رسالة الي الرئيس الدكتور مرسي
بقلم : خميس النقيب
فرحة عارمة لفوزك مرسي برئاسة جمهورية مصر العربية ، وكأنه أجمل أهداف الثورة علي الإطلاق ، بل أقول هو هدف القرن لثورة القرن ، لا بل قرون طويلة ..!! لانه لم يحدث في تاريخ العرب أن يحدث مثل ماحدث ..!! والذي تجرع ويلات الظلم والاستبداد يشعر بذلك أكثر ..!! وانطلقت المسيرات في ربوع مصر فرحًا واحتفالاً ، سرورا وابتهاجا بذلك النصر العظيم ، فالله وحده الذي وجه قلوب المصريين لاختياره رئيسًا للبلاد " وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "(الأنفال:10) ، و هو الناصر لعباده المؤمنين الذين أخلصوا نيَّاتهم لله حرصًا على وطنهم وحفظا علي دينهم " ... فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ "( الروم:47) . أيها الرئيس المناضل : لقد علمتنا أن السلف كانوا يلتقون ويفترقون علي ثلاث كلمات : من عمل لآخرته كفاه الله عز وجل دنياه ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ونحسب أن طريقك هو ذاته لا يتغير قيد أنملة وخاصة بعد دعوات الصالحين لك ولمصر وشعارهم في كل مكان ( يارب ) .
وقال احد السلف : مازلت أسوق نفسي إلي الله وهي تبكي حتى سقتها وهي تضحك ..!! واعتقد أن نفوس الصالحين الآن تعبد ربها وهي فرحة مسرورة تشكره لهذا الإنجاز رغم ثقل التبعة وعظم الأمانة .
و قال آخر ( ابراهيم التميمي ) : مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها ، واشرب من أنهارها ، وأعانق أبكارها ، ثم مثلتها في النار آكل من زقومها ، واشرب من صديدها ، وأعالج سلاسلها وأغلالها ، ثم قلت لنفسي .. يا نفسي أي شيء تريدين ؟ قالت أريد أن أرد إلي الدنيا فاعمل صالحا .. قال فأنت في الدنيا فاعملي .. من هذا المنطلق يجب أن تقود الشعب وتكون لهم المثل الصالح والقدوة الحسنة ..!! وتأخذهم بالإيمان العميق إلي الإصلاح الكبير ..!!
انتبه وأنت في الطريق إلي ربك .. انه طريق وعر وطويل تتخلله أشواك ، وتظهر عليه شدائد ونكبات ، وتتناوله مكاره و عقبات..!!(حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) صحيح الترمذي .. لذلك قالت ابنة الربيع بن خثيم : يا أبتاه مالي أري الناس ينامون ولا تنام ؟ قال إن جهنم لا تدعني أنام.
انتبه يوم لا مرد له من الله : " اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ "(الشورى:47)
َتمسك بالاستقامة علي طريق الله فبل أن تتفرق بك السبل"وأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "(الأنعام:153)
وبالتقوى تؤسس بنيانك "أفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "(التوبة:109)
يقول يحي بن معاذ : الهي كيف افرح وقد عصيتك ؟ وكيف لا افرح وقد عرفتك ؟ وكيف ادعوك وانأ خاطئ ؟ وكيف لا ادعوك وأنت كريم .... فاستعن بالله ولا تعجز ..!!
وأنت أيها الرئيس الحبيب : مسئول أمام الله عز وجل أولاً عن شعب مصر من أيَّدك ومن عارضك ، فالكل في عنقك يوم القيامة ، ولتتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة عندما قال: "اليوم يوم مرحمة...اذهبوا فأنتم الطلقاء"مع حفظ حق الشهداء بالقانون
تذكر دائما قول ربنا " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا ً غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر "( آل عمران ( 159 )
و دعاءه – صلى الله عليه وسلم : اللهم من ولي من أمر المسلمين من أمر أمتي شيئا ً ، فشق عليهم ، فاشقق عليه ، ومن ولي من أمر أمتي شيئا ً فرفق بهم ، فارفق به صحيح مسلم
الطريق صعب لكنك أقوي بإذن الله من كل صعب .. استعن بالله ولا تعجز وليكن همُّك الأول المواطن الفقير الذي لا يجد قوت يومه هو وأولاده..!!
