الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:أحداث معاصرة»
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''<center><font color="blue"><font size=5>[[ | '''<center><font color="blue"><font size=5>[[الإمام حسن البنا والقيادة الشبابية في الجماعة]]</font></font></center>''' | ||
'''<center><font color="green"><font size=4>لماذا لم يهمل [[الإمام البنا]] الشباب؟</font></font></center>''' | |||
'''[[إخوان ويكي]]''' | '''[[إخوان ويكي]]''' | ||
إن حياة القلوب هي من أهم عوامل التربية الحقيقية للإنسان والتي من أجلها يستطيع أن يرسم الإنسان طريقه، ويحدد غايته وأهدافه، وفي الوقت الذي ساد فيه الجوع والفقر وانتشار المدراس التبشيرية ومحاولات المستعمر في نشر التخلف عمدت جماعة [[الإخوان المسلمين]] إلى تربية القلوب وصناعة الشباب. | |||
لم يرتكز الفكر التربوي لجماعة [[الإخوان المسلمين]] على المنهجية التعليمية القائمة أو محاولة تأليف منهج يمكن تدريسه في المدارس العامة في العالم الإسلامي ليحل محل المناهج الدراسية الحديثة فحسب، لكن ارتكز في المقام الأول على تربية أجيال تعمل لهذا الدين ولرفعة أوطانها وتحريرها من المستعمر الجاسم فوق صدرها وتطهيرها من عملاءه، ولذا كانت عيون الأستاذ [[حسن البنا]] تتجه لعنصر الشباب. | |||
'''يقول [[الإمام البنا]]:''' | |||
: إن تكوين الأمم، وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال، ومناصرة المبادئ، تحتاج من الأمة -التي تحاول هذا أو من الفئة التي تدعو إليه على الأقل- قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة أمور: إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له، يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره. [[#المراجع|(1)]] | |||
لماذا اهتم [[الإمام البنا]] بالشباب؟ | |||
وحينما سأل [[الإمام البنا]] عن عدم تأليف الكتب فكان رده معبرا عما ينتهجه فقال: أنه مهموم ومشغول بتأليف الرجال، فإذا ما ألَّف الرجال حملوا الرايةَ من بعده، وقاموا بالتأليف والتصنيف، وملئوا الدنيا علمًا وعملاً. | |||
'''وبذلك أراد من الشباب: ''' | |||
:أن تكونوا مثلاً صالحة للخلق الإسلامي الفاضل تجدون حين يهزل الهازلون، وتصدقون حين يكذب المخادعون، وتنصفون من أنفسكم حين يجور الجائرون وتعزمون فلا تترددون حين يجبن الضعفاء والمخنثون، وتعفون عن المحارم والمنكرات حين يغرم بها العابثون، وتؤدون فرائض الله حين يتكاسل عنها المتكاسلون، وتعملون لآخرتكم كمن يموت غدا وتعملون لدنياكم كمن يعيش أبدا. | |||
:ثم عليكم مع هذا أن تنشروا الفضيلة بين إخوانكم، وأن تبلغوا دعوتكم لكل من يتصل بكم فى سهولة ووضوح وفى غير إطالة وإملال يضيعان الوقت ويستوجبان المقت فى حدود قول الله تبارك وتعالى: '''﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾ (النحل: 125)''' واحرصوا على الوقت فهو رأس المال الذى لا يعوض من شبهه بالذهب فقد نقص قيمته، ومن قال هو الحياة فقد أدرك حقيقته، وحفظكم الله، وهدانا وإياكم سواء السبيل. [[#المراجع|(2)]] | |||
بهذه الكلمات لخص [[البنا]] التربويات والأهداف والمستهدفات التي كان ينشدها من هؤلاء الشباب، حتى أن الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس صور هذا المشهد بقلمه معبرًا عمَّا يجول بخاطر كل أبناء الشعب ونظرتهم [[للإخوان المسلمين]]، مناشدًا [[الإخوان]] قيادة المعركة، فقال: '''"فيوم يتحرك [[الإخوان المسلمون]] ويعرفون كيف يتحركون وإلى أين، فقد اكتملت ل[[مصر]] قواها الشعبية وضمنت لأيام [[الجهاد]] الاستمرار"''' [[#المراجع|(3)]] | |||
أثر دعوة [[الإخوان]] في الشباب | |||
لم تستهدف دعوة [[الإخوان المسلمين]] فئة دون غيرها، أو مجتمع دون غيره، لكنها كانت دعوة شاملة جامعة، سعت لتربية كل أفراد المجتمع الإسلامي من شرقه لغربه، سواء كان صغيرا أو كبيرا، أو ذكرا أو أنثى. ولذا انتسب إلى هذه الدعوة نصف مليون من الشباب والرجال في عهدها الأول – كما وصف ذلك إحسان عبدالقدوس. | |||
'''ويقول الدكتور أحمد شلبي (صاحب موسوعة التاريخ الإسلامي) عن مدى تأثير دعوة [[الإخوان]] في الشباب: ''' | |||
:"إن هذه [[الجماعة]] لعبت دورًا إسلاميًّا رائعًا في حياة الصبيان والشباب والرجال، وغرست أخلاق الإسلام في الملايين، وجعلت الانتساب للإسلام مفخرةً يعتز بها الكثيرون، ودفعت إلى المكاتب والمصانع والوظائف جماعاتٍ تعرف اللهَ وتخافه، وبالتالي تنتج بجد، وتعمل دون رقيب من الناس ولا تمتد لها الشبهات ولا يمسها الانحراف، وكانت كلمة '''"من [[الإخوان المسلمين]]"''' طابعًا للتنزه عن الصغائر، والبُعد عن الرشوة وعن الإهمال، والحرص على أداء الواجب، وحيثما رأيت الآن رجلاً يبرز به هذا الطابع فاعرف أنه غالبًا كان منتسبًا إلى جماعة [[الإخوان المسلمين]]. [[#المراجع|(4)]] | |||
'''ويقول جيمس هيوارث دين في كتابه: (التيارات الدينية والسياسية...'''[[الإمام حسن البنا والقيادة الشبابية في الجماعة|تابع القراءة]]''' |
مراجعة ٢٣:٤٤، ١١ مارس ٢٠٢٢
إن حياة القلوب هي من أهم عوامل التربية الحقيقية للإنسان والتي من أجلها يستطيع أن يرسم الإنسان طريقه، ويحدد غايته وأهدافه، وفي الوقت الذي ساد فيه الجوع والفقر وانتشار المدراس التبشيرية ومحاولات المستعمر في نشر التخلف عمدت جماعة الإخوان المسلمين إلى تربية القلوب وصناعة الشباب.
