"إخوان الفيوم" ينظمون إفطارهم على سطح منزل "عوض الله"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"إخوان الفيوم" ينظمون إفطارهم على سطح منزل "عوض الله"
1112009روابط.jpg

كتب- أحمد سيف النصر:

دعت القوى السياسية والأحزاب في الفيوم إلى تشكيل جبهة وطنية حقيقية من كافة الأحزاب والقوى الوطنية؛ لإنقاذ مصر مما وصلت إليها قبل أن تصل إلى حالة من الانهيار، مطالبين باستبعاد الحزب الوطني من هذه الجبهة؛ لأنها تشكل أساسًا من أجل مناهضة سياسات هذا الحزب الذي أوصل مصر إلى حالة من الدمار والخراب جعلها في مؤخرة الأمم.

جاء ذلك خلال الإفطار السنوي الذي نظمته الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بالفيوم، والذي أقيم فوق سطح منزل النائب مصطفى عوض الله، بعد صدور تعليمات أمنية مشددة إلى كافة النوادي والنقابات بعدم استضافة هذا الإفطار، وقد شاركت كافة الأحزاب والقوى السياسية والكنيسة ورجال الإعلام والصحافة في الإفطار، والذي لم يشهد أي وجود أمني؛ حيث بدأ النائب مصطفى عوض الله بالترحيب بالمشاركين في الإفطار، مشيرًا إلى أن مصر تمر الآن بمنعطف خطير، مطالبًا القوى السياسية بالتحرك لإنقاذ سفينة الوطن قبل أن تغرق، والخروج من المأزق الذي وضع فيه النظام السياسي مصر، وطالب بالتوقف عن لوم بعضنا البعض والعمل بجد؛ حتى لا تسقط أمتنا من حساب التاريخ، مؤكدًا أن مصر الآن تمديدها لأبنائها، وتقول كفى خلافًا، وكفى مشاحنات، وطالب بأن ينسى كل منا اتجاهه السياسي مؤقتًا لإنقاذ الوطن.

فيما استنكر الدكتور صابر عطا ممثل حزب الوفد ما وصلت إليه مصر من فقر ومرض وجهل وتخلف، واعتبرها غيلانًا تفتك بالمجتمع، مطالبًا كافة القوى الوطنية بالتكاتف من أجل إيجاد حل للخروج من المأزق الذي تعيشه مصر، والتي تحولت إلى دولة في مؤخرة الأمم، وسبقتها دول كثيرة، كنا نتقدم عليها بآلاف السنين؛ مثل دول شرق آسيا، والدول الإفريقية، ودعا القوى الوطنية لاتحاد حقيقي من أجل إنقاذ مصر، سائلاً المولى أن ينقذها من إنفلونزا الطيور والخنازير، والتي قد تفتك بالمجتمع كله.

بينما دعا القس فيليمون لبيب قس كنيسة مارمينا نيابة عن الأنبا إبرام مطران الفيوم إلى المحبة بين أبناء الوطن، معتبرًا دعوة الكنيسة لحفل إفطار الإخوان يعكس حالةً من المحبة الموجودة بين المسلمين والمسيحيين، معتبرًا أن القريب من الله حقًّا هو من يتصف بالود والمحبة تجاه إخوانه في الإنسانية، وضم صوته إلى المطالبين بالوحدة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد لإنقاذه مما يعانيه.

فيما اعتبر أحمد عبد القوي زيدان أمين حزب التجمع بالفيوم أن الإخوان المسلمين جماعة سياسية حقيقية، وهذا ما جعلها تتعرض للقهر من طاغوت حقيقي يحكم مصر وسلطة مستبدة تحاول قهر الإخوان، مشيرًا إلى حرصه على تلبية دعوة الإخوان المسلمين لأول مرة؛ تضامنًا مع الجماعة في حالة القهر التي تتعرَّض لها.

وأشار إلى أن ما يحدث في مصر شيء لا يتخيله أحد؛ حيث تباع الآن في المزاد العلني بأبخس الأثمان لأعدائها، ورفض أن تجتمع القوى الوطنية مع الحزب الوطني، بل لا بد من اجتماعها في مواجهة سياسات هذا الحزب المستبدة التي تبيع مصر، وطالب باجتماع القوى السياسية على قضيتين؛ هما إصلاح سياسي ودستوري حقيقي يتيح للقوى الشعبية أن تنطلق؛ متهكمًا على وصف النظام السياسي للإخوان بأنها جماعة محظورة، بالرغم من قوتها السياسية ووزنها في الشارع، كما طالب بالوقوف صفًّا واحدًا ضد بيع مصر، معتبرًا أن ما يسمى بالخصخصة لا علاقة له بأي إصلاح اقتصادي، وإنما هو بيع مصر للرأسمالية العالمية وأتباعها من الرأسماليين المصريين.

