تعقيب حـول موضوع إنفلونزا الخنازير واالحج

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
قصة انفلونزا الخنازير الأخذ بكل الأسباب الممكنة واجب لا يختلف عليه عاقلان

بقلم:الدكتورعبدالحميدالقضاة

ردود كثيرة ومختلفة بين معجب بالطرح وبين معارض منطقي وبين مستهزىء ومع احترامي وتقديري لكل طرح منطقي إلا أنه لابد من التذكير بالأمور التالية :

أولاً : في كل يوم يزداد يقيني بما طرحت في المقال السابق بعنوان "ضيوف الرحمن في رعاية الله..فلا تقلقوا عليهم من انفلونزا الخنازير"...ولكن حاشا وكلا أن أكون ضد الأخذ بالأسباب,إذ لابد من الأخذ بالأسباب الممكنة لهذا ولغيره كما فعلت وتفعل السلطات الصحية السعودية دائما .

ثانياً : الأخذ بكل الأسباب الممكنة واجب وضرورة شرعية لابد منها ...ولكن هل هذا وحده يكفي ؟ إذا كان يكفي ويمنع.. .

فكيف نفسر حدوث حوالي مليون إصابة في الولايات المحدة الأمريكية لوحدها !! هل هم لا يأخذون بالأسباب العلمية والصحية ؟ ام هل هم جهلة ونظامهم الصحي متخلف ؟ هل وهل..؟؟؟

إذن الأخذ بالأسباب على ضرورته واهميته لايكفي لوