سيف الإسلام البنا شاهد على الحركة الإسلامية في الجزائر
[15-07-2004]
مقدمة

- تجربة الجزائر أثبتت أن الإسلاميين لا يشكلون خطرًا على الديمقراطية
- وفاة نحناح أثرت على حمس لكن الحركة الإسلامية بطبيعتها دائمًا ولادة
حوار- السيد ثروت
كافة الضغوط التي تتعرض لها الدول العربية والإسلامية اليوم ترجع إلى أن الولايات المتحدة والغرب بشكل عام يُدركون أن الحكومات في جانب والشعوب في جانب آخر تمامًا؛ مما يجعل حكوماتنا تنصاع للضغوط الخارجية في كثير من الأحيان، وتقدم التنازل تلو الآخر لها.
وفي المقابل إذا أدرك الغرب أن هناك الملايين هي التي تقف خلف قرارات هذه الحكومات وتؤيدها فإنه سيفكر كثيرًا قبل ممارسة أية ضغوط عليها، فالسماح لكافة الاتجاهات السياسية- بما فيها التيار الإسلامي- بممارسة حقها في التعبير والتواجد على الساحة يصب في صالح كل من الأنظمة والشعوب، وخير دليل على هذا تجربة الجزائر التي يشارك الإسلاميون اليوم في حكوماتها، كما يمتلكون حزبًا شرعيًا هو حزب حركة مجتمع السلم.
هذا ما أكد عليه سيف الإسلام حسن البنا أمين عام نقابة المحامين وأحد القيادات بجماعة الإخوان المسلمين، والعائد من زيارة قام بها للجزائر مؤخرًا بصحبة الدكتور محمد مرسي رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان بالبرلمان.. في حواره لنا حول التجربة الإسلامية في الجزائر.
نص الحوار

- قمتم بزيارة إلى الجزائر مؤخرًا.. نريد إلقاء الضوء على طبيعة هذه الزيارة؟
- الزيارة امتدت من 17 إلى 22 يونيو الماضي، وكانت بمناسبة الاحتفال الذي أقامته حركة مجتمع السلم؛ إحياءً للذكرى الأولى لوفاة الشيخ محفوظ نحناح- مؤسس الحركة- حيث تمت إقامة أسبوع كامل بهذه المناسبة لشرح أهداف ومبادئ حركة مجتمع السلم (حمس) في المجتمع الجزائري، وكان من أهم برامج هذا الأسبوع ندوةٌ عن المصالحة الوطنية والوفاق الوطني، اللذين كان يدعو إليهما الشيخ نحناح- رحمه الله- دائمًا، كما نجح في تحقيقهما على أرض الواقع بشكل كبير، وما زالت الحركة من بعده تركز عليهما تركيزًا كبيرًا.
- وعندما تحدثت- خلال الاحتفال الذي شارك فيه الآلاف من أبناء الشعب الجزائري- عن التيار الإسلامي وحركة الإخوان المسلمين ضجَّت القاعة بالهتاف بشعارات الإخوان المعتادة بحماس شديد للغاية، وهو ما يكشف عن مدى تغلغل الفكرة الإسلامية في قلوب الشعب الجزائري، ومما يدل على الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها (حمس) في أوساط الشعب الجزائري المختلفة مشاركةُ جميع ممثلي الأحزاب الجزائرية، سواء كانت المتحالفة مع (حمس) في التشكيل الوزاري الحالي أو المعارضة، بالإضافة إلى وزراء الحركة في الحكومة الحالية وعدد كبير من المسئولين الحكوميين، وعلى رأسهم وزير الخارجية الحالي، والعديد من الهيئات الشعبية، وفي مقدمتها جبهة علماء الجزائر.
- كما شاركت وفود عديدة من بلاد العالم الإسلامي المختلفة، وفي مقدمتها الأردن وفلسطين، وكل هذا يؤكد على أن في الجزائر اليوم حركةً إسلاميةً قويةً أسسها الشيخ نحناح، وبفضل إخلاصه وعقلانيته اكتسبت هذه الحركة مركزًا جيدًا في الجزائر منذ سنوات طويلة، وما زالت شعبيتها نزداد يومًا بعد يوم حتى أصبحت تتمتع بفاعلية وحضور كبير على الساحة السياسية.
- قمت بزيارة سابقة للجزائر عندما توفِّي الشيخ نحناح، ومؤخرًا قمت بزيارة أخرى بعد عام من وفاته فهل تأثرت (حمس) كثيرًا بغياب الشيخ رحمه الله؟
- الزيارة الأولى كانت منذ عام بمناسبة وفاة الشيخ محفوظ نحناح، الذي كانت تربطنا به علاقة وثيقة؛ حيث أقام في مصر فترةً طويلةً، وخلال هذه الزيارة كان الإخوان المسلمون- ممثَّلين في حركة مجتمع السلم (حمس)- مشاركين في الحكومة، وخلال الزيارة الأخيرة ما زالوا أيضًا مشاركين في الحكومة بعد الانتخابات الأخيرة، فالحكومة الجزائرية الحالية هي حكومة ائتلافية بين أكثر من حزب، بما فيهم (حمس)؛ مما جعل منها حكومةً قويةً تتمتع بالقبول والرضا الشعبي العام.
- وبالنسبة لغياب الشيخ نحناح فهو لا يمكن أن يعوَّض، فلا شكَّ أنه شخصية فريدة من حيث ملكاتها القيادية والروحية والعقلية، وكذلك من حيث أخلاقها وتفانيها في خدمة الحركة؛ حيث كان رجلاً متصلاً بالله في كل أفعاله وأقواله، وكان يرى ببصيرته؛ لذلك كان يفعل الأصوب دائمًا، ولكن الحركة بطبعها ولاَّدة، وهناك العديد من الكوادر والقيادات من أبنائها والمستعدين لتحمل الأعباء والصعاب أيًّا كان نوعها في سبيل دعوتهم، كما أن وفاة الشيخ نحناح لا تعني غيابه، فمازال في قلوب وعقول كل أبناء الحركة، وكان هذا واضحًا في الاحتفال الضخم الذي أقيم بمناسبة عام على وفاته، والذي رددوا فيه كل ما كُتب وقيل، متعهدين بالسير على نهجه.
وَهْمٌ كبير
- على أرض الواقع هل ما زالت (حمس) تسير على نفس النهج السياسي للشيخ نحناح من حيث التركيز على المصالحة والوفاق أم حدثت تغيرات ما؟
- عمليًا ليست هناك أية تغيرات كبرى طرأت على طريقة عمل الحركة، فمن صالح هذه الحركة أن تستفيد من خط الشيخ نحناح- رحمه الله- ولكنَّ هناك سؤالاً مطروحًا على الحركة بعد عام من وفاة الشيخ هل ما زالت تسير بقوة الاندفاع التي منحها لها أم بجهود أبنائها المخلصين الذين جاءوا بعده؟ وهذا السؤال سيجيب عنه المستقبل، وسيؤكد أن الحركة من خلال أبنائها المخلصين تستطيع أن تجدد نفسها باستمرار، وأن تحافظ على سرعتها وعلى تمتعها بمقومات الحركة الذاتية.
- كيف تنظر لقبول الإسلاميين في الحياة السياسية الجزائرية والسماح لهم بالمشاركة؟! وهل هذا يعد ردًّا على مَن يقولون إن الإسلاميين والديمقراطية نقيضان لا يجتمعان؟!
- أهم ما في تجربة التيار الإسلامي في الجزائر أنها أثبتت بالبرهان والدليل الساطع أن التيار الإسلامي هو تيار يرفع شعار التعاون مع الغير، ويمد يده إليه، وليس لديه الرغبة في الانفراد بشئون المجتمع، ويرفع دائمًا شعار الحوار مع الآخر أيًّا كان، ويحتكم في كل الأحوال إلى صناديق الانتخابات، والتجربة الجزائرية وصل فيها التيار الإسلامي للسلطة منذ عدة سنوات فهل انفردوا بها؟!
- فالجزائر أقامت الحجة على أن مشاركة الإسلاميين في الحياة السياسية وتعاونهم مع الأحزاب الأخرى هو أمر لا شكَ فيه، كما أثبتت أن الإسلاميين لا يشكلون في أي حال من الأحوال خطرًا على الديمقراطية؛ بل يعطون لها دفعةً للأمام.
- ولكن على مستوى الإسلاميين تجربة التحالف مع الحكومة كما هو الحال في الجزائر.. هل يمكن أن يقبلون بها في دول عربية وإسلامية أخرى كوسيلة للمشاركة في الحياة السياسية؟!
- الطرح الجزائري هو طرح واقعي ونموذجي بكل المقاييس، ويُظهر بشكل كبير إمكانية التعاون بين الإسلاميين وغيرهم بما في ذلك الحكومات، ولكن علينا أن نضع في الاعتبار أن كل دولة تحكمها مجموعة من الظروف والعوامل التي تختلف في كثير من الأحيان عن غيرها من الدول، ولكن إذا وجد المناخ والبيئة الصالحة لإقامة مثل هذا التعاون فإنه يبدو للجميع مظهر الإسلاميين الراغبين في الديمقراطية والحفاظ عليها؛
- ولكن المشكلة الكبرى أن التيار الإسلامي يتهمه البعض في كثير من الأحيان بأنه إذا وصل للسلطة فسيظل متمسكًا بها وسينفرد بها مستقبلاً، ولن يعطي أحدًا الفرصة للمشاركة!! وهذا وَهْمٌ كبير لم يقم عليه أي دليل؛
- بل قام الدليل على العكس، فإن العسكريين والبعثيين والكثير من الأحزاب الأخرى عندما يصلون إلى السلطة ينقلبون على الديمقراطية، ولا يسمحون لأحد غيرهم بالوجود أو المشاركة، وذلك على مدى سنوات طويلة، والعجيب أن حقائق ثابتة يتم إنكارها في مقابل وَهْمٍ يتم ترديده، ولا توجد سوى شكوك لا أساس لها من الصحة، وخيرُ دليل على هذا تجربة الجزائر.
- في ظل الجدل المثار في العالم اليوم حول الإصلاح- هل يكون من الخارج أم من الداخل؟- هل يمكن أن نقول إن الحل هو مصالحة وطنية ووفاق قومي بمشاركة كافة الأحزاب والقوى السياسية؛ استنادًا لتجربة الجزائر؟
- أتمنى أن تُشجِّع التجربةُ الجزائريةُ بقيةَ الدول العربية على أن تفتح المجال لمشاركة الجميع بمن فيهم الإسلاميون، وتمد يد التعاون إليهم، خاصةً أن كافة هذه الحكومات هي حكومات ضعيفة، وبدأ العدو يدق أبوابها بقوة، فلا أقلَّ من أن تنتبه للخطر الذي يهددها اليوم، وتقوم بتوحيد جبهتها، وتقوم بتصفية كافة الخلافات، ورد المظالم حتى تلتئم الجروح الملتهبة، كما يجب عليها أن تعترف بالواقع ولا تنكره، وأن تحاول بكل ما تستطيع أن تقترب من الشعب، وأن تسمح له بالمشاركة في صناعة القرار، فكافة الضغوط التي تمارَس على الدول العربية تعود إلى أن هذه الدول تهمِّش شعوبَها أكثر مما ينبغي، فلو أنها سمحت لها بالتواجد والتعبير فإن هذا سيكون في صالح الأمة كلها، وهو ما سيجعل الأمريكان والأوربيين يفكرون كثيرًا قبل أن يطالبوها بالإنصياع لمطالبهم، فالمصالحة الوطنية اليوم أصبحت أمرًا ملحًّا في العالم العربي والإسلامي، وفي هذا المقام أذكُر مقولةً كان يرددها الشيخ نحناح دائمًا؛ وهي أن الجزائر وطن الجزائريين جميعًا، ويجب أن يشاركوا كلهم في بنائه، فالعمل لصالح الأمة والوطن والقضاء على الخلافات أصبح اليوم فرض عين على كل مسلم، وخاصةً على الحكام في ظل الظروف العصيبة التي تُحيط بالأمة.
جهود اجتماعية
- ولكن البعض يقول إن الديمقراطية تكون في صالح الإسلاميين، الذين يحصدون أعدادًا كبيرةً من المقاعد؛ مما يهمش غيرهم، وأن هذا حادثٌ في الجزائر اليوم بشكل ما؟
- الديمقراطية بشكل عام تؤدي لمناخ صحي، وهو ما حدث اليوم في الجزائر، وهذا المناخ استفادت منه حركة مجتمع السلم (حمس)، كما استفادت منه بقية الأحزاب الجزائرية الأخرى، وطبعًا هذا المناخ الديمقراطي أعطى فرصةً أوسع لانتشار الحركة وكوادرها وفكرها، وبما أن الإسلام هو النظام الأمثل والأصلح للبشرية بشهادة الجميع فإن هذا على أرض الواقع يعطي فرصةًَ أكبر للفوز الواسع الذي يحققه الإسلاميون دون أن ننسى أن هذا هو خيار الشعب الذي يجب على الجميع أن يقبلوا به، كما تقول أبسط مبادئ الديمقراطية.
- الإسلاميون في الجزائر لديهم حزب، يعملون سياسيًّا ودعويًّا من خلاله، وفي الأردن هناك تجربة مختلفة.. كيف تنظر للتجربتين؟ وأيهما أقرب للحالة المصرية؟
- النموذجان في رأيي غير مختلفين أو متضاربين كما يعتقد البعض؛ بل بينهما شيء من التداخل والتقارب، فما المانع من أن يكون هناك أناس مختصين بالدعوة وآخرون يعملون في حزب مستقل بذاته، وفي ظل هذا يكون هناك قسم اقتصادي، وقسم رياضي، وقسم اجتماعي، ويكون هناك قسم للترفيه والتمثيل، وجميع هذه الهيئات تعمل تحت راية هيئة قابضة تدير الجميع، وتعطي النموذج الإسلامي في كافة المجالات.
- وبالتالي ليس هناك أي نوع من أنواع التناقض؛ بل هناك تكامل، فالحزب لن يسير إلا بإمداد فكري، وهذا الإمداد الفكري يقوم به القسم الدعوى الذي يكون دوره تغذية الحزب، وقد يكون القائمون على الحزب هم أنفسهم القائمين على القسم الدعوى، فما يحدث في واقع الأمر هو نوع من أنواع تقسيم العمل الشكلي لا أكثر ولا أقل؛ ليعطي العمل النموذج الإسلامي العملي بعيدًا عن النموذج النظري الذي صنعه الفلاسفة.
- عودة للداخل الجزائري المليء بالمشكلات.. من نزعة انفصالية لدى البربر، وتغريب فرنسي، وفقر.. كيف نجح الإسلاميون من خلال أجندتهم السياسية في التعامل مع هذه القضايا الشائكة؟
- بانتشار الحركة الإسلامية قامت بنشر المبادئ الإسلامية والعناية الشديدة بالتعليم الديني في كافة مدارس الجزائر؛ وهذا أدى إلى التقليل كثيرًا من أثر التغريب في هذا البلد، والذي كان يشكِّل في يوم من الأيام خطرًا على انتمائه العربي والإسلامي، فالكثير اليوم يتكلمون اللغة العربية، وبعد أن كانت الفرنسية هي اللغة الأولى تراجعت للمرتبة الثانية، وأصبحت اليوم مظهرًا ثقافيًّا فقط، ولم تعد مظهرًا استعماريًّا كما كان عليه الحال سابقًا.
- وبالنسبة لقضية الفقر فإن حركة مجتمع السلم لها جهود اجتماعية ضخمة جدًّا فعندما كنا في الجزائر خلال العام الماضي حدث زلزال كبير في إحدى المناطق، وسارعت (حمس) بتوفير كافة الخدمات الضرورية للمشرَّدين من تعليم وإعاشة وإقامة، وهذه جهود انفردوا بها وحدهم، ولم يشارك أي حزب آخر بهذا الشكل، وفيما يتعلق بما يدَّعيه البعض من مطالبة البربر بالانفصال.. فإن دعوة الإسلام التي تحمل حمس رايتها غطت على كل هذه الفوارق والمشكلات، والتي لم تعُد اليوم تشكِّل أيةَ خطورة على وحدة الجزائر، والتي تمكن أبناء الحركة الإسلامية من صيانتها.
- بشكل أكثر تحديدًا ما هي مكتسبات وخسائر (حمس) من المشاركة في الائتلاف الحكومي طول السنوات الماضية؟
- بالنسبة للمكتسبات فهي كثيرة جدًّا فيكفي أن الحركة الإسلامية تيار معترف به ومتواجد في السلطة، ويتولى عددًا من الحقائب الوزارية الهامة، والتي يقوم بإدارتها بنجاح كبير؛ مما يجعل الشعب أكثر التفافًا حول (حمس)، ويعطيها في الوقت نفسه الفرصة لأداء كافة الخدمات التي يحتاج إليها كافة أبناء الشعب والمكتسبات كثيرة جدًّا، ولا يمكن حصرها في نقاط محددة بشكل عام.