1122009روابط.jpg

ممثلو القوى السياسية حرصوا على المشاركة في إفطار إخوان الفيوم وأدان الدكتور نصر الدين باعطوة أمين مساعد حزب "الغد" الحملة الهمجية من الاعتقالات في صفوف الإخوان المسلمين، والتي اعتبرها تمديدًا لسيناريو التوريث، مشيرًا إلى أن النظام في مصر ضعيف؛ ولكنه يستقوي على شعبه، ويسميه الذل بألسنة حداد، كما طالب القوى الوطنية بأن تحدد مطالبها بوضوح؛ حتى يكون لها مكان في الوطن، وطالبها بالاتحاد والخروج من عباءة السلطة، والتي تمنيهم بأنها ستمنحهم مقاعد برلمانية، بالرغم من أنها لا تمنح أحدًا شيئًا، وطالب بالنزول إلى الشارع للضغط على النظام، وطالب بالضغط كذلك لوجود إشراف دولي على الانتخابات المقبلة، بعد إلغاء الإشراف القضائي، ودعا إلى إقامة نظام ديمقراطي أساسه المواطنة، منتقدًا بشدة تبعية مصر الذليلة للكيان الصهيوني، وبيعها الغاز لها بسعر أقل مما يأخذه المصري صاحب البلد.

ودعا أحمد عبد الله عزيز وكيل حزب "الأحرار" إلى الوقوف صفًا واحدًا أمام هذا النظام الذي جعل الوضع في مصر يسير من سيئ إلى أسوأ، والنظام يتخبط في كل خطواته؛ فتارة يعلن عن حل مجلس الشعب وتارة يعلن أنها شائعات، وأعرب وكيل حزب "الأحرار" عن فقدان الأمل في التغيير؛ لأن النظام مستمر في مزيد من القهر والذل وتكبيل الحريات، مستغربًا من وقوفنا جميعًا نشاهد كافة دول العالم وهي تنعم بالديمقراطية، في الوقت الذي سدت أمامنا في مصر كافة السبل إلى الإصلاح الديمقراطي، وأعلن تأييده للدعوة لإقامة جبهة موحدة، مطالبًا باتخاذ خطوات عملية جادة ليكون لنا دور في حل مشكلات مصر.

وفي كلمته دعا الحاج عبد العزيز عشري القيادي الإخواني إلى العمل لصالح الشعب المصري الذي أذله الاستبداد السياسي وأذله سوء الاقتصاد، معتبرًا هذا اللقاء فرصة للتآلف والتوحد وتدارس العمل للتخلص من كابوس الاستبداد الذي تعاني منه مصر منذ عشرات السنين.

وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ليست "سوبرمان" وإنما هم جماعة مترابطة متعاهدة على خدمة الناس، كما قال مؤسس الجماعة الإمام حسن البنا: "نحن نعمل للناس في سبيل الله أكثر من عملنا لأنفسنا"، وأكد أن عداءنا الحقيقي للطغمة الظالمة التي طال ظلمها كل الناس؛ حيث قتلت الإبداع في جميع المجالات، مطالبًا بضرورة التعاون لإزاحة هذا الكابوس عن طريق العصيان المدني؛ لأنه كفيل بإجبار الطغاة على الاستماع لصوت الشعوب، والتي لا تطلب سوى عودة الحرية والقيم الإنسانية المعتدلة وليست القيم التي تبيح الشذوذ، وتقتل ملايين الأبرياء في العراق وأفغانستان، وطالب بإيقاظ الشعوب والتنادي لإسقاط الظلم وكشف الظالمين والكفاح لتعديل الدستور ووقف الطغيان والاستبداد عند حده.

كما دعا إلى استثمار شهر رمضان في تدارس القرآن، واستخراج كنوزه من القيم الإنسانية الرفيعة التي يجب إرساؤها في المجتمع من العدل والحرية والمؤاخاة والديمقراطية، وكذلك الاهتمام بالدعاء في رمضان ومنها الدعاء على الظالمين، داعيًا المولى عزَّ وجلَّ ألا ينتهي شهر رمضان إلا وقد سقطت عروش الظلمة والظالمين وحل محلهم المخلصون.

المصدر