لم يرتكز الفكر التربوي لجماعة الإخوان المسلمين على المنهجية التعليمية القائمة أو محاولة تأليف منهج يمكن تدريسه في المدارس العامة في العالم الإسلامي ليحل محل المناهج الدراسية الحديثة فحسب، لكن ارتكز في المقام الأول على تربية أجيال تعمل لهذا الدين ولرفعة أوطانها وتحريرها من المستعمر الجاسم فوق صدرها وتطهيرها من عملاءه، ولذا كانت عيون الأستاذ حسن البنا تتجه لعنصر الشباب.
يقول الإمام البنا:
- إن تكوين الأمم، وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال، ومناصرة المبادئ، تحتاج من الأمة -التي تحاول هذا أو من الفئة التي تدعو إليه على الأقل- قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة أمور: إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له، يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره. (1)
لماذا اهتم الإمام البنا بالشباب؟
وحينما سأل الإمام البنا عن عدم تأليف الكتب فكان رده معبرا عما ينتهجه فقال: أنه مهموم ومشغول بتأليف الرجال، فإذا ما ألَّف الرجال حملوا الرايةَ من بعده، وقاموا بالتأليف والتصنيف، وملئوا الدنيا علمًا وعملاً.
وبذلك أراد من الشباب:
- أن تكونوا مثلاً صالحة للخلق الإسلامي الفاضل تجدون حين يهزل الهازلون، وتصدقون حين يكذب المخادعون، وتنصفون من أنفسكم حين يجور الجائرون وتعزمون فلا تترددون حين يجبن الضعفاء والمخنثون، وتعفون عن المحارم والمنكرات حين يغرم بها العابثون، وتؤدون فرائض الله حين يتكاسل عنها المتكاسلون، وتعملون لآخرتكم كمن يموت غدا وتعملون لدنياكم كمن يعيش أبدا.
- ثم عليكم مع هذا أن تنشروا الفضيلة بين إخوانكم، وأن تبلغوا دعوتكم لكل من يتصل بكم فى سهولة ووضوح وفى غير إطالة وإملال يضيعان الوقت ويستوجبان المقت فى حدود قول الله تبارك وتعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾ (النحل: 125) واحرصوا على الوقت فهو رأس المال الذى لا يعوض من شبهه بالذهب فقد نقص قيمته، ومن قال هو الحياة فقد أدرك حقيقته، وحفظكم الله، وهدانا وإياكم سواء السبيل. (2)
بهذه الكلمات لخص البنا التربويات والأهداف والمستهدفات التي كان ينشدها من هؤلاء الشباب، حتى أن الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس صور هذا المشهد بقلمه معبرًا عمَّا يجول بخاطر كل أبناء الشعب ونظرتهم للإخوان المسلمين، مناشدًا الإخوان قيادة المعركة، فقال: "فيوم يتحرك الإخوان المسلمون ويعرفون كيف يتحركون وإلى أين، فقد اكتملت لمصر قواها الشعبية وضمنت لأيام الجهاد الاستمرار" (3)
أثر دعوة الإخوان في الشباب
لم تستهدف دعوة الإخوان المسلمين فئة دون غيرها، أو مجتمع دون غيره، لكنها كانت دعوة شاملة جامعة، سعت لتربية كل أفراد المجتمع الإسلامي من شرقه لغربه، سواء كان صغيرا أو كبيرا، أو ذكرا أو أنثى. ولذا انتسب إلى هذه الدعوة نصف مليون من الشباب والرجال في عهدها الأول – كما وصف ذلك إحسان عبدالقدوس.
ويقول الدكتور أحمد شلبي (صاحب موسوعة التاريخ الإسلامي) عن مدى تأثير دعوة الإخوان في الشباب:
- "إن هذه الجماعة لعبت دورًا إسلاميًّا رائعًا في حياة الصبيان والشباب والرجال، وغرست أخلاق الإسلام في الملايين، وجعلت الانتساب للإسلام مفخرةً يعتز بها الكثيرون، ودفعت إلى المكاتب والمصانع والوظائف جماعاتٍ تعرف اللهَ وتخافه، وبالتالي تنتج بجد، وتعمل دون رقيب من الناس ولا تمتد لها الشبهات ولا يمسها الانحراف، وكانت كلمة "من الإخوان المسلمين" طابعًا للتنزه عن الصغائر، والبُعد عن الرشوة وعن الإهمال، والحرص على أداء الواجب، وحيثما رأيت الآن رجلاً يبرز به هذا الطابع فاعرف أنه غالبًا كان منتسبًا إلى جماعة الإخوان المسلمين. (4)
ويقول جيمس هيوارث دين في كتابه: (التيارات الدينية والسياسية...تابع القراءة