الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إبعاد القضية عن هويتها وأصالتها»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٨ مراجعات متوسطة بواسطة ٥ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
<center>'''إبعاد القضية عن هويتها وأصالتها'''</center>
'''<center><font color="blue"><font size=5>إبعاد القضية عن هويتها وأصالتها</font></font></center>'''


'''فضيلة [[المرشد العام]] الأستاذ / [[مصطفي مشهور]]'''


*'''فضيلة المرشد العام الأستاذ / [[مصطفي مشهور]]'''
== مقدمة ==


[[ملف:مصطفي مشهور.jpg|تصغير|200بك|<center>'''الأستاذ [[مصطفي مشهور]]'''</center>]]


[[ملف:مصطفي مشهور.jpg|تصغير|200بك|<center>'''الأستاذ [[مصطفي مشهور]]'''</center>]]
الإعلام اليومي بكافة وسائله وعلى كافة ساحاته – لا يكاد يخلو من أخبار المجازر الإجرامية التي نصبها السفاح [[الصهيونية|الصهيوني]] شارون للأشقاء ال[[فلسطين]]يين في الضفة و[[غزة]].
الإعلام اليومي بكافة وسائله وعلى كافة ساحاته – لا يكاد يخلو من أخبار المجازر الإجرامية التي نصبها السفاح الصهيوني شارون للأشقاء الفلسطينيين في الضفة و[[غزة]].
 
سقوط عشرات الشهداء، وعشرات الجرحى والمعوقين: المزيد من التدمير اليومي للمنازل، التجريف المتواصل للأراضي، الضغوط الحياتية الرهيبة التي يسببها الحصار المحكم بحلقاته المختلفة حول المدن والقرى، وحول القطاع والضفة بكاملها، ولقد أصبح حتى أطفال المسلمين في [[فلسطين]] يقتلون وجثثهم تسبح في بركة من الدماء.


سقوط عشرات الشهداء، وعشرات الجرحى والمعوقين: المزيد من التدمير اليومي للمنازل، التجريف المتواصل للأراضي، الضغوط الحياتية الرهيبة التي يسببها الحصار المحكم بحلقاته المختلفة حول المدن والقرى، وحول القطاع والضفة بكاملها، ولقد أصبح حتى أطفال المسلمين في فلسطين يقتلون وجثثهم تسبح في بركة من الدماء.
الإعلام اليومي، أيضًا لا يكاد يخلو من الأخبار الرسمية التي تجسد الواقع العربي المؤلم، فمازلنا نحلم بتفعيل دور للأمم المتحدة، ومازلنا نأمل في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن، ومازلنا نطمع في حياد أمريكي، ومازلنا نترقب تحولاً أوربيًا عن موقف الممالأة والتأييد للكيان [[الصهيونية|الصهيوني]]، إلى موقف الدعم والتعاطف مع العرب، ومازلنا ننتظر في لهفة دورًا لموسكو على ساحتنا أو تفعيلاً لدورها كراعٍ مشارك لواشنطن فيما يسمى بعملية السلام، إضافة إلى مناشدة المجتمع الدولي التحرك لتوفير الأمن للأشقاء ال[[فلسطين]]يين المحاصرين في الضفة و[[غزة]] والذين يتعرضون لأقسى أنواع البطش وسفك الدماء والتجويع والترهيب تحت سمع وبصر، المجتمع الدولي، والرأي العام العالمي، والمنظمات الدولية، وبتأييد أمريكي، وبرضًا أوربي، وبقبول روسي.


الإعلام اليومي، أيضًا لا يكاد يخلو من الأخبار الرسمية التي تجسد الواقع العربي المؤلم، فمازلنا نحلم بتفعيل دور للأمم المتحدة، ومازلنا نأمل في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن، ومازلنا نطمع في حياد أمريكي، ومازلنا نترقب تحولاً أوربيًا عن موقف الممالأة والتأييد للكيان الصهيوني، إلى موقف الدعم والتعاطف مع العرب، ومازلنا ننتظر في لهفة دورًا لموسكو على ساحتنا أو تفعيلاً لدورها كراعٍ مشارك لواشنطن فيما يسمى بعملية السلام، إضافة إلى مناشدة المجتمع الدولي التحرك لتوفير الأمن للأشقاء الفلسطينيين المحاصرين في الضفة وغزة والذين يتعرضون لأقسى أنواع البطش وسفك الدماء والتجويع والترهيب تحت سمع وبصر، المجتمع الدولي، والرأي العام العالمي، والمنظمات الدولية، وبتأييد أمريكي، وبرضًا أوربي، وبقبول روسي.
مسلسل الحقائق والوقائع منذ [[1897]] على وجه الخصوص وحتى اليوم يضع أمامنا صورتين واضحتي الملامح والأبعاد، بينهما تمام التناقض، أحدهما للكيان [[الصهيونية|الصهيوني]] الغاصب، والثانية للعرب الرسميين، المغتصبة ديارهم، المسلوبة حقوقهم المنتهكة حرمات شعوبهم، المصادرة حريات وحق الحياة لأمتهم.


مسلسل الحقائق والوقائع منذ [[1897]] على وجه الخصوص وحتى اليوم يضع أمامنا صورتين واضحتي الملامح والأبعاد، بينهما تمام التناقض، أحدهما للكيان الصهيوني الغاصب، والثانية للعرب الرسميين، المغتصبة ديارهم، المسلوبة حقوقهم المنتهكة حرمات شعوبهم، المصادرة حريات وحق الحياة لأمتهم.
منذ [[1897]] و[[اليهود]] المستعمرون الغاصبون يعتمدون العمل والفعل، ويسخرون كل ما يملكون وما يملك غيرهم من إمكانات، وفى إطار خطة واضحة المعالم والأبعاد للوصول إلى أهدافهم..  


منذ 1897 واليهود المستعمرون الغاصبون يعتمدون العمل والفعل، ويسخرون كل ما يملكون وما يملك غيرهم من إمكانات، وفى إطار خطة واضحة المعالم والأبعاد للوصول إلى أهدافهم.. دولة بعد خمسين عامًا، ووطن قومي بعد مائة عام.
'''دولة بعد خمسين عامًا، ووطن قومي بعد مائة عام.'''


على مدى ما يزيد على المائة عام على بداية الخطة اليهودية لغزو وطننا العربي والإسلامي من أجل إقامة دولة على أرضنا ووسط ديارنا ثم وطن قومي على أطلالنا وأشلائنا يمتد فوق أهم وأخطر رقعة منبينها:صار من السهل رصد مجموعة من الحقائق من بينها:
على مدى ما يزيد على المائة عام على بداية الخطة اليهودية لغزو وطننا العربي و[[الإسلام]]ي من أجل إقامة دولة على أرضنا ووسط ديارنا ثم وطن قومي على أطلالنا وأشلائنا يمتد فوق أهم وأخطر رقعة منبينها:صار من السهل رصد مجموعة من الحقائق من بينها:


• الالتزام من قبل كافة القيادات الصهيونية بالعمل في إطار الخطة الموضوعة وفى المشاركة في القرار والعمل.
• الالتزام من قبل كافة القيادات [[الصهيونية]] بالعمل في إطار الخطة الموضوعة وفى المشاركة في القرار والعمل.


• أن يصاحب العمل القول، مع التقاء اليهود كأفراد مع اليهود كقيادات على الخطة، واستخدام كل السبل والوسائل لتحقيق الغاية.
• أن يصاحب العمل القول، مع التقاء [[اليهود]] كأفراد مع [[اليهود]] كقيادات على الخطة، واستخدام كل السبل والوسائل لتحقيق الغاية.


• وجود عقيدة تفعّل وتحرك، وتدفع وتثير رغم ما اعتراها من تغيير وتبديل وتحريف وتزييف.
• وجود عقيدة تفعّل وتحرك، وتدفع وتثير رغم ما اعتراها من تغيير وتبديل وتحريف وتزييف.
سطر ٢٨: سطر ٣١:
• اعتماد القوة العسكرية والتفوق في السلاح والذراع الطويلة المسلحة، كوسيلة رئيسة للمد والامتداد والترهيب والترويع ودفع العرب لليأس والإحباط، ثم الاستسلام والرضوخ.
• اعتماد القوة العسكرية والتفوق في السلاح والذراع الطويلة المسلحة، كوسيلة رئيسة للمد والامتداد والترهيب والترويع ودفع العرب لليأس والإحباط، ثم الاستسلام والرضوخ.


على مدى أكثر من مائة عام، وبعد أن حقق اليهود الغاصبين الدولة، وامتدوا اقتصادًا وعلاقات وتطبيقًا واتفاقات ووجودًا إلى أطراف الوطن القومي، لم نلحظ تراجعًا عن الأهداف، ولا اختلافًا بين القيادات الصهيونية حول الغايات، ولا هوة ولا فجوة بين الأفراد والزعامات حول السبل والغايات، ولا تهميشًا من الزعامات، للأفراد، ولا قعودًا أو كللاً في المؤسسات والتنظيمات على مستوى الكيان الغاصب أو خارجه، والأمثلة من خلال الواقع عديدة وعلى سبيل المثال:
على مدى أكثر من مائة عام، وبعد أن حقق [[اليهود]] الغاصبين الدولة، وامتدوا اقتصادًا وعلاقات وتطبيقًا واتفاقات ووجودًا إلى أطراف الوطن القومي، لم نلحظ تراجعًا عن الأهداف، ولا اختلافًا بين القيادات [[الصهيونية]] حول الغايات، ولا هوة ولا فجوة بين الأفراد والزعامات حول السبل والغايات، ولا تهميشًا من الزعامات، للأفراد، ولا قعودًا أو كللاً في المؤسسات والتنظيمات على مستوى الكيان الغاصب أو خارجه، والأمثلة من خلال الواقع عديدة وعلى سبيل المثال:


[[ملف:شارون.jpg|تصغير|230بك|<center>'''السفاح الصهيوني شارون يدنس المسجد الأقصى فى حماية جنوده'''</center>]]
[[ملف:شارون.jpg|تصغير|230بك|<center>'''السفاح [[الصهيونية|الصهيوني]] شارون يدنس [[المسجد الأقصى]] فى حماية جنوده'''</center>]]
في 1989 أعلن شارون عن مشروعه للتعامل مع أراضي 1967 أي الضفة و[[غزة]] اللتين تم احتلالهما في مأساة 1967 سجل فيه كل ما يقوم بتنفيذه منذ تولي رئاسة الوزارة في الكيان الصهيوني الغاصب في فبراير 2001 وما نهض به إبان اشتراكه في الوزارات السابقة لقد أكد في مشروعه على:


• التخلص من قيادات الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في الضفة و[[غزة]] [[1987]] بالإبعاد الجماعي أو غير الإبعاد، مع مصادرة المؤسسات الفلسطينية في [[القدس]] والضفة وغزة لتجفيف التمويل، ومصادرة مصادر العيش.
في [[1989]] أعلن شارون عن مشروعه للتعامل مع أراضي [[1967]] أي الضفة و[[غزة]] اللتين تم احتلالهما في مأساة [[1967]] سجل فيه كل ما يقوم بتنفيذه منذ تولي رئاسة الوزارة في الكيان [[الصهيونية|الصهيوني]] الغاصب في [[فبراير]] [[2001]] وما نهض به إبان اشتراكه في الوزارات السابقة لقد أكد في مشروعه على:
 
• التخلص من قيادات الانتفاضة ال[[فلسطين]]ية التي اندلعت في الضفة و[[غزة]] [[1987]] بالإبعاد الجماعي أو غير الإبعاد، مع مصادرة المؤسسات ال[[فلسطين]]ية في [[القدس]] والضفة و[[غزة]] لتجفيف التمويل، ومصادرة مصادر العيش.


• استخدام كل الوسائل والضغوط لحل جميع المنظمات المسلحة في كافة الدول العربية وتجميدها.
• استخدام كل الوسائل والضغوط لحل جميع المنظمات المسلحة في كافة الدول العربية وتجميدها.


• تعزيز وتوسيع الانتشار الاستيطاني في القدس والضفة وغزة، مع فصل القدس، وتوسيع محيطها.
• تعزيز وتوسيع الانتشار الاستيطاني في [[القدس]] والضفة و[[غزة]]، مع فصل [[القدس]]، وتوسيع محيطها.


• زرع المستوطنات الصغيرة والكبيرة في الضفة وغزة وإقامة نقاط المراقبة والقواعد العسكرية فيها، لتأكيد الفصل بين التجمعات البشرية الفلسطينية.
• زرع المستوطنات الصغيرة والكبيرة في الضفة و[[غزة]] وإقامة نقاط المراقبة والقواعد العسكرية فيها، لتأكيد الفصل بين التجمعات البشرية ال[[فلسطين]]ية.


• منع إقامة دولة فلسطينية والطريق الأنجع لتحقيق وتأكيد ذلك هو منع وجود أى اتصال أو امتداد فلسطيني جغرافي في الضفة وغزة مما يوجب عزل التجمعات البشرية في جنين ونابلس وبيت لحم، ورام الله، وقطع الاتصال فيما بينها.
• منع إقامة دولة [[فلسطين]]ية والطريق الأنجع لتحقيق وتأكيد ذلك هو منع وجود أى اتصال أو امتداد [[فلسطين]]ي جغرافي في الضفة وغزة مما يوجب عزل التجمعات البشرية في جنين ونابلس وبيت لحم، ورام الله، وقطع الاتصال فيما بينها.


• القدس عاصمة موحدة لليهود.
[[القدس]] عاصمة موحدة [[اليهود|لليهود]].


• إطلاق حرية العمل والتصرف للجيش والموساد والتنظيمات الأمنية.
• إطلاق حرية العمل والتصرف للجيش والموساد والتنظيمات الأمنية.
سطر ٤٩: سطر ٥٣:
• اتفاقية للحكم الذاتي في إطار السكان وشئونهم، ولا علاقة له بالأرض.
• اتفاقية للحكم الذاتي في إطار السكان وشئونهم، ولا علاقة له بالأرض.


شارون في 1973 هو شارون في [[1989]]، وهو شارون نفسه في [[2001]]، شارون الذي أعلن في 5/[[1989]] "أن الضفة وغزة ليست بلادًا غريبة علينا، بل هي بلادنا، ولم تكن هناك دولة فلسطينية فيهما أبدًا، ولسنا محتلين، بل نحن في مناطق إسرائيلية" هو الذي يقول في [[2001]]: إن أراضي وادي عربة غرب نهر الأردن أرض إسرائيلية وستبقى أرضًا إسرائيلية، ولا مفاوضات بشأنها، إنها تمثل القطاع الأمني الشرقي الحيوي لإسرائيل" وهو الذي يعلن في تبجح "إن ما يجري اليوم ونحن في [[2001]] هو استمرار لحرب [[1947]]" وهو امتداد لقول بن غوريون ما أن نصبح أقوياء، وما أن نقيم دولتنا حتى نلغي قرار التقسيم، ونمد سلطتنا على كل أرض إسرائيل، إن الحرب لم تنته بعد، إنها باقية مائة عام أخرى". وهو الذي أعلن في أعقاب إعلان لجنة التحقيق التي يرأسها ميتشيل من أيام قليلة عن تقريرها وقالت فيه إن بناء المستعمرات هو الذي فجر الأوضاع في الضفة و[[غزة]] "إنه سيواصل تشجيع بناء المستعمرات، وإنه رصد مليار ونصف مليار شيكل لبناء مستوطنات جديدة وسيواصل تقديم التسهيلات لنشر المستعمرات في الضفة وغزة، بل وأوصى باقتطاع أجزاء من ميزانيات الوزارات في الكيان الصهيوني لدعم بناء المستعمرات.
شارون في [[1973]] هو شارون في [[1989]] وهو شارون نفسه في [[2001]]، شارون الذي أعلن في 5/[[1989]] "أن الضفة وغزة ليست بلادًا غريبة علينا، بل هي بلادنا، ولم تكن هناك دولة [[فلسطين]]ية فيهما أبدًا، ولسنا محتلين، بل نحن في مناطق إسرائيلية" هو الذي يقول في [[2001]]: إن أراضي وادي عربة غرب نهر [[الأردن]] أرض إسرائيلية وستبقى أرضًا إسرائيلية، ولا مفاوضات بشأنها، إنها تمثل القطاع الأمني الشرقي الحيوي لإسرائيل" وهو الذي يعلن في تبجح .
 
إن ما يجري اليوم ونحن في [[2001]] هو استمرار لحرب [[1947]]" وهو امتداد لقول بن غوريون ما أن نصبح أقوياء، وما أن نقيم دولتنا حتى نلغي قرار التقسيم، ونمد سلطتنا على كل أرض إسرائيل، إن الحرب لم تنته بعد، إنها باقية مائة عام أخرى".  
 
وهو الذي أعلن في أعقاب إعلان لجنة التحقيق التي يرأسها ميتشيل من أيام قليلة عن تقريرها وقالت فيه إن بناء المستعمرات هو الذي فجر الأوضاع في الضفة و[[غزة]] "إنه سيواصل تشجيع بناء المستعمرات، وإنه رصد مليار ونصف مليار شيكل لبناء مستوطنات جديدة وسيواصل تقديم التسهيلات لنشر المستعمرات في الضفة و[[غزة]]، بل وأوصى باقتطاع أجزاء من ميزانيات الوزارات في الكيان [[الصهيونية|الصهيوني]] لدعم بناء المستعمرات.


وأن ما قاله وما فعله شارون بالأمس وما يقوله ويفعله اليوم، هو أيضًا ما قاله ويقوله وما فعله ويفعله شامير، وجولدا مائير وبيجين من قبل وبيريز، وعزرا وايزمان، وكافة قيادات العصابة الصهيونية.
وأن ما قاله وما فعله شارون بالأمس وما يقوله ويفعله اليوم، هو أيضًا ما قاله ويقوله وما فعله ويفعله شامير، وجولدا مائير وبيجين من قبل وبيريز، وعزرا وايزمان، وكافة قيادات العصابة [[الصهيونية]].


يقول شامير: "ذهبت إلى مؤتمر مدريد، وفى نيتي التفاوض مع العرب لعشرين سنة أو أكثر"، أي أن التفاوض هو من أجل التفاوض وتضييع الوقت واللف والدوران بالعرب في متاهات التفاوض.
يقول شامير: "ذهبت إلى مؤتمر مدريد، وفى نيتي التفاوض مع العرب لعشرين سنة أو أكثر"، أي أن التفاوض هو من أجل التفاوض وتضييع الوقت واللف والدوران بالعرب في متاهات التفاوض.


