ولو ... بان كي مون أفندي
بقلم : معتصم حمادة
هو السيد بان كي مون, الأمين العام للأمم المتحدة, التي يستظل اللاجئون الفلسطينيون تحت رايتها الزرقاء.
والتالي هو ممثلهم في الجانب الإنساني أمام المجتمع الدولي. فاللاجئون, كما تعرفون لا يحملون جنسية, وإن كانت هويتهم فلسطينية. هويتهم هي الأمم المتحدة.
ونحن أطلقنا عليه, تحبباً, لقب الأفندي, لنزيح الحواجز بيننا وبينه, أليس هو <<رئيسنا>> ورئيس الأمم المتحدة. ولأنه رئيسنا (مجازاً) وجب علينا أن نحبه. ولأننا نحبه يحق لنا أن نعاتبه, وكما قيل, فإن العتب على قدر المحبة.
بان كي مون أفندي جاء لبنان زائراً, باعتباره حمامة سلام. وهذا أمر يثلج صدرنا.
أن يكون حامل رايتنا, راية الأمم المتحدة حمامة السلام.
استقل مروحيته, وعليها علامة كبرى تشير إلى أنه مروحية سلام. شعار <<اليو ـ إن>> كان كبيراً, بحيث يقرأه الجميع من بعيد فلا يستهدف المروحية برشاشاته أو صواريخه الـ ميم ـ ط/ (أي المضادة للطيران).
بان كي مون أفندي جاء لبنان ليتوسط بين الأخوة الأشقاء اللبنانيين كي يتوافقوا على اختيار رئيس جديد لبلادهم خلفاً للرئيس الذي توشك ولايته على الانتهاء أميل لحود.
إذن بان كي مون أفندي حريص على لبنان.
رغم أن في لبنان رئيساً للبلاد, ورئيس حكومة, ورئيس مجلس نواب, وقائداً للجيش, وللأمن الداخلي. ولديه كل المؤسسات الواجبة لقيام دولة. ومع ذلك جاء بان كي مون أفندي ليرعى عملية دستورية لبنانية. وبعدما أنهى بان كي مون أفندي زيارته إلى لبنان, حمل نفسه (كما يقولون) وسافر.
بان كي مون أفندي نسي أن في لبنان تجمعاً للاجئين الفلسطينيين يستظلون الراية التي جاء هو تحتها ـ راية (اليو ـ إن) الزرقاء.
ونسي بان كي مون أفندي أن في شمال لبنان مخيماً اسمه نهر البارد وتحول ركاماً, بفعل الحرب التي دارت بين الجيش اللبناني وعصابات الإرهاب التابعة لشاكر العبسي, والتي أدانها بان كي مون أفندي نفسه.
ولأنه نسي... فقد تجاهل هذه التجمعات من اللاجئين, وتجاهل مخيم نهر البارد, ولم يطل على هذا كله لا بزيارة <<ميدانية>> ـ كما يقولون, ولا بإطلالة من فوق من مروحيته المزركشة والجميلة.
تركنا بان كي مون أفندي, بلا كلمة مرحباً, وبلا كلمة وداعاً...
حتى أنت يا بان كي مون أفندي...
حتى أنت أيها الأمين العام للأمم المتحدة.
المصدر
- مقال:ولو ... بان كي مون أفنديالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات