د. محمود حسين: لن نسمح بعودة الثورة للوراء
كتب- إسلام توفيق:
أكد الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن المشهد العام لمليونية الأمس لم يكن مستفزًّا ولم يكن مثيرًا، على الرغم من وجود بعض السلبيات والهتافات واللافتات التي مثلت نشازًا عن المزاج العام للثورة المصرية، وخرجت خارج الإطار الذي تمَّ الاتفاق عليه.
وقال خلال استضافته على فضائية "الجزيرة مباشر مصر"، مساء اليوم: إن المصريين ليس لديهم مشكلة في مصطلح الشريعة أو أسلمة الشارع المصري، فهو أمرٌ محسومٌ بنص المادة الثانية للدستور التي تؤكد أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، مضيفًا أنه ليس هناك ما يُسمَّى فزاعةً أو تخوفًا من الإسلاميين، وقال: إن هذه كانت حيلة النظام البائد لتخويف المجتمع من الإسلاميين.
وأوضح أن هناك مظاهر استفزاز كثيرة ظهرت من البعض خلال الفترة الأخيرة للانقلاب على الشرعية، ونتائج الدستور، أو تشويه صورة الإسلاميين، وهو ما استفزَّ بعض الذين خرجوا أمس، ودفع عددًا منهم للخروج عما هو متفق عليه.
وردًّا على سؤال حول أن الشعارات التي رُفعت بالأمس فرَّقت القوى، قال د. حسين: إنه ليس هناك علاقة بين الشعارات وإظهار الهوية والأهداف التي نُظمت من أجلها الجمعة، وهي الحفاظ على الثورة، مشددًا على أنه حتى إبراز الهوية ورفع أعلام كل فئة وفصيل لا يمزق الوحدة التي اجتمعت عليها القوى.
وقال: إن جمعة الأمس لم تكن استقواءً للإسلاميين، وإنما هي استقواء للشعب الذي خرج ليعلن رفضه لكل الدعوات التي تريد إرجاء الانتخابات والقفز على الشرعية، ورفض نتائج الاستفتاء الذي أقرَّ بالانتخابات البرلمانية أولاً، ثم تشكيل لجنة لوضع الدستور.
وحول اتهام الإسلاميين بالعودة إلى العنف مرةً أخرى، قال الأمين العام للإخوان إنه يستحيل أن تعود الثورة إلى الوراء مرةً أخرى، أو أن تعود أيام العنف مرةً أخرى، خاصةً بعدما أتيحت فرصة التعبير عن الرأي، على عكس أيام الثمانينيات التي تم فيها كبت الحرية ورُفضت فيه الديمقراطية.
وقال إنه على مدار السنوات الأخيرة تم ظلم الكثير من الإسلاميين باعتقالات وقتل وتعذيب، ولم يخرج أحد، ويفعل كما فعلت طالبان في أفغانستان مثلاً، مشيرًا إلى أن الإسلاميين في مصر ليس في فكرهم العنف، وأن من خرج- ونحن نرفضه- تم دفعه من تصرفات ضده.
وأضاف: "نحن نقول إن إعطاء الحرية للشعب المصري هو السبيل الوحيد لتنقية هذه الأفكار، وإذابتها ومحوها تمامًا".
وعن دعم مليونية الأمس للمجلس العسكري، قال إن الشعب أعلن موافقته عقب التنحي على تسليم البلاد للمجلس العسكري، وما دام يسير ضمن المنهجية والخطوات التي يريدها الشعب، فليكمل، وإن أخطأ أو تباطأ نقول له هذا وننصحه.
وقال: "نحن نثق في المؤسسة العسكرية، وعلى رأسها المجلس العسكري، والجيش طوال تاريخه أثبت أنه أهلاً للمهمة الموكلة إليه، وعلى الرغم من محاولات النظام البائد تشويه العلاقة بيننا إلا أنه فشل في هذا".
وحول اتهام الإخوان بالكيل بمكيالين والتعسف ضد بعض الشباب أو القيادات الذين رفضوا الالتزام بتعليمات الجماعة، قال د. حسين: إن كل من خرج عن الالتزام الحزبي في أي من الأحزاب في العالم كله يتم فصله من الحزب، وعندما يفصل الإخوان 15 شخصًا فقط على مستوى الجمهورية، تقام الدنيا ولم تقعد.
وأوضح أن الجماعة تتبع الديمقراطية والشورى وننتخب كل المسئولين بداية من الشعبة وحتى المرشد العام، وكنا نقوم بذلك حتى ونحن معرضون للاعتقال، وهو ما حدث في حزب "الحرية والعدالة" وقياداته الذين تم انتخابهم انتخابًا حرًّا ومباشرًا من مجلس شورى الجماعة، الذي قرر إنشاء الحزب.
وعن مستقبل العمل المشترك بعد مليونية الأمس، قال: إنه يأمل أن تُحْدِثَ هذه المليونية حراكًا مع كل القوى السياسية، واختتم قائلاً: "أقول لكلِّ من يريد تشويه صورة الإسلاميين، موتوا بغيظكم، ولن تفلح كل محاولاتكم".
المصدر
- خبر: د. محمود حسين: لن نسمح بعودة الثورة للوراء موقع اخوان اون لاين