رداً على مقال رئيس تحرير الجمهورية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رداً على مقال رئيس تحرير الجمهورية


ليس من عادتي قراءة جريدة الجمهورية ولا أشتريها ضمن ما أشتريه من صحف يومية , لكني استيقظت في الصباح الباكر وأثناء تأهلي للخروج للمستشفى لإجراء لستة عملياتي الجراحية, إذا بعديد من الإتصالات التليفونية من عدد من الأصدقاء يسألونني ( هل قرأت الجمهورية اليوم ؟؟هل قرأت ما كتبه الأستاذ محمد علي إبراهيم رداًعلى مقالك الأخير ؟؟ لقد خصص الرجل مقاله كله للرد عليك),ذهبت إلى مرضاي وعملياتي – التي لا أملك التأخر عنها- دون أن أطالع الجريدة وبقيت طوال فترة عملي الجراحي أتخيل ماذا كتب الرجل , وأي الفقرات من مقالي تناول, وأي مدخل للتناول سلك – سياسي أم قانوني أم تأريخي- , وأي الوقائع التي أوردتها في مقالي ناقش, ...حتى إذا ما إنتهيت من عملي وطالعت الجريدة فتعجبت أن يخصص الرجل الصفحة الأولى كاملة- من العدد الأسبوعي- لتناول مقالي وزادني عجبا أن يأتي مقاله – وهو المانشيت الرئيسي للجريدة-تحت عنوان (تكفير المصريين وتقسيم الوطن) بينما كان مقالي الأخير المنشور بجريدة المصري اليوم وعديد من المواقع الإلكترونية بعنوان (قضية التنظيم الدولي لنصرة فلسطين ) وهو مكمل لمقال لي سابق منشور بجريدة الدستور وعديد من المواقع الإلكترونية بعنوان ( الحرب على الإخوان وعلاقتها بتوطين المشروع الصهيوني- قراءة تاريخية) والمقالين تناولا أحداث ووقائع وتواريخ وقضايا إنتظرت أن يتناولها الرجل من منظور مختلف ,- يناقشني فيه الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان والتحليل بالتحليل- , فإذا به لا يتناول واقعة ولا حادثة ولا تاريخ واحد مما ذكرت , بل حتى لم يتعرض ولو بشكل إجمالي لما ذكره في استهلالة مقاله (...قبل أن أتطرق لقضية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين التي اعتقلت السلطات قياداتها ويمثلون أمام المحاكمة قريبا .....), وانتهى المقال ولم يتطرق الرجل للقضية ولم يرد على أي من الأدلة التي أكدت بها في مقالي أن قضية التنظيم الدولي لا تعدو أن تكون معاقبة لكل الذين ناصروا غزة ضد العدوان الصهيوني والحصارالدولي والإقليمي, فنسي وعده وإذا به يحدثنا طويلا عن تكفير الإخوان لغيرهم من المسلمين وأن الإخوان يرون (... أن سائر المواطنين والطوائف مالم يكونوا أعضاء في الإخوان فإنهم محشورون في حزب الزقوم الذي خص به القرآن الكريم الجماعات الكافرة التي لم تتقبل الإسلام...), وهي قضية يعرف هو -كما يعرف القاصي والداني من أهل الأرض جميعاً- عالمهم وجاهلهم – أن الإخوان أبعد أهل الأرض عن الوقوع في التكفير بل هم من تصدوا للتكفير ورفضوه حتى وهم تحت سياط جلاديهم.

ثم قرأت المقال لآخره لأرى ما علاقة مقالي ب (تقسيم الوطن) فلم أر له أثراً في كلامه هو- فضلاً عن كلامي- اللهم إلا إذا كان حديث الكذب والبهتان المضحك المبكي الذي قال فيه (...نفس الشيء يريدونه في مصر أن يكون جزء من سيناء إسلامي وينضم إلى غزة بإسم – غزة الكبرى- وهو المشروع الصهيوني الذي طرحه كتاب وسياسيون إسرائيليون ويتبناه الإخوان في نفاق واضح ورخيص...) لم أتمالك نفسي من الضحك أمام هذا الهزل الذي يكررون الحديث عنه متى أعيتهم الحجج وهو الحديث عن سعي الفلسطينيين للتوطين في سيناء تلك الأكذوبة التي أتحدى قائلها أن يقيم عليها دليلاً من فكر ومنهج ومواقف وتصريحات أي من فصائل المقاومة الفلسطينية, ( وأقول هذه الأكذوبة أطلقها مروجوها لتشويه صورة الشعب الفلسطيني وحقه في رفض الحصار الظالم عليه, والدليل والبرهان ضدها أوضح من الشمس في رابعة النهار , وهل ينسى أحد أن سبعمائة ألف فلسطيني دخلوا للعريش في يناير 2008 لقضاء ضرورياتهم ثم سارعوا للعودة لديارهم لم يتخلف منهم واحد ,وهل ينسى أحد أنه أثناء الحرب الصهيونية الوحشية على غزة يناير 2009, وفي أثناء القصف البربري على السكان- براً وبحراً وجواً- وحتى في الأوقات القليلة التي فتحت فيها الحكومة المصرية المعبر لخروج الضحايا – كان التزاحم الفلسطيني على المعبر من أجل الدخول والعودة لغزة وليس من أجل الخروج منها,يا سيدي هؤلاء لا يزالون يحلمون بالعودة لديارهم في فلسطين المحتلة 1948, ولا يرضون عن تراب فلسطين بديلاً, فهم أشد الناس عداوة لفكرة الوطن البديل,بل حتى لفكرة تبادل الأراضي داخل فلسطين المحتلة التي عرضها رئيس السلطة السيد عباس وشركاه,لكن السيد رئيس التحرير المبجل لم يكتف باتهام المقاومة الفلسطينية بهذا بل يضيف عليه أن أن هذاالطرح الصهيوني بإقامة دولة إسلامية في سيناء يتبناه الإخوان المسلمين !!!( معذرة للقاريء الذي أدعوه لتمالك أعصابه).

والخلاصة أن مقال الأستاذ محمد علي إبراهيم لم يتناول أي من الحقائق التي أوردتها في مقالي ولم يرد حتى على السطر الوحيد الذي نقله عني واعتبره خلاصة مقالي وهو قولي (أن كثيرا من الأنظمة العربية قد غيرت بوصلتها من معسكر دعم المقاومة الفلسطينية إلى معسكر تصفية المقاومة بل واشتبكت مع أنصار المعسكر الأول تمهيدا لصفقة التطبيع الكامل المجاني )

وهي القضية التي كنت أنتظر منه مناقشتها وطرح رأيه المخالف والذي وعد القاريء به حين قال

(.. وقبل أن أسترسل في تفنيد دعاوى الدكتور البلتاجي ...)ثم نسى الرجل كالعادة فلم يتطرق لهذا الموضوع . ومن ثم فإني أوثر عدم مناقشة ما جاء في مقال السيد رئيس التحرير – رغم كثرة ما فيه من مغالطات خاصة حديثه الطويل- من غير من ولا معايرة- عن المساعدات الإنسانية التي تبرعت بها السلطات المصرية للدخول إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة!!!

وأكتفي بوضع القاريء أمام نص مقالي وأمام رد السيد رئيس تحرير الجمهورية عليه, لعلنا نستبين الدافع وراء تخصيص الصفحة الأولى من الجريدة كاملة للرد على مقالي!!! وما إذا كانت هناك علاقة بين الإثنين أم لا؟!!,


المصدر : نافذة مصر