أكتوبر.. الاعتقالات ضد الإخوان متواصلة!!
كتب- خالد عفيفي:
شهد شهر أكتوبر مواصلة النظام المصري حملته ضد جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث شنَّت قوات الأمن حملات مسعورة طالت 115 من قيادات وأعضاء الجماعة، كان أكثر من نصفهم بسبب الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها الجماعة في مختلف المحافظات لنصرة المسجد الأقصى المبارك ضد مخططات الصهاينة.
وشهدت محافظة الدقهلية حملة غير مسبوقة اعتُقل فيها 47 من قيادات ورموز الإخوان بالمحافظة، خالفت فيها وزارة الداخلية أحكام القانون مخالفةً فجةً؛ فأمرت باعتقال 27 منهم قبل انقضاء مدة الحبس الاحتياطي التي أمرت بها النيابة، في حين تم حبس الباقين.
وكانت محافظة الشرقية صاحبة الحظ الأكبر في الاعتقالات من حيث العدد في هذا الشهر؛ حيث تم القبض على 56 من قيادات ورموز الإخوان بها، أطلقت الأجهزة الأمنية سراح 10 منهم، فيما أمرت باعتقال 17 آخرين على الرغم من حصولهم على أحكام قضائية بالإفراج.
ولم يخل شهر أكتوبر من ممارسة وزارة الداخلية لهوايتها المفضلة في تحدي أحكام القضاء، وأصدرت قرار اعتقال لمحمد سويدان مسئول المكتب الإداري لإخوان البحيرة و11 من قيادات الجماعة بالمحافظة في مقدمتهم د. محمد جمال حشمت عضو مجلس الشعب السابق، على الرغم من حصولهم على حكمين قضائيين بالإفراج!!.
ولعل المشهد الأبرز في القضية (404 لسنة 2009م حصر أمن دولة عليا) خلال شهر أكتوبر هو جلسة محكمة شمال القاهرة (الدائرة 14 جنايات)، والتي رفض فيها المستشار عبد الله أبو هاشم الاستئناف الذي تقدمت به هيئة الدفاع ضد استمرار حبس الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب وعضو مكتب الإرشاد، وهي الجلسة التي شارك فيها عدد من رموز القانون بمصر في الدفاع عن د. أبو الفتوح.
وكان المشهد الآخر في يوم 19 أكتوبر؛ حيث قررت محكمة جنايات القاهرة للمرة الرابعة، الإفراج عن الدكتور أسامة نصر الدين عضو مكتب الإرشاد و12 من قيادات الإخوان، لينتظروا حتى كتابة هذه السطور الفترة التي يُسمح للداخلية فيها بالاعتراض على الحكم وتحديد جلسة أخرى بمحكمة الجنايات.
وفي خطوات متتالية اعتبرها عبد المنعم عبد المقصود محامي جماعة الإخوان تأكيدًا على تلفيق وفبركة القضية؛ أخلت نيابة أمن الدولة العليا سبيل 4 من قيادات الإخوان ممن سبق اعتقالهم مع د. أبو الفتوح.
ولا زال قيادات الإخوان من رهائن العسكرية في الأضواء وعلى ساحة الأحداث، ففي أول مرة يتم اللجوء إلى محكمة النقض العسكرية بالطعن على أحد قرارات المحكمة العسكرية العليا؛ أجَّلت النقض نظر الطعن الذي تقدَّمت به هيئة الدفاع ضد حكم المحكمة العسكرية العليا في 15 أبريل 2008م، بحبس المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين، و17 من قيادات الإخوان إلى جلسة الثلاثاء 3 نوفمبر الجاري لاستكمال مرافعات الدفاع.
وفي السياق ذاته، أجَّلت محكمة القضاء الإداري 13 استشكالاً للإفراج الشرطي عن 13 من قيادات الإخوان المسجونين؛ نتيجة القضية العسكرية للمهندس خيرت الشاطر وإخوانه؛ ممن أتموا ثلاثة أرباع مدة العقوبة (3 سنوات) إلى جلسة 12 يناير المقبل.