- وفيما يتعلق بسلبيات المشاركة فإن الدرع الواقي لأبناء حركة مجتمع السلم منها هو إيمانهم وإخلاصهم لله وبعدهم عن المظاهر الكاذبة، وأي وجه من أوجه الفساد أو إساءة استخدام السلطة، وهُم- بشهادة الجميع- من أطهر الوزراء وأنظفهم يدًا وأكثرهم تواضعًا وقُربًا من الشعب.
الحركة الأم
- (حمس) نجحت في هذا الأمر بتميزها الفكري، وانفتاحها على الآخرين بشكل كبير، ويساعدها في هذا تأثر أبنائها بشكل ملحوظ بالشيخ نحناح؛ مما بارك في عملهم، والإسلام ليس قاصرًا بالطبع على الحركة، فهناك عناصر إسلامية جيدة قد لا تكون بينهم، ولكن العمل الوحيد المنضبط في الساحة هو عمل حركة مجتمع السلم، وأتمنَّى أن يتوحد كافة الإسلاميين في الجزائر تحت لواء حركة مجتمع السلم مستقبلاً، وأن ينسوا مطالبهم الشخصية، ورغبة البعض منهم في التحلي بالألقاب السياسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فإذا اتحد الجميع فإن هذا سيكون أقوى بلا شك، والكثيرون أدركوا اليوم أن العودة للحركة الأم هي الأصوب، وخلال زيارتي الأخيرة رأيت عددًا من أعضاء الاتجاهات الإسلامية الأخرى الذين أرادوا العودة مرة أخرى إلى حمس، والتي رحبت بهم ترحيبًا شديدًا.
- ولكن البعض يقول إن مشاركة (حمس) في السلطة جعلتها "مسيَّسة" أكثر مما يجب، وأنها تخلت عن بعض ثوابتها؟
- هذا كلام مرسل وليس عليه دليل، وليس معنى مشاركتهم في الحكومة أنهم تخلوا عن أهدافهم ومبادئهم التي يحاولون تحقيقها بقدر ما يستطيعون، وما يصدر عن غيرهم في الحكومة ليسوا مسئولين عنه، فكل نفس بما كسبت رهينة، فهم من ناحيتهم لا يوافقون على أي شيء لا يتفق مع ثوابتهم، وفي مقدمتها الشريعة الإسلامية، والحكومة من جانبها تحاول الابتعاد عن الأمور التي لا يوافقون عليها، فهناك اتفاق عام على90% من القضايا والخلاف لا يتعدى10%.
- كيف تنظر لمستقبل الحركة الإسلامية في الجزائر بشكل خاص، وفي العالم العربي والإسلامي بشكل عام في ظل الضغوط التي تتعرض لها؟
- الحياة صراع متسمر بين الحق والباطل، وهذا الصراع لن يهدأ، ولن يخلو زمان من رجال مخلصين يحملون راية الحق ليوصلوها للناس، والمؤكد أنه إذا أخذ المسلمون بالأسباب الممكنة فقط ولم يتجاوزوها فسينتصرون حتمًا، فهذه سنن لا تتغير، كما يجب أن نتيقن أن الإيمان هو الذي يقود إلى النصر، والكيفية لا يجب أن نشغل بها أنفسنا كثيرًا.
- بالنسبة للأحزاب العلمانية.. كيف نجح الإسلاميون في الجزائر في التعاون والتنسيق معها؟
- في زيارتي الأخيرة كان وزير الخارجية يرحب بي ترحيبًا شديدًا، وهو يمثل الاتجاه الإسلامي اليوم في حزب جبهة التحرير، ولا أشعر بأي فارق بينه وبين أعضاء حمس، كما قام بتوديعي في المطار بشكل احتفائي للغاية، وهو ما يُشير إلى أن الأحزاب التي تُعرف بأنها أحزاب علمانية لا تعادي في حقيقة الأمر التيار الإسلامي لاختلافها معه فكريًّا، ولكن الأمر يرجع في كثير من الأحيان إلى الصراعات الحزبية، فهم يعلمون أن الإسلام هو الأصح والأصلح.
المصدر
- حوار: سيف الإسلام البنا شاهد على الحركة الإسلامية في الجزائر موقع خوان اون لاين