قالب:أحداث معاصرة
يتجلى دور الوثائق في أهميتها لدى الباحث والمؤرخ، إذ لا يمكنه الاستغناء عنها في أبحاثه ودراساته ومعرفة ما وقع من أحداث تاريخية والظروف والبيئة والحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي وقعتها في ظلها هذه الأحداث.
ودراسة الوثائق ليست بالأمر السهل كما يتصوره البعض، فهي تحتاج إلى دراسة وخبرة في مجال الخطوط واللغة والنقد الموضوعي للوثيقة لأن كثيرا منها يعتريه الكذب وإملاءات الحاكم على كتابة التاريخ، أو النظرة المحدودية لكاتب الوثيقة والتي كتبها من وجهة نظره هو ووفق مصالحه هو.
وكثير من الأحيان يقع الباحث في حيرةٍ عندما تتعدد الوثائق وتتشكل، فيمضي الكثير من الوقت في تحليل الوثائق ومعرفة صحتها، إذ توجد الكثير من الوثائق التي يدور حول صحتها الجدل من قِبل الباحثين والمتخصصين؛ لذلك فإن الباحثين والدارسين للوثائق يمضون الكثير من الوقت في التدقيق والتحريّ بالوثائق التاريخيّة، وتزخر المكاتب والمخطوطات في العالم بالوثائق المهمّة ذات الصلة بالتاريخ.
ومن هذا الوثائق في عصرنا الحديث والتي يعتمد عليها الباحثين مراسلات السفراء في الدول إلى دولتهم والتقارير التي يكتبونها، وإن كان في معظمها تقارير لا ترتقي للصدق وكتبت من وجهة نظر السفير لكنها في النهاية على الباحث استخلاص كثير من الأحداث منها، إذا ربطها بغيرها من الوثائق وأدوات البحث حتى يحصل على المعلومة الصحيحة للحدث.
ومن هذه الوثائق، هذه الوثيقة التي أرسلها السفير جیفرسون كافري (السفير الأمريكي في مصر وقت ثورة 23 يوليو أو كما يسميها انقلاب) والتي تتحدث عن تشكيل لجنة الدستور، وترجمة لشخصيات هذه اللجنة، ووجهة نظرة في كل فرد فيها.
جاء فيها:
رغم أصــدرت الحكومــة المصــریة مرســوما ً فــى 13 يناير 1952 بتشــكیل لجنــة مــن خمســین عضــوا ً لوضــع مشروع دستور جديد يتماشى مع أهداف الثورة، وسوف يحل محل دستور 1923م الـذى ألغـى بقرار صدر فى 10 ديسمبر 1952
وفیما یلى بیان بأعضاء اللجنة:
إبراهيم شكري: نائـــب رئـــیس الحـــزب الاشـــتراكى (مصر الفتـــاة) والنائـــب الوحیـــد للحـــزب فـــى البرلمـــان الأخیر (50-1952). قبض علیه فـى أعقـاب حریـق القاهرة 26 يناير 1952، وحكـم علیـه بالسـجن مدة ستة شهور بتهمة العیب فى الذات الملكیة، شدید العداء للإنجلیز، ومتحمس للشیوعیة....تابع القراءة