العديد من الحروب والصّراعات الأهلية التي اتسمت – في الغالب - بطابع مذهبي.. ووسط هذه الأمواج العاتية، كانت الجماعة بصدد تحدّ كبير، فهي تحمل مشروعاً إسلامياً يتبنى المقاومة، وتقع عليها مسؤولية الحفاظ على حقوق طائفتها - وهي التي تعيش في بلد تتنازعه الطوائف والمذاهب –، وفي الوقت نفسه عليها المحافظة على استقلاليتها وعدم الذوبان في مشاريع سياسية وطائفية تملك الكثير من المقدرات.

وتعدُّ الجماعة الإسلامية في لبنان كبرى الحركات الإسلامية في الساحة السنية، تمتلك مشروعاً سياسياً مقاوماً، وتنتشر في معظم المناطق "السنية" في لبنان، لاسيّما في شمال لبنان، بمراكزها الدَّعوية ومؤسساتها المتخصصة (التربوية والطبية والطلابية والإغاثية والنسائية والشبابية).

ومن الملاحظ أن المقاومة الإسلامية بلبنان ارتبطت في الآونة الأخيرة باسم حزب الله وخاصة بعد المواجهة الأخيرة في الاجتياح الإسرائيلي عام 2006 ونجاح مقاومة حزب الله في دحر وطرد العدوان الإسرائيلي وأشاع حزب الله أنه من يملك المقاومة وهو مؤسسها وصاحب التاريخ الناصع بها وللواقع فهذا مناف للحقيقة وللتاريخ فأول من حمل السلاح لمقاومة العدوان الإسرائيلي أثناء الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 كان رجال وشباب الجماعة الإسلامية (إخوان مسلمون) فهم أول من تصدوا للعدوان الإسرائيلي ويقول الأمين الحالي للجماعة الإسلامية الأستاذ إبراهيم المصري انه مع بدء الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني قامت مجموعة من شباب الجماعة الإسلامية ببدء المقاومة مشيراً إلى أن قرار الجماعة بمشاركة عناصرها في المقاومة تأخر حوالي 16 يوماً من بدء الاجتياح ولكن شباب الجماعة بصيدا بدءوا المقاومة منذ بدء الاجتياح مما جعل المصري ينزل لصيدا بحراً وكان خارج لبنان أثناء الاجتياح الإسرائيلي واستطاع استيعاب المجموعة المقاومة وتنظيمها وتم توافق قيادة الجماعة حينها على بدء المقاومة تحت اسم تنظيم قوات الفجر ولكن غير معلن انتماؤها للجماعة الإسلامية.

وسنتناول في هذا البحث المقسم على جزءين رؤية الجماعة الفكرية لمفهوم المقاومة وكذلك تطبيق هذه الرؤية على الواقع أو الممارسة الفعلية للمقاومة .


مفهوم المقاومة

يظل مفهوم المقاومة من المفاهيم الشائكة وخاصة في ظل سيطرة الثقافة الغربية على المفاهيم والمصطلحات فكثيراً ما يتم الخلط بين مفهوم المقاومة ومفهوم الإرهاب والاثنان مختلفان تماماً .

وبالرغم من وجود اتفاق دولي على مفهوم المقاومة المشروعة للدول والشعوب إلا أن المجتمع الدولي لم يتمكن التوافق على تعريف محدد لمفهوم الإرهاب الذي استخدمته بعض الدول سواء الغربية أو العربية لتشويه صورة مقاومة الاحتلال..

وسبب ذلك:

  • أ‌. اختلاف المفاهيم والرؤى حول العنف والإرهاب.
  • ب‌. اختلاف المعايير العملية المتعلقة بهذه القضايا.
  • ت‌. أن مصطلح (استخدام القوة) ليس مجرد مصطلح حسن بذاته أو مستقبح لذاته.
  • ث‌. استفادة بعض الدول من ذوبان هذه المفاهيم وعدم تحديدها، وخاصة أمريكا وإسرائيل، وذلك للتحرك السياسي والعسكري والاقتصادي ضمن مفهوم فضفاض يفصلونه حسب مرادهم.
  • ج‌. استفادة بعض الحكومات المحلية لتصفية خصوماتها تحت طائلة هذه المفاهيم غير المحددة.
  • ح‌. غلبة الفكر البرغماتي والمادي القائم على مفاهيم نفاقية (الوصول للكسب بأي طريقة) و (إظهار ما لا يستبطن) و (تطبيق معايير مزدوجة) و (النسبية الأخلاقية) ومن أبشع من يطبق هذه المفاهيم [الحكومة الأمريكية] ومن خلفها [اللوبي اليهودي] وهذه الحكومة القائمة اليوم والتي يدعي أصحابها أنهم مسيحيون يرجعون إلى الإنجيل ويطبقونه، لا يلتفتون للنص الموجود فيه والقائل (المنافقون هم الذين يطبقون على غيرهم معايير يرفضون تطبيقها على أنفسهم) ...انظر كتاب هيمنة الإعلام لتشومسكي ص72.

هل يوجد تعريف أمريكي للإرهاب؟

يذكر تشومسكي نصاً مأخوذاً من الكتابات الرسمية الأمريكية فيه تعريف للإرهاب هو:
الاستخدام المحسوب للعنف أو التهديد باستخدام العنف لتحقيق أهداف ذات طبيعة سياسية أو دينية أو أيديولوجية عن طريق التخويف أو القهر أو نشر الذعر]، وعند السؤال لماذا لا يصبح هذا التعريف الرسمي الأمريكي قابلاً للاستعمال أو النشر يجيب تشومسكي: هناك سببان:
  • أولاً: لأنه شرح دقيق لسياسة الحكومة الرسمية، دقيق جداً في واقع الأمر" ..ص74 من كتاب هيمنة الإعلام.
  • ثانياً: أنه يعطي جميع الإجابات الخاطئة فيما يتعلق بمن هم الإرهابيون، فلا بد من التخلي عن التعريف الرسمي والبحث عن تعريف أكثر تعقيداً وتطوراً يعطي الإجابات الصحيحة .. ص75 وهذه الإجابة الصحيحة هي - فقط - أي ما تريده السياسة الأمريكية فقط.

