محمد طلبة رضوان يكتب : رسالة عبد الرحمن يوسف

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمد طلبة رضوان يكتب : رسالة عبد الرحمن يوسف


(3/30/2015)

محمد طلبة رضوان

الذكرى تنفع الثائرين، ذكرى يوم الأرض الفلسطيني 30 آذار، ذكرى 7 أعوام من التصعيد ضد مبارك، ذكرى 18 يومًا بين اليأس والرجاء، رحل مبارك، عاد العسكر محمولين على أكتاف تحالف العار؛ قوميون، سلفيو حزب النور، يتامى العلمانيين، أصحاب الجفاف الجماهيري بوصف أحد منظريهم، عوائل اجتماعية مستفيدة، وبعض المغرر بهم، عادوا، بوجه أكثر قبحًا من وجه مبارك، فهل هي نهاية الثورة؟

النهاية يعرفها من سطروا بأيديهم حروف البداية، هؤلاء الذين سول لهم خيالهم السياسي أنهم سيسقطون مبارك يومًا، وفعلوا، فليقتل وليسحل وليعتقل، لكن من يقتل الخيال أو يعتقله، الخيال يضحك أخيرًا.

يتصرف الجنرال منذ 3/7/2013 وكأن مصر ضيعة من أملاكه الخاصة، وسية، يتصرف بمنتهى الصلف والوقاحة، كلما تثاءب أصدر 10 قوانين، يشرع دون برلمان، يتخذ قرارات ببيع أرض لحلفائه بمئات الملايين، وحده لا شريك له، يضرب ليبيا، يعود، يوقع على عطش المصريين، اتفاقية تخص حصة مصر في مياه النيل، 7000 سنة من الحياة، يختصرهم السيسي في شخصه ومزاجه، ويذهب دون أن يلتفت لأحد، ويوقع، مصر ليست صغيرة إلى هذا الحد، لكنه يكتفي بترديد ورد الوطنية السمجة على مسامع الطيبين، تحيا مصر، ثم يفعل كل ما من شأنه ألا تحيا مصر يومًا واحدًا.

ما العمل؟، أين الحل؟، الثورة، ولكن ما الثورة؟، دماء الشباب على الأسفلت، لا فرق بين إسلامي، وعلماني، الموتى سواسية أمام الموت، بندقية الجنرال تحصد الجميع بلا هوادة، مجرمون، عصابة تحكم مصر، لكن هذا ما يحدث، من يتحمل مسؤولية موتهم؟، هنا يبدو اليأس جوابًا أخيرًا عند العاطلين عن الخيال، العدمية والعبث، أو الثورة.. ما الثورة؟

قلت إن النهاية يعرفها من سطروا حروف البداية، والبداية لم تكن ملايين المصريين في ميادين الحرية، كانت 50 نفرًا أمام دار القضاء العالي، يهتفون لأول مرة في تاريخنا بسقوط الرئيس، ثم جمعيات، وائتلافات، وحركات احتجاجية صغيرة، وعثرات، ومظاهرات صغيرة، ومراكمة لجهود وإحباطات، وأوزان خفيفة لا يثقلها إلا العناد، والقدر أحيانًا، تتلاقى كل الخيوط في لحظة بعينها، ويأتي نجاح، يمكث في الأر ض، ولا يذهب جفاء، طالما ينفع الناس!

في تجربة صفحة كلنا خالد سعيد، كنا ندعو الناس إلى أقل من المتوقع من معارضة لنظام عسكري، كانوا يتركوننا لأننا بنظرهم لم نكن نفعل شيئًا، وقفة في شارع بوسط البلد، لا نحمل اللافتات، نحمل الكتب المقدسة، نقرأ على روح الشهيد، وننصرف، يرانا الناس، يتساءلون، يجدون الإجابة، ثمة شهيد، قتلوه لأنه كشف فسادهم على مدونته، تدور الأسئلة في الرؤوس، تنغرس البذرة، وتنمو مع تكرار المحاولات، ثم يأتي يوم الحصاد، سنن الكون وحتمياته التاريخية.

حين تنقطع السبل، عفوًا، لا شيء اسمه انقطاع السبل، إنما يضيق العقل، وينقطع، ولا يضيق السبيل، بيينا الآن من يضحون بحياتهم من أجل القضية، ثم يتهمون في أعراضهم الوطنية، ونواياهم، كما أن بيننا من لا يقوون على ذلك، لا التضحية بالحياة، ولا خوض العاطلين إلا عن العبث في أعراضهم، ليكن، لكن هذا ليس كل شيء، دع من يواجه في الشوارع يفعل، واجه أنت في درب آخر، كل على قدر طاقته، وخياله، كل على قدر ضميره واحتماله.

إنها الخيوط، من جديد، تحتاج لمن يغزلها، يوم قريب تتلاقى، ويضيق على المجرم الذي سفك دماء المصريين في الطرقات الخناق، وننتهي.

حين ذهب السيسي لتوقيع اتفاقية سد النهضة ورضخ لكل شروط الجانب الإثيوبي، دون شرط أو قيد، سوى الطمع في المزيد من الرضا الدولي، والاستقرار على كرسي الرئاسة، لم يكن من برلمان ليحاسب، ولا جبهة إنقاذ لتصرخ بسقوط شرعية السيسي الأخلاقية، الجميع أكلوا وشربوا، ولم يعد لعطش المصريين عندهم قيمة، مات الشارع السياسي، لكن عاش الخيال، عبد الرحمن يوسف، شاعر الثورة، قرر أن يكتب للرئيس الإثيوبي رسالة يخبره فيها، بصفته مواطنًا مصريًا، أنه لم يوكل السيسي لتوقيع أي اتفاقات، وأنه لا برلمان ليصدق على هذا الاتفاق غير الشرعي، وأن نيلنا قضية أكبر من أن يتخذ فيها قرارات من قبل شخص زائل، وأن علاقة إثيوبيا بمصر أهم من جنرال الجوع والعطش وطوابير الأنابيب.

رسالة عبد الرحمن يوسف تمثلني، هاشتاج انفجر على تويتر، وفي ظني أنه خلال الأيام المقبلة سوف يبلغ موقعًا متميزًا، نستطيع أن نجعله الأول على العالم، فعلناها من قبل، كل هذا مهم، كل هذا ينقط على حجر الدولة العسكرية، ويقرب يوم تفتته، كل هذا وغيره مطلوب؛ بل هو واجب، من لا يمتلك القدرة على تحريك الجسد، فليس أقل من أن يحرك الخيال، حبذا لو سارا معًا.

الحالة المصرية الآن تحتاج إلى الشباب في الشارع، وعلى صفحات التواصل، وفي الجامعات والمدارس، والمساجد والكنائس، تحتاج إلى الوقفات، والاحتجاجات، كما تحتاج إلى مناضلي الفيس بوك وتويتر -دون تهوين أو تقليل- وقبل ذلك وبعده، تحتاج إلى الأفكار، فكرة من وراء فكرة، يسقط نظام بلا فكرة ولا هدف سوى مزيد من الحسابات البنكية لجنرالاته، الرسالة أقلقتهم، أرسلوا في إثرها صبيانهم، أحد مخبريهم كتب عنها في جريدة صفراء مقالًا يشتم، ويلعن، بلغة المرتعد، الرسالة بالفعل مقلقة، ماذا لو عممناها، هي الآن رسالة من مواطن، كل هاشتاج يزيد على تويتر أو فيس بوك يزيدها زخمًا، ماذا لو وجدنا طريقة عملية لإرسالها عبر إيميل الرئيس الإثيوبي، تخيلوا، يفتح الرجل بريده ليجد آلاف الرسائل، من مصريين مختلفين في كل مكان في الأرض، يخبرونه أن مياهنا لنا، اذهب انت وسدك فوقعا، هذا لا يمثلنا، الجنرال “عتريس” واحد، في مواجهة 90 مليون “فؤادة”، لدينا الكثير، قوتنا الناعمة أكثر خشونة مما يتصور الجميع، فقط علينا أن نبدأ، أن نتلقف الفكرة، أن نزيدها، ونضيف عليها، أن نصب غضب المقاومة في قوالب كثيرة ومتنوعة، أن نصطف مع قضيتنا، طالما لم نستطع أن نصطف مع الآخرين، من اختار أن يثبت في مكانه فليفعل، لكن حتى الواقف يمكنه الصراخ، الكلام، الإشارة، فهل من “مشير”؟ هيا.

رسالة عبد الرحمن يوسف تمثلني، هاشتاج انفجر على تويتر، وفي ظني أنه خلال الأيام المقبلة سوف يبلغ موقعًا متميزًا، نستطيع أن نجعله الأول على العالم، فعلناها من قبل، كل هذا مهم، كل هذا ينقط على حجر الدولة العسكرية، ويقرب يوم تفتته، كل هذا وغيره مطلوب؛ بل هو واجب، من لا يمتلك القدرة على تحريك الجسد، فليس أقل من أن يحرك الخيال، حبذا لو سارا معًا.

الحالة المصرية الآن تحتاج إلى الشباب في الشارع، وعلى صفحات التواصل، وفي الجامعات والمدارس، والمساجد والكنائس، تحتاج إلى الوقفات، والاحتجاجات، كما تحتاج إلى مناضلي الفيس بوك وتويتر -دون تهوين أو تقليل- وقبل ذلك وبعده، تحتاج إلى الأفكار، فكرة من وراء فكرة، يسقط نظام بلا فكرة ولا هدف سوى مزيد من الحسابات البنكية لجنرالاته، الرسالة أقلقتهم، أرسلوا في إثرها صبيانهم، أحد مخبريهم كتب عنها في جريدة صفراء مقالًا يشتم، ويلعن، بلغة المرتعد، الرسالة بالفعل مقلقة، ماذا لو عممناها، هي الآن رسالة من مواطن، كل هاشتاج يزيد على تويتر أو فيس بوك يزيدها زخمًا، ماذا لو وجدنا طريقة عملية لإرسالها عبر إيميل الرئيس الإثيوبي، تخيلوا، يفتح الرجل بريده ليجد آلاف الرسائل، من مصريين مختلفين في كل مكان في الأرض، يخبرونه أن مياهنا لنا، اذهب انت وسدك فوقعا، هذا لا يمثلنا، الجنرال “عتريس” واحد، في مواجهة 90 مليون “فؤادة”، لدينا الكثير، قوتنا الناعمة أكثر خشونة مما يتصور الجميع، فقط علينا أن نبدأ، أن نتلقف الفكرة، أن نزيدها، ونضيف عليها، أن نصب غضب المقاومة في قوالب كثيرة ومتنوعة، أن نصطف مع قضيتنا، طالما لم نستطع أن نصطف مع الآخرين، من اختار أن يثبت في مكانه فليفعل، لكن حتى الواقف يمكنه الصراخ، الكلام، الإشارة، فهل من “مشير”؟ هيا.

المصدر