"الأباتشي".. موقف أمريكي جديد من الانقلاب.. أم كشف للدعم السري؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"الأباتشي".. موقف أمريكي جديد من الانقلاب.. أم كشف للدعم السري؟

كتب :Cairo - القاهرة

(الاثنين 28 أبريل 2014)

مقدمة

قائد الإنقلاب

"الحرب على الإرهاب" جملة سحرية أعادت ولو جزئيا قطار التعاون الأمريكي مع سلطات الانقلاب العسكري في مصر إلى مساره، هكذا رأى سياسيون اعتبروا أن صفقة الأباتشي الأخيرة تعكس تحولا في موقف أمريكا من الانقلاب العسكري في مصر ..

غير أنها رؤية عارضها آخرون قالوا إن الصفقة لا تعكس تغيرا وإنما تكشف دعما سريا غير معلن من الولايات المتحدة لجنرالات الانقلاب منذ اللحظات الأولى في الثالث من يوليو الماضي، وإن الصفقة لا تعد إلا كشفا عن الوجه القبيح لإيمان أمريكا المنقوص بالديمقراطية التي لا تأتي بحلفائها.

ووافقت واشنطن على تسليم عشرة مروحيات مقاتلة من طراز أباتشي إلى القاهرة في خطوة تأتى في إطار مساعداتها لمصر في الحرب التي تشنها على ما يعرف بالإرهاب في شبه جزيرة سيناء.

تغير في الاتجاه

الدكتور توفيق حميد كبير الباحثين في معهد "بوتوماك" للدراسات السياسية يرى أن ما حدث ليس فقط تغيرا في القرار ولكنه تغيير في الاتجاه السياسي الأمريكي لمصلحة نظام الانقلاب في مصر وأن هذا التغير حدث منذ حوالي أسبوع تقريبا أو أكثر عندما أصدروا قرار في أمريكا باعتبار بيت المقدس جماعه إرهابية.

وذكر حميد في تصريح صحفي لفضائية الجزيرة أن هذه هي "المقدمة لبداية التغير في الاتجاه السياسي وأصبحوا محايدين لأنهم وجدوا أن وقوفهم بهذا الوضع سيتسبب في الإضرار بالمصالح الأمريكية"

مضيفا أن

"السيسي كان ماكرا حينما أرسل ثلاث إشارات واضحة، ففي البداية قال لهم أنكم أدرتم ظهوركم للمصريين وأن المصريين لم ينسوا ذلك، وهو ما يشير إلى أن هناك غضبا، ثم بعد ذلك استقطب السعودية والإمارات بجانبه في رسالة واضحة أنكم إن منعتم المعونة فإن هناك من يساعدنا، ثم أخذهم إلى مرحله ثالثة وذهب بهم إلى روسيا ليقول لهم إننا قد نغير أيضا اتجاهاتنا السياسية فعرفوا الرسالة وغيروا اتجاههم السياسي".

مفاتيح السر

كلام حميد يختلف معه تماما الدكتور غسان شبانة رئيس قسم العلاقات الدولية بجامعة ماري مونت الأمريكية الذي يرى أنه

"لم يحدث تغير على الإطلاق كون أن السيسي اختزل موضوع الثورة المصرية فقط إلى موضوع محاربة الإرهاب، الكل يعلم الآن أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد محاربة الإرهاب في جميع المستويات مثلا في أفغانستان في سوريا في اليمن وإن أراد عبد الفتاح السيسي اغتزال الثورة المصرية ونصرة الشعب المصري إلى فقط موضوع إرهاب فأعتقد أن الإدارة الأمريكية سوف تتوافق معه شيء ما".

وأضاف شبانة أن واشنطن

"تمسك العصا من النصف بمعنى أنه حينما يكون هناك انقلاب عسكري وأقرت واشنطن بأن هذا انقلاب عسكري، في هذه الحالة واشنطن تريد أن ترسل رسائل لعبد الفتاح السيسي عبر نبيل فهمي ورئيس المخابرات بألا يكون هناك موقف مناصر لعبد الفتاح السيسي إذا ما استمر في اختزال الموقف المصري فقط الى موضوع الإرهاب".

