شفيق صادق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ شفيق صادق


الأستاذ شفيق صادق

ولد الأستاذ شفيق صادق يوم 21 مارس 1931م في مركز الواسطى بمحافظة بني سويف، والتحق بجماعة الإخوان في الحادية والعشرين من عمره بعد اعتقال أخيه، عرف الأستاذ شفيق صادق الدعوة من خلال شقيقه الأكبر محمد صادق، بعد أن تمَّ اعتقاله بتهمة الانضمام للإخوان وعمره وقتها 21 عامًا، ثم اعتقل وكان معه 3 من الرعيل الأول للجماعة، وهم: الحاج عزمي يس، والحاج كمال الشريف، ود. ياسين أبو سنة.

ويقول:

" كان أول اعتقال لي في عام 1955م ورحَّلوني إلى السجن الحربي، وطالبوا كل 5 أن يختاروا أنفسهم على أنهم أعضاء في التنظيم السري، وكان معي 4، وهم: عزمي يس، ومحمود إبراهيم صالح، وسيد عبد النبي، وسيد أبو الدهب، وأخذونا مثل الحرامية وربطونا في سلك، وأخذونا سيرًا على الأقدام حتى محطة القطار، ونزلنا إلى محطة القطار وكانت فارغة تمامًا، بعد أن تمَّ تفريغها.
وتمَّ عمل كردون أمني حول المحطة، ودخلنا السجن الحربي، وفي أول لحظة بالسجن الحربي "أعطونا الطريحة" من ضرب وكي بالنار وإهانة وشتائم، بعد أن جردونا من مللابسنا، وكانت مساحة الزنزانة مترًا في متر فكان أحدنا يستيقظ لينام أخوه مع استمرار التعذيب، وكانوا بيشتمونا بأقبح الألفاظ داخل الزنزانة، وكانوا يطلبون منَّا أن نقول "جمال عبد الناصر راجل حديد.. قَدِّم يا واد عيَّط يا واد.
وفي أحد الأيام أوقفونا بعد أن جردَّونا من ملابسنا، وكان هناك شاب يدعى سيد علي أبو الخير من إحدى محافظات الوجه البحري، وجدنا واحدًا يرفعه على كتفه ثم وضعه على الأرض، فأدمع هذا المنظر عيني، وتبيَّن بعد ذلك أنهم عذبوه تعذيبًا شديدًا بعد أن علَّقوه مثل الذبيحة وجميع أجزاء جسده حمراء.
وبالرغم من ذلك لم يتكلَّم بكلمة طيبة في حق عبد الناصر، على الرغم من شدة ما لاقى من التعذيب، وكانت تهمتي غريبة، وهي جمع أموال للإخوان، واتهموني بأنني أجيد ضرب النار وحكموا عليَّ بـ5 سنوات، على الرغم من أنني لم أمسك مسدسًا في حياتي، وقد قاموا بتقسيمنا إلى 3 أفراد في كل زنزانة، وكان معي الحاج عزمي يس ومحمود إبراهيم صالح والحاج مصطفى كامل الذي قضي 18 عامًا بالسجون على فترتين 10 سنوات ثم 8 سنوات، وتزوج من بنت أخت الشيخ سيد قطب.
ومن أبرز الشخصيات الإخوانية التي تعرفت عليها في هذه الفترة الأخ حسن نوح، وهو أحد الإخوان الذين عرفتهم الدعوة مبكرًا، وأقرأ له الفاتحة يوميًّا، وله معي قصة طريفة؛ فقد كنت في أول أيامي بالسجن الحربي لا أتحمَّل طعام السجن؛
حيث كان الفول به كميات كبيرة من "السوس"، فانتظرت الطعام أول مرة فأحضروا لي أرزًا وكان عبارة عن دود وليس أرزًا والخبز كان أيضًا مليئًا بالدود، وظللت 15 يومًا لا أذوق طعامًا، فكان الحاج عزمي يس ينقِّي الفول من السوس وينفضه ويضعه في فمي، فقال حسن نوح لي ذات مرة لماذا لا تأكل؟
فقلت له: إن الفول به سوس، ففتح حبة فول وقال لي كم سوسة بحبة الفول التي تراها؟ فعددتهم فوجدتهم 7 سوسات، فأكلها بالسوس، وقال لي: هو ده البروتين الحقيقي، بينما كان الحاج عزمي يس يضع الخبز ويجففه حتى يطير منه السوس ويضع الفول والخبز في فمي.
وقد رافقت كلاًّ من المستشار الهضيبي والحاج علي نويتو؛ حيث تمَّ تخفيف حكم الإعدام عنهما في عام 54 وكانوا يمنعون عنا قراءة أي شيء فقد أدخلوا لنا خبر إعدام سيد قطب في سندوتش فول، وكانت عقوبة اقتناء "معالم في الطريق" 25 سنة سجنًا.
كما رافقت محمود عبد اللطيف أحد أبناء إمبابة ونام بجواري ذات مرة وكان متهمًا في حادثة المنشية "وكانت نعمة كبيرة إنهم كانوا يبدلونا عشان الإخوان يعرفوا بعض داخل السجن، وكذلك مصطفى كامل حسين وهو حاليًّا أستاذ في جامعة أم القرى، وطلبوا منه أن يقول كلامًا في عبد الناصر فكتب بالدم "ده طاغوت، وكان الإخوان ملتزمين بالطاعة داخل السجن.
فكنا نعود من التعذيب ونضحك ونهرّج، وكان سيد عبد النبي جسده به صفار، وكان محمود صالح يمسك طبق الأكل ويطبل له رغم التعذيب، فكانوا يجردونا من ملابسنا ويرمونا على السلالم وننام على الأرض ونرفع أرجلنا، وكان هناك تسجيل لتوصيل الكلام لعبد الناصر، وبعد أن تم الحكم علينا لم تكن هناك زيارات، فالمعتقل لم يكن أهله يرونه، وربنا انتقم من كل اللي عذبونا.
فمثلاً أمين العسكري كان يعذبنا أشد تعذيب، وعندما لا يجد أحدًا يضربه كان يضرب الحيط وفوجئنا به مشلولاً ووجدوه ميتًا في شوال ومرمي في البحر، ولقد كان هناك من جهة أخرى تعاطف كبير من الذين عذبونا وكانوا دائمًا يقولون لنا: "غصب عننا" وقال لي أحدهم ذات يوم:
"سوف أعطيك قطنًا دون أن يعرف أحد، ومن أبرز المواقف الطريفة داخل المعتقل، أنه كان ابن خالي معتقلاً معي بالسجن الحربي، وكان العساكر يمشون علينا واحنا نايمين على الأرض، فكان يحب أكل البلح أثناء مشي العساكر علينا، ومن أسوأ المواقف التي لن أنساها موت أحد الإخوان بسبب التعذيب؛
وفور وفاته أوقفونا طابور تعذيب، ودفنوه واعتبروه هاربًا، وذات مرة سُرق مني مبلغ من المال فشكوت إلى أحد الضباط فعرف الضابط الذي سرقهم من الأحراز التي تخصني وسأله الضابط فقال: مبلغ زهيد فسألني فقلت: 18 جنيهًا فقال للضابط: ضع في حسابه 18 جنيهًا لأنهم لا يكذبون، وفي سنة 1969م يوم أن مات عبد الناصر شعرت أن "جردل" ماء بارد صُبَّ على جسمي، لقد كان هذا الاعتقال منحة في محنة، وبعد الخروج ربنا بارك لي في شغلي وأولادي، ووصلت إلى درجة مدير عام عقب خروجي من السجن".


المصدر:شفيق صادقموقع:إخوان أون لاين

للمزيد عن الإخوان في بني سويف

من أعلام الإخوان في بني سويف

ملفات وأبحاث متعلقة

.

الموقع الرسمي لإخوان بني سويف

بني سويف وثورة 25 يناير