صراع على السلطة ام رفض للاستبداد؟ .. الاخوان المسلمون وعبد الناصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صراع على السلطة ام رفض للاستبداد؟ .. الإخوان المسلمون وعبد الناصر


المقدمة

ميزت جماعة الإخوان المسلمين بين كونها معارضة لنظام منحرف ، وليس في صراع على سلطة . كما ميزت بين واجب التغيير والسعى اليه ، وبين اختلال ميزان القوى مع النظام الاستبدادى المتحكم في البلاد والعباد .

في هذا البحث نقدم جملة من الإجابات المهمة التي توضح حقيقة موقف الإخوان المسلمين من الصراع على السلطة في مصر في فترة حكم عبد الناصر . فنبحث عن إجابة لسؤال هام ، هل كان الإخوان المسلمون في حالة صراع على السلطة ؟ ام كانوا في حالة رفض لاستبداد يعصف بكل مقومات الحياة السياسية الصحيحة ؟

وهل كان الإخوان المسلمون حركة معارضة راشدة ؟ ام كانوا حركة صدامية انتحارية ؟ وكيف نظر الإخوان المسلمون لحالة عدم التكافؤ القائمة بين الأنظمة الاستبدادية في دولة ما بعد الاستعمار وبين قوى المجتمع المدنى ؟ في هذه البحث نحاول ان نقدم إجابات عن تلك الأسئلة ، مركزين النظر على حالة الإخوان المسلمين فترة حكم عبد الناصر (54-71) .

السلطة في فكر الإخوان المسلمين

نظر الإخوان المسلمون دوما للاسلام على انه ليس فقط منهجا أخلاقيا وعظيا ، انما كذلك منهجا هاديا وحاكما لحياة صحيحة رشيدة ، تبغى سعادة الناس في الدنيا والاخرة .

وكان سبيل الإخوان لتفعيل رسالة الإسلام وتحكيم قواعده الهادية تلك ، هي الاقناع وتغيير العرف العام ، وإيجاد جو من الحرية التي تتيح الفرصة لتلك التعاليم في ان تجد لها سبيلا الى عقول الناس وقلوبهم من ناحية ، والى سلطة الانفاذ والحكم من ناحية أخرى .

وبرغم الطابع الإصلاحي لجماعة الإخوان المسلمين ومضمونها التبشيري ، الا انها مثقلة بهمّ استعادة الحكم الإسلامي . (1)

موقف الإخوان .. (سلطة أم قضية)

(1) الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون

يقول حسن البنا في رسالة المؤتمر الخامس :

".. وهذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنا من أركانه، ويعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد، وقديما قال الخليفة الثالث رضي الله عنه: 'إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن'".

(2) فلسنا مجرد جمعية خيرية

يقول الأستاذ المؤسس :

"ولا يمكن – أي الجماعة – أن تكون كجمعية تكفين الموتى .. ولهذا عُدّل القانون الأساسى لينفصل جانب البر والرياضة عن الهيئات الرئيسية) . "رسالة مؤتمر رؤساء المناطق".

(3) لذا فقعود الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة

يقول المرشد المؤسس ان

"قعود المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدي الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف".

(4) ولكن الإخوان لا يطلبون الحكم لانفسهم

يقول الأستاذ المؤسس في هذا إن الإخوان

"لا يطلبون الحكم لأنفسهم فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل العبء وأداء هذه الأمانة والحكم بمنهاج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره وأعوانه، وإن لم يجدوا فالحكم من منهاجهم وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله".

(5) ولايدخلون في خصومة تبدد الطاقة وتشتت الجهد

يقول الإمام البنا :

"ونحن لا نهاجم لأننا في حاجة إلى الجهد الذي يبذل في الخصومة والكفاح السلبي لننفقه في عمل نافع وكفاح إيجابي وندع حسابهم للزمن معتقدين أن البقاء للأصلح "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ " الرعد : 17" . "رسالة المؤتمر السادس"

(6) وسبيلنا في تحقيق ذلك .. تغيير العرف العام

يقول الإمام البنا :

"لهذا كان هدف الإخوان المسلمين يتلخص في كلمتين : العودة للنظام الإسلامي الاجتماعي ، والتحرر الكامل من كل سلطان أجنبي" . "رسالة المؤتمر السادس"