وتابع:

"حينما توافق الولايات المتحدة على إرسال طائرات أباتشي إلى الجيش المصري لمحاربة الإرهاب في سيناء فهي تخدم عدة مصالح إقليمية أولها هو الأمن الإسرائيلي"، لافتا إلى أن إسرائيل توافق على إرسال مثل هذه الأسلحة لمصر في الوقت الذي لا توافق فيه على صواريخ s300 إلى مصر لأنها تخل بميزان القوى.

ونفى "رئيس قسم العلاقات الدولية بجامعة ماري مونت الأمريكية" أن يكون لتهديد السيسي بالتوجه نحو روسيا دور في تغير السياسة الأمريكية تجاه الانقلاب لأن

"الروس حتى هذه اللحظة لم يفوا بأي عهود لعبد الفتاح السيسي أو نبيل فهمي فقد ذهب عبد الفتاح السيسي ونبيل فهمى إلى روسيا قبل حوالي شهرين ونصف فما الذي فعلته روسيا في هذه المرحلة منذ ذلك حتى هذه اللحظة قالت نحن نؤيد نزول السيسي إلى انتخابات الرئاسة ونحن نؤيد بعض الخطوات التي يقوم بها السيسي كون السيسي يحارب الإخوان المسلمين"

وهذا هدف روسيا في سوريا محاربة الإخوان المسلمين أو الجماعات الإسلامية في مصر، ولكن "حتى هذه اللحظة هل ترجمت روسيا أي وعد من الوعود التي وعدت بها السيسي أو نبيل فهمى أو الى الدولة المصرية؟ الجواب هو لا لذلك نرى أن السيسي هو الذي عاد ليكون محايدا بعد أن أدرك أن خروجه عن المنظومة الأمريكية عطله كثيرا".

دعمت الانقلاب منذ ولادته

غير أن سياسيين آخرين أكدوا أن صفقات الأباتشي لا تعكس أي تغيير، ولو قيد أنملة من أمريكا تجاه الانقلاب، وإنما فقط كشفت دعما سريا للانقلاب منذ ولادته، مستدلين على ذلك بحديث قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي قال فيه إنه كان على اتصال دائم بوزير الدفاع الأمريكي لحظة بلحظة، وبتصريحات القادة الأمريكيين أمام الكونجرس الذين أكدوا أن قيادات الجيش (في إشارة للسيسي) شركاء وحلفاء لها بالمنطقة، وعارضوا قطع المعونات الأمريكية.

وبدورها قالت الإعلامية آيات عرابي المقيمة بواشنطن في تصريحات سابقة إن الإعلام المصري المدعوم من العسكر كذب ودلس على الشعب المصري لإيهام المصريين أن الأمريكان يدعمون الإخوان، مؤكدة أنه تم ترويج أكاذيب من أجل الضحك على البسطاء من الشعب ولضمان استمرارهم في الفوضى العارمة بزعم محاربة أمريكا.

وأضافت:

"أقول لمن يدعي أن أمريكا تدعم الإخوان هل تعلموا أن الكونجرس عدّل قانونًا يمنح الإدارة الأمريكية مرونة لمنح النظام المصري مساعدات عسكرية رغم الانقلاب العسكري في مصر؟".

وأشارت إلى أن الإفراج عن الطائرات الأباتشي جاء من أجل خدمة مصالحهم في المنطقة من خلال استغلالها في قصف منازل الأبرياء في سيناء بحجة محاربة الإرهاب وتصوير الأمر للشعب أن هناك إرهابًا في البلاد تتم محاربته ومن ثم لا يسأل أحد النظام عن عيش أو حرية أو عدالة اجتماعية.

المصدر