د. حبيب يؤكد ثبات الإخوان على نهج الإصلاح رغم المحاكمات العسكرية
كتبت- روضة عبد الحميد
استنكر المشاركون في الحفل الذي أقامته أمس رابطة "أطفال من أجل الحرية" لأسر الإخوان المعتقلين المحالين إلى المحاكمات العسكرية استمرار المسرحية الهزلية المتمثلة في محاكمة 40 من قيادات الإخوان المسلمين، رغم عدم وجود أي دليل إدانة ضد أيٍّ منهم، وظهور أدلة تؤكد كذب الادعاءات والاتهامات الموجهة ضدهم.
وفي كلمته- خلال الحفل الذي أُقيم بنادي المحامين النهري بالمعادي- أكد د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام أن المعركة ليست بين الإخوان وبين النظام فقط، وإنما القضية قضية أجندة يتبناها المشروع الصهيوني؛ فالعالم كله يقف في مواجهة الإخوان، وسوف نستمر في المسيرة مهما كانت العوائق والتضييقات والملاحقات.
وقال إن المحاكم العسكرية جاءت كمحاولة فاشلة للنظام لتأليب الرأي العام ضد الإخوان، فالمعركة ليست محدودة أو متواضعة وإنما هي عالية المستوى وطويلة الأمد، من خلال التضييق والملاحقة وعرقلة حراكهم السياسي.
ثبات الإخوان
وشدد نائب المرشد على ثبات الجماعة في وجه هذه الضربات الأمنية المتلاحقة، قائلاً: إن عُشر ما وُجه للجماعة من ضربات لو وُجه لأي حزب أو جماعة أخرى لانتهى أمرها منذ زمن، إلا أن التأصيل الفكري والفقهي وعبقرية البناء يجعل من المستحيل على أي هجمة مهما كانت شراستها أن تهدمه، فلن تكون المحاكمة العسكرية هي آخر المطاف وإنما ستكون هناك معركة تلو الأخرى، وسوف يظل الإخوان المسلمون يعملون من أجل الإصلاح.
واستعرض د. حبيب الأحداث التي سبقت المحاكمات العسكرية منذ نجاح الإخوان الكبير في انتخابات مجلس الشعب 2005م رغم العراقيل والتزوير، إلا أن الإخوان حصلوا على 88 مقعدًا، في حين حصل الحزب الوطني بكل إمكانياته على 145 مقعدًا من 444 مقعدًا؛ وهو ما سبَّب ذعرًا للنظام.
وجاءت بعدها نتيجة الانتخابات التشريعية في فلسطين، وأصبح لحركة المقاومة الإسلامية حماس حق تشكيل الحكومة، فأيقن النظام أن الإخوان لو توافر معهم إرادة سياسية يمكنهم أن يحصلوا على أغلبية تمكنهم من تغيير الواقع الاقتصادي والسياسي، وهو أمرُ مرفوض من الأنظمة في مصر والدول العربية والأوروبية، ثم كانت التعديلات الدستورية التي كان الهدف منها تكريس الدولة البوليسية، وانتهاك الحريات العامة والخاصة من خلال المادة 179.
وعرض د. رضا خالد عبد القادر عودة - العديد من المفارقات المضحكة المبكية في الوقت ذاته، والتي تؤكد حجم الاستخفاف القانوني من قِبَل جهاز مباحث أمن الدولة، متسائلاً: هل يُعقل أن تقوم القضية كلها في ست قارات من خلال تحريات ضابط واحد ادَّعى عدم معاونة أي فرد له؟!.
وأكد أنه لو حُكم في هذه القضية بالإدانة فإن عصر الدلائل سينتهي، وكل من يريد توجيه تهمة لأحد سيوجهها بكل بساطة، فمن المفارقات الطريفة أن اللجنة المالية المشكلة لتحري الحقيقة هي لجنة "الكسب غير المشروع" والتهمة غسيل أموال.. فما العلاقة؟!.
والأطرف أن قانون غسيل الأموال تم إصداره عام 2002 م، ولا يجوز أن ينطبق بأثر رجعي، فضلاً عن أنه بحسب القانون لا بد من إثبات التهمة أولاً، إلا أن الاعتقال تم في شهر ديسمبر 2006 م والتقرير المالي أُعلن في شهر مايو 2007 م!!، وتم إغفال الجهة المخول لها بالتحقيق في تلك الأمور، فتدارك النظام الأمر سريعًا، وأصدر قرار الإحالة إلى المحكمة العسكرية بموجب قرار من رئيس الجمهورية، ولا زال هؤلاء الشرفاء معتقلين حتى الآن سنة كاملة تحت مسمى "حبس احتياطي"!!.
وتساءل: حتى لو حصل المتهمون على براءة فمن سيعوضهم عن أموالهم التي خسروها؟!، مشيرًا إلى أنه توجد قضية منذ عام 1995 م عن شرعية إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية وإلى الآن لم يتم الحكم فيها!!.
مسرحية هزلية
وتحدث سعد خيرت الشاطر عن والده الذي يقضي العيد الـ16 خلف الأسوار والثاني خلال هذا الاعتقال، والده الذي أراد إصلاح الوطن وأراده الظالمون في غياهب السجون من خلال مسرحية هزلية مملة يلعب فيها الإخوان دور الكومبارس والضحية في آنٍ واحد، أُسر تشتت لكن عائلة كبيرة تشكلت، اُرتكب في حقهم كل أنواع الانتهاكات؛ حيث حصلوا على 4 أحكام بالإفراج واجبة النفاذ من محاكم مختلفة، وتم إعادة اعتقالهم أكثر من مرة أثناء وجوده بعربة الترحيلات أو السجن!!.
وقدَّم أبناء المعتقلين فقرة ترفيهية بدأت بصوت شجي لمعاذ أحمد شوشة بأغنية "أبي أنت حر وراء السدود" أبكى بها الحضور، ثم ألقى عاصم محمود المرسي كلمات كان منها "ليل ونهار أنا رافع إيدي، وبقول حقي.. ربي ياخد لي بتاري.. حضنه الدافي لما بزعل بجري عليه".
كما قدَّم ضياء فرحات ومعاذ شوشة وعاصم محمود المرسي "إسكتش" يعبر عن الازدواجية في وزن الأمور من خلال مدرس يسأل طالبًا أسئلةً تافهة جدًا فيجيبها، ويسأل الآخر أسئلة غير منطقية تمامًا فيعجز عن إجابتها فيعنفه مثل: متى كانت غزوة بدر الأولى؟، ثم يوجه سؤلاً للطالب الآخر طالبًا منه أسماء كل من قاتلوا في غزو بدر، وفي النهاية يختار المدرس الطالب الأول كطالب مثالي!!، ويطرد الطالب الثاني من المدرسة؛ وذلك في إسقاط على طريقة تعامل النظام مع الإخوان والإصلاحيين في الوطن، في الوقت الذي يترك المفسدين، في قلبٍ واضحٍ للحقائق والموازين.
وشارك في الحفل أُسَر كلٍّ من: المهندس خيرت الشاطر و أيمن عبد الغني ، د. عبد الرحمن سعودي ، د. محمود أبو زيد ، د.محمود المرسي ، د. صلاح الدسوقي ، د. خالد عبد القادر عودة .
وكعادته تدخل الأمن لمنع الحفل؛ مما دفع المنظمين إلى تغيير مكانه في آخر الوقت، فقام الأمن بقطع الكهرباء عن النادي إمعانًا في التضييق؛ وهو ما تسبب في منع عرض "أوبريت" أُعد خصيصًا لعرضه اليوم عن المعتقلين.
المصدر
- خبر:د. حبيب يؤكد ثبات الإخوان على نهج الإصلاح رغم المحاكمات العسكريةإخوان أون لاين