وأن الوسيلة في ذلك :

".. وسيلتهم في ذلك تنحصر في تغيير العرف العام وتربية أنصار الدعوة علي هذه التعاليم .." . "رسالة المؤتمر الخامس" (2)

لذلك فان السعي الى تفهيم الناس وتغيير قناعاتهم واعرافهم ، كانت دوما هما اخوانيا اصيلا ، كل ذلك بهدف الوصل الى تحكيم الإسلام وشرائعه واحكامه في حياة الناس برضاهم دون غصب او اكراه . واعتبر الإخوان المسلمون طبقا لذلك الفهم ان القعود عن السعي لتحكيم الإسلام – بصرف النظر عمن يحكم به – جريمة لا يكفرها سوى القيام بذلك السعي .

وقد سبب هذا الفهم وذلك السعي الكثير من المتاعب لجماعة الإخوان المسلمين ، خاصة وان أنظمة حكم ما بعد الاستعمار ، أنظمة قمعية استبدادية ، لاتعترف بحقوق الشعوب في اختيار من يحكمها ، فرأت تلك الأنظمة في جماعة الإخوان المسلمين دوما فصيلا متمردا على املاءات السلطة واكراهاتها .

تحديات مرحلة ما بعد الاستعمار

فصار الإخوان المسلمون – بمقتضى هذا الفهم – بين خيارين كان من الصعب الجمع بينما:

  • واجب تغيير السلطة الفاسدة، باعتباره بندا من خطط أي حركة تغيير جادة.
  • وضرورة التعايش معها مرحليا، أخذا بدواعي المصلحة، وإقرارا باختلال ميزان القوة. (3)

واضيف الى عبء مواجهة تلك الأنظمة غير المتسامحة وغير الديمقراطية ، (تواطؤ القوى الدولية التي لا تريد للحركات الإسلامية أن تعبر عن نفسها تعبيرا سياسيا يؤثر في واقع مجتمعاتها) كما يقول الدكتور محمد الشنقيطى .

لقد استطاع الإخوان المسلمون بكثير من الحنكة السياسية وقليل من الأخطاء السياسية وبعض التعثرات الفكرية ، ان يبحروا في بحر السياسة متجنبين عثراتها قدر الإمكان . وكان كلما حقق الإخوان تقدما ملحوظا ، كان السلطات القمعية الفاسدة تشتد عليهم في المواجهة والتضييق .

مكتسبات الإخوان خلال الفترة الملكية

ففي خلال الفترة الملكية ، تمسك الإخوان المسلمون بمنهجهم الفكرى والعقدى ، دون ان يصطدموا بالسلطة القائمة ، وتمكنوا ان يجمعوا بين ثلاث

ولكن ببعض الكلفة:

  1. العمل الاجتماعى الواسع
  2. العمل السياسى المتأنى
  3. العمل المسلح ضد المشروع الصهيونى

نركز هنا على العمل السياسى المتأنى ، ونتائج ذلك ...

ففى أول مشاركة سياسية للإخوان في فبراير عام 1942م، ترشح المرشد العام في دائرة الإسماعيلية لمجلس النواب المصرى ، وضغط الاحتلال الإنكليزي على حكومة النحاس باشا الوفدية، ففاوض النحاس باشا البنا حتى يتنازل عن ترشحه وإلا حُلَّت الجماعة، فوافق البنا على الانسحاب بشروط قبلتها الحكومة وهي:

  • إحياء الأعياد الإسلامية ولاسيما مولد النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وجعله عيدًا رسميًّا للدولة
  • وإلغاء البغاء، وغلق بيوت الدعارة، وجعلها عملاً مُجرّمًا
  • وتحريم الخمر (وإن كان التحريم الذي فعلته الحكومة قد اقتصر على المناسبات الدينية)
  • وإصدار قانون بوجوب التعامل باللغة العربية في جميع المؤسسات والشركات ومراسلاتها
  • وإعطائه ضمانات بقيام جمعية الإخوان وفروعها وعدم الوقوف في سبيلها، وعدم مراقبتها والتضييق على أعضائها للحد من نشاطهم، والسماح بوجود جريدة يومية لـ(الإخوان المسلمين).

وفي أواخر عام 1944 عاود الإخوان الترشح مرة أخرى لمجلس النواب فترشح حسن البنا في دائرة الإسماعيلية، وعدد آخر من قيادات الإخوان في دوائر أخرى، وأخفقت ضغوط الإنكليز وحكومة أحمد ماهر السعدية لإجبار الجماعة على الانسحاب، فمارس الإنكليز كل وسائل الضغط والتزوير وتدخل الجيش الإنكليزي، ومنع الناخبين من التصويت لمرشحي الإخوان، فلم يفز الإخوان بأي مقعد (4)

الإخوان والصفقة المرفوضة

دخل الإخوان المسلمون فترة حكم عبد الناصر ، بعد انقلاب 1952 ، محملين بذلك الرصيد من الفكر والتجربة . وكما حدث في عهد الملكية ، تكرر مع عبد الناصر ، فلم يتسامح عبد الناصر مع توجهات الإخوان المسلمين ...

عرض عبد الناصر على الإخوان

لم يسمح عبد الناصر ونظامه باى قدر من الحرية طوال فترة حكمه التي استمرت من 1954 حتى وفاته 1971 ، وكان نظام حكمه هو نظام الحزب الواحد ، والتي آلت في النهاية الى الاتحاد الاشتراكى وهذا هو التنظيم العلنى ، لكن كان هناك تنظيم سرى اخر هو (التنظيم الطليعى) .

ومن ثم فلم يكن مسموحا لاية قوة بان تغرد خارج السرب ، خضع اغلب السياسيين لذلك الواقع ، وبعض منهم اختاروا العزلة .

ادراك عبد الناصر لقوة الإخوان

فعبد الناصر ادرك أهمية دور الإخوان المسلمين اثناء صراعه مع محمد نجيب والضباط الذين أيدوه ، وذلك عندما لم يستطع هو او نجيب ان يصرف تلك الجموع الكبيرة التي تظاهرات امام قصر عابدين والتي كانت في 28 مارس عام 1954م ؛ والتي على إثرها صدر قرار بعودة محمد نجيب والإفراج عن قادة الإخوان ، لكن الذى استطاع ان يصرفهم في فترة وجيزة وكيل جماعة الإخوان المسلمين آنذاك القاضي عبد القادر عودة ، والذى كان شخصية استيعابية بامتياز .

فقرر عبد الناصر من ساعتها ان يستوعب جماعة الإخوان المسلمين ، فيذوبوا داخل كيان سياسى أنشأه ليمثل توجهات نظامه ، ويصبحون بذلك أداة في يده يحركها كيف يشاء .

حاول عبد الناصر أولا احتواء الإخوان ، ليتفرغ هو لحسم صراعاته مع رفاقه السابقين ، فكانت تلك المحاولة :

محاولة استمالة محمد فرغلي

التقى عبدالناصر بالشيخ محمد فرغلي ونجح فى إقناعه بأنه لا مبرر للصراع بين الإخوان والثورة، وأن المصلحة الوطنية والدينية تقتضيان أن تتم مراجعةً للعلاقة بينهما، وأن يتجاوز كل منهما عن أى تجاوز حدث من أحدهما فى حق الآخر

ويَعقَدا ميثاقًا من بندين :

  • أولهما أن يُقِر الإخوان بشرعية الثورة، فى أن تحكم مصر لمدة خمس سنوات لا تُسأل فيها قيادة الثورة عما تقوم به خلال هذه السنوات الخمس، كما لو كانت تفويضًا شعبيًا مدته خمس سنوات؛
  • وفى مقابل ذلك أن تطلق الثورة يد الإخوان فى تربية الشباب على الإسلام، دون أن يتطرقوا إلى السياسة فى نفس المدة التي اتفقوا عليها، على أن يجرى الحساب بين الطرفين فى نهاية المدة المُتفق عليها..

فاقتنع محمد فرغلي ببنود هذا الاتفاق ووقّع مع جمال عبدالناصر على وثيقة مكتوبة تتضمن ما تم الاتفاق عليه تفصيليًا.. وطلب عبدالناصر من الشيخ فرغلي أن يحصل على توقيع بقية أعضاء مكتب الإرشاد ومعهم الهضيبي على وثيقة الاتفاق، فوعده فرغلي بذلك وانصرف.

