خطة إسلامية لمواجهة مشكلات البيئة
تشهد مدينة إسطنبول مؤتمرًا يعقده "مركز شركاء الأرض" بالتعاون مع بلدية منطقة زيتين بورنو إسطنبول وجامعة "فاتح" الخاصة بتركيا؛ للبحث مع مجموعة من المتخصصين والعلماء والمهتمين بشئون البيئة على مدار يومي 6-7 في سبل رسم خطة إسلامية لمواجهة المخاطر البيئية والآثار السلبية الناتجة من ظواهر الاحتباس الحراري والتصحُّر والجفاف وكيفية الانتقال بمفردات الخطة من النظريات إلى الواقع العملي.
الإسلام لا يقبل فكرة الندرة
كان مركز المؤتمرات ببلدية حي زيتين بورنو بالقطاع الأوروبي لإسطنبول والخاضع لرئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم قد شهد الإثنين 6/7/2009 م وقائع اليوم الأول لندوة دولية نظَّمها مركز شركاء الأرض (لندن)، بالتعاون مع جامعة "فاتح" الخاصة بمدينة إسطنبول، وبعض منظمات المجتمع المدني والتي أقيمت تحت عنوان (الإسلام والبيئة.. نحن بحاجة للحديث وبحاجة للاستماع أيضًا) لمناقشة خطة إسلامية لمواجهة مشكلات وتحديات البيئة في العالم.
وقال الدكتور محمود عاكف مدير مركز الأرض نحن في حوار دائم مع شركاء الأرض؛ لأننا جميعًا في قارب واحد صغير، تتقاذفه الأمواج، وتعاوننا فقط ينقذه، والعكس صحيح، خصوصًا أن مشكلات البيئة غير قابلة للتأجيل أو النسيان، ولذا فالخطة الإسلامية السباعية تأتي من منطلقات إسلامية.
ووجَّه عاكف انتقادًا لفكرة الندرة القائمة عليها النظرية الرأسمالية؛ لأنها المسئولة عن الصراعات والحروب والتدليس والكذب، مشيرًا إلى أن الإسلام لا يعترف بالندرة؛ لأن نعم الله لا تُحصَى ولا تُعَدُّ.
وقال الدكتور محمد داير المسئول بمنظمة "إسيسكو" للتربية والعلوم والثقافة (منظمة المؤتمر الإسلامي) إن الهدف من الندوة هو إبراز دور الإسلام ورؤيته لمعالجة مشكلات البيئة المتفاقمة في عالم اليوم.
وطالب أولاف كيجورفين السكرتير العام المساعد لمنظمة التنمية الأممية الحكومات بوضع سياسات تتعلق بالبيئة، وخاصةً تعليم الأجيال في المدارس والجامعات أهمية الحفاظ على البيئة.
أما الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية فنوَّه بإعلان جدة قبل ربع قرن المتعلق بالبيئة؛ للتأكيد على أن الإسلام والمسلمين لم يتخلَّفوا عن إدراك أهمية التعامل مع البيئة، مطالبًا بالانتقال إلى برامج عملية، من خلال مركز شركاء الأرض، ولكي نقول للعالم من إسطنبول إننا بدأنا العمل.
وفي مداخلته قال الدكتور طالب ألب مدير الندوة ونائب رئيس جامعة فاتح بتركيا إن الاستخدام السيئ للموارد الطبيعية عبر التكنولوجيا الحديثة يشارك في تفاقم مشكلات البيئة، ولذا علينا جميعًا إدراك أننا في سفينة واحدة؛ إمّا إنقاذها أو غرقها.
الدكتور إبراهيم دمير مستشار رئيس بلدية إسطنبول ذكَّر الحضور بأن تحرُّك الغرب في موضوع البيئة جاء متأخرًا، وبعد أن عرف جيدًا كيف أضرَّ البيئة بتصرفاته، منوِّهًا بتعاليم الإسلام بخصوص البيئة عبْر التأكيد على مبدأ حقوق العباد، والبيئة جزءٌ منها، مؤكدًا أن الحفاظ على البيئة ليس عملاً فرديًّا، والأمر يحتاج إلى التعاون الجماعي.
من جهته تقدَّم الشيخ عكرمة صبري مفتي فلسطين بورقة تتضمن عشرة محاور حول نظرة الإسلام للبيئة، مستشهدًا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة المطالِبة برعاية إعمار الأرض، والنهي عن إفسادها حتى نقطة مطالبته برعاية عدم القيام بضوضاء للحفاظ على السمع.
وقال فريد المفتاح وكيل وزارة الأوقاف بمملكة البحرين إن اختلال النظام البيئي يهدِّد الحياة الإنسانية، وإلحاق الضرر بالبيئة يحوِّل منافعها إلى أضرار، كما هو الحال مع الإسراف في استعمال المياه أو إهمال النظافة.
وطالب الدكتور سيد دسوقي المترئس جلسة الإسلام والبيئة بالندوة بوضع فلسفة "تنمية البقاء" والابتعاد عن أعمال الفوضى، التي أصبحت منتقَدةً من علماء الغرب ذاته والبشرية أمام مأزق كيفية العودة إلى بيئة ما قبل الثورة الصناعية.
ومن المنتظر صدور توصيات بخصوص الخطة الإسلامية السباعية للبيئة في ختام الندوة التي يشارك فيها علماء من تركيا و مصر و الكويت و البحرين و لبنان و السنغال و إندونيسيا و باكستان و فلسطين وأمريكا وبريطانيا.