"دانيال عبد الوهاب" نائب وممثل الشيشان في الشرق الأوسط: المقاومة خيارنا الوحيد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"دانيال عبد الوهاب" نائب وممثل الشيشان في الشرق الأوسط: المقاومة خيارنا الوحيد

[20-10-2003]

مقدمة

• الانتخابات الأخيرة باطلة، و"مسخادوف" الرئيس الشرعي للشيشان.

• استخدم الروس الأسلحة الكيماوية ضدنا، وقتلوا 250000 ألف في جروزني وحدها.

• لا نتلقى دعمًا خارجيًّا والمسلمون تخلوا عنا.

• "قاديروف" وأعوانه عملاء للاحتلال، والخداع الروسي للدول الإسلامية مستمر.

منذ أعلن الشيشانيون استقلالهم عن الدولة الروسية بدأت حلقة جديدة من حلقات الصراع بين الطرفين الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، ومنذ عام 1991م وحتى الآن خاض أبناء الشيشان حربين ضد الاحتلال الروسي لأراضيهم، وانتصروا في الحرب الأولى التي انتهت في 1995م، إلا أن الروس بدءوا محاولة جديدة للسيطرة على الشيشان، وارتكبوا جرائم وانتهاكات صارخة في حق الشعب الشيشاني المسلم، وتم تدمير البنية التحتية للدولة، واستخدموا أسلحة ممنوعة دوليًّا؛ وهو ما خلَّف آلاف القتلى والجرحى، وتسبب في هروب الآلاف من البلاد.

"إخوان أون لاين" التقى بالسيد "دانيال عبدالوهاب"- نائب ممثل الشيشان في الشرق الأوسط- الذي أكد أن المقاومة الشيشانية، التي تدخل عامها الخامس، ستستمر حتى تطرد المحتلين الروس الذين لجئوا إلى مسرحية الانتخابات للإيهام بأن الحرب قد انتهت، مشيرًا إلى اعتبار تلك الانتخابات كأن لم تكن، وأن "مسخادوف" ما زال الرئيس الشرعي المنتخب، وأن الحرب على الشيشان اعتداء على سيادة دولة مستقلة؛ حيث حصلت الشيشان على استقلالها وفق الدستور الروسي، واعترف به الرئيس السابق "بوريس يلتسين"، ويشير "دانيال عبدالوهاب" إلى تخلي الدول الإسلامية عن المجاهدين الشيشان، كما تطرق إلى مستقبل المقاومة والاتهامات بتلقي دعم من الإخوان المسلمين، وقضايا أخرى نطالعها في الحوار التالي:

نص الحوار

  • ما تعليقكم على الانتخابات الرئاسية التي أجريت مؤخرًا في الشيشان؟
لم تكن تلك الانتخابات إلا مسرحية أرادت قوات الاحتلال الروسي أن تقنع بها العالم أن الحرب في الشيشان قد انتهت، وأن الشيشانيين دخلوا في حياة طبيعية، ولكن لم يصدقهم أحد، والدليل على ذلك أن المجلس الأوربي ومجلس الأمن ومؤسسات حقوق الإنسان لم يقوموا بإرسال مراقبين إلى هذه الانتخابات؛ لأنها غير شرعية، وسابقة التجهيز والتزوير؛ لأن المرشح الوحيد "قاديروف" سينجح؛ سواء ذهب الناس إلى الانتخابات أو لا، كما استنكرت جميع الصحف الأوربية تلك الانتخابات التي جرت تحت تهديد السلاح الروسي، ويكفي أن أذكر تقرير مراسل الراديو الأوربي الحر "أندريه بابسكي"، الذي حضر الانتخابات؛ حيث قال: "راقبت الانتخابات في جروزني العاصمة ومدينة شالي، وهما أكبر مدينتين في الشيشان، ووقفت هناك من الصباح حتى المساء، فلم أرَ إلا 40 فردًا يأتون للتصويت".
فمعظم الشيشانيين لم يذهبوا إلى صناديق الانتخابات، ومَنْ ذهب لم يفعل ذلك إلا خوفًا على حياته، وهذا ما حدث أيضًا حين تم الاستفتاء على الدستور منذ فترة قصيرة؛ حيث هدد المحتلون المتخلفين عن الإدلاء بأصواتهم بالقتل، إلا أن الناس لم يذهبوا أيضًا، فهم يعلمون أن المشاركة في تلك المسرحيات الهزلية خيانةً لله ثم للوطن والمقاومة.
  • ولماذا لم يرشح الشيشانيون شخصيات تستطيع التعبير عن شعب الشيشان؟
كيف نرشح أشخاصًا في انتخابات غير شرعية، أجراها المحتل لتجميل صورته؟ فالروس هم عدونا الأول، الذي جاء إلى أرضنا لإبادتنا، ومنذ عام 1990م ونحن نقاوم ذلك الاحتلال ببسالة، وخلال تلك الفترة لم تنتهِ الحرب أو تتوقف لساعة واحدة.