3) تسلسل موجز للمفهوم:

  • في عام 1937م طرح موضوع تحديد مفهوم الإرهاب على هيئة الأمم فأدى ذلك إلى استنتاج أن الاستعمار هو أحد أهم دوافع أعمال المقاومة التي يسميها المستعمرون والمحتلون بالإرهاب.
  • 1960م صدرت أول توصيات بمنح البلدان والشعوب المستعمرة استقلالها وعرفت هذه التوصيات باسم (تصفية الاستعمار).
  • كان هناك الإقرار العالمي بحق تقرير المصير في ولاء الأمم المتحدة، وفي الاتفاقيات الدولية المعلنة بحقوق الإنسان ومنها الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والميثاق الآخر الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية عام 1966م.
  • وتطور ذلك إلى عقد السبعينات حيث المدلولات في الأمم المتحدة التي أكدت أن من أهم الأسباب الجوهرية لاستخدام العنف هو استمرار الاستعمار في السيطرة والهيمنة على المناطق التي كانت خاضعة له، تلك الهيمنة التي تتضمن إنكار حق الشعوب في تقرير مصيرها، نتج كل ذلك أن الأمم المتحدة فدمت فهماً معيارياً موضوعياً يرد الظاهرة إلى أسبابها ودوافعها، وميزت بين الإرهاب بوصفة جريمة دولية والمقاومة المسلحة بوصفها نشاطاً مشروعاً لحركات التحرر الوطني.
  • 1973م وضعت مبادئ لإضفاء مشروعية ورعاية للمقاتلين الذين يكافحون ضد السيطرة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي والنظم العنصرية.
  • 1974م اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بحقوق الشعب الفلسطيني.
  • 1995م اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بحق الشعب الفلسطيني في استرجاع حقوقه بالوسائل المتاحة بما في ذلك الكفاح المسلح (وهناك مجموعة من القرارات في هذا الاتجاه تجيز اللجوء للقوة بأشكالها المختلفة في حالات الدفاع الشرعي ضد الاحتلال، بوصفها وسيلة لتحقيق تقرير المصير وتحصيل الاستقلال الوطني).
  • اتجهت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة إلى توسيع مفهوم الإرهاب ليشمل أعمال المقاومة والجهاد والكفاح المسلح المشروع، وخاصة بعد اتفاقية أوسلو 1993م ثم رسخت ذلك بعد مؤتمر شرم الشيخ 1996م حيث ضغطت في اتجاه إدانة أعمال المقاومة المسلحة الفلسطينية وإدخالها تحت مسمى الإرهاب.
  • بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 تشجعت الإدارة الأمريكية فخلعت قفازات السلوك الدبلوماسي واستخدمت العنف والتهديد والضرب والحصار العسكري والاقتصادي وحيث صبت سخطها وعنفها على العرب والمسلمين دولاً وحركات وأفراداً، واستغل اللوبي اليهودي هذا الاتجاه ليحرض العالم كله ضد كل ما هو عربي وإسلامي.
  • وبتحوله من مجرد مبدأ سياسي إلى حق قانوني أصبح من اللازم على كل دولة أن تمتنع عن القيام بأي عمل إجباري يحرم الشعوب غير المستقلة من حقها في تقرير مصيرها سواء أكانت تحت الاحتلال أم الاستعمار.
  • أمام هذه الجهود المتكررة من الأمم المتحدة لتحديد مفهوم الإرهاب وعدم خلطه بحق المقاومة ومشروعية رد العدوان وقفت الولايات المتحدة سلبية، ومتلونة، وساعية إلى إلغاء المعايير والمفاهيم وإحلال الانتقائية محلها، لتنفرد بتصنيف أعمال العنف كما تريد.
  • وعلى إثر ذلك سعت دول ومنظمات وشخصيات فكرية من جمع بلدان عالمية مختلفة لتحديد مفهوم الإرهاب، وفصل ذلك عن المضامين الإنسانية المشروعة للمقاومة والجهاد.
  • إن إيجاد المفهوم المحدد للإرهاب يساعد على حفظ حق المستضعفين والمظلومين والمقهورين وحفظ حق الشعوب في العدوان وحفظ هذا الحق الشرعي ضمان لاستمرار هذه المقاومة وضمان مساندة دولية لها.
  • يجب أن ينطلق تعريف الإرهاب من منطلقاتنا وقيمنا الإسلامية، إظهاراً للحق الموجود في هذه الأسس والمنطلقات، ومنعاً للخلط والتلبيس، وإبعاداً للمفاهيم المغلوطة من قبل أي طرف، وكل ذلك يأتي عبر الالتزام بالمبادئ الدينية والأخلاقية الأساسية التي تمثلها قيمنا الحضارية...(1)


المقاومة في فكر ورؤية الجماعة الإسلامية

الجماعة الإسلامية بلبنان1.jpg

بالرغم من الحداثة النسبية لنشأة الجماعة الإسلامية بلبنان مقارنة بمثيلاتها في بعض الدول العربية إلا أنه تظل للبنان خصوصية شديدة وخاصة أنها أحد دول ما تسمى بدول الطوق فكان للجماعة مواقفها المقاومة ولا سيما وأنها كانت واقعة تحت الاحتلال الصهيوني لفترات وتعيش اثر هذا الاحتلال باستمرار لذا كان لها مواقفها الواضحة ورؤيتها الفكرية النابعة من صميم الفكر الإسلامي.

فيقول الشيخ فيصل مولوي رحمه الله عن مفهوم المقاومة :

المقاومة حقّ طبيعي لأيّ شعب احتلّت أرضه أو اغتصبت حقوقه أو أُخرج من دياره بغير حق. تقرّ بذلك قوانين الأرض والسماء. ولقد مارست كلّ شعوب الأرض هذا الحق عبر تاريخها الطويل عندما تعرّضت للعدوان.
ونحن في لبنان قدرنا أن نعيش على تخوم فلسطين التي تعرّضت لأكثر من واحدة من موجات الاحتلال، نظراً لقدسية أرضها ووجود مقدّسات تخصّ الرسالات السماوية الثلاثة على هذه الأرض. وكانت أبشع موجات الاحتلال تلك التي تجسّدت بالمشروع الصهيوني الذي تواطأ على اغتصابها بعدما تسلّل إليها بعد سقوط الخلافة العثمانية وفي ظلّ وعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجية الدولة المنتدبة على فلسطين (بريطانيا)، ممّا أدّى إلى تشريد الشعب الفلسطيني وقيام دولة إسرائيل.
وقد انطلقت المقاومة الفلسطينية في بداية ستينات القرن العشرين بعد يأس الشعب الفلسطيني المشرّد من استرداد حقوقه، ثمّ تركّزت فصائلها على الأرض اللبنانية، ممّا أدّى إلى احتلال عام 1978 والغزو الذي بلغ بيروت عام 1982، وأدّى إلى انطلاق المقاومة الإسلامية بمشاركة حزب الله والجماعة الإسلامية في الجنوب اللبناني، ممّا أجبر قوات الاحتلال على الانكفاء على مراحل، حتّى التحرير الذي أُنجز في أيّار عام 2000.
كان من الطبيعي أن تستمرّ المقاومة، لأنّ مبرّر وجودها الأصلي (وهو الاحتلال) لا زال قائماً، وثانياً لأنّ هذا الاحتلال ينتهك الأجواء والمياه والأراضي اللبنانية، وينفّذ اختراقات أمنية وتفجيرات واغتيالات كلّما سنحت له الفرصة.

ويضيف الشيخ فيصل:

قد يكون من ضرورات الاستقرار الداخلي انتشار الجيش على كامل الأراضي اللبنانية، هذا مقبول، لكنه لا يلغي دور المقاومة التي ليست مظاهر عسكرية ولا حواجز على الطرقات، ويمكن الوصول إلى صيغة تكاملية مع الجيش بحيث لا يلغي أحدهما دور الآخر. والأمر الثاني هو أن يكون من حقّ جميع القوى الحيّة اللبنانية – لا سيما سكان المناطق الحدودية والمحتلّة – المشاركة في هذه المقاومة، عبر صيغة وطنية تضمن استمرار المقاومة أولاً، وخروجها من الطابع الحزبي أو الطائفي القائم.
وبالتالي فإنّ المقاومة تشكّل عنصرَ غنىً وساحةَ توحّد، ليس على الصعيد اللبناني وحده، لأنّ مواجهة المشروع الصهيوني قضية كلّ أهل المنطقة، وهي ليست مرهونة بمرحلة آنية، بل قد تستدعي أجيالاً من المواجهة ضد المشروع الصهيوني. والمقاومة تعبير عن حقّ الإنسان العربي في مواجهة العدوان، جدير بأن يتمّ القيام به عبر كلّ الحدود مع فلسطين المحتلّة، لا سيما من قبل أهلها المشرّدين...(2)


مقاومة واحدة.. لأمّة واحدة

كما يقول المستشار الشيخ فيصل مولوي الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان في كلمه له بمؤتمر ثقافة المقاومة والتي يطرح فيها رؤيته للمقاومة فيقول:

الإنسان مفطور على مقاومة العدوان عليه وعلى أهله وقومه، والسعي لإزالته حتى لو تعلّق بإنسان آخر ليس بينه وبينه علاقة خاصّة. ولذلك فقد نهى الله عزّ وجلّ عن الاعتداء على الآخرين فقال: (.. لا تحرّموا طيبات ما أحلّ الله لكم ولا تعتدوا..) (المائدة :87)، (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا..) (البقرة: 190). وأكّد للمؤمنين أنّ البغض مهما كانت أسبابه مشروعة لا يجوز أن يؤدي إلى الاعتداء: (ولا يجرمنّكم شنآن قوم أن صدّوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا) (المائدة: 2) ولذلك أعلن الله عزّ وجلّ أنه: (لا يحبّ المعتدين) (البقرة: 190، المائدة: 87، الأعراف: 55). وأمر بردّ العدوان بمثله: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم..) (البقرة: 194). ولم يسمح بالزيادة عن المثل حتى ولو استمرّ البغي والعدوان: (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثمّ بغي عليه لينصرنّه الله) (الحجّ: 60). فإذا تمّت إزالة العدوان وجب التوقّف عن المتابعة: (فإن انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين) (البقرة: 193).
يطرح بعض الناس علينا الاستسلام، من قبيل القناعة بعنف الهجمة الصهيوينية الأمريكية وعدم إمكان مقاومتها، خاصة وأنّ أمّتنا ممزّقة بين كيانات ودول قطرية ممنوعة من التوحّد أو حتى التعاون، وأكثر الأنظمة الحاكمة فيها لا تستطيع الاستمرار إلاّ بواسطة حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية والأجهزة المخابراتية المتعددة، مما أدى إلى استنزاف طاقاتنا وتدجين أحزابنا وشلّ مؤسسات المجتمع الأهلي عن القيام بدورها. نحن أمّة تذخر بالطاقات الحيّة لكنّها تفتقد القيادة سواء كانت رسمية أو شعبية، وأكثر أنظمتنا انتزعت القيادة بدون رضى من الناس، وفرضت نفسها وصياً على الأمّة، وأصبح هدفها المحافظة على النظام ولو ضاع الوطن. من أجل ذلك فقد استسلمت أمام العدوان الخارجي، وراحت تزيّن لنا الاستسلام. أما قياداتنا الشعبية وأحزابنا السياسية ونقاباتنا المهنية فقد حوصرت من كلّ جانب وهي إما أن تكون في السجون، أو في المنافي، أو في ساحات الوطن تقف شبه عاجزة بعد ان أصبح دورها محصوراً في التوفيق بين تطلّعات الشعوب ومصالح الأنظمة، وبعد أن تدنى سقف الأنظمة بحيث لم يعد يسمح للشعوب بأكثر من الكلام وضمن الحدود.
أمام ضراوة الهجمة المعادية، وضعف القدرة على المواجهة، يطرح المنهزمون شعار الاستسلام، الذي يضمن لنا – حسب ظنّهم وإلى حدّ – الحياة ولو بدون كرامة، وبدون رسالة. فالأنظمة المتسلّطة والقوة الصهيوينية الأمريكية كلاهما قدر لا يمكن مواجهته في نظر المستسلمين.

ويضيف الشيخ فيصل:

إنّ المقاومة يجب أن تنجح حيث فشلت الأنظمة. وأن تعبّر بصدق وجرأة عن وحدة هذه الأمّة، كما عبّرت عن أصالتها وحفظت كرامتها ورفعت رأسها أمام العالم. يجب أن يكون شعارها دائماً: مقاومة واحدة لأمّة واحدة. إذا نسيت الأنظمة هذه الوحدة، وإذا تعبت الأحزاب الوحدوية من النضال الحقيقي فتحوّل نشاطها إلى كلام إعلامي بدون تحرّك جدّي. فإنّ المقاومة اليوم هي القادرة أن تنفخ الروح الوحدوية من جديد، وأن تتجاوز الحدود المصطنعة والتقسيمات العرقية أو الطائفية أو الإقليمية، لتقود الأمّة كلّها في معركة واحدة ضدّ العدو الخارجي.
إنّ أكبر خطيئة، بل هي أكبر جريمة بحقّ هذه الأمّة أن تشغل المقاومة بالصراعات الداخلية أو تستدرج إلى فتن مذهبية، أو حرب أهلية. إنها عند ذلك تستنزف نفسها، وتستنزف أمّتها، وتحقّق بنفسها وبدمائها ما يريده العدو.

ويشرح الشيخ فيصل مفهوم فكرة المقاومة الشاملة فيقول:

وحتى تنجح المقاومة في استرجاع وحدة الأمّة لا بدّ أن تتبنّى فكرة: (المقاومة الشاملة) التي يشارك فيها الجميع، ويكون لكلّ دوره الذي يختاره أو يقدر عليه. يجب أن تتوحّد الأمّة على المقاومة لا أن تتفرّق بسببها أو حولها. ليست المقاومة مجرّد عمل عسكري ضدّ عدو محتلّ. إنها رفض الاحتلال ورفض العدوان ورفض التسلّط ورفض التبعية السياسية أو الاقتصادية والعمل لإعادة بناء دولة عزيزة قوية عادلة. إنّ محور المقاومة الشاملة هو بلا شكّ العمل العسكري لدحر الاحتلال، لكنه يتقوى بالنضال السياسي الذي يسعى بجد لإخراج المحتلّ، ويتكامل مع النضال الاقتصادي الذي يحرّض على مقاطعة اقتصادية قوية لمنتجات الشركات الأمريكية، ولكلّ الشركات الأجنبية الداعمة للعدو الصهيوني، بل لجميع منتجات الشركات الأجنبية التي لها مثيل عند شركاتنا الوطنية حتى لو كان أقلّ جودة وأغلى ثمناً. لا يمكننا أن نعود أمّة مهابة إلاّ حين نستند إلى اقتصاد قوي، ولا يمكننا بلوغ هذا الهدف إلاّ بعد أن نتحمّل شيئاً من التضحية في استعمال البضائع الأقلّ جودة والأغلى ثمناً.
إنّ المقاومة الشاملة التي تجمع كلّ أطياف الأمّة في مواجهة العدوان هي الطريق الأول لاستعادة وحدة الأمّة في هذا العصر.
وإذا كانت الظروف والحدود والأنظمة تجعل وحدة المقاومة العسكرية من لبنان إلى فلسطين والعراق وحتى أفغانستان مسألة صعبة جداً، إلاّ أنه من الواجب أن يتذكّر المقاومون أنهم يحملون قضية واحدة هي مواجهة الإخطبوط الأمريكي الصهيوني، وإنّ أي انتصار على هذا العدو في أي مكان في العالم يساعد الجميع في معركتهم لإخراج الاحتلال وتحقيق الأهداف الوطنية. وبالتالي فإنّ أقصى درجات التعاون يجب أن تتحقّق...(3)


