معركة اليونيسكو الأخيرة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

معركة اليونيسكو الأخيرة ..... بقلم د/ محمد البلتاجي


بصرف النظر عن الحقيقة الجلية من سير التصويت في مراحل الاقتراع الخمسة (لاختيار المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم)، والتي حُسمت لصالح البلغارية إيرينا بوكوفا بما يؤكد تكتل الدول الكبرى ودول الشمال (لا أقول ضدنا!!, لكن أقول دفاعًا عن ممثلي منظوماتهم الحضارية)، وبالتناقض مع شعارات التسامح والحوار والتداخل الإنساني والتواصل الحضاري التي يرفعونها, وهو الأمر الذي عهدناه في كافة أعمال المحافل الدولية (مجلس الأمن والأمم المتحدة مثالاً)، والموقف من قضايانا العربية والإسلامية (الصراع العربي الصهيوني نموذجًا).


وبصرف النظر عن حقيقة أن شخصيات مثل د. بطرس غالي ود. محمد البرادعي لم يعكس وجودها على رأس المنظمات الدولية أي فوائد إيجابية على قضايانا العربية والإسلامية ولا حتى المصرية في المحافل الدولية طوال السنوات التي قضوها في المهمة الدولية, إلا أن السؤال المطروح بتجردٍ ولصالح الإنسانية هو: (هل كان يصح وجود فاروق حسني على رأس المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم؟؟؟) وأي ثقافة وتربية كان الوزير المصري- في الحكومة المصرية المستمر في موقعه طوال عشرين سنة- قابلة للتجديد والتمديد- سيكون سفيرها لشعوب العالم (هل هي ثقافة وتربية الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان وتداول السلطة والحكم الرشيد والشفافية أم ثقافة وتربية التمديد والتوريث وتزوير الانتخابات والطوارئ والاعتقالات السياسية والمحاكم الاستثنائية والعسكرية وقمع الحريات والمطاردة لكل أشكال المجتمع المدني وتصفية ورفض الأحزاب السياسية، فضلاً عن الفساد والمحسوبية؟؟).


والرجل عمود رئيسي من أعمدة النظام المصري مشارك في المسئولية السياسية- بل هو المسئول عن التهيئة الثقافية والقبول لكل هذه الأوضاع الشاذة- لم يستطع النظام الاستغناء عنه طوال العشرين سنة الماضية.


وأي تطبيقاتٍ في تكنولوجيا العلوم وتطورات مجالات التعليم كان الوزير المصري سينشرها في ربوع الأرض؟؟؟ هل هي علوم الفضاء وتطبيقات الفيزياء النووية و خرائط الشفرة الوراثية أم كان سينقل للعالم منظوماتنا المصرية الرائدة في الدروس الخصوصية وخصخصة التعليم وضرب الأبحاث العلمية وموازنة الـ0.1%؟.


أم أن الرجل كان سيقدم تجربته الخاصة في الإدارة المؤسسية التي لمسناها في (سماحته واحترامه للخلاف واحترامه للتعددية في معركته مع المحجبات!!!- محرقة بني سويف- رشاوى أيمن عبدالمنعم – فضيحة جوائز الدولة التقديرية)؟؟؟


أخيرًا..

هل أفادت الاستجابة للابتزازات اليهودية والاعتذارات والحوارات مع (أحرونوت) والقسم على الاستعداد لزيارة أورشليم أم كان لا بد من لبس الطاقية اليهودية وزيارة نصب الهولوكست والبكاء عند حائط المبكى أولاً؟؟.


يا سيدي .. نحن لم نطلب منك حرق التراث اليهودي، ولم نطالبك بالتوقف عن ترميم المعابد اليهودية, فقط نقول إن التعامل مع القوم ليس مفتاحه التذلل والتضرع والخضوع للابتزازات اليهودية, كما أن عمقنا السياسي والثقافي الذي يجب أن ندعمه ونقويه ونستند إليه هو بالأساس محيطنا العربي والإسلامي والإفريقي، وليس اللهث اللهث وراء الفرانكفونية والإسبانية واليهودية، ولعل نتائج التصويت والتكتلات التي تتحدثون عنها الآن صارت جليةً لكلِّ ذي بصيرة.


سؤال آخير : أليس من حق الشعب المصري أن يعلم كم دفع- من خلال موازنة الدولة- في هذه الحملة الانتخابية التي لن تقل عن حملة المونديال إياه؟؟ ويا ترى السيد الوزير الفنان سيستقيل كما وعد أم سيتراجع أم أن القرار عند صاحب القرار؟.


المصدر : نافذة مصر