حوار مع أمين منظمة المؤتمر الإسلامي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حوار مع أمين منظمة المؤتمر الإسلامي

[11-07-2004]

مقدمة

- قضايا الأمة تتطلب روحًا ديناميكية ونظرة مستقبلية

- علاقاتي مع العالم العربي تحتاج إلى معجم لجمعها

للمرة الأولى منذ إنشائها اختارت منظمة المؤتمر الإسلامي بالانتخاب أمينها العام الجديد "أكمل الدين إحسان أوجلو"، الذي تعهد برسم طريق إصلاحي للمنظمة، فـ"أوجلو"- البالغ من العمر 61 عامًا- مؤرخ متخصص في الفنون والتقاليد التركية والتراث الإسلامي، وهو مدير مركز أبحاث التاريخ والفن والتراث الإسلامي الذي أسسته منظمة المؤتمر الإسلامي في إسطنبول عام1980م.

"المجتمع" التقته في إسطنبول، وحاورته عن ملابسات اختياره وتطلعاته، وبرنامجه لقيادة المنظمة التي يتسلم مهام أمانتها في بداية العام المقبل إن شاء الله..


نص الحوار

  • في البداية لماذا كل هذه الخلافات- هذه المرة- حول اختيار الأمين العام، خاصةً أن عمليات الاختيار السابقة كانت تمر بهدوء؟
لم تكن هناك أي خلافات كما يتصورون، لقد كان الدور- في هذه الدورة- على الدول الآسيوية، ولم تشأ أيٌّ من الدول الثلاث المرشحة (تركيا- بنجلاديش- ماليزيا) التنازل عن ترشيحها، فاتفقنا على أن أفضل طريقة هي انتخاب الأمين العام عبر الاقتراع السري، وذلك حسب ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي.
والانتخابات بدورها جرت بطريقة نزيهة وشفافة، وكانت النتيجة أنني حصلت على 32 صوتًا، وبذلك برز الفارق الكبير، وانسحب المرشحان الآخران، وفُزت أنا بأكبر عدد من الأصوات وبالإجماع، فالمسألة كانت طبيعية وديمقراطية للغاية، ولعها أول تجربة في هذه المنظمة، ولا أعتقد أن الدول التي رشحت نفسها لمنصب الأمين العام كانت ترفض المرشح التركي لأسباب خفية، بل كانت مجرد منافسة عادلة، وبرأيي فإن هذه التجربة جرت بأسلوب ديمقراطي، كما أعربت غالبية الدول الأخرى عن دعمها للمرشح التركي.
وأرى أن هذه التجربة الديمقراطية خرجت بمنظمة أقوى مما كانت عليه في السابق، والدليل على هذا أن الدول التي رشَّحت نفسها لمنصب الأمين العام كانت من أولى المهنئين لي، والمرشح الماليزي السابق كان أول من صافحني، وقال لي: "نحن معكم"، وكذلك الوزير الماليزي، فهذا شيءٌ جميل جدًا.


العلاقة مع الوطن العربي

  • كيف علاقتك مع العالم العربي؟
علاقاتي مع العالم العربي تحتاج إلى معجم لجمعها، لقد نشأت في مصر، وشربت الثقافة العربية، والعالم العربي يعرفني جيدًا من خلال كتبي؛ حيث إنني كتبت بالعربية، ودرست بجامعة عربية، العالم العربي يعرفني، خصوصًا كثير من الرؤساء والملوك، كذلك الرأي العالم العربي يعرفني جيدًا من خلال نشاطي الثقافي والاقتصادي، ومن خلال عملي في مجال التضامن الإسلامي؛ لأنني أعمل في هذا المجال منذ أكثر من ربع قرن.
  • لماذا أصرَّت تركيا على تسلم منصب الأمين العام للمنظمة؟ ولماذا هذا الوقت بالذات؟!
من الناحية الشكلية، تركيا لم تحصل على هذا المنصب من قبل، والآن جاء دورها، والنقطة الثانية أن تركيا تريد تعميق علاقاتها بالعالم الإسلامي والعربي، كما أن لهذا المنصب أبعادًا سياسيةً خارجيةً لتركيا التي تتبنَّى مواقف مشرفة من القضايا العربية والإسلامية تعتزُّ بها الدول الإسلامية وتقدرها، كذلك الرأي العام في هذه الدول يقدر هذا الدور كثيرًا.

تركيا لديها مرشح يعرف المنظمة جيدًا، وخدم المنظمة، كما أنني ابن المنظمة، وهذه أول مرة يخرج من المنظمة أمين عام لها من داخلها.


التحديات التي تواجه الأمة الأسلامية

  • في ظل التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية حاليًا.. ما الأولويات بالنسبة لكم؟!
التحديات التي تواجه العالم كثيرة، والتحديات السياسية مثل قضية فلسطين والعراق وأفغانستان.. وما إلى ذلك من القضايا الأساسية، وكذلك قضية التطور الاقتصادي ومحاولة التضامن في مجال الاقتصاد بين الدول الإسلامية لدعم بعضها البعض، وتحاول أن تدفع عجلة التقدم الاقتصادي لكي يصبح العالم الإسلامي في وضع أحسن.. هناك مسألة صورة الإسلام، الذي ظهر في العالم الغربي دون أساس ودون مبرر..
هناك أشياء تهم الفرد والمجتمعات الإسلامية يجب العناية بها، مثل توعية الرأي العام في العالم الإسلامي وفي الخارج بقضايا العالم الإسلامي وموقف العالم الإسلامي منها.. هناك مسائل عديدة جدًّا في العالم الإسلامي تحتاج إلى روح ديناميكية ونظرة مستقبلية.
  • هل تتمتع المنظمة بإمكانية حقيقية وآليات اتخاذ القرارات والتنفيذ.. بينما أمريكا- بسياستها الحالية- تسيطر على العالم وتفرض هيمنتها وتملي شروطها عليها؟
المنظمة مجموعة من الدول، والأمين العام هو المنفذ للقرارات التي تصدرها المنظمة، فهو ليس رئيس المنظمة، بل هو رئيس الجهاز التنفيذي للمنظمة؛ لذلك يجب أن نفصل وضع السياسات من طرف الدول الأعضاء وتنفيذ هذه السياسات من طرف الأمين العام.
  • من خلال علاقاتكم السابقة مع المسئولين في الدول العربية والإسلامية هل تشعرون بأن لدى الحكومات الإسلامية إرادةً حقيقيةً لتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي؟
أعتقد أن هناك توجهًا كبيرًا في هذا الموضوع، وهناك اهتمام كبير من هذه الدول.. هذا ما لمسته قبل ترشيحي وخلال ترشيحي وأثناء المؤتمر.. نعم هناك رغبة إسلامية حقيقية بتفعيل المنظمة، وهناك رغبة في قيام المنظمة بدور أساسي في حل مشكلات العالم الإسلامي، إن شاء الله.
وإذا ترجمت هذ التوجهات إلى دعم للأمانة العامة وللأمين العام فيمكن للمنظمة أن تقوم بأعمال تسعد شعوبنا، وتبعث الثقة في هذه المنظمة.

نقلاً عن مجلة المجتمع-العدد(1608).

المصدر