عملاء الاستعمار

  • وهؤلاء الذين رشحوا أنفسهم؛ أليسوا من أبناء الشيشان؟
لا، بالطبع.. فهم مجموعة من عملاء الاستعمار، وهم مجرد خدم للروس في الشيشان، ليس لهم قوة أو سيطرة أو احترام حتى من الروس أنفسهم، وأكثرهم من الشيوعيين أو المعسكر الخفي من المخابرات الروسية في الشيشان.. واستغل الروس هذه المجموعة حتى يرددوا أن في الشيشان حربًا أهلية، إلا أن ذلك غير منطقي؛ فكيف تكون هناك حرب أهلية في بلد محتل، يوجه كل جهوده لتحرير أرضه؟
وبعد مرور تلك السنوات الخمس، لم يستطع الروس تحقيق أغراضهم السياسية، رغم التدمير الرهيب الذي قاموا به في أرض الشيشان والمجازر التي ارتكبوها؛ حيث استمر الشعب الشيشاني البطل في مقاومة الروس الذين أرادوا أن يخفوا هزيمتهم، ويحتفظوا بماء وجههم عن طريق تلك الانتخابات المزعومة.
  • بعد إرجاء الانتخابات، ما موقف الشعب الشيشاني من إدارة "قاديروف"؟ وما هو الموقف القانوني لإدارة الرئيس "أصلان مسخادوف"؟
يجب أن نشير أولاً إلى أن "قاديروف" كان مفتيًا لجمهورية الشيشان، وبمجرد موالاته للروس وعملائه لهم كرهه الشعب الشيشاني واستبعده تمامًا من حساباته، وموقفنا كشعب وحكومة منه أنه خائن لوطنه.
وهذا هو الموقف منذ كان رئيسًا للإدارة الروسية، وهو نفس الموقف بعد أن سموه رئيسًا للشيشان.. فهذه الانتخابات كأن لم تكن؛ لأنه لا يجوز إجراء انتخابات في ظل الاحتلال، وسيظل "مسخادوف" هو الرئيس الشرعي المنتخب في حضور المراقبين والمنظمات الدولية، وجاء انتخابه بطريقة ديمقراطية تمامًا، ولم يسحب أحد منه هذه الشرعية، ولا يستطيع أحد ذلك إلا بعد خروج القوات الروسية من أرض الشيشان، وحينئذ يتم إجراء انتخابات ديمقراطية دون الإجبار لاختيار رئيس جديد، وهذا ما ينص عليه الدستور الشيشاني، الذي أكد أنه لا ينتخب الرئيس طوال فترة الحرب، ولكن انتخاب "قاديروف" تم وفقًا للدستور الجديد الصادر من الكرملين، والمرفوض من الشعب الشيشاني.
  • ولماذا لا تظهر حقيقة الوضع في الشيشان أمام العالم بصورة صحيحة؟
بلادنا محصورة إعلاميًّا، فلا يستطيع صحفي أو إعلامي أن يدخل الشيشان إلا بعد تصريح وجهد كبير، ولا يترك له الروس حرية التنقل؛ حتى لا يعرف العالم شيئًا عن الجرائم الحربية الروسية في الشيشان، فالروس دمروا جروزني، وقتلوا 250 ألف مدني بريء، منهم عدد كبير من الشيوخ والأطفال، وهناك 28 معسكر اعتقال في الشيشان، يوجد بها آلاف الشيشانيين الأسرى، وقُتل منهم أعداد كبيرة، فضلاً عن اختفاء أعداد أخرى.
فوفقًا لوثيقة صادرة عن جمعية المعتقلين في المعسكرات الروسية دخل المعتقل في عام 2000م حوالي 15 ألف و815 معتقلاً، قُتل منهم 4854 شيشانيًّا، وفُقد 985، وأصيب 9976 بإعاقات مختلفة.
أما في عام 2001م، فقد اعتقل 280205 شيشانيين، قُتل منهم 8634، وفُقد 1500، وأعيق 2337 شيشانيًّا.
وفي عام 2002م وصل عدد المعتقلين إلى 52960 معتقلاً، قتل منهم 6996، وبلغ عدد المفقودين 2325، والمعاقين 36 ألف و424 شيشانيًّا، ويقوم الروس بممارسات وحشية ضد أبناء الشيشان في السجون؛ حيث يلقون كل سجين في زنزانة صغيرة جدًّا بحجم جسمه، وأما من يرغبون في التخلص منهم فيلقونهم للكلاب التي تنهش لحمهم، ويجبرون باقي المعتقلين على رؤية ذلك المشهد.