وهو الذي كتب: "نحن في حاجة لعشرة ملايين يهودي لملء المناطق الفارغة في الضفة، لقد قامت دولة إسرائيل ليس من أجل الساكنين فيها فقط ولكن من أجل كل اليهود، لقد بنينا مجتمعًا ديمقراطيًا وحيدًا في المنطقة وأن كفاحنا من أجل خلاص إسرائيل مازال مستمرًا، والأعداء كثيرون ونواصل الكفاح من أجل خلاص أرض إسرائيل ومن أجل استكمال تجميع شعب إسرائيل... القدس عاصمة أبدية موحدة مطوية في روح اليهود، إن الصهيونية لم ينته دورها بعد، فما زال ثمة كثير من التحديات، ومن ثم فإن الحاجة ماسة لعشرة ملايين يهودي لملء الفراغ في نابلس والخليل والنقب وغور الأردن.
وهو الذي كتب: "نحن في حاجة لعشرة ملايين يهودي لملء المناطق الفارغة في الضفة، لقد قامت دولة إسرائيل ليس من أجل الساكنين فيها فقط ولكن من أجل كل [[اليهود]]، لقد بنينا مجتمعًا ديمقراطيًا وحيدًا في المنطقة وأن كفاحنا من أجل خلاص إسرائيل مازال مستمرًا، والأعداء كثيرون ونواصل الكفاح من أجل خلاص أرض إسرائيل ومن أجل استكمال تجميع شعب إسرائيل... [[القدس]] عاصمة أبدية موحدة مطوية في روح [[اليهود]]، إن [[الصهيونية]] لم ينته دورها بعد، فما زال ثمة كثير من التحديات، ومن ثم فإن الحاجة ماسة لعشرة ملايين يهودي لملء الفراغ في نابلس والخليل والنقب وغور [[الأردن]].
 


== وضع عربي مهلهل ==
== وضع عربي مهلهل ==
[[ملف:قادة العرب.jpg|تصغير|230بك|<center>'''القادة العرب'''</center>]]


[[ملف:قادة العرب.jpg|تصغير|230بك|<center>'''القادة العرب'''</center>]]الصورة التي يعكسها الواقع العربي، هي أكثر من مهلهلة، ممزقة، وإن كان التمزق قد ازداد وتضاعف بعد الخمسينيات، ومع وصول نظم الحكم التي اعتمدت النظريات والأفكار المستوردة، وأكدت على تهميش الشعوب مع حصارها وقهرها، وتنحية الدين عن الدنيا، وطمس الهوية والأصالة تحت شعار العصرنة والتحديث، ومن ثم كانت أكبر جريمة ارتكبت في حق هذه الأمة قد تمثلت في الحيلولة بينها وبين عيشها في ظلال شريعة ربها ومنهجه الرباني الذي كفل لها العزة والإباء، والتقدم والنهوض وتبوؤها موقع القيادة الريادة، وزودها بأكبر طاقة للعمل والإنجاز والعطاء، ورفض الضيم، وردع العدوان والسرعة في الحركة والاستجابة للملهوف والمظلوم أو المهضوم حقه أو المصادرة دياره وأرضه، فدفعها لتيسير الجيوش استجابة لصرخة مسلمة في أقصى الدولة نادت المعتصم فلبى نداءها أو استجابة لصرخة [[القدس]] حين نادت صلاح الدين فجيش لها جيوش الجهاد فحررتها وطهرتها من دنس المستعمر الغاصب.
الصورة التي يعكسها الواقع العربي، هي أكثر من مهلهلة، ممزقة، وإن كان التمزق قد ازداد وتضاعف بعد الخمسينيات، ومع وصول نظم الحكم التي اعتمدت النظريات والأفكار المستوردة، وأكدت على تهميش الشعوب مع حصارها وقهرها، وتنحية الدين عن الدنيا، وطمس الهوية والأصالة تحت شعار العصرنة والتحديث، ومن ثم كانت أكبر جريمة ارتكبت في حق هذه الأمة قد تمثلت في الحيلولة بينها وبين عيشها في ظلال شريعة ربها ومنهجه الرباني الذي كفل لها العزة والإباء، والتقدم والنهوض وتبوؤها موقع القيادة الريادة، وزودها بأكبر طاقة للعمل والإنجاز والعطاء، ورفض الضيم، وردع العدوان والسرعة في الحركة والاستجابة للملهوف والمظلوم أو المهضوم حقه أو المصادرة دياره وأرضه، فدفعها لتيسير الجيوش استجابة لصرخة مسلمة في أقصى الدولة نادت المعتصم فلبى نداءها أو استجابة لصرخة [[القدس]] حين نادت [[صلاح الدين]] فجيش لها جيوش [[الجهاد]] فحررتها وطهرتها من دنس المستعمر الغاصب.


لقد سجلنا بالأمس في مواثيقنا أن تحرير الأرض من النهر إلى البحر هو واجب كل عربي ومسلم، وأن التحرير لا سبيل ولا سلاح له إلا البندقية والمدفع والصاروخ ثم عدنا بعد نزع القضية من إطارها العربي والإسلامي فاعتمدنا التفاوض والحلول السياسية سبيلاً، لتحرير أو إقامة دويلة في الضفة وغزة وأعلنا في تخاذل أن السلام خيار استراتيجي، وأن الحوار سبيل حضاري وأن الغاصبين هم أبناء عمومة، ونحن الحريصون على حقن الدماء، وحشد الإمكانات للتنمية، ورضينا ببدعة المسارات، وبدعة الراعي الأمريكي أو الوصي الأمريكي، واعتمدنا الطريق إلى واشنطن طريقا للحج، حتى صرنا نحصد الحنظل على كل صعيد، بعد أن فقدنا استقلال القرار والإرادة، وبعد أن حدنا عن الطريق الوحيد والمضمون لتحرير كامل الأرض وبعد أن همشنا وحاصرنا الشعوب، حين فصلنا بين الدنيا والدين، وبين القضية والعقيدة الربانية الصحيحة التي لم يعتريها تبديل أو تحريف.
لقد سجلنا بالأمس في مواثيقنا أن تحرير الأرض من النهر إلى البحر هو واجب كل عربي ومسلم، وأن التحرير لا سبيل ولا سلاح له إلا البندقية والمدفع والصاروخ ثم عدنا بعد نزع القضية من إطارها العربي والإسلامي فاعتمدنا التفاوض والحلول السياسية سبيلاً، لتحرير أو إقامة دويلة في الضفة وغزة وأعلنا في تخاذل أن السلام خيار استراتيجي، وأن الحوار سبيل حضاري وأن الغاصبين هم أبناء عمومة، ونحن الحريصون على حقن الدماء، وحشد الإمكانات للتنمية، ورضينا ببدعة المسارات، وبدعة الراعي الأمريكي أو الوصي الأمريكي، واعتمدنا الطريق إلى واشنطن طريقا للحج، حتى صرنا نحصد الحنظل على كل صعيد، بعد أن فقدنا استقلال القرار والإرادة، وبعد أن حدنا عن الطريق الوحيد والمضمون لتحرير كامل الأرض وبعد أن همشنا وحاصرنا الشعوب، حين فصلنا بين الدنيا والدين، وبين القضية والعقيدة الربانية الصحيحة التي لم يعتريها تبديل أو تحريف.
سطر ٦٦: سطر ٧٥:
لقد حلت الفرقة والخلاف، وتلاشت القيم والمثل، وصارت أسلحتنا مستوردة مصوبة للداخل، وانتشر الجهل، وتأكد التأخر وهاجرت العقول المتميزة خارج الديار بعد أن ساد فيها حكم الزعيم الأوحد.
لقد حلت الفرقة والخلاف، وتلاشت القيم والمثل، وصارت أسلحتنا مستوردة مصوبة للداخل، وانتشر الجهل، وتأكد التأخر وهاجرت العقول المتميزة خارج الديار بعد أن ساد فيها حكم الزعيم الأوحد.


