هاتوا الحديد وسلحوا الأسوار

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
هاتوا الحديد وسلحوا الأسوار

بقلم:أ.د. محمود السيد داود

أستاذ السياسة الشرعية المشارك بكلية الآداب ـ جامعة البحرين

بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيونى ، وبناء على الاتفاق الأمنى بينهما (رايس ـ ليفنى ) فى 16/ 1 / 2009، تقيم الحكومة المصرية ماعرف بالجدار الفولاذى على الحدود بين مصر وقطاع غزة، للمزيد من الضغط على حماس والمقاومة الإسلامية فى غزة، وفى ذلك دعم لسياسة الجدر التى يلجأ إليها اليهود ويشير إليها القرآن بقوله (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) الحشر آية رقم 14، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.


هاتوا الحديد .. وسلحوا الأسوارا

وابنوا لكل الخائنين جدارا

وإذا أردتم .. سلحوا أثوابكم

وبكل عين سلحوا الأشفارا

وابنوا السدود على معابر غزة

وانووا لها طول السنين حصارا

وإذا استطعتم أسقطوا من فوقها

شمس السماء وبعثروا الأقمارا

ومن المجامع قرروا منع الهوا

من أن يمس الغصن والأشجارا

ألا تمر على المقابر نسمة

فتمس فى بطن الثرى أحرارا

ألا تعيش بأرض غزة نبتة

فتبث فى أنقاضها الأزهارا

ألا تروا فى ساحة قدسية

تدعو إلى قذف العدا أحجارا

هاتوا الحديد .. وسلحوا أسواركم

فلقد رأيتم ماردا جبارا

وإذا ارتعدتم بعد ذلك أشعلوا

فى نفس كل الخائفين النارا


ياغزة الأبطال ماذا فى الحشا

ماذا لديك يزلزل الأقطارا

ماذا لديك من العتاد وسره

ماذا ؟ وقد فضح العدو نهارا

ماذا لديك وقد رأى أعداؤنا

عند القذائف بالحصى أسرارا

ماذا لديك وقد تورم كيدهم

وجنوا به فى العالمين العارا

ماذا لديك وقد توقف عقلهم

لما رأوا من غزة الإعصارا

جمعوا الجيوش لكى يفك أسيرهم

ولكى يفتوا العزم والإصرارا


ولكى ينالوا من "حماس" حياتها

يستأصلون الطهر والأطهارا


وليسقطوا بالقهر حكم "هنية"

ويحكموا من بعده الأشرارا

فاستخدموا فى الرمى كل محرم

وبرميهم ملأوا السما أمطارا

لكنهم فشلوا .. وخابت دولة

قامت على نهب الحقوق جهارا

لكنهم عجزوا .. وخابت أمة

قامت ترد لربها الأقدارا

تاقوا إلى سفك الدماء فأشربوا

بالذل من كأس الردى أنهارا

ظنوا بأن الكون رهن إشارة

فإذا المكون فوقهم قهارا

هاتوا الحديد .. وسلحوا أسواركم

لا تتركوا جند اليهود حيارى

لن يهدأوا .. لا .. لن يقر قرارهم

ستظل شاخصة لهم أبصارا

حتى يروا جدرا تؤمن خوفهم

ويرون من بعد الجدار جدارا


واليوم وا أسفى .. بمصر جدارهم مصر التى قد هدت الأسوارا


مصر التى أهدت شقائق دربها

روح الكفاح وبثت الأنوارا

مصر التى حظيت بكل نفيسة

وحضارة تتجاوز الأعمارا

مصر التى سادت وساد شبابها

لما بدا فوق التتار تتارا

اليوم وا أسفى .. وضدك غزة

نهضت لتركب مصرنا التيارا

شدت حبال الموت فوقك غزة

لم ترع فيك قرابة وجوارا

ما هذه أرضى وما هى تربتى

إنى أرى غير الغبار غبارا

ماهذه أرضى فأرض كنانتى

تأبى وتلفظ بطنها الأقذارا

ما هذه بلدى وما هى بالتى

يطوى الورى فى حبها أسفارا

ما هذه مصرى وما هى بالتى

ذكرت بوحى المرسلين مرارا

ما هذه بلدى .. تغير دورها

وهل الزمان يغير الأدوارا؟

لا تعجبوا من مصر إن رجالها

حين المكاره يودعوا الأغوارا