قالب:كتاب الأسبوع
بقلم: د. حسين مؤنس
عندما أعلنت انجلترا أنها أباحت للباحثين الإطلاع على أوراق وزارة الخارجية التي انقضي على أحداثها ثلاثون عاما كنت من أوائل الذاهبين للإطلاع على وثائق مصر والعالم العربي .
وما كدت أتأمل مجموعات الوثائق حتي تعاظمي الأمر فهي ملفات كثيرة جدا وقدرت في نفسي – للنظرة الأولي – أنني أمام ألوف الوثائق وقراءتها فحسب تستلزم سنوات وتتطلب بصرا من جديد.
وعندما شرعت في القراءة أحسست أنني أمام عمل يتعذر القيام به , فكل وثيقة قرأت تتضمن من الحقائق ما يحتاج درسه وتحقيقه إلى البحث الطويل وملكني .. وأنا أعمل – شعور بالعجب : إن الانجليز لم يكونوا قط بالذكاء الذي كنا نتصوره أيام الاحتلال , ففي خطابات المندوبين الساميين وتقاريرهم تفاهات وسخافات وحماقات ووزارة الخارجية البريطانية ترسل إلى سفير مثل اللورد جورج لويد خطابات لوم وتقريع لا توجه إلى موظف صغير والسير روبرت فانسيتارت- الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية خلال العشرينات والثلاثينات من هذا القرن – يكتب بيده على هامش تقرير كتبه اللورد لويد هراء وهذه العبارة تبلغ للمندوب السامي في مصر فيرسل خطابا إلى رئيس الوزارة البريطانية ورئيس الوزراء....لتصفح الكتاب اضغط هنا