لقد دقت الطبول لكامب ديفيد، وقرعت لأوسلو، وانبرت أصوات تربت على النفاق تعلن أن المنادين بالجهاد سبيلاً لتحرير الأرض والديار، إنما يرفعون الشعارات الجوفاء، ولا يبالون بحقن الدماء، بل ينتشون حين تسيل وتسفك الدماء، ولا يعرفون الوجه الحضاري للتفاوض والحوار، ولا يهتمون بأن نفوز ونحظى بتقدير العالم وقواه، بانحيازنا إلى الحوار الحضاري ونبذنا للجهاد.
لقد دقت الطبول ل[[كامب ديفيد]]، وقرعت ل[[أوسلو]]، وانبرت أصوات تربت على النفاق تعلن أن المنادين بالجهاد سبيلاً لتحرير الأرض والديار، إنما يرفعون الشعارات الجوفاء، ولا يبالون بحقن الدماء، بل ينتشون حين تسيل وتسفك الدماء، ولا يعرفون الوجه الحضاري للتفاوض والحوار، ولا يهتمون بأن نفوز ونحظى بتقدير العالم وقواه، بانحيازنا إلى الحوار الحضاري ونبذنا للجهاد.


وتواصلت حملات الهجوم على المنادين بإعادة القضية إلى عروبتها وإلى إسلاميتها حتى استيقظ أهل التفاوض على الحقيقة المرة في كامب ديفيد، وصاروا يعيشون الحقيقة الأشد مرارة وقسوة والحصار الإجرامي مضروب ومتواصل حول الضفة وغزة.
وتواصلت حملات الهجوم على المنادين بإعادة القضية إلى عروبتها وإلى إسلاميتها حتى استيقظ أهل التفاوض على الحقيقة المرة في [[كامب ديفيد]]، وصاروا يعيشون الحقيقة الأشد مرارة وقسوة والحصار الإجرامي مضروب ومتواصل حول الضفة و[[غزة]].
 
وقصف العزل الأبرياء متواصل لا يتوقف وقرارات قمتين عربيتين بدعم الانتفاضة ودعم القدس، مجمدة دون تنفيذ، فلا يحظى المحاصرون الأبرياء إلا ببيانات الاستنكار والشجب، أو مناشدة المنظمات الدولية التدخل، حتى ارتفع صوت رئيس المجلس الوطني في مؤتمر طهران لنصرة الانتفاضة: لقد كانت أوسلو مهزلة"


وقصف العزل الأبرياء متواصل لا يتوقف وقرارات قمتين عربيتين بدعم الانتفاضة ودعم [[القدس]]، مجمدة دون تنفيذ، فلا يحظى المحاصرون الأبرياء إلا ببيانات الاستنكار والشجب، أو مناشدة المنظمات الدولية التدخل، حتى ارتفع صوت رئيس المجلس الوطني في مؤتمر طهران لنصرة الانتفاضة: لقد كانت أوسلو مهزلة"


== طريق الانتصار والتحرير ==
== طريق الانتصار والتحرير ==
إن الطريق واضح والانتصار عبره مضمون، والوصول إلى تحرير الأرض كاملة من خلاله مضمون، إلا أن له متطلبات يأتي في مقدمتها، أن نؤكد عروبة وإسلامية القضية بالقول والعمل ونعتمد [[الجهاد]] سبيلا للخلاص والتحرير، والعزة والكرامة.


إن الطريق واضح والانتصار عبره مضمون، والوصول إلى تحرير الأرض كاملة من خلاله مضمون، إلا أن له متطلبات يأتي في مقدمتها، أن نؤكد عروبة وإسلامية القضية بالقول والعمل ونعتمد الجهاد سبيلا للخلاص والتحرير، والعزة والكرامة.
إن العودة بالقضية إلى إسلاميتها يعني تأكيد الوحدة ال[[فلسطين]]ية، وتأكيد اجتماع صفها وكلمتها على المشاركة في القرار، والمشاركة في العمل وأن يكون القرار والعمل نابعين من مفهومهما [[الإسلام]]ي، الأمر الذي يستدعي تواصل الانتفاضة ونبذ التفاوض والنفس الطويل في التحمل وقطع الطريق على كافة المحاولات الرامية لتشتيت الصف أو بث الفرقة بين أهل الانتفاضة.
 
إن العودة بالقضية إلى إسلاميتها يعني تأكيد الوحدة الفلسطينية، وتأكيد اجتماع صفها وكلمتها على المشاركة في القرار، والمشاركة في العمل وأن يكون القرار والعمل نابعين من مفهومهما الإسلامي، الأمر الذي يستدعي تواصل الانتفاضة ونبذ التفاوض والنفس الطويل في التحمل وقطع الطريق على كافة المحاولات الرامية لتشتيت الصف أو بث الفرقة بين أهل الانتفاضة.
 
