لفتة من غزة
لفتة من غزة ... بقلم: م. خالد البلتاجي
ماذا قدمنا لأجل غزة ؟ ولم لانفعل كذا وكذا وكذا؟؟؟؟
أسئلة تتردد فى نفسى ونفوس اخوانى ، لكن السؤال الذى ينبغى أن يضج حقا مضجع صاحبه : ماذا فعلت أنا من أجل غزة ؟؟؟ وكم بذلت مباشرة لنصرتها؟!ٍ
ماذا أنفقت من مالى الخاص لاطعام الجوعى وعلاج المرضى واغاثة الملهوفين هناك؟كم أشغلت أهل بيتى ودفعتهم معى لنصرة هؤلاء المستضعفين؟ وكم من أقاربى وجيرانى وزملاء عملى أجهدت نفسى لتبصرتهم بفداحة مايحدث واشتراكهم فى المسئولية تجاه القضية؟ كم خاطرة فى مسجدى ألقيتها وكم رسالة محمول أرسلتها؟ هل أسارع بحضور مؤتمرات نصرة غزة - فضلا عن الدعوة اليها بكامل طاقتى - دون حاجة لمن يدفعنى ودون تردد ولوكان فيه اعتقالى مثلما يلبى المجاهد نداء الجهاد ؟ ثم .. هل قدرت مسئوليتى اذا ماقصرت واستشعرت أننى احد أسباب وهن الأمة وتخاذلها اذ اكتفيت - كغيرى – بالمطالبة دون العمل؟
لست ادرى لم يستثنى بعضنا نفسه من بعض ذلك أو كله ويكتفى بمطالبة اخوانه متعللا بأعذار حياتية أو دعوية ، وهذا خطا محض ولو كان صحيحا ، ومفاده أن ينسحب هذا الاستثناء تدريجيا على الغالبية للعلة ذاتها والتى لاينفك منها احد.
لقد لفتت أحداث غزة وردود الفعل تجاهها انتباهى وأحيت هذا المعنى بشدة فى نفسى مرة اخرى ، انه لمن الضرورى ان ينظر كل منا الى نفسه فى كل موطن من مواطن البذل ليعلم أين مكانه .. بين أهل القول أم أهل العمل؟؟
كم من المرات الزم الاخ منا نفسه قبل السعى لنصح اخوانه ؟ وبتعبير أوضح كم من المرات بدأ بنفسه قبل البدء بالآخرين؟ ومتى سعى الى العمل قبل الكلام؟
إن فاقد الشئ لايعطيه ، وكما ان اقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم فان الاسرع فى انفاذ النصيحة هو حرص صاحبها على تطبيقها أولا على نفسه .
ماأكثر من بح صوته منا لدفع من حوله الى قيام الليل دون جدوى لأنهم لم يلمحوا فيه يوما سمت القوامين ولم يشتموا منه رائحة المتبتلين ولم يروا منه غير النصح والارشاد . موهوم انا وانت لو ظننا ان نصائحنا ينبغى الاخذ بها دون ان تمتزج بعرقنا وجهادنا ليرى الآخرون قيمتها الحقيقية فضلا عن قابليتها للتطبيق ، وعجبا لى ولك عندما نستنكر تقصير الآخرين رغم نصائحنا لهم بينما نحن أول المتخلفين ، وليغفر الله ذنى وذنبك اذا شغلنا بنصح الآخرين ولم ننصح انفسنا أو أجدنا الكلام دون فعل يصدقه ............
'"ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالاتفعلون . كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالاتفعلون"'
'ورحم الله امامنا الشهيد حينما قال :'
"أيها الاخوان : ميدانكم الأول أنفسكم ، فان انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر ، وان أخفقتم فى جهادها كنتم عما سواها أعجز ، فجربوا الكفاح معها أولا"
المصدر : نافذة مصر