أما عن عبدالناصر، فكان تفكيره يقع بين حالتين :

  1. إما أن أعضاء مكتب الإرشاد سوف يرفضون التوقيع على الوثيقة فيكون الشيخ فرغلي شاهدًا عليهم، وربما يحدث انقسامًا نتيجة لذلك فى صفوف القيادة الإخوانية
  2. أو أن يوافق الجميع على التوقيع على الوثيقة؛ فسيكون عبدالناصر قد ضمن على الأقل، حياد الإخوان أو فترة من الهدنة معهم، تسمح له بالتفرغ لصراعاته الأخرى.. وهي كثيرة. (5)

وكان الى جانب تلك المحاولة ، محاولة أخرى ، وهى محاولة اشراك الإخوان في حكومة يشكلها عبد الناصر ، ليسهل عليه استدراجهم لتبرير سياساته والدفاع عنها ، اذ انهم سيكونون حينذاك جزءاً من تلك الحكومة ..

محاولة اشراك الإخوان في الحكومة

فبعد انقلاب 23 يوليو 1952، طلب عبد الناصر من الإخوان أن يرشحوا له أسماء للاشتراك في الوزارة ، فرشَّح مكتب الإرشاد لهم ثلاثة من أعضاء الجماعة ، ولكن جمال عبد الناصر ورجاله كانوا يريدون أسماء لها رنين وشهرة لدى الشعب المصري

من أمثال الشيخ أحمد حسن الباقوري، والشيخ محمد الغزالي؛ ولذا رفضوا ترشيح المرشد أو مكتب الإرشاد، وعرضوا وزارة الأوقاف بالفعل على الشيخ الباقوري، فقبل مبدئيًّا، وأبلغ الإخوان بذلك، فلم يمنعوه من القبول، ولكن اشترطوا عليه أن يستقيل من الجماعة (6)

وهكذا فشل ذلك العرض كذلك ..

موقف الإخوان من عرض ناصر

رفض الإخوان عروض ناصر ، والتي قبلها غيرهم ، اما طلبا للسلامة ، او طمعا في غنيمة . وكانت سياسة عبد الناصر في ذلك تتلخص في (سيف المعز وذهبه) واستطاع عبد الناصر بتلك السياسية ان يسيطر على الحياة السياسية في مصر . وكان الشيوعيون ابرز مثال على تلك الفئة التي استطاع عبد الناصر احتوائها ، فصاروا جزءا من نظامه ، ومن المبشرين بسياساته !

لكن هناك من تمرد على تلك المعادلة الجبرية (اما ان تكون معنا واما ان تكون ضدنا) ! وهم جماعة الإخوان المسلمين ، لكن كان ثمن ذلك فادحا .. فكان قمع الإخوان شديدا. وأدى ذلك القمع إلى تغييب الإخوان لمدة 20 عاما (بين 1954 و1974) داخل السجون ، ولكنه لم يستطع ان يقضى عليهم ، ولا اقترب من ذلك .

فلقد فضل الإخوان المسلمون ان يبقوا بينهم وبين عبد الناصر مسافة ، تمكنهم من رفض سياساته ان تعارضت مع منهجهم الاسلامى في السياسة والحكم ، وهو ما كان بالفعل .

بعد فشل الاحتواء .. توجه عبد الناصر للصدام

محاولة شق جماعة الإخوان المسلمين من الداخل

ولم يكن أمام عبد الناصر إلا استكمال اللعبة المعروفة وهي اختراق صفوف الإخوان ومحاولة تعميق التناقضات الموجودة بينهم، وتفجيرهم من الداخل، وقد أسهم في ذلك من جانب الحركة الشيخ الباقوري وصالح عشماوي وعبد الرحمن البنا شقيق حسن البنا بالتعاون مع إبراهيم الطحاوي سكرتير هيئة التحرير، وساعد في هذا تعميق التناقضات الداخلية بين الإخوان التي بلغت حد الانفصال والمواجهة وتمزيق الجماعة من الداخل، وانقسم الإخوان إلى مجموعتين تتنازعان الانتماء للجماعة

وتعلن أنها الإخوان المسلمون: مجموعة الهضيبي قيادة الجماعة، ومجموعة صالح عشماوي المطرودة من الجماعة، وانقسمت مجموعة الهضيبي داخليًا إلى مجموعتين: مجموعة بقيادة الهضيبي نفسه، ومجموعة محمد خميس حميدة ، وكان عبد الناصر يستغل بذكاء الانقسام فيضرب مجموعة صالح عشماوي المؤيدة له بالمجموعتين الأخريين ويجمع أطراف الموقف لصالحه.