كما أن العودة بالقضية يفرض بالطبع على كافة الحكومات العربية والإسلامية أن تعيد النظر في السياسات، والاتجاهات، على الصعيد الداخلي والخارجي وإزالة الجفوة والجفاء بينها وبين الشعوب، كي تتحقق الوحدة في كل قطر على الأصول الصحيحة، ويصبح الطريق ممهدًا للوحدة على المستوى العربي والإسلامي وأسلمة السياسات والتوجهات وسبل ووسائل العيش والحياة، وبرامج التعليم والثقافة والإعلام في تأكيد على تمتع الشعوب بحقوقها، للتأكيد على توثيق العلاقات والصلات بينها وبين حكوماتها وهو ما يدفع الجميع لحشد كافة الإمكانات والطاقات لمواجهة حاسمة لابد آتية مع عدو غاصب متبجح، فلا يكون إلا النصر أو الشهادة، وصدق الله العظيم: ('''إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ)'''.


كما أن العودة بالقضية يفرض بالطبع على كافة الحكومات العربية و[[الإسلام]]ية أن تعيد النظر في السياسات، والاتجاهات، على الصعيد الداخلي والخارجي وإزالة الجفوة والجفاء بينها وبين الشعوب، كي تتحقق الوحدة في كل قطر على الأصول الصحيحة، ويصبح الطريق ممهدًا للوحدة على المستوى العربي و[[الإسلام]]ي وأسلمة السياسات والتوجهات وسبل ووسائل العيش والحياة، وبرامج التعليم والثقافة والإعلام في تأكيد على تمتع الشعوب بحقوقها، للتأكيد على توثيق العلاقات والصلات بينها وبين حكوماتها وهو ما يدفع الجميع لحشد كافة الإمكانات والطاقات لمواجهة حاسمة لابد آتية مع عدو غاصب متبجح، فلا يكون إلا النصر أو الشهادة، وصدق الله العظيم: ('''إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ)'''.


{{روابط جهود الإخوان نحو فلسطين}}


[[تصنيف:صفحة مراجعة]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:رسائل المرشدين]]
[[تصنيف:رسائل المرشدين]]
[[تصنيف:رسائل الأستاذ مصطفي مشهور]]
[[تصنيف:رسائل الأستاذ مصطفي مشهور]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١١:٠٩، ٤ يوليو ٢٠١٢

إبعاد القضية عن هويتها وأصالتها

فضيلة المرشد العام الأستاذ / مصطفي مشهور

مقدمة

الأستاذ مصطفي مشهور

الإعلام اليومي بكافة وسائله وعلى كافة ساحاته – لا يكاد يخلو من أخبار المجازر الإجرامية التي نصبها السفاح الصهيوني شارون للأشقاء الفلسطينيين في الضفة وغزة.

سقوط عشرات الشهداء، وعشرات الجرحى والمعوقين: المزيد من التدمير اليومي للمنازل، التجريف المتواصل للأراضي، الضغوط الحياتية الرهيبة التي يسببها الحصار المحكم بحلقاته المختلفة حول المدن والقرى، وحول القطاع والضفة بكاملها، ولقد أصبح حتى أطفال المسلمين في فلسطين يقتلون وجثثهم تسبح في بركة من الدماء.

الإعلام اليومي، أيضًا لا يكاد يخلو من الأخبار الرسمية التي تجسد الواقع العربي المؤلم، فمازلنا نحلم بتفعيل دور للأمم المتحدة، ومازلنا نأمل في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن، ومازلنا نطمع في حياد أمريكي، ومازلنا نترقب تحولاً أوربيًا عن موقف الممالأة والتأييد للكيان الصهيوني، إلى موقف الدعم والتعاطف مع العرب، ومازلنا ننتظر في لهفة دورًا لموسكو على ساحتنا أو تفعيلاً لدورها كراعٍ مشارك لواشنطن فيما يسمى بعملية السلام، إضافة إلى مناشدة المجتمع الدولي التحرك لتوفير الأمن للأشقاء الفلسطينيين المحاصرين في الضفة وغزة والذين يتعرضون لأقسى أنواع البطش وسفك الدماء والتجويع والترهيب تحت سمع وبصر، المجتمع الدولي، والرأي العام العالمي، والمنظمات الدولية، وبتأييد أمريكي، وبرضًا أوربي، وبقبول روسي.

مسلسل الحقائق والوقائع منذ 1897 على وجه الخصوص وحتى اليوم يضع أمامنا صورتين واضحتي الملامح والأبعاد، بينهما تمام التناقض، أحدهما للكيان الصهيوني الغاصب، والثانية للعرب الرسميين، المغتصبة ديارهم، المسلوبة حقوقهم المنتهكة حرمات شعوبهم، المصادرة حريات وحق الحياة لأمتهم.

منذ 1897 واليهود المستعمرون الغاصبون يعتمدون العمل والفعل، ويسخرون كل ما يملكون وما يملك غيرهم من إمكانات، وفى إطار خطة واضحة المعالم والأبعاد للوصول إلى أهدافهم..

دولة بعد خمسين عامًا، ووطن قومي بعد مائة عام.

على مدى ما يزيد على المائة عام على بداية الخطة اليهودية لغزو وطننا العربي والإسلامي من أجل إقامة دولة على أرضنا ووسط ديارنا ثم وطن قومي على أطلالنا وأشلائنا يمتد فوق أهم وأخطر رقعة منبينها:صار من السهل رصد مجموعة من الحقائق من بينها:

• الالتزام من قبل كافة القيادات الصهيونية بالعمل في إطار الخطة الموضوعة وفى المشاركة في القرار والعمل.

• أن يصاحب العمل القول، مع التقاء اليهود كأفراد مع اليهود كقيادات على الخطة، واستخدام كل السبل والوسائل لتحقيق الغاية.

• وجود عقيدة تفعّل وتحرك، وتدفع وتثير رغم ما اعتراها من تغيير وتبديل وتحريف وتزييف.

• تسخير وسائل الإعلام، والثقافة والتعليم لزرع الفكر والمعتقد، وترسيخ الغاية والهدف، وحشد كل نوازع البغض والحقد والكراهية لأصحاب الأرض الأصليين، ونزع كافة أسباب وعوامل التعاطف معهم، وفى نفس الوقت مضاعفة على المستوى الخارجي لكسب الدعم والتأييد للسياسات والأدوار.