مقاومة حتى النصر

  • تدخل المقاومة الشيشانية عامها الخامس؛ فكيف استطعتم الصمود طوال السنوات الماضية، بالرغم من عدم تكافؤ القوة بينكم وبين المحتل الروسي؟!
هذا ليس غريبًا على الشيشانيين، فأجدادنا حاربوا الروس لمدة ثلاثين عامًا في القرن التاسع عشر، فصراعنا مع الروس ليس بجديد، بل له تاريخ ووثائق.
والمقاومة- بفضل الله- قادرة ماديًّا ومعنويًّا على محاربة المحتلين؛ حتى يخرج آخر جندي روسي من أرض الشيشان، ولم ولن نشك في أن ذلك اليوم سيأتي قريبًا بإذن الله.
ومن أهم الأسباب التي تقوي العزيمة في نفوس المقاتلين أننا أصحاب الحق، الذي تقضي سُنَّة الله أن ينتصر على الباطل، ونؤمن أيضًا بأن الله لن يتركنا، وهذا وعد الله تعالى، الذي قال في كتابه الكريم: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ﴾ (البقرة: 249)، ونعلم أيضًا أن واجبنا الديني يفرض علينا قتال المحتلين دون التفكير؛ هل سننتصر، أم لا؟
ومن ناحية أخرى، يعلم أبناء الشيشان أن الروس إذا انتصروا علينا سنصبح عبيدًا لهم، والموت دفاعًا عن الدين والوطن والعرض والكرامة أفضل من ألف سنة نعيشها عبيدًا للأعداء. ونعلم أيضًا أننا سنموت مرة واحدة، فجعلناها في سبيل الله.
  • ولكن من الذي يتحمل عبء القتال في الشيشان في الفترة الحالية؟
القتال في الشيشان يتم عن طريق القوات المسلحة الرسمية والمتطوعين الذين يزداد عددهم يومًا بعد يوم، ولا يجبرهم أحد على الانضمام للمقاتلين، ولكنهم يفعلون ذلك بدافع من دينهم ووطنيتهم، ويقود المقاومة في الشيشان القائد الأعلى الرئيس الجنرال "أصلان مسخادوف".
  • كيف ترى مستقبل المقاومة؟
حن لا نحارب الروس بالتكتيك العادي المعروف، فمنذ بداية صراعنا معهم خالفنا ذلك الأسلوب، ولجأنا إلى حرب العصابات؛ ولأن الشيشانيين جميعًا ضد الاحتلال الروسي، فإن المقاومة ستستمر حتى يخرج آخر جندي روسي.
فالأسلحة التي نستخدمها نأخذها غنيمةً في المعارك، وما دام الروس مسلحون، فمددنا من السلاح متوافر حتى النهاية، والروح المعنوية للمقاتلين الشيشان عالية، ولديهم العزيمة الكاملة على مواصة القتال حتى النصر، وبالفعل يلحق المجاهدون خسائر فادحة وفاضحة للروس يومًا بعد يوم.
  • كيف ترى تأثير العمليات الاستشهادية في سير المعركة بينكم وبين الروس؟
الشيشانيون لم يستخدموا هذا الأسلوب من قبل، وإن كان أي واحد منهم مستعد لتفجير نفسه إذا طُلب منه ذلك، ولكن من قاموا بهذه العمليات هم من أبناء الشيشان الذين فقدوا أهلهم وأقاربهم، ورأى كل منهم أنه لا يكفي أن يحارب ضد العدو برشاش، فقرر أن يلجأ إلى أسلوب جديد؛ وهو ما نسميه في الشيشان بالعمليات الانتقامية؛ حتى يستطيع تحقيق أكبر قدر من الخسائر لدى الروس، وحين رأى الشيشانيون جدوى تلك العمليات وتأثيرها الكبير، انتشرت وحققت مكاسب للمقاتلين الشيشان، وهؤلاء المنتقمون أرادوا أن يلتقوا بالشهداء، ولكن بعد أن ينتقموا لهم انتقامًا متميزًا.
ولأن دور المرأة الشيشانية في الحرب مثل الرجل تمامًا، فقد قامت الشيشانيات باللجوء للعمليات الانتقامية؛ رفضًا للأسلوب الوحشي الذي يتبعه المجرمون الروس في الشيشان من انتهاك للحرمات واغتصاب للشيشانيات.