وتصاعدت وتيرة الأحداث باحتلال المركز العام واقتحام بيت المرشد بمعرفة بعض أعضاء الجماعة الموالين للسندي وبتدبير من عبد الناصر ومحاولة إجباره على الاستقالة!! ولم يكن عبد الناصر بعيدًا عن هذه الأفعال التي تهدف إلى إثارة الفرقة وزرع الفتن بين أفراد الجماعة وإنهاك مرشدها قبل أن يوجه لها ضربته القاصمة. (7)

اختراق الجماعة

فاستطاع عبد الناصر أن يجتذب إليه عبد الرحمن السندي رئيس الجهاز السرى، والذي كان على خلاف مع حسن الهضيبي والشيخ سيد سابق منشئ الجهاز السري؛ واستطاع السندي بدوره أن يستقطب عددًا من الإخوان من أعضاء مكتب الإرشاد ومن الجهاز السري ومن عموم الإخوان لصالح عبد الناصر

وبذلك ضمن تأييد عبد الناصر النظام السري المدني للإخوان وأحكم قبضته عليه بعد أن توطدت أواصر الصداقة والثقة بين السندي وعبد الناصر فهم بلديات، فالسندي أسيوطي من "بني فهد" وعبد الناصر أسيوطي من "بني مر" .. ولذلك لم يعتقل عبد الرحمن السندي في عام 1954 ولم يدخل سجون عبد الناصر الذي عينه في وظيفة كبيرة في شركة شل للبترول ومنحه فيلا فخمة مزودة بكل وسائل الراحة في مدينة الإسماعيلية.

كما بقى أعوان السندي كلهم خارج السجون، بل إن عبد الناصر قد قبل وساطته فيمن طلب منه الأمان لهم من أعوانه ورجاله المقربين من أفراد الجماعة وعينهم في وظائف حكومية بمرتبات مجزية. وبعد أن استنفد عبد الناصر أغراضه من السندى، صار السندي "كارت محروق" للجميع حتى توفاه الله في 29 يوليو 1962 عن واحد وأربعين عامًا في شقة بشارع سليمان جوهر بالدقي.

القمع والسجون

وعندما لم يفلح الاحتواء او الاختراق ، لجأ عبد الناصر الى أسلوب القمع الشديد ، فتم تغييب الإخوان المسلمين لعشرين عاما خلف القضبان ، مع شيطنتهم خارج السجون .

لم يكن صراعا على سلطة .. انما معارضة لها

لم تكن جماعة الإخوان المسلمين طوال فترة حكم عبد الناصر في صراع مع سلطته ، انما كانت معارضة لها ، من اجل انتزاع حياة ديمقراطية سليمة ، اذ اعتبر الإخوان المسلمون ان الحكم الاستبدادى على طرف النقيض لمشروعهم الاسلامى .

وفارق الإخوان المسلمون بذلك الشيوعيين الذين صاروا جزءا من النظام ، بل ومن المبشرين به ، بعد فترة صدام قصيرة انتهت بتحسن العلاقة بين الاتحاد السوفيتى وبين نظام عبد الناصر . كما فارقوا بذلك جمهرة كبيرة من المثقفين ، ومن المشتغلين بالعمل العام .

المصادر

  1. منهج حركة الإخوان المسلمين ورؤاها الفكرية الجزيرة – شفيق شقير – 3/10/2004
  2. كلمات للإمام الشهيد حسن البنا الدكتور محمد عبد الرحمن المرسى
  3. الإخوان المسلمون والعلاقة بالسلطة محمد الشنقيطى – الجزيرة – 3/10/2004
  4. التجربة السياسية للإخوان المسلمين في مصر جمال نصار – رؤية – 1/3/2017
  5. الإخوان والسلطة … تاريخ من المفاوضات والصراع إبراهيم يوسف – اضاءات – 11/4/2015
  6. شخصيات ومواقف: الشيخ الباقوري‏..‏ الإمام الثائر ، إبراهيم سنجاب، الأهرام
  7. عبد الناصر والإخوان وحادث المنشية ياسر بكر – 28/5/2013