صيغة مقترحة للحفاظ على الدولة وحماية المقاومة

كانت سياسات الجماعة الإسلامية تجاه المقاومة من السياسات العاقلة التي تحاول المزج بين الحفاظ على مؤسسات الدولة لذا طرحت الجماعة صيغة توافقية مقترحة للحفاظ على المقاومة بما لا يخل بالدولة ومؤسساتها فتقول الصيغة التى طرحتها الجماعة:

من أهم التداعيات اللبنانية بعد العدوان الصهيوني الأخير، ارتفاع حدة الانقسام السياسي حول المقاومة وسلاحها، ومبررات استمرارها، وعلاقتها بالدولة.

هذا المقترح ينطلق من تبني المقاومة كإستراتيجية دفاعية في الظروف الحالية، مع تحديد صيغة للتوفيق بينها وبين الدولة، وهو يعتمد على الأسس التالية:

1- قيام الدولة القوية العادلة هدف يتبناه جميع اللبنانيين، ومن أهم صفات الدولة أنها تمتلك القوة حتى تستطيع فرض النظام على الجميع، ومن أهم واجباتها حماية الوطن من أي اعتداء خارجي، وتوفير الأمن والحرية لجميع المواطنين.
2- لبنان وطن صغير يعيش إلى جنب فلسطين. وقد استطاعت المؤتمرات الدولية منذ بداية القرن العشرين تغيير هوية فلسطين التاريخية، عن طريق طرد أهلها، واستقدام يهود الشتات وغيرهم ليعيشوا مكانهم، ضمن دولة صهيونية عنصرية توسعية. وكان نصيب لبنان من ذلك أربعمائة ألف لاجئ فلسطيني، واستمرار العدوان الصهيوني على أرضه وشعبه بين وقت وآخر.
إنّ الكيان الصهيوني هو الدولة الوحيدة في العالم التي لم تذكر حدودها في دستورها، وذلك لنيتها التوسّع، ولا يزال شعارها: إسرائيل الكبرى، ثمّ إسرائيل العظمى، ومطامعها في لبنان ومياهه معروفة.
3- إنّ انسحاب الصهاينة من مزارع شبعا وإعادة الأسرى اللبنانيين- فيما لو حصل- ليس مبرراً لإنهاء دور المقاومة ونزع سلاحها. هل يمكن الاطمئنان إلى أنّ إسرائيل لن تقوم بأي اعتداء على لبنان بعد ذلك؟ وهل يمكن الاطمئنان إلى أنها لو فعلت ذلك فإنّ مجلس الأمن سيجبرها على التراجع؟ أعتقد أنّ تاريخ إسرائيل منذ نشأتها، وتاريخ مجلس الأمن وقراراته التي لم تنفّذ حين تتعلّق بإسرائيل، يقطع بعكس ذلك.
4- أمام هذا الخطر المحدق، كيف يستطيع لبنان حماية نفسه من أي عدوان صهيوني محتمل؟ من الطبيعي أن نقول إنّ واجب الحماية يقع على الدولة وجيشها النظامي. لكن من المعروف أنّ الجيش النظامي لا يستطيع أن يقابل جيشاً آخر إلاّ بحد أدنى من التوازن العسكري في العدد والعدّة. ومن المعروف أيضاً أنّ الدول الكبرى وفي مقدّمتها الولايات المتّحدة، لا تسمح بمثل هذا التوازن بين الجيش الإسرائيلي وبين الجيوش العربية مجتمعة. وإذا حصل في غفلة منها أو لأي سبب آخر فإنّ المدد الأمريكي جاهز في أي لحظة لاستعادة التفوّق الإسرائيلي. لكن هل هذا يعفي الدولة من البحث عن بديل لحماية شعبها؟
5- ظهرت المقاومة في لبنان وأثبتت جدواها مرّتين، الأولى: عندما اضطرّت العدو الصهيوني إلى الانسحاب عام 2000 بعد احتلال دام حوالي عشرين عاماً. والثانية: عندما حصل العدوان الصهيوني الأخير ولم يستطع خلال ثلاثة وثلاثين يوماً أن يتجاوز بضعة كيلومترات على الحدود، ظلّت المقاومة تلاحقه فيها، بينما استطاع عام 1967 أن يهزم ثلاثة جيوش نظامية، وأن يحتلّ الضفّة الغربية والجولان وسيناء حتى وصل إلى قناة السويس خلال أيام، لأنه لم تكن أمامه مقاومة.
6- ولأنّ واجب الدولة حماية الوطن من العدو الخارجي، وطالما أنها لا تستطيع ذلك بواسطة جيشها النظامي للأسباب الموضوعية المذكورة، ولأنّه ليس أمامها سبيل إلى ذلك إلاّ المقاومة، وجب عليها أن تشرّع هذه المقاومة وأن تنظّمها باعتبارها الوسيلة الدفاعية الممكنة، وأن تساعدها بما تستطيع، وهي حين تفعل ذلك تستطيع إخضاعها لإستراتيجية دفاعية كاملة. أما حين تشعر الدولة أنّ المقاومة خصم منافس، وحين تظنّ المقاومة أنّ الدولة تستقوي عليها بالقرارات الدولية والإقليمية، فإنّ الخطر كبير على الدولة وعلى المقاومة، وبالتالي على الوطن.
إنّ التكامل بين الدولة والمقاومة هو الحلّ للدفاع عن الوطن. اما افتعال الانقسام بينهما فهو ما يريده العدو لإلحاق الهزيمة بالوطن، ولذلك فإنّ واجب المقاومة أيضاً أن تنسجم مع مشروع الدولة، وأن تتحرّك تحت سقفها، وأن يظلّ هدفها الاستراتيجي حفظ خيار المقاومة وعدم الانجرار إلى الصراعات السياسية الجانبية، محلية كانت أو إقليمية.
7- اصطبغت المقاومة الإسلامية بالصبغة الشيعية وانحصرت في حزب الله، والكلّ يعلم أنّها لم توجّه سلاحها في أي مرحلة ضدّ أي لبناني. لكن لبنان بلد يقوم على التوازنات الطائفية، وأنّ الطائفة الشيعية أصبحت بفضل المقاومة في مركز متميّز أمام سائر الطوائف، وقد حققت لها المقاومة تفوقاً عسكرياً وتنظيمياً ومالياً، مما أدى إلى اختلال التوازن الطائفي، وصار الآخرون يعتبرون أنّ استعادة التوازن لا تكون إلاّ بنزع سلاح المقاومة. إننا نقول: إنّ هذا التوجّه إذا استعاد التوازن الطائفي الداخلي، فإنه سيخلّ بالتوازن العسكري مع العدو، وهذا أخطر بكثير. لذلك فنحن ندعو إلى صيغة جديدة تفتح باب المقاومة أمام جميع اللبنانيين وخاصة أبناء الجنوب.
8- علينا أولاً الخروج من واقع الهزيمة النفسية أمام العدو وتفوّقه الاستراتيجي، باستكمال تسليح الجيش اللبناني وتأهيله للدفاع عن الوطن. وقد برهنت يوميات الحرب الأخيرة على عجز العدو عن التقدّم البري رغم تفوّقه على المقاومة عدداً وتجهيزاً، وان امتلاك الجيش اللبناني قوة صاروخية مضادة للطائرات يمكن أن تساهم في ردع هذا العدو، والحصول على هذا السلاح ممكن من أصدقاء لبنان الأوروبيين أو من أي مصدر آخر، وهو ليس سلاحاً عدوانياً ولا للدمار الشامل، وبالتالي فهو سوف يمكّن الجيش من حماية أرض الوطن وأجوائه دون الحاجة إلى امتلاك طيران حربي قد يكون باهظ الكلفة.
9- أمامنا النموذج السويسري كبلد صغير ليس له منفذ بحري، ومع هذا فإنّ الجيش السويسري يعتبر من أقوى وأرقى الجيوش الأوروبية. حيث يجري تسليم سلاح فردي مع ذخيرته لكلّ المواطن بعد أدائه الخدمة الإلزامية، ويجري إعادة تأهيل المواطنين لمدّة أسبوعين أو ثلاثة مرّة كلّ سنتين. فماذا يمنع لبنان من اعتماد هذا النموذج لمؤهلي محافظة الجنوب وحدهم على الأقل، وهم من كلّ الطوائف، ليشكّلوا قوة مقاومة يشرف عليها الجيش اللبناني، ويجري تشريع سلاحها، وتكون مهمتها دفاعية إذا تعرّضت المنطقة لأي عدوان.
10- إنّ باستطاعة المقاومة، إسلامية كانت أو وطنية، متابعة عناصر هذه القوة بالتأهيل النفسي والتعبئة الجهادية، إضافة إلى الإعداد الجسدي والمادي، بحيث تتوفّر فيها كلّ عناصر القوة والإرادة لمواجهة أي عدوان يتعرّض له الوطن....(4)


