"الجنة.. وماذا أعددنا لها" محور أمسية الإخوان المسلمين بأسوان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"الجنة.. وماذا أعددنا لها" محور أمسية الإخوان المسلمين بأسوان

09-05-2013

أسوان- محمد عبيد

أكد المربي حمدي طه، أحد دعاة جماعة الإخوان المسلمين بمحافظة أسوان، أن الجنة غاية كل مسلم في هذه الحياة حيث نصلي ونصوم، نزكي ونحج، ونفعل الخيرات نأتمر بما أمر الله به وننتهي عما نهى الله عنه، كل ذلك من أجل نيل رضى الله والفوز بالجنة، لذلك ما أكثر الآيات والأحاديث التي تذكر المسلم بغايته في هذه الدنيا, حتى لا يغفل عنها ويكون على ذكر دائم لها يقول تعالي: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)﴾ (التوبة).

وقال إن الجنة هي دار المؤمنين, ومنازل المتقين, جعلها الله جل وعلا محلاًّ لكرامته, ومنزلاً لأهل سعادته ممن مات على الإيمان والعمل الصالح, وقد توسع القرآن الكريم في ذكر أوصافها, وبيان فضلها, وشتى أنوع النعيم فيها, وذلك لكي نعمل ونجد ونجتهد, حتى نترغب في نيلها ونشخذ هممنا في طلبها.

وقال خلال اللقاء الأسبوعي للإخوان المسلمين بأسوان بمسجد عبد الرحيم تحت عنوان "الجنة ماذا أعددنا لها"، أننا لو استشعرنا جيدًا معنى الجنة والنار كما كان يفعل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، لتغير كل شيء في حياتنا تغيرًا شاملاً، وكاملاً، وتغيرت منظومة حياتنا بأكملها.

وبين, أن الجنة أمنية كل مسلم ومسلمة وهي سلعة غالية لا تنال بالأماني وإتباع الهوى, ولا تنال إلا بطاعة الله ورسوله والجد والعمل الصالح, وكيف لنا أن نشحذ هممنا لكي نصل إلى الجنة, وكيف نعلي من قوتنا وعزمنا, وكيف ننفض الغبار عن كاهلنا لكي نصل جنة الخلد التي أعدت للمتقين.

وأضاف, أنه ينبغي أن نعلم أن الجنة غالية، والأمر يحتاج إلى جد لقول النبي عليه الصلاة والسلام: "ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة", والأمر يحتاج إلى تشمير، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: "ألا من مشمر للجنة، فإنها ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وزوجة حسناء"، فقال الأصحاب: نحن المشمرون لها يا رسول الله، قال: "قولوا: إن شاء الله"، فقال القوم: إن شاء الله.

وتطرق, إلى أسماء الجنة ومعانيها, وأن الجنة هي الدار الآخرة التي أعدها الله عز وجل للمتقين وفيها من أنواع النعيم والبهجة والسرور وقرة الأعين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وقد وصفها الله عز وجل بأنها دار السلام في قوله: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ) (يونس: من الآية 25)، وهي دار الخلد، فأهلها لا يرحلون عنها أبدًا، قال تعالي: ﴿إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54)﴾ (ص)، وهي دار المقامة، قال تعالي: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)﴾ (فاطر)، .

وهي جنة المأوى كما سماها ربنا سبحانه وتعـالي في قولـه: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)﴾ (النجم)، وهي جنات عدن (يقال عدن بالمكان أي أقام به وأدام)، قـال تعالـي: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)﴾ (فاطر)، وهي الدار التي فيها الحياة لا يشوبها تنغيص ولا نفاد ولا فناء للأحياء كما في الحياة الدنيا فهي دار الحيـوان، كمـا قال عـز وجـل: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ﴾ (العنكبوت: من الآية 64)، وهي الفردوس قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107)﴾ (الكهف)، وهي مقعد الصدق كما وصفها سبحانه وتعالي: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)﴾ (القمر).

ونوه, إلى بناء الجنة وقصورها, مستدلاً بقول النبي صلي الله عليه وسلم: "خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء ولبنة من ياقوتة حمراء ولبنة من زبرجدة خضراء، ملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ وحشيشها الزعفران. ثم قال لها أنطقي. قالت: قد أفلح المؤمنون. فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل"، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الحشر: من الآية 9).

وأوضح أننا نعيش في زمن مليء بالفتن والشبهات والشهوات, لذلك وجب على كل مسلم أن يحاسب نفسه وينظر إلى عمله وإلى ما قدمه للقاء الله عز وجل ويجب علينا جميعًا أن نفر إلى الله عز وجل ونتأسى بالأسوة الحسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونحرص أن نكون من السالكين إلى الصراط المستقيم الفارين إلى الله عز وجل, حتى نفوز بجنة الخلد.

وأشار إلى أننا في حاجة ماسة إلى أن نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر، وأن الأمة تحتاج إلى عودة صادقة إلى كتاب الله- عز وجل- فهو الذي ينظم للإنسانية طريقها ويضبط غرائزها, مضيفًا بأن أصحاب الدعوات والرسالات في حاجة إلى أن يفزعوا إلى الله وأن يقرعوا باب رحمته فهو الرجاء لمن أعيت به السبل.

واختتم المحاضرة, بقوله ليس بالضرورة أن نكون عصاة مجرِمين حتى نحاسب أنفسنا، فكم من المعاصي والآثامِ نقترفها ونحن نصلي ونصوم ونقوم، فهلا حاسبنا أنفسنا على ما نقترف؟ أم أننا مطمئنين لصلاتنا وصيامنا؟ ونعوذ بالله من أن نركن إلى أعمالنا فتهوي بنا، يقول تعالي: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (الأعراف: 99), وأن علينا الإعداد والتجهيزِ لتلك الدار فالأيام تمضي ولا تنتظر ولا تعلم هل ستكون أنت التالي أم الذي بعده؟ وإن تأخرت فإلى متى؟.

وأرسل رسائل واستفسارات للحضور بقوله: ماذا أعددنا لتلك الدار؟ هل سألنا أنفسنا يومًا ماذا أعددنا لها؟, وكم من الأيام تمر دون أن نفكِر أنها تمضي من حياتنا، ونحن في غفلة لاهون؟, وكم من الناس تفنى أمامنا وكم من العبر تحدث لنا دون أن نعتبر منها؟.

وقال: أسأل الله عز وجل أن يجعلنا جميعًا من أهلها بفضله وكرمه وجوده ونسأله تعالى أن يرزقنا الجنة وما يقربنا إليها من قول وعمل ونعوذ به من النار وما يقرب إليها من قول وعمل اللهم آمين.

المصدر