ووصل عدد قرارات الاعتقال التي التفَّت فيها وزارة الداخلية على أحكام القضاء خلال أكتوبر 72 قرارًا بحق قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، حازت محافظة الشرقية على 22 منها، فيما بلغ نصيب المنوفية 9 قرارات، و5 قرارات بمحافظات مختلفة، فضلاً عن مجموعة سويدان بالبحيرة ومجموعة الـ24 بالدقهلية.
وبعد نحو 115 يومًا من الاعتقال أطلقت الأجهزة الأمنية سراح الدكتور محمود حسين أستاذ الهندسة المدنية وعضو مكتب الإرشاد، والدكتور محمد كمال أستاذ الأنف والأذن ومسئول المكتب الإداري لإخوان أسيوط، فيما أصدرت محكمة جنايات القاهرة أحكامًا قضائية بالإفراج عن 6 من قيادات الإخوان بالوجه القبلي ورفضت تظلم 3 آخرين، ممن سبق اعتقالهم مع د. محمود حسين.
وبذلك يصل إجمالي من تم إطلاق سراحهم خلال الشهر إلى 44، 22 منهم بالشرقية، و14 بالبحيرة، فضلاً عن 2 بالسويس، و4 ضمن مجموعة د. عبد المنعم أبو الفتوح.
ودفع الإخوان ضريبة تضامنهم مع المسجد الأقصى المبارك من حريتهم؛ حيث واجهت أجهزة الأمن الفعاليات التي نظموها في عدد من المحافظات بالقبض على 53 منهم، جاءت محافظة الشرقية في المقدمة؛ حيث اعتقل 41 من قياداتها ورموزها، بالإضافة إلى 9 من رموز الإخوان بالبحيرة، و3 بمحافظة السويس.
واستخفافًا بمعاناة الأهالي التي يلاقونها في زيارة ذويهم؛ تعمدت وزارة الداخلية زيادة تلك المعاناة؛ حيث نقلت 24 من إخوان السويس من سجن المرج القريب إلى حد كبير من منازل الأهالي، ووزعتهم على 3 مجموعات منفصلة بسجون: برج العرب، ودمنهور العمومي، ووادي النظرون.
وفي معاناة من شكل آخر كاد الإهمال الطبي بسجن المرج أن يودي بحياة أحد معتقلي الإخوان ضمن مجموعة الـ33 من السويس؛ بعد تعرضه لغيبوبة سكر وعدم توافر عقار الأنسولين، أو توافر ثلاجات لحفظ العقار، وغياب طبيب السجن.
وأوضحت منظمة "الكرامة" لحقوق الإنسان أن المهندس أيمن إبراهيم الدسوقي (43 عامًا) بهيئة موانئ البحر الأحمر، والمحتجز بسجن المرج ضمن مجموعة الـ33 بالسويس التي ألقي القبض عليها أغسطس الماضي، تعرض لغيبوبة سكر حادة يوم 23 أكتوبر لعدم توافر عقار الأنسولين أو ثلاجات؛ مما أدى إلى سوء حالته، الأمر الذي دفع بزملائه "للخبط" على الأبواب، وقال لهم الحارس إن طبيب السجن غير موجود، وبعد ساعتين حضر الطبيب وقام بنقله إلى المستشفى في حالة حرجة.
ولم يسلم طلاب الإخوان المسلمين من حملات الاعتقال المسعورة؛ حيث اعتقلت قوات الأمن 10 من طلاب كلية الهندسة بجامعة الزقازيق على خلفية دفاعهم عن أنفسهم ضد اعتداءات أمن الجامعة بالإضافة إلى مجموعات من البلطجية.
وعلى الرغم من قرار النيابة بإخلاء سبيل 5 من الطلاب، إلا أن وزارة الداخلية ضربت عرض الحائط بمستقبلهم وأصدرت بحقهم قرارات اعتقال.
المصدر
- خبر: أكتوبر.. الاعتقالات ضد الإخوان متواصلة!! موقع اخوان اون لاين