أحداث 7 أيار 2008 وموقف الجماعة من سلاح المقاومة

كانت أحداث السابع من أيار 2008 من أهم الأحداث التى ضربت لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 2006 هي أحداث جرت في العاصمة اللبنانية بيروت وبعض مناطق جبل لبنان بين المعارضة والموالاة. تعتبر ميدانياً الأكثر خطورة وعنفاً منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990 .
وكانت إثر صدور قرارين من مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير. الأمر الذي اعتبرته المعارضة تجاوزا للبيان الوزاري الذي يدعم المقاومة. ولما كانت الحكومة تعتبر في نظر المعارضة حينها "غير شرعية" بسبب تجاوزها لميثاق العيش المشترك ، استعملت القوة لردع الحكومة في الوقت الذي كانت تستطيع فيه الاستيلاء على السلطة إلا أنها توقفت بعد سحب الحكومة للقرارين محل النزاع.

الأسباب

صدور بيان أول عن الحكومة اللبنانية جاء فيه أن مجلس الوزراء قرر اعتبار "شبكة الاتصالات الهاتفية التي أقامها حزب الله غير شرعية وغير قانونية وتشكل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام". وقررت إطلاق الملاحقات الجزائية ضد جميع الأفراد والهيئات والشركات والأحزاب والجهات التي تثبت مسؤوليتها في مد هذه الشبكة. مشيرة إلى وجود دور إيراني على هذا الصعيد.
صدور بيان ثاني عن الحكومة اللبنانية قررت فيه إقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد (وفيق شقير) من منصبه, وإعادته إلى ملاك الجيش. وذلك بعد بحث قامت به الحكومة اللبنانية في الاتهامات التي وجهها النائب (وليد جنبلاط) أحد أقطاب تحالف 14 آذار ضد حزب الله على خلفية قيامه "بمراقبة مطار بيروت الدولي بواسطة كاميرات خاصة". ودعوته إلى إقالة رئيس جهاز أمن المطار كونه مقربا من حزب الله.

تفاصيل الأحداث

أصدر مجلس الوزراء القرارين في الوقت الذي كانت تعتبر فيه حكومته "غير شرعية" من قبل المعارضة لخروجها عن ميثاق العيش المشترك الذي كفله الدستور وذلك لكون الطائفة الشيعية غير ممثلة في الحكومة باستقالة وزرائها احتجاجاً على عدد من التصرفات التي قامت بها الحكومة أثناء وبعد حرب تموز اعتبرتها المقاومة "تصب في صالح إسرائيل" ، وعدم وجود أي تمثيل وزاري لأكبر كتلة نيابية مسيحية والتي يتزعمها (ميشال عون)، فكان صدور القرارين بمثابة محاولة من حكومة (السنيورة) لإثبات شرعيتها.
كما يأتي كذلك صدور القرارين في الوقت الذي اتهمت فيه المعارضة وعلى رأسها حزب الله فريق تحالف 14 آذار الموالي للحكومة بإنشاء "ميليشيات مسلحة" باسم شركات أمنية خاصة، ظاهرها حماية شخصيات سياسية لكن حجمها وتسليحها يدلان على أن لها أهداف سياسية وبخاصة "مواجهة المقاومة".

تفاصيل أحداث القرار الأول

بعد اجتماع دام أكثر من ثماني ساعات ليلاً، صدر بيان عن الحكومة اللبنانية جاء فيه أن مجلس الوزراء قرر اعتبار "شبكة الاتصالات الهاتفية التي أقامها حزب الله غير شرعية وغير قانونية وتشكل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام". وأعلنت الحكومة في البيان الذي تلاه وزير الإعلام (غازي العريضي) ، إطلاق الملاحقات الجزائية ضد جميع الأفراد والهيئات والشركات والأحزاب والجهات التي تثبت مسؤوليتها في مد هذه الشبكة.
ورفضت الحكومة مبررات حزب الله التي تقول إن إقامة هذه الشبكة يندرج في إطار حماية الحزب وربطها بسلاحه وبهدف التشويش على الأجهزة الإسرائيلية. وأكد (العريضي) أن الحكومة اللبنانية مستعدة لتزويد الجامعة العربية بكافة الوثائق ذات الصلة بهذه المسألة وبالدور الذي تقوم به هيئات إيرانية على هذا الصعيد. ويأتي هذا القرار في أعقاب تصاعد التصريحات الإعلامية من أقطاب الأكثرية النيابية عن شبكة اتصالات تابعة لحزب الله في عدد من المناطق اللبنانية بموازاة شبكة الاتصالات التابعة للدولة. ورد نائب الأمين العام لحزب الله (نعيم قاسم) على هذه التصريحات بقوله إن شبكة الاتصالات هي "توأم لسلاح المقاومة وجزء من الحماية الخاصة بحزب الله".

