سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة الرابعة )..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٥٣، ٥ يونيو ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة الرابعة )..
محاضرات الأزهر عن مكانة المرأة غيرت حياتها فاستقالت من الاتحاد النسائيقصة " الحريق " الذي غير حياتها وسطر الصفحات الأولى من تاريخها الجهادي
بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

عقب انضمام " زينب الغزالي " لمجلس إدارة الاتحاد النسائي المصري بفترة قصيرة, أعلن الأزهر الشريف عن برنامج لإلقاء عدة محاضرات عن مكانة المرأة في الإسلام, رداً على الجدل الدائر ـ في ذلك الوقت ـ حول تعليم المرأة وحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ومن ثم انتدب الاتحاد النسائي ثلاثة من عضواته, هن: سيزا نبراوي وحواء إدريس و زينب الغزالي , بهدف الرد على ما يطرحه الأزهر من آراء, ربما تتعارض مع توجهات وآراء الاتحاد النسائي.

وحضرت العضوات الثلاث أولى المحاضرات, وبدأت زينب ترد على المحاضر وتعلق على آرائه, وكادت أن تفسد عليه محاضرته بتدخلاتها وجرأتها في الرد والنقاش, لولا أنه توصل معها إلى اتفاق, مؤداه أن تستمع إلى محاضراته لمدة سبعة أسابيع, على أن يتركها هو سبعة أسابيع أخرى تتحدث بما تراه وهو يستمع دون أن يقاطع أي منهما الآخر, وكان المحاضر هو الشيخ محمد سليمان النجار مدير عام الوعظ بالأزهر الشريف.

ولكن الاتفاق تم دون أن تعود " زينب " في قبوله أو رفضه إلى قيادة الاتحاد النسائي التي أوفدتها, وهو ما أثار حفيظة زميلتيها سيزا نبراوي وحواء إدريس, فانسحبتا من المحاضرة وعادتا إلى الاتحاد احتجاجا على ذلك, لكن السيدة هدى شعراوي عندما عرض عليها الموقف أيدت " زينب " في تصرفها الذي لم تقصد به إنكار حق الاتحاد أو الاستهانة به.

وبدأت زينب تستمع إلى محاضرات العالم الجليل والشيخ الذكي والفقيه الواعي والمتحدث المؤثر, وشعرت بأن هناك مفاهيم كثيرة كانت غائبة عنها بدأت تتضح أمامها, واستطاع الشيخ النجار أن يدخل إلى أعماقها, وأن يستولي على عقلها وفكرها بحديثه العلمي والواقعي, وأن يعيد إليها الرؤية الصحيحة التي جاء بها الإسلام عن المرأة ودورها ورسالتها ومسئوليتها.

عاشت زينب الغزالي بعد هذه المحاضرات القيمة في صراع فكري, بين رؤية الاتحاد النسائي للمرأة ومكانتها ودورها وحقوقها, وبين الرؤية الإسلامية الخالصة التي اتضحت أمامها جلية في محاضرات الأزهر الشريف.. هي كانت ترغب في العمل والحركة والنشاط وإيقاظ المرأة المسلمة, كوسيلة لنهضة الأمة وتشعر أن الطريق عبر الاتحاد النسائي ليس معبراً عما في داخلها تعبيراً حقيقياً, وليس هو ما تحلم به وتعيش من أجله, إنها تريد طريقاً واضحاً خالصاً لله عز وجل.

وعاشت في هذا الصراع النفسي حتى وقع لها حادث كبير أخرجها من هذا المشكلة وغير مجرى حياتها مرة أخرى,

والقصة تبدأ عندما واصلت والدتها ضغوطها على ابنتها كي تتعلم وتتقن أعمال المنزل من طبخ وتنظيف وترتيب وتجهيز وغسيل وإشراف ومتابعة..الخ, وبالتالي تنجح كزوجة وربة بيت, مثل كل بنات جنسها .. وإزاء هذا الضغط المتواصل, دخلت زينب المطبخ, وفي أول عمل لها, أشعلت " الوابور " وسرعان ما أمسكت النيران بثيابها, ليتم إنقاذها بعد أن طالت النيران أجزاء واسعة من جسمها وبخاصة وجهها, وتم نقلها على الفور إلى المستشفى القبطي ( أحد المستشفيات الشهيرة في شارع رمسيس بقلب القاهرة ), ليشرف على علاجها طبيب مسيحي يعرف الأسرة, وبعد الإسعافات الأولية ووضع المراهم والدهانات المناسبة لعلاج الحروق, قام الطبيب بتغطية الأجزاء التي تعرضت للنيران بالشاش الأبيض الذى غطى جسمها كله تقريبا.


الحاجه زينب.jpg

وعندما أفاقت من الإغماء وبدأت تسترد وعيها, ورأت هول ما جرى لها, نذرت لله تعالى نذراً إن شفاها من هذا الحريق, وخرجت منه سليمة لا أثر له في وجهها وجسدها, أن تهب نفسها للدعوة إلى الله, وأن تترك الاتحاد النسائي وأن تؤسس جمعية إسلامية نسائية خالصة, تدعو إلى الله على بصيرة, وتنطلق في أهدافها من القرآن الكريم والسنة المطهرة.

عاشت زينب في هذا " الكفن الأبيض " لحظات صعبة, لكنها كانت واثقة من إكرام الله لها ورحمته بها.. وبالفعل جاء موعد فك الضمادات والشاش الأبيض, ليفاجأ الطبيب بالتئام الحروق وشفائها تماماً, وما كاد ينتهي من رؤية آثار الحروق حتى أغمي عليه وهو يصرخ: " عيسى حي.. عيسى حي.. لقد شفيت تماماً وهذه معجزة! ".

شعرت زينب الغزالي التي كانت قد اقتربت من العشرين ربيعاً, أن الله عز وجل أكرمها كرماً كبيراً وأن القدر يعدها لمهمة كبرى, وأنه آن الآوان لتنفيذ العهد الذي قطعته على نفسها وهي في هذه المحنة, التي خرجت منها أكثر حماسة وأصلب عوداً.. ولم تكد تنهي فترة النقاهة حتى كتبت استقالتها من مجلس إدارة الاتحاد النسائي, بل ومن العضوية أيضاً, وكتبت مسودة اللائحة الداخلية وأهداف جمعية " السيدات المسلمات "..

وفي أول خروج لها بعد الشفاء توجهت إلى مقر الاتحاد النسائي المصري, والتقت بالسيدة هدي هانم شعراوي ـ رئيسة الاتحاد ـ وقدمت لها خطاب الاستقالة.

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو