الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:كتاب الأسبوع»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(١٠٧ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
<center>'''[[:تصنيف:مكتبة الدعوة|مكتبة الموقع]]'''</center>
<center>'''[[:تصنيف:مكتبة الدعوة|مكتبة الموقع]]'''</center>


'''<center><font color="blue"><font size=3>[[الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ (الجزء الثالث).... محمود عبد الحليم]]</font></font></center>'''
<center>'''[[مذكرات نصف قرن من العمل الإسلامي 1945 – 1995م]]'''</center>


'''للأستاذ / [[محمود عبد الحليم]]'''
د. توفيق محمد الشاوي
 
<div class="reflist4" style="height: 500px; overflow: auto; padding: 3px" >


استهوتني منذ حداثتي أنباء الجهاد لمقاومة العدوان الأجنبي على كثير من أقطارنا وخاصة ما تعلق منها ببطولات الأمير "عبد الكريم الخطابي" في المغرب والأمير "عبد القادر الجزائري" قبله والشهيد "عمر المختار" بعد ذلك، فضلاً عن تضحيات شهداء المقاومة في فلسطين ضد الاحتلال "البريطاني" ... والعدوان "الصهيوني"، وكنت سعيدًا عندما شجعني إخواني على العمل لجميع قضايا شعوب العالم الإسلامي باعتبارها صورًا متعددة لقضية كبرى هي تحرير أمتنا العريقة، ووحدتها ونهضتها حتى أصبح هذا الاتجاه هواية شخصية عندي والتزامًا عقيديًّا إلى طول حياتي...
قد يظن الكثيرون من السادة القراء – الذين يترقبون صدور الجزء الثالث من هذه المذكرات – أنهم سيقرأون في هذا الجزء تاريخ ثورة 23 [[يوليو]] [[1952]] ، غير أنهم قد لا يجدون مأربهم فيما سوف يقرأون .. فلتاريخ هذه الثورة مظان أخري يمكن الرجوع إليها ، وهي كثيرة وفي متناول الجميع .. وقد كتب عنها من لازم صاحبها معظم الوقت ، ومنهم من لازمه كل الوقت ، ومنهم من انفصل عنه في وقت مبكر ووقف منه موقف المراقب .. وقد ظهر أخيرًا كتاب " [[صفحات من التاريخ]] " للأخ الأستاذ ([[صلاح شادي]]) ، وهو من خير ما يقرأ في هذا الصدد ، لأن مؤلفه كان جزءًا من هذه الثورة منذ كانت حلمًا في الخواطر ، ثم كان من حصادها . وقد جاء كتابه بعد كل ما صدر من كتب عن الثورة فصار مهيمنًا عليها ، حيث ناقش بعضها ببعض ، وأضاف إليها من معلوماته وتجاربه ، واستخلص من ذلك كله صورة هي أقرب إلي الصواب .
   
ولكن كتابنا هذا لا يمس تاريخ هذه الثورة إلا فيما يتصل منها ب[[الإخوان المسلمين]] .. لأن موضوع الكتاب هو : " [[الإخوان المسلمون .. أحداث صنعت التاريخ]] " .. وإذا كانت ثورة 23 [[يوليو]] حدثًا من أحداث هذا التاريخ ، فمبحثنا فيها إنما يكون عند نقط التقائها ب[[الإخوان المسلمين]] سواء أكان هذا الالتقاء التقاء بنود لهم ، أو تربُّ في أحضانهم ، أو قيام في حمايتهم ، أو الانتفاع بسمعتهم ، أو تمرد عليهم ، أو نقض لعهدهم ، أو تواطؤ مع العدو عليهم .. وهذه النقاط بالذات من تاريخ هذه الثورة هي التي رأي المهيمنون علي منابع الثقافة في [[مصر]] حجبها عن التاريخ ، آملين بذلك أن يصنعوا لهذه الثورة تاريخًا معينًا . ولقد كتبت الجزأين اللذين صدرا من هذه المذكرات ، وعرضت فيهما لجهود [[الإخوان المسلمين]] ، وما أسفرت عنه هذه الجهود من أحداث متسلسلة خلال ربع قرن من الزمان ، بدءًا من عام [[1928]]م ، وكل جهد بذلوه قد تمخض عن حدث قرب الشعب بهذه الخطوة وما تمخض عنها من أحداث جسام إلي [[يوليو]] [[1952]]م ، فرأي الشعب نفسه وجهًا لوجه أمام الهدف المأمول .
   
ولا حاجة بي إلي إعادة القول بأن اختفاء هذه الجهود عن أعين الأجيال الناشئة في ضباب الأكاذيب ،وضياع صوت هذه الأحداث عن أسماعهم في ضجيج مواكب النفاق ، لن يستطيع أن يحجب هذه الحقائق إلي الأبد .. بل من سطوع الشمس ولو ساعة من نهار ، مهما تراكم عليها من ظلام السحب .. وقد تكون جهودنا هذه في إصدار هذه المذكرات إحدى المحاولات التي تبذل لاختراق هذا الجدار الشاهق المشيد ، المضروب حول هذه الحقائق لحجبها عن العيون والأسماع . وأحب أن أحيط السادة القراء علمًا بأن هذه المذكرات التي وعدتهم في مقدمة الجزء الأول منها بإصدارها في ثلاثة أجزاء ، كانت مسوداتها جميعًا معدة وكاملة حتى آخر يوم من أحداث الجزء الثالث قبل البدء في طبع الجزء الأول منها .. وإعدادي مسودات هذه الأجزاء الثلاثة معًا في أوائل السبعينات ، كان انطلاقة ذهن صودرت فيه معلومات وأفكار وأحاسيس مدة عشرين عاما ، فلا هو وجد خلالها متنفسًا يطلقها منه ، وهو حملة اليأس علي التخلص منها بإرسالها إلي منطقة النسيان .. وكان حرصه عليها اعتزازا بقيمتها ، وضنًا بها علي الضياع .. لاسيما وهي معلومات هي في حقيقتها خلاصات تجارب ، وحصيلة جهود ، وثمرة أفكار ، لم تجد طريقاً إلي النشر والذيوع .. فلما انثقب في جدران السجن ثقب في أوائل السبعينات ، انطلقت الأفكار الحبيسة من سجنها – الذي طال أمده انطلاق القنبلة الموقوتة ، فتلقت شظاياها المضيئة صفحات كانت إليها في شوق عظيم .. وسرعان ما انطبعت هذه الأفكار علي الصفحات ، حتى كأنما كانت – لشدة شوقها إلي الانطباع – تكاد تسبق القلم .. وهكذا لم يجف مداد القلم حتى أتمها واستوفاها دون كلل ولا توقف .  


وقد قصدت من إحاطة القراء علمًا بذلك أن أطمئنهم إلي أن ما يقرأون من معلومات في هذه المذكرات ، وما يلحق بهذه المعلومات من تحليل أو تفسير أو تعقيب ، لم يتأثر بما جد بعد ذلك من أحداث ،وما طرأ من ظروف ، وإنما هو نفسه الذي كان مكتوبًا في المسودات يوم كتبت هذه المسودات . وصدر الجزء الأول وتلاه الجزء الثاني .. ولكنني أمام الجزء الثالث هذا وجدتني مترددًا ,, هل أصدره وفاء بما وعدت أم أستبقيه لنفسي إرضاء لعواطفي ؟ .. وطال هذا التردد حتى لاحظه بعض المحبين ، فوجهوا إلي عتابًا شديدًا ؛ متهمين إياي بالتباطؤ في أمر ليس من حقي أن أتباطأ فيه ، أو أنكل عنه ، أو أقعد عن أدائه ؛ لأنه أصبح من حق التاريخ ، وأصبح شهادة يحرم كتمانها وما دعاني إلي التردد في إصدار هذا الجزء إلا ما أعلمه من أن أحداثه حين أعرض لها سيلزمني عرضها أن أتناول مواقف لإخوة أعزاء علي نفسي ، قد يكون في تناولها قهر لعواطفي .. وهو ما أتحاشاه ويتحاشاه كل ذي قلب .. ولكن الإخوة المحبين حين نظروا إلي الموضوع لم يعيروا هذه الناحية اهتمامًا ، ورأوا أن من حق المجتمع أن يسمع الحقائق التاريخية كاملة ، مهما كلف ذلك من لديه هذه الحقائق من آلام وأحزان .. وما كان لي بعد ذلك إلا أن صدع بأمرهم ، وأنزل عند بليغ حجتهم . ويعلم الله كم عانيت في إعداد هذا الجزء من مشقة نفسية ، وآلام تلذع القلب وتدميه .. فأنا أكتب عن فترة كانت حالكة الظلام .. والأشخاص خلالها يتحركون بتخبط بعضهم في بعض .. فربما أقبل أحدهم علي آخر معانقا – وهو يظن أنه مما يعانق صديقا – ولا يتبين إلا أخيرًا أنه إنما عانق العدو .. وينفر أحدهم من آخر علي أنه عدو ، ولا يتبين له أنه نفر من صديق إلا آخر الأمر .. والحديث من ناحيتي لابد أن يتناول كل هؤلاء ، وكل تحركاتهم كما وقعت دون إخفاء ولا تستر ولا تمويه . وقد أكون أعلم أن لبعض هؤلاء في تحركه الذي تحركه في الجو المظلم وجه عذر ، غير أن ذلك لا يشفع لي أمام أمانة التاريخ أن أجامل فأخفي التحرك أو أتستر عليه أو أتجاوزه .. ولو فعلت لفضحتني الأحداث ، فقد كانت محصلة هذه التحركات أحداثًا مروعة زلزلت [[مصر]] من أقصاها إلي أقصاها ، ورجعت بها القهقرى قرنا من الزمان ، ونقلتها إلي قاع بحر الظلمات الذي لازلنا نغالب ظلماته حتى اليوم .
'''[[مذكرات نصف قرن من العمل الإسلامي 1945 1995م|لتصفح الكتاب اضغط هنا]]'''
   
ولا أستثني نفسي من هؤلاء الذين تحركوا وسط هذا الجو الحالك المدلهم فأزكي تحركاتي خلاله من دون الذين تحركوا .. وإنما قد ألزمت نفسي أن أثبت تحركاتي كما وقعت – وسط تحركات غيري ، مودعًا كل ذلك سجل التاريخ ، تاركًَا للقراء تقييم هذه التحركات بعد أن يدخلوا في تقييمها ما كان يحيط بها من ظروف وملابسات . وقد أكون حريصًا أشد الحرص – بادئ ذي بدء – علي أن ألفت انتباه السادة القراء ، إلي حقيقة قد يغفلون عنها في خضم انفعالهم بأحداث هذه الجزء .. تلك هي أن المجموعات من [[الإخوان]] – عدا رءوس الفتنة ومدبريها – الذين لعبوا أدوارًا في خلال هذه الأحداث ، علي اختلاف هذه الأدوار ،وتعارض بعضها مع بعض ، إنما كانت الدوافع إليها دوافع نبيلة .. فلا ينبغي أن يساء الظن بهم ، أو أن يهبط بمكانتهم في النفوس .. فهؤلاء الإخوة هم الرعيل الأول الذي تحمل أعباء هذه الدعوة من أول يوم ، وحسبهم أن لهم فضل توصيلها إلي الأجيال الناشئة .. ولقد التقي هؤلاء جميعا – حتى طلع النهار – علي كلمة سواء ، وعرف كل منهم خطأه وصوابه .
       