• اعتماد القوة العسكرية والتفوق في السلاح والذراع الطويلة المسلحة، كوسيلة رئيسة للمد والامتداد والترهيب والترويع ودفع العرب لليأس والإحباط، ثم الاستسلام والرضوخ.

على مدى أكثر من مائة عام، وبعد أن حقق اليهود الغاصبين الدولة، وامتدوا اقتصادًا وعلاقات وتطبيقًا واتفاقات ووجودًا إلى أطراف الوطن القومي، لم نلحظ تراجعًا عن الأهداف، ولا اختلافًا بين القيادات الصهيونية حول الغايات، ولا هوة ولا فجوة بين الأفراد والزعامات حول السبل والغايات، ولا تهميشًا من الزعامات، للأفراد، ولا قعودًا أو كللاً في المؤسسات والتنظيمات على مستوى الكيان الغاصب أو خارجه، والأمثلة من خلال الواقع عديدة وعلى سبيل المثال:

السفاح الصهيوني شارون يدنس المسجد الأقصى فى حماية جنوده

في 1989 أعلن شارون عن مشروعه للتعامل مع أراضي 1967 أي الضفة وغزة اللتين تم احتلالهما في مأساة 1967 سجل فيه كل ما يقوم بتنفيذه منذ تولي رئاسة الوزارة في الكيان الصهيوني الغاصب في فبراير 2001 وما نهض به إبان اشتراكه في الوزارات السابقة لقد أكد في مشروعه على:

• التخلص من قيادات الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في الضفة وغزة 1987 بالإبعاد الجماعي أو غير الإبعاد، مع مصادرة المؤسسات الفلسطينية في القدس والضفة وغزة لتجفيف التمويل، ومصادرة مصادر العيش.

• استخدام كل الوسائل والضغوط لحل جميع المنظمات المسلحة في كافة الدول العربية وتجميدها.

• تعزيز وتوسيع الانتشار الاستيطاني في القدس والضفة وغزة، مع فصل القدس، وتوسيع محيطها.

• زرع المستوطنات الصغيرة والكبيرة في الضفة وغزة وإقامة نقاط المراقبة والقواعد العسكرية فيها، لتأكيد الفصل بين التجمعات البشرية الفلسطينية.

• منع إقامة دولة فلسطينية والطريق الأنجع لتحقيق وتأكيد ذلك هو منع وجود أى اتصال أو امتداد فلسطيني جغرافي في الضفة وغزة مما يوجب عزل التجمعات البشرية في جنين ونابلس وبيت لحم، ورام الله، وقطع الاتصال فيما بينها.

القدس عاصمة موحدة لليهود.

• إطلاق حرية العمل والتصرف للجيش والموساد والتنظيمات الأمنية.

• اتفاقية للحكم الذاتي في إطار السكان وشئونهم، ولا علاقة له بالأرض.

شارون في 1973 هو شارون في 1989 وهو شارون نفسه في 2001، شارون الذي أعلن في 5/1989 "أن الضفة وغزة ليست بلادًا غريبة علينا، بل هي بلادنا، ولم تكن هناك دولة فلسطينية فيهما أبدًا، ولسنا محتلين، بل نحن في مناطق إسرائيلية" هو الذي يقول في 2001: إن أراضي وادي عربة غرب نهر الأردن أرض إسرائيلية وستبقى أرضًا إسرائيلية، ولا مفاوضات بشأنها، إنها تمثل القطاع الأمني الشرقي الحيوي لإسرائيل" وهو الذي يعلن في تبجح .

إن ما يجري اليوم ونحن في 2001 هو استمرار لحرب 1947" وهو امتداد لقول بن غوريون ما أن نصبح أقوياء، وما أن نقيم دولتنا حتى نلغي قرار التقسيم، ونمد سلطتنا على كل أرض إسرائيل، إن الحرب لم تنته بعد، إنها باقية مائة عام أخرى".

وهو الذي أعلن في أعقاب إعلان لجنة التحقيق التي يرأسها ميتشيل من أيام قليلة عن تقريرها وقالت فيه إن بناء المستعمرات هو الذي فجر الأوضاع في الضفة وغزة "إنه سيواصل تشجيع بناء المستعمرات، وإنه رصد مليار ونصف مليار شيكل لبناء مستوطنات جديدة وسيواصل تقديم التسهيلات لنشر المستعمرات في الضفة وغزة، بل وأوصى باقتطاع أجزاء من ميزانيات الوزارات في الكيان الصهيوني لدعم بناء المستعمرات.

وأن ما قاله وما فعله شارون بالأمس وما يقوله ويفعله اليوم، هو أيضًا ما قاله ويقوله وما فعله ويفعله شامير، وجولدا مائير وبيجين من قبل وبيريز، وعزرا وايزمان، وكافة قيادات العصابة الصهيونية.

يقول شامير: "ذهبت إلى مؤتمر مدريد، وفى نيتي التفاوض مع العرب لعشرين سنة أو أكثر"، أي أن التفاوض هو من أجل التفاوض وتضييع الوقت واللف والدوران بالعرب في متاهات التفاوض.

وهو الذي كتب: "نحن في حاجة لعشرة ملايين يهودي لملء المناطق الفارغة في الضفة، لقد قامت دولة إسرائيل ليس من أجل الساكنين فيها فقط ولكن من أجل كل اليهود، لقد بنينا مجتمعًا ديمقراطيًا وحيدًا في المنطقة وأن كفاحنا من أجل خلاص إسرائيل مازال مستمرًا، والأعداء كثيرون ونواصل الكفاح من أجل خلاص أرض إسرائيل ومن أجل استكمال تجميع شعب إسرائيل... القدس عاصمة أبدية موحدة مطوية في روح اليهود، إن الصهيونية لم ينته دورها بعد، فما زال ثمة كثير من التحديات، ومن ثم فإن الحاجة ماسة لعشرة ملايين يهودي لملء الفراغ في نابلس والخليل والنقب وغور الأردن.