تفاصيل أحداث القرار الثاني

بحثت الحكومة اللبنانية في الاتهامات التي وجهها النائب (وليد جنبلاط) أحد أقطاب الأكثرية النيابية ضد حزب الله على خلفية قيامه بمراقبة مطار بيروت الدولي بواسطة كاميرات خاصة. وكان النائب جنبلاط قد دعا إلى طرد سفير إيران ومنع طيرانها من الهبوط في مطار بيروت، متهما حزب الله "بتلقي شحنات من الأسلحة عن طريق المطار" الواقع في الضاحية الجنوبية معقل الحزب.
واتهم أيضاً جنبلاط حزب الله بوضع الكاميرات "لمراقبة الوافدين في المطار" وتحديدا قادة الأكثرية النيابية أو مسؤولين أجانب، كما دعا إلى إقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد (وفيق شقير) كونه مقربا من حزب الله. وكان نائب حزب الله في البرلمان اللبناني (حسن فضل الله) أكد في تصريحات له أن "كل هذه الاتهامات تنطلق من دوافع سياسية ولا ترتبط بأي مسألة قانونية أو أمنية" ، مشددا على أن الحزب لن يتعاون مع القضاء إذا ما تبنى موقف النائب جنبلاط.

ردود الفعل (السياسية) بعد صدور القرارات

قام حزب الله بإبلاغ المعنيين أن "أي محاولة للتعرض لهذه الشبكة سوف تواجه بمقاومة شرسة من الحزب الذي سيتعامل مع المتعرضين للشبكة على أنهم من عملاء إسرائيل". كما تحدث نائب أمين عام الحزب (نعيم قاسم) قائلا أن "الاتصالات لشبكة المقاومة توأم سلاح المقاومة، ومن يوجه سهامه للاتصالات يعنِ أنه يوجه سهامه للسلاح, ويريد أن يقول لا تقاتلوا إسرائيل". كما انتقد (قاسم) التقرير الذي رفعه الوزير (مروان حمادة) بشأن شبكة اتصالات الحزب إلى مجلس الوزراء، وقال إن تقريرا مبنيا على "الإمكانية" و"المحتمل" و"ربما" و"يمكن يصير"، هو تقرير يفتقر إلى المصداقية. كما اعتبر أمينه العام (حسن نصر الله) تفكيك شبكة اتصالات حزب الله بمثابة "إعلان حرب" مما وصفها بـ"حكومة جنبلاط" على الحزب والمقاومة "لمصلحة أمريكا وإسرائيل".
واعتبر رئيس مجلس النواب (نبيه بري) قرار إقالة العميد (وفيق شقير) بأنه خطوة "تعني ملامسة المحرمات، وليس فقط الخطوط الحمر"، كما أن (بري) أبلغ رئيس الحكومة (فؤاد السنيورة) رسالة "شديدة اللهجة" باسمه وباسم الأمين العام لحزب الله السيد (حسن نصر الله)، ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ (عبد الأمير قبلان)، يحذره فيها من عواقب المس بموقع العميد (شقير) في المديرية العامة لأمن المطار.
واعتبرت المعارضة أن الحكومة وبخاصة رئيسها (فؤاد السنيورة) "تبنت للمرة الأولى في تاريخ حكومات ما بعد اتفاق الطائف موقفا غريبا لناحية اعتبار إجراءات المقاومة الأمنية بمثابة اعتداء على أمن الدولة" وأشارت إلى أن الحكومة قد رفعت "سقف المواجهة السياسية الداخلية بقرار إقالة قائد جهاز أمن المطار العميد (وفيق شقير) من منصبه، ما سيدفع قوى المعارضة ولا سيما حركة أمل و حزب الله إلى الرد".
كما هددت قوى المعارضة بالرد على القرارات التي إتخذتها الحكومة باللجوء إلى "خطوات مقابلة تضع البلاد أمام وضع عصيب". كما أشارت مصادر مقربة من المعارضة قولها أنه "قد لا يكون من المبالغة قراءة مقدمات لفوضى قادمة تعم البلاد".

النتائج

  • مقتل 71 شخصا من كلا الجانبين.
  • دمار في ممتلكات بعض المناطق.
  • نشوء حالات توتر وصدامات مسلحة بين أنصار من كلا فريقي الموالاه والمعارضة خاصة في الشمال و البقاع اللبنانيين.
  • سحبت الحكومة اللبنانية القرارين الصادرين عنها.
  • اجتماع الفرقاء اللبنانين في الدوحة والخروج باتفاق أنهى الأزمة السياسية اللبنانية والذي سمى باتفاق الدوحة.
  • إنهاء المعارضة لإعتصامها في ساحة رياض الصلح .
  • انتخاب المرشح التوافقي العماد (ميشال سليمان) رئيسا للجمهورية اللبنانية.
  • تشكيل حكومة وحدة وطنية من 30 وزيرا توزع على 16 للموالاة و11 للمعارضة و3 للرئيس، وتتعهد كافة الأطراف بمقتضى هذا الاتفاق بعدم الاستقالة أو إعاقة عمل الحكومة.
  • الاتفاق على قانون انتخابي يرضي جميع الأطراف، ومناقشة البرلمان اللبناني "للبنود الإصلاحية" الواردة في اقتراح القانون الذي أعدته اللجنة الوطنية اللبنانية.
  • قام نوع من أنواع التهدئة المتبادلة (سياسياً وإعلامياً) فيما بين الموالاة و المعارضة، والذي كان التوتر بينهم مستمر منذ 18 شهراً...(5)


المقاومة المتوازنة المنضبطة

كانت الجماعة الإسلامية ومازالت مع المقاومة المنضبطة والملتزمة وأن يكون هناك اتجاه واحد لسلاح المقاومة وهو صدور العدو والدفاع عن الوطن وبدا هذا واضحاً من موقف الجماعة تجاه أحداث عام 2008 واجتياح حزب الله لبيروت فقد أكدت الجماعة على ضرورة انسحاب حزب الله وأن يظل سلاح المقاومة فى اتجاه واحد وعدم توجيهه لأبناء الوطن الواحد .

فيقول الأمين العام للجماعة الإسلامية المستشار الشيخ فيصل مولوي فى بيان صدر عنه :

لقد استدرجت المقاومة بدخولها مزالق صراع الشوارع إلى الفخّ الصهيوني الأمريكي، ودخلت في صراع مع جزء من شعبها، وأصبحت مادة خلاف بين اللبنانيين، بينما كان الواجب أن تحتفظ بنقاء صورتها وسلامة مشروعها، وهذا ما يحفظ مشروعيتها وأمنها ومستقبلها.
شعر أهل بيروت أنّ المقاومة دخلت عليهم من أجل تحقيق أهداف سياسية يعترض عليها كثيرون منهم، لكنّهم مع ذلك لم يعترضوا دخولها، لأنها جزء أساسي من أطياف الشعب اللبناني. لكنهم استقبلوها بغصّة وامتعاض، حتى إذا كثرت تعديات المسلحين وممارساتهم المخالفة لقيم الأخوّة، بدأت ترتفع أصوات الناس تسأل عن مبرر وجودهم في بيروت، خاصة بعد أن تحقق الهدف المقصود وهو إبطال القرارات المتسرّعة للحكومة.
لذلك، نناشد قادة المقاومة أن يبادروا إلى اتخاذ قرار الخروج العسكري من بيروت قبل أن يطالبهم الناس بذلك، حتى يمكن استعادة وحدة الأمّة حول مشروع المقاومة، وإطفاء نار الفتنة المذهبية التي بدأت تشتعل، ومعالجة الجرح النازف في جسد الوحدة الإسلامية والوطنية.
ونطالب أن تتولى السلطات العسكرية الرسمية من جيش وقوى أمن داخلي حفظ أمن الناس، وأن تفتح الطرقات ويفتح المطار والمرفأ، في نفس الوقت الذي يبدأ فيه الحوار السياسي برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد يتوافق عليه الطرفان، ويكون مدخلاً طبيعياً لحلّ متكامل....(6)
كما أكد أمين عام الجماعة الإسلامية المستشار الشيخ فيصل مولوي أن الجماعة ما زالت على ثوابتها الفكرية والعقائدية، وأن المقاومة ضد المشروع الصهيوني الأمريكي هي قدر هذه الأمة، وأن الجماعة جزء لا يتجزأ من المقاومة. وقال في مقابلة خاصة مع فضائية "الجزيرة مباشر": عندما نكون مع المقاومة ليس معناه أن نقبل بالأخطاء التي نعتقد أنها تضرّ بالمقاومة، فضلاً عن ضررها بالوحدة الإسلامية والوطنية.

وقال المستشار مولوي:

نحن جزء من المسلمين في لبنان وجزء من الطائفة السنية، وبالتالي فإن موقفنا في الشأن السياسي العارض في لبنان خلال السنتين الأخيرتين من الموالاة أو المعارضة هو الموقف الذي يختار من هؤلاء وهؤلاء ما ينسجم مع ثوابتنا الفكرية والسياسية.
واعتبر أن إقدام حزب الله مع المعارضة على محاولة اجتياح مسلح لكثير من المناطق اللبنانية لتحقيق أهداف سياسية، ولو أن بعضها يتعلق بالمقاومة، ليس هو الأسلوب الصحيح في محاولة تحقيق الأهداف. مشيراً إلى أن "العمل الخاطئ أدى الى خسارة كبيرة لحقت بالمقاومة على الصعيد اللبناني، لاسيما لجهة الالتفاف الشعبي حول المقاومة".
وفيما رأى أن حزب الله والمعارضة حققتا انتصاراً عسكرياً، لكنه أشار إلى "أن قضية المقاومة من الناحية السياسية قد تعرضت لضربة كبيرة، والعلاقات السنية الشيعية تعرضت لضربة، وكذلك العلاقة بين المقاومة وبين الدولة وكل الفئات اللبنانية تعرضت أيضاً لهزة خطيرة".
وأكد أن الجماعة "مع سلاح حزب الله شرط أن يبقى موجهاً نحو صدور الأعداء على الحدود". وعبّر عن اعتقاده أن "ما حصل كان خطأ لكنه لن يتكرر"، وشدّد على أنه "يجب علينا جميعاً كلبنانيين أن نمنع تكرار الخطأ الذي وقعت فيه المقاومة، وفي الوقت نفسه أن نمنع تكرار أسباب هذا الخطأ وردود الفعل أيضاً".
ووصف المستشار مولوي الأحداث الأخيرة التي عصفت بلبنان أنها "أخطر من الجروح التي خلفها عدوان تموز 2006"، مؤكداً على ضرورة معالجة هذه الجروح حفاظاً على الوحدة وروح المقاومة في هذه الأمة. وحول هوية الخلاف القائم في لبنان رأى أنه "خلاف سياسي لكنه تحول الى مذهبي في بعض المناطق، وكان يمكن أن يتحول بشكل أوسع لو استمرت الممارسات على الأرض".
وأخيراً دعا مولوي المعارضة إلى فتح المطار والطرقات وإنهاء العصيان المدني، لاسيما بعد تراجع الحكومة عن قراريها....(7)
كما طالب الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان المستشار الشيخ فيصل مولوي القوى الأمنية بالمبادرة الفورية لتنفيذ وثيقة المصالحة في طرابلس، وذلك بمنع المظاهر المسلّحة من جميع الشوارع التي كانت مسرحاً للاشتباكات، واعتقال كلّ مسلّح مخالف وإحالته إلى القضاء. وقال: إنّ طرابلس بجميع قياداتها راهنت على الدولة القادرة العادلة، وأنه إذا لم تقم القوى الأمنية بواجبها في فرض الأمن، خاصة بعد المصالحة التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء ووقّعت عليها فعاليات المدينة، فسيصاب اللبنانيون بإحباط كبير ويفقدون ثقتهم بالدولة.
كما طالب جميع المسلّحين من مختلف الأطراف بالمساعدة في تنفيذ بنود المصالحة، وذلك بالانسحاب من الشوارع، وترك معالجة أي خرق يقع من أي طرف للسلطات الأمنية والقضائية، آملاً أن تكون هذه المصالحة التاريخية بداية جدية لمصالحة عامة، خاصة في بيروت، وأن تساهم في إطلاق الحوار السياسي للتوافق على القضايا المختلف عليها، لأنه لا يمكن تثبيت المصالحة الأمنية إلاّ باتفاق سياسي شامل....(8)


الجماعة أثناء عدوان 2006

من مشاهد الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006م

مع الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني عام 2006 كان موقف الجماعة الإسلامية واضحاً وهو ما ظهر من خلال مقاومة عناصرها في الجنوب وكذلك من خلال مواقفها وبياناتها المعبرة عن موقفها ففي بداية أحداث الاجتياح عقد المكتب السياسي للجماعة الإسلامية اجتماعه الدوري وأصدر البيان التالي:

أمام تصاعد وتيرة الحرب الشرسة التي يشنّها العدو الصهيوني على لبنانم 2006مإسرائيلية على لبنان عا أرضاً وشعباً وجيشاً ومؤسسات، يصبح من العبث أن نتلاوم كلبنانيين فيما بيننا، وأن نحمّل المسؤولية لبعضنا البعض. إذ أنّ الأولوية المطلقة هي صدّ هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على الوطن والتصدي له من خلال التالي:
1- إظهار أعلى درجات الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي والوقوف صفاً واحداً حكومة وجيشاً ومقاومة أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية التدميرية. وهذا أول وأهمّ أسباب القوة والممانعة على أن نعود إلى بحث كلّ شؤوننا اللبنانية لاحقاً، وفق مقتضيات المصلحة الوطنية العليا.
2- دعوة كلّ جماهير شعبنا وأبناء مناطقنا وإخواننا وأصدقائنا للانخراط في معركة الصمود وردّ العدوان بكلّ ما يستطيعون من مقاومة وصمود، وعمل إغاثي ودفاع مدني، وتحويل كلّ مؤسسات الرعاية الصحية والاجتماعية والتربوية الإسلامية إلى مراكز إيواء استقبال النازحين وتقديم الخدمات الضرورية لهم....(9)