أرجو أن ترد المظالم العلقة إلي ذويها فهناك مفصولين عن العمل بسبب مواقفهم السياسية وكذلك من يحاكم عسكريا ومن في المعتقلات العادية بنفس السبب السابق ..!! أرجو أن يكون شعار المرحلة : العدل أولا
فقد فعل ذلك عمر بن الخطاب فكانت المقولة المشهورة : حكمت فعدلت فأمنت فنمت فسلمت ياعمر ..!!
وليكن لك مستشارين من العلماء المخلصين الذين تستطع أن تقول لهم : أشيروا علي أيها الناس .. فضلا علي المؤسسة الرئاسية ..!! وليكن هاتفك متاحًا وبابك مفتوحا ويدك ممدودة فاجعلها ممرا لعطاء ربك وتذكر قولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "لو أن شاةً بالفرات عثرت لسُئل عنها عمر لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر".وتذكر كذلك عمر بن عب العزيز رضي الله عنه عندما دخلت عليه زوجته فاطمة وهو يبكي، فسألته عن سرِّ بكائه، فقال: إني تَقَلَّدْتُ (توليت) من أمر أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أسودها وأحمرها، فتفكرتُ في الفقيرالجائع، والمريض الضائع، والعاري والمجهود، والمظلوم المقهور، والغريبالأسي ر،والشيخ الكبير، وذوي العيال الكثيرة، والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرضوأطراف البلاد، فعلمتُ أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة، فخشيتُ ألا تثبتَ لي حجةفبكيتُ.
ونحن إذ نبايعك على الحق وجهاد الظلم والجور ، والعمل لدين الله ومصلحة الوطن الحبيب ، وتنفيذ مشروع النهضة ، وإختيار الأكفاء لذلك ، قال صلي الله عليه وسلم : من ولاه الله عزوجل شيئا ً من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخَلَّتهم ( نقصهم ) وفقرهم ، احتجب الله دون حاجته وخَلَّته وفقره .. سنن أبي داود ، ودخل أبو مسلم الخَوْلا ني على معاوية بن أبي سفيان ، فقال ( السلام عليك أيها الأجير ، إنما أنت أجير أستأجرك رب الناس لرعايتهم ) تحرير الأحكام – ابن جماعة .
يجب أن يشعر الناس بالفارق في أقرب وقت ممكن بحزمة من الإصلاحات السريعة ومن ثم إعادة هيكلة الأجوربتنفيذ الادني والاقصي وضخ إعانات رمضانية ، وحصر موارد الدولة جيدا ثم معرفة المصروفات إلي أين ، والاهتمام بكرامة المواطن في الداخل والخارج ، كما يجب الإهتمام بالتعليم والبحث العلمي فتلك قاطرة النهضة الحقيقية والتقدم السريع ..!! وفقك الله "إلي كل خير وأعانك الله إلي النهوض بالبلاد والصعود بالعباد إلي مصاف الدول العظمي بل أفضل وأفضل .
اللهم سدد عبدك الرئيس محمد مرسى ووفقه لخير العباد ونهضة البلاد ، اللهم امنحنا التقوى .. جملنا بالعلم وزينا بالحلم ..اللهم استعملنا في طاعتك ولا تذلنا بمعصيتك .. اللهم ثبت قلوبنا علي دينك ، وصرف قلوبنا علي طاعتك ..اللهم اشرح صدورنا وأحسن ختامنا وجمل خلاصنا .. اللهم اجعلنا مع النبيين والصديقين والصلحين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا ، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم ،والحمد لله رب العالمين
المصدر
- مقال:رسالة الي الرئيس الدكتور مرسيموقع:الشبكة الدعوية