وضع عربي مهلهل

القادة العرب

الصورة التي يعكسها الواقع العربي، هي أكثر من مهلهلة، ممزقة، وإن كان التمزق قد ازداد وتضاعف بعد الخمسينيات، ومع وصول نظم الحكم التي اعتمدت النظريات والأفكار المستوردة، وأكدت على تهميش الشعوب مع حصارها وقهرها، وتنحية الدين عن الدنيا، وطمس الهوية والأصالة تحت شعار العصرنة والتحديث، ومن ثم كانت أكبر جريمة ارتكبت في حق هذه الأمة قد تمثلت في الحيلولة بينها وبين عيشها في ظلال شريعة ربها ومنهجه الرباني الذي كفل لها العزة والإباء، والتقدم والنهوض وتبوؤها موقع القيادة الريادة، وزودها بأكبر طاقة للعمل والإنجاز والعطاء، ورفض الضيم، وردع العدوان والسرعة في الحركة والاستجابة للملهوف والمظلوم أو المهضوم حقه أو المصادرة دياره وأرضه، فدفعها لتيسير الجيوش استجابة لصرخة مسلمة في أقصى الدولة نادت المعتصم فلبى نداءها أو استجابة لصرخة القدس حين نادت صلاح الدين فجيش لها جيوش الجهاد فحررتها وطهرتها من دنس المستعمر الغاصب.

لقد سجلنا بالأمس في مواثيقنا أن تحرير الأرض من النهر إلى البحر هو واجب كل عربي ومسلم، وأن التحرير لا سبيل ولا سلاح له إلا البندقية والمدفع والصاروخ ثم عدنا بعد نزع القضية من إطارها العربي والإسلامي فاعتمدنا التفاوض والحلول السياسية سبيلاً، لتحرير أو إقامة دويلة في الضفة وغزة وأعلنا في تخاذل أن السلام خيار استراتيجي، وأن الحوار سبيل حضاري وأن الغاصبين هم أبناء عمومة، ونحن الحريصون على حقن الدماء، وحشد الإمكانات للتنمية، ورضينا ببدعة المسارات، وبدعة الراعي الأمريكي أو الوصي الأمريكي، واعتمدنا الطريق إلى واشنطن طريقا للحج، حتى صرنا نحصد الحنظل على كل صعيد، بعد أن فقدنا استقلال القرار والإرادة، وبعد أن حدنا عن الطريق الوحيد والمضمون لتحرير كامل الأرض وبعد أن همشنا وحاصرنا الشعوب، حين فصلنا بين الدنيا والدين، وبين القضية والعقيدة الربانية الصحيحة التي لم يعتريها تبديل أو تحريف.

لقد حلت الفرقة والخلاف، وتلاشت القيم والمثل، وصارت أسلحتنا مستوردة مصوبة للداخل، وانتشر الجهل، وتأكد التأخر وهاجرت العقول المتميزة خارج الديار بعد أن ساد فيها حكم الزعيم الأوحد.

لقد دقت الطبول لكامب ديفيد، وقرعت لأوسلو، وانبرت أصوات تربت على النفاق تعلن أن المنادين بالجهاد سبيلاً لتحرير الأرض والديار، إنما يرفعون الشعارات الجوفاء، ولا يبالون بحقن الدماء، بل ينتشون حين تسيل وتسفك الدماء، ولا يعرفون الوجه الحضاري للتفاوض والحوار، ولا يهتمون بأن نفوز ونحظى بتقدير العالم وقواه، بانحيازنا إلى الحوار الحضاري ونبذنا للجهاد.

وتواصلت حملات الهجوم على المنادين بإعادة القضية إلى عروبتها وإلى إسلاميتها حتى استيقظ أهل التفاوض على الحقيقة المرة في كامب ديفيد، وصاروا يعيشون الحقيقة الأشد مرارة وقسوة والحصار الإجرامي مضروب ومتواصل حول الضفة وغزة.

وقصف العزل الأبرياء متواصل لا يتوقف وقرارات قمتين عربيتين بدعم الانتفاضة ودعم القدس، مجمدة دون تنفيذ، فلا يحظى المحاصرون الأبرياء إلا ببيانات الاستنكار والشجب، أو مناشدة المنظمات الدولية التدخل، حتى ارتفع صوت رئيس المجلس الوطني في مؤتمر طهران لنصرة الانتفاضة: لقد كانت أوسلو مهزلة"

طريق الانتصار والتحرير

إن الطريق واضح والانتصار عبره مضمون، والوصول إلى تحرير الأرض كاملة من خلاله مضمون، إلا أن له متطلبات يأتي في مقدمتها، أن نؤكد عروبة وإسلامية القضية بالقول والعمل ونعتمد الجهاد سبيلا للخلاص والتحرير، والعزة والكرامة.

إن العودة بالقضية إلى إسلاميتها يعني تأكيد الوحدة الفلسطينية، وتأكيد اجتماع صفها وكلمتها على المشاركة في القرار، والمشاركة في العمل وأن يكون القرار والعمل نابعين من مفهومهما الإسلامي، الأمر الذي يستدعي تواصل الانتفاضة ونبذ التفاوض والنفس الطويل في التحمل وقطع الطريق على كافة المحاولات الرامية لتشتيت الصف أو بث الفرقة بين أهل الانتفاضة.

كما أن العودة بالقضية يفرض بالطبع على كافة الحكومات العربية والإسلامية أن تعيد النظر في السياسات، والاتجاهات، على الصعيد الداخلي والخارجي وإزالة الجفوة والجفاء بينها وبين الشعوب، كي تتحقق الوحدة في كل قطر على الأصول الصحيحة، ويصبح الطريق ممهدًا للوحدة على المستوى العربي والإسلامي وأسلمة السياسات والتوجهات وسبل ووسائل العيش والحياة، وبرامج التعليم والثقافة والإعلام في تأكيد على تمتع الشعوب بحقوقها، للتأكيد على توثيق العلاقات والصلات بينها وبين حكوماتها وهو ما يدفع الجميع لحشد كافة الإمكانات والطاقات لمواجهة حاسمة لابد آتية مع عدو غاصب متبجح، فلا يكون إلا النصر أو الشهادة، وصدق الله العظيم: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ).

للمزيد عن جهود الإخوان تجاه فلسطين وحرب 1948م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

.

تابع أحداث في صور

وصلات فيديو

أقرأ-أيضًا.png
مرشدو الإخوان والقضية الفلسطينية
الإمام حسن البنا والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد حامد أبو النصر والقضية الفلسطينية

الأستاذ مصطفي مشهور والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد المأمون الهضيبي والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

تابع الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

الدكتور محمد بديع والقضية الفلسطينية