كلمة المستشار في حفل الإفطار رمضان 1427 هـ

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كلمة المستشار في حفل الإفطار رمضان 1427 هـ


زملائـي وإخـواني قضــاة مصــر

سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته وكل عام وحضراتكم بخير .

نلتقي سوياً اليوم بالإسكندرية في هذا الشهر الكريم لكي نجدد الود والحب ونوثق الصلات التي تجمعنا دائماً على الخير والعمل على رفعة شأن القضاء والوطن فنحن قد تعودنا دائماً على ألا يشغل بالنا إلا السعي إلى تدعيم استقلال القضاء الذي نستمد منه كرامتنا وحب الناس واحترامهم لنا .

من هنا كان سعيكم الدائم إلى تدعيم هذا الاستقلال وحرصكم على المحافظة على ما تحقق منه وعدم السماح بالخروج عليه أو الانتقاص منه أو تجريحه ، ولاشك أن من الخروج عليه وتجريحه أن يقوم نفر منا بارتكاب وقائع يمكن أن تشوه صورة هذا الاستقلال في نظر الناس وتقلل من احترام الشعب لنا وهو ما قام به نفر قليل منا من العبث بنتيجة الانتخابات في بعض الدوائر وهو ما قالت فيه محكمة النقض أخيراً كلمتها التي تعتبر القول الفصل في هذا الشأن ، وكان يجب بعد توثيق هذه الوقائع عن طريق هذه المحكمة أن يكون للمسئولين شأن مع من قاموا به ، وأن يوقعوا عليهم العقاب الرادع الذي يستحقونه ، حتى ينقى ثوب القضاء ناصع البياض مما علق به من الدنس ، وليعلم الجميع أنه ليس عيباً ولا تشهيراً بالقضاء أن يكون فيه هذه القلة فإن مجتمع القضاة ليس مجتمع ملائكة لا يرد عليهم الخطأ ، بل هو مجتمع بشري يعتريه ما يعتري أي مجتمع من ضعف وخطأ ، والفارق بينه وبين أي مجتمع آخر أنه مجتمع يملك سلطة أن ينقي نفسه بنفسه من الدنس وأن يبتر العضو الفاسد مثل الجسم السليم تستطيع كرات الدم البيضاء طرد ما يتسلل إلى الجسم من جراثيم فيبقى الجسم على الدوام سليماً معافى ، ولذلك فإني أطلب منكم اتخاذ موقف من هؤلاء الذين ثبت عليهم تزوير بعض نتائج الانتخابات بازدرائهم واحتقارهم وعدم التعامل معهم وفصلهم نهائياً من عضوية نادي القضاة حتى يظل مجتمع القضاة مجتمع الشرفاء فقط ويحتفظ دائماً بحب واحترام الناس له ، وأطالب من مجموع الشعب والناس احتقارهم وعدم التعامل معهم وإشعارهم أنهم نجس ينبغي الابتعاد عنه ، وأنه لا مكان لهم في مجتمع الشرفاء ، وأعلموا أن ذلك واجبكم ولا تنتظروا من المسئولين اتخاذ إجراء ضد هؤلاء المنحرفين لأنهم إنما كان انحرافهم استجابة لأوامر هؤلاء المسئولين وليس من المنطق أن يحاسب صاحب السلطة من أمره بمخالفة القانون وإلا قام بفضحه وإفشاء سره ولن يجد المسئول بعد ذلك من يتعاون معه مستقبلاً في مخالفة القانون ، ولذلك أطلب من زملائي رئيس وأعضاء مجلي إدارة نادي قضاة مصر عرض أمر هؤلاء الزملاء على الجمعية العامة لنادي القضاة التي ستنعقد قريباً إن شاء الله لترى فيهم رأيها وإن كان رأيها لا يمكن إلا أن يكون بتر هذه الأعضاء الفاسدة حرصاً على سلامة الجسم كله .

وأعلموا أخوتي أن عدوكم والمتربصين بكم قد يئسوا من النيل منكم من خارجكم ، فهم يسعون إلى بث الفرقة بينكم وإفساد مجتمعكم حتى يفقد قوته المستمدة من احترام لشعب لكم .

إخواني قضاة مصر ، يا من فطركم الله على حب العدل واحترام القانون وجندكم لخدمة الشعب ورفع الظلم عن الناس والدفاع عن الحرية والديمقراطية ، لا اعتقد أن هناك من يستطيع أن يعوق مسيرتكم أو أن يحولها عن مسارها الصحيح في خدمة الله والوطن ، أو أن يثني عزمكم عن الاستمرار في الدفاع عن استقلال القضاء ، أنتم قوة بالله ثم بالشعب الذي يشعر أنكم الملاذ والحمى ، وغيركم ضعيف بحب الدنيا والحرص عليها والتمسك بالمنصب الزائل فلا يجرمنكم شنـأن قوم على ألا تقولوا كلمة الحق وتقفوا خلفها مرفوعي الرأس موفوري الكرامة لأنكم لا تخافون إلا من الله ولا ترقبون غيره ولا تطلبون من سواه لأن الطلب من سواه مذلة لا يقع فيها القاضي وأعلموا أن من يحاول النيل منكم او العبث باستقلالكم أو التضييق عليكم مصيره إلى الزوال القريب والإلقاء في مزبلة التاريخ الحافل بكل من حاول أن يعيق مسيرة العدل ورجاله ، فأنتم رجال العدل الذي هو أساس الملك ، ما أكرمكم إلا كريم وما حاول النيل منكم إلا لئيم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،