الدول الإسلامية تساند الروس!

  • ما موقف الدول الإسلامية في صراعكم مع الروس؟ وهل ترى أنها ساعدتكم كما ينبغي؟
بصراحة موقف الدول الإسلامية مخزٍ، فهم يساعدون الروس بصورة غير مباشرة وفي الوقت نفسه لا تساعد الدول الإسلامية الشيشانيين بأي طريقة؛ فهل تتخيل أنه في الوقت الذي رفض فيه المجلس الأوربي ومجلس الأمن ومؤسسات حقوق الإنسان الأوربية المشاركة في مهزلة الانتخابات، قامت جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بإرسال مراقبين في الاستفتاء، ثم الانتخابات التي أجراها الروس؛ لذا فنحن نطلب منهم ألا يساعدوا العدو في إعطاء الشرعية لجرائمهم.
وفي الوقت الذي منحت فيه الدول غير الإسلامية اللاجئين الشيشانيين المساعدات، ووفرت لهم العلاج المجاني، وصرفت لهم رواتب، لم تستقبل أي دولة إسلامية لاجئًا شيشانيًّا واحدًا؛ وهو ما دفع اللاجئون إلى الاحتماء بغير المسلمين، ولكن في ذلك خطورة شديدة على هوية هؤلاء اللاجئين الذين يقدر عددهم بالآلاف؛ حيث إن ثقافتهم الدينية قليلة؛ وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على عقيدتهم، خاصة أنهم عاشوا فترة طويلة داخل المعسكر الشيوعي، حتى المساعدات التي كانت تُجمع باسم الشيشانيين في البلاد الإسلامية لم تكن تصل إليهم، إنما وصلت إلى قاتليهم الروس.
  • هذا يدفعنا إلى التساؤل عن علاقتكم بتنظيم القاعدة؟
ليس لنا أدنى علاقة بتنظيم القاعدة، بل لم نسمع عنهم إلا بعد أحداث سبتمبر، فنحن نحارب لتحرير بلدنا من العدو المحتل، وليس لنا أي اتصال بأي منظمة في أي بلد؛ لأن الصراع بيننا وبين الروس له جذور قديمة.
يأتي ذلك في إطار الحملة العالمية على (الإخوان)، ولكن الحقيقة أنه ليس للإخوان أو لغيرهم أي دور في دعم المقاتلين، ولو كان هناك دعم خارجي لانتهت الحرب منذ بدايتها، ولكن امتداد الحرب طوال تلك الفترة دليل على أن إمكاناتنا غير كافية.
  • وما تعليقكم على طلب روسيا الانضمام لمنظمة المؤتمر الإسلامي؟
كان ذلك الإعلان طُعمًا للمسلمين؛ حتى يرسلوا مراقبين من الدول الإسلامية للانتخابات في الشيشان، وبالفعل حدث لهم ما أرادوا، والروس بتقديمهم لهذا الطلب أثبتوا أنهم لا يستحيون من العرب أو المسلمين؛ حيث ادعوا أنهم يحافظون على حرية العبادة للمسلمين الروس الذين تصل نسبتهم إلى 20% من الشعب الروسي، في حين قاموا بقتل وتشريد واغتصاب آلاف المسلمين في أفغانستان والشيشان.

المصدر