وإذا الحبيب أتي بذنـب واحـد             
::جاءت محاسنـه بألف شفيـع
   
وليكن رائدنا إزاء هذه المواقف ما كان من مواقف لأجلاء الصحابة في الفتنة الكبرى في عهد الخليفتين الراشدين الثالث والرابع رضي الله عنهما ، وأصحاب هذه المواقف علي اختلافها وتعارضها ، هم الذين قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أصحابي كالنجوم ، بأيهم اقتديتم اهتديتم " . وما عرضنا لهذه المواقف في هذا الجزء من المذكرات إلا للتعليم والتوجيه ، وتزويد الأجيال الناشئة بثروة تاريخية تفتح أبصارهم ، وتنير بصائرهم ،وتجنبهم مواطن الزلل وتمنحهم موازين دقيقة لا تتذبذب ولا تختل ، يقيمون بها ما عسي أن يصادفهم في معترك الحياة من مواقف وأعمال وأحداث . ومع كل ما بذلت من جهد لإلقاء الأضواء من كل جانب – ما استطعت – علي أحداث هذه الفترة التي تعالج أحداثها في هذا الجزء ، فلا أدري هل بلغت في ذلك ما كنت أمل من الإبانة والتوضيح ، أم أن ظلام الجو المحيط بهذه الأحداث كان أكثف من أن تبدده هذه الأضواء المتاحة ؟ .. وعلي كلًّ .. فلتلتمس لي الأعذار إذا لم يكن الوضوح كاملاً .. فإنها لم تكن عاصفة كسابقتها ، لم تنل من البناء الإخواني إلا ما تنال ذرات التراب وحبات الحصى – مما تثيره العاصفة – من خدوش ، وإنما كانت هذه المرة دوامة جائحة اخترقوا بها قلب [[الإخوان المسلمين]] في مهجته ، فعميت من غيارها العيون ، وداخت من دورانها الرءوس ، وذهلت بمفاجأتها العقول .. وما من فتنة دبرت لهذه الدعوة كانت أشد عليها وقعًا ، ولا أفدح بها ضررًا ، ولا أسوأ فيها أثارًا من هذه الفتنة .. وكيف لا وقد نشأت من صميم لبها ، ونبتت في سويداء قلبها ، وتشعبت في سائر عروقها فكانت المصيبة فيها كمصيبة الذي قال :
       
قلبي إلي ما ضـرني داعـي       
::يكـثر أحــزاني وأوجــاعـي
       
كيف احتراسـي من عدو لي       
::وإذا عــدوي بيـن أضـلاعـي
   
'''أو علي حد قول الآخر :'''
       
كنت من كربتـي أفر إليهـم       
::فهمـو كربـتي فـأيـن الـفـرار
    ..[[الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ (الجزء الثالث).... محمود عبد الحليم|تابع القراءة]]


<noinclude> </noinclude>
<center>'''[[:تصنيف:مكتبة الدعوة|مكتبة الموقع]]'''</center>

المراجعة الحالية بتاريخ ١٩:٢٠، ١٧ أبريل ٢٠٢٤

مكتبة الموقع
مذكرات نصف قرن من العمل الإسلامي 1945 – 1995م

د. توفيق محمد الشاوي

استهوتني منذ حداثتي أنباء الجهاد لمقاومة العدوان الأجنبي على كثير من أقطارنا وخاصة ما تعلق منها ببطولات الأمير "عبد الكريم الخطابي" في المغرب والأمير "عبد القادر الجزائري" قبله والشهيد "عمر المختار" بعد ذلك، فضلاً عن تضحيات شهداء المقاومة في فلسطين ضد الاحتلال "البريطاني" ... والعدوان "الصهيوني"، وكنت سعيدًا عندما شجعني إخواني على العمل لجميع قضايا شعوب العالم الإسلامي باعتبارها صورًا متعددة لقضية كبرى هي تحرير أمتنا العريقة، ووحدتها ونهضتها حتى أصبح هذا الاتجاه هواية شخصية عندي والتزامًا عقيديًّا إلى طول حياتي...

لتصفح الكتاب اضغط هنا

مكتبة الموقع