كما ثمنت الجماعة من خلال بيان لمسؤول مكتبها السياسي المحامى أسعد هرموش موقف الجيش اللبناني من إرسال قواته للجنوب ويقول البيان:

أتى قرار مجلس الوزراء بإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب، تأكيداً جديداً على مصداقية وإيجابية الموقف الرسمي اللبناني، في ردّ العدوان الصهيوني على لبنان عبر الحلّ السياسي والدبلوماسي، ليتكامل بذلك مع الموقف البطولي والعملي للمقاومة في موافقتها على مشروع النقاط السبع للرئيس فؤاد السنيورة، والإجماع الوطني على قرار انتشار الجيش في الجنوب، في اللحظة التي تسجّل فيها المقاومة ثباتها وصمودها في وجه العدوّ.
إنّنا إذ نرحّب بقرار انتشار الجيش في الجنوب، من باب حفظ الأمن وبسط سلطة الدولة على كامل ترابها الوطني، نعتبر أنّ المعركة العسكرية والدبلوماسية التي يخوضها لبنان بكلّ قواه الرسمية والسياسية والشعبية، هي تجسيد لتماسك وثبات الشعب اللبناني على وحدته الوطنية في مواجهة كلّ أعباء وآثار العدوان الصهيوني الغاشم.
ونعتبر أنّ وحدة الموقف اللبناني الداخلي أثمرت تأييداً وإجماعاً عربياً حول المقترحات اللبنانية، ولا بدّ أن يستجيب المجتمع الدولي للحقّ اللبناني، ويرفض الخضوع للإملاءات الأميركية والصهيونية....(10)

كما أصدرت الجماعة الإسلامية بياناً لها تحت عنوان (المعركة ضدّ العدو الصهيوني واحدة من فلسطين إلى لبنان) ويتحدث البيان عن ضرورة مقاومة المحتل فيقول البيان:

الصراع بين الحق والباطل صراع مستمر، وقد حرّم الله الظلم على نفسه وجعله بين الناس – كل الناس – محرماً وأمرهم ألا يتظالموا، وأعطى للمظلوم الحق في الدفاع عن نفسه ودينه ووطنه.
لذلك أصبح من المقرر في شرع الله وفي المواثيق الدولية، أن مقاومة الظالم المحتل حق أصيل لكل الشعوب إذا تعرضت لاحتلال مغتصب يذل أهلها ويذهب بحريتها واستقلالها ويستغل خيراتها.
وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لسائر البلدان، فهو في حق المسلمين أوجب، لأن الإسلام لا يرضى للمسلمين إلا العزة، ولذلك قرر الفقهاء أنه إذا وطأت أقدام العدوّ أرض المسلمين أصبح الجهاد فرض عَين على الجميع رجالا ونساء، فإن عجزوا وَجَب على من يلونهم من المسلمين أن يساعدوهم ويجاهدوا معهم لتطهير أرضهم من رجس العدوّ.
وإذا كان هذا الحكم مع عدوّ يبغي الاحتلال والاستغلال فترة وإن طالت ثمّ يخرج بعدها، فما بالنا بالعدو الصهيوني الذي جاء بمشروع استيطاني عنصري متوسع، يفرغ البلاد من أهلها بالقتل أو الطرد، ويدمر العمران لإشاعة الرعب، ويستجلب يهود العالم من كل البقاع ليستوطن بلاد فلسطين، ويستولي على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، ويسعى لهدمها لإقامة هيكله، ويتوسع شيئا فشيئا حتى يصل من النيل إلى الفرات.
لذلك أصبح الجهاد فى حقنا واجباً، كلّ بحسب طاقته واستطاعته.
ويضيف البيان ،عندما احتل العدو الصهيوني جنوب لبنان قاومه اللبنانيون بكلّ شرائحهم، حتى ظهرت المقاومة الإسلامية في صيدا على يد الجماعة الإسلامية، وفي سائر الجنوب على يد حزب الله، وهزمت العدوّ واضطرته للانسحاب سنة 2000 من معظم الأراضي المحتلة، والآن عاد العدو للاعتداء على لبنان، واحتلال منطقة من جنوبه بهدف نزع سلاح المقاومة، ويتصدى له رجال المقاومة الأشاوس فى صمود الأبطال ويكبدونه خسائر فادحة، رغم عدم تكافؤ الأعداد والعتاد.
إن المقاومة – كل المقاومة – هي شرف الأمة وكرامتها وبرهان حياتها، وهي – بإذن الله – لن تسقط وستظل تتجدد جيلاً بعد جيل حتى يعود الحق إلى أهله، وإذا كانت الأنظمة لا تستطيع أن تقف مع شعوبها في خندق المجاهدين، فلا ينبغي أن تكون عليهم في خندق الأعداء.
فواجبنا أن ندعم إخواننا المجاهدين في كل مكان، بكل ما نستطيع من وسائل مادية ومعنوية، وبالدعاء والعواطف والمشاعر، وباللسان والسعي لتغيير المواقف المتخاذلة لهذه الأنظمة، حتى نحفظ كرامتنا ونستعيد حقوقنا كاملة إن شاء الله.
ثبّتَ الله المجاهدين ونصرهم وسدد رميهم، وأذلّ الله الظالمين المجرمين وأعوانهم....(11)


خاتمة الجزء الأول

شمل الجزء الأول من البحث تناول بعض رؤى قيادات الجماعة الإسلامية لمفهوم المقاومة وكذلك بعض التصريحات والبيانات الصادرة عنها والتى تؤكد وتدعو الشعب اللبناني بجميع طوائفه إلى التزام نهج المقاومة ولكنها المقاومة المنضبطة والملتزمة بضوابط الشرع أولاً ثم ضوابط الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وتجلى هذا بوضوح في مواقف الجماعة الإسلامية خلال أزمة 2008 واقتحام حزب الله لبيروت وستناول فى الجزء الثانى ان شاء الله الممارسة العملية لتلك الرؤى الفكرية واستخدام قوات الفجر كنموذج.


المصادر

(1) موقع مداد

(2) أحد الدراسات الغير منشوره للشيخ فيصل رحمه الله.

(3) أحد الدراسات الغير منشوره للشيخ فيصل رحمه الله في كلمه له بمؤتمر ثقافة المقاومة.

(4) بيان صادر عن الجماعة بتاريخ 21 أيلول 2006م.

(5) موقع ويكيبيديا

(6) بيان للمكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية بتاريخ 10/5/2008م.

(7) بيان للمكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية بتاريخ 15/5/2008.

(8) بيان صادر عن المكتب الإعلامي بتاريخ 9/9/2008م.

(9) بيان صادر عن المكتب السياسى للجماعة بتاريخ 19 تموز 2006م.

(10) بيان صادر عن المكتب السياسى بتاريخ 9 أغسطس 2006م.

(11) بيان للجماعة الإسلامية بتاريخ 3 أغسطس 2006م.


للمزيد عن الإخوان في لبنان

أهم أعلام الإخوان في لبنان

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

.

مقالات متعلقة

.

وثائق متعلقة

متعلقات أخري

وصلات خارجية

مقالات خارجية

تابع مقالات خارجية

وصلات فيديو