سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة العاشرة )..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة العاشرة )..
ساهمت بقوة في التخفيف من محنـة الإخوان وهذا سر كراهية عبد الناصر لهاكان دور علماء الأزهر الشريف سلبيا في تلك المرحلة بسبب إرهاب السلطة لهم


بدر محمد بدر2.jpg


بقلم/ بدر محمد بدر


كانت محنة الإخوان المسلمين في عام 1954 شديدة وقاسية, وكان واضحاً أن النظام السياسي الجديد برئاسة جمال عبد الناصر يريد إنهاء وجود الإخوان تماماً من خلال أحكام الإعدام والسجن والاعتقال, وبالتالي تشريد الأسر وتمزيق البيوت وضياع الأبناء وهدم البناء الاجتماعي كله.

وعاشت الداعية زينب الغزالي آلام المحنة التي ألمت بالإخوان وأسرهم, بعد اتهامهم بالعمل على قلب نظام الحكم, ومحاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر في ميدان " المنشية " بمدينة الإسكندرية, وفكرت في الدور المطلوب منها للمساهمة في تخفيف آثار هذه المحنة على الجماعة.

الحاجه زينب.jpg

تقول الداعية الكبيرة في كتابها أيام من حياتي : " لما اشتد بي الألم على ما وصلت إليه الأمور, ولما لم أجد لنفسي مخرجاً, ذهبت إلى زيارة أستاذي الجليل صاحب الفضيلة الشيخ محمد الأودن ـ وهو من القلة القليلة النقية من رجال الأزهر ـ وكنت أستشيره في كل ما يعرض لي من أمور الدعوة وعلوم الإسلام , وكان يعتقد معي أن عدم اندماج السيدات المسلمات ربما يخدم الإخوان في فترة مقبلة, وقد كان يعلم ببيعتي للبنا ويباركها ويؤيدها, كما كان يعلم ولائي للدعوة بعد استشهاد البنا وقبله, وجلست إليه أحدثه عن مأساة الأسر.. كان يستمع إلى في ألم شديد, وأنهيت حديثي بعرض ما فكرت في عمله في حدود إمكاناتي, وكنت أرى أنه لا يكفي أن نتألم وجراح الجوع وجراح السياط وجراح العرايا, تشرد النساء والأطفال..

كل ذلك يجري بقسوة وشدة في دوائر حياة الدعاة والملبين والمجاهدين لتكون كلمة الله هي العليا.. وأرى أنني أستطيع ـ كرئيسة للسيدات المسلمات ـ أن أقدم العون ـ إن شاء الله ـ لأسر الإخوان بما يمكنني الله فيه, فقبل فضيلته رأسي وهو يبكي قائلاً لي: لا تترددي في أي عون, والله هو المبارك للخطى.. وعدت لأوضح له موقفي في الجماعة, والثقة المطلقة في شخصي من السيدات المسلمات عضوات الجماعة, فقال لي فضيلته: قد أصبح فرضاً حتمياً عليك ألا تبخلي بجهد في هذا الطريق, وما تقومين به اجعليه بينك وبين الله تبارك وتعالى, ثم أضاف: إن المنقذ الوحيد بأمر الله للإسلام هو هؤلاء المعذبون " الإخوان المسلمون ", ولا أمل لنا إلا في الله ثم في إخلاصهم وما يبذلون في سبيل الدعوة, اعملي يا زينب كل ما تستطيعين عمله.. وعملت فعلاً كل ما أستطيع, وبذلت جهدي في أن أقدم شيئاً, ولم يشعر أحد أني أفعل شيئاً, فقد كان فرداً أو فردين هما اللذان أسلمهما ما أستطيع على أنها أشياء مرسلة لي, وأنا مكلفة بنقلها إليهما فقط ".

بهذه الكلمات الموجزة لخصت الداعية الكبيرة جهودها الضخمة المادية والعينية والمعنوية لإنقاذ أسر الإخوان المسلمين من الهلاك والجوع والتشرد.. هذه الجهود التي زادت من حقد عبد الناصر وكراهيته لها ـ كما سنرى لاحقا ـ بعد أن أفسدت خطته وأحبطت جريمته.. ولم تذكر لنا " زينب الغزالي " تفاصيل هذه الجهود المباركة, لكن كل أسرة وكل معتقل من الإخوان يذكرها جيدا, وقبل ذلك هي مدخرة لها عند الله سبحانه وتعالى يوم يقوم الحساب.

تقول زينب الغزالي في كتابها أيام من حياتي : " وفي عام 1955 رأيت نفسي مجندة لخدمة الدعوة الإسلامية بغير دعوة من أحد, فقد كانت صرخات اليتامى الذين فقدوا آباءهم بالتعذيب, ودموع النساء اللاتي ترملن وأزواجهن خلف القضبان, والآباء والأمهات من الشيوخ الذين فقدوا فلذات أكبادهم.. كانت هذه الصرخات والدموع تنفذ إلى أعماقي, ووجدت نفسي وكأني من المسئولين عن آلام الجياع وجراح المعذبين, وأخذت أقدم القليل..

ولكن أعداد الجياع تزداد يوماً بعد يوم, وأعداد العرايا كذلك, وأخبار الشهداء الذين يقضي عليهم تحت سياط الفجرة المارقين القساة الجاحدين, والمدارس والجامعات تتطلب مصاريف وأدوات وملابس, وأصحاب المنازل يطالبون بإيجار منازلهم, وزادت المشكلة تعقيداً, وثقل الحمل على حامله, واتسع الخرق على الراقع, وبخاصة بعد عام ونصف العام, وبالتحديد في منتصف عام 1956 , حينما خرج بعض أعداد من المعتقلين الذين لم يحكم عليهم..

كان البعض منهم في أشد الحاجة لمن يزوده بالمال والطعام والملابس والمأوى, كل هذا والمسلمون في هذا البلد الطيب في مصر التي نكبت بمن قاد الانقلاب, ليس فيهم من يعي واجبه, بل على العكس من ذلك, وجدنا كثيراً من علماء وشيوخ الدين, يتبرؤون من المجاهدين ".

لقد أرهب نظام الحكم في ذلك الوقت غالبية العلماء وشيوخ الأزهر, ليضمن ولاءهم وعدم تصديهم له, وقام بالاستيلاء على الأوقاف التي كانت تنفق على العلماء والدارسين من طلاب الأزهر حتى يخضعوا له, كما ألغى نظام القضاء الشرعي, وأوعز لوسائل الإعلام بالسخرية من العلماء والشيوخ الأجلاء, وبالتالي فقد الأزهر استقلاليته ودوره في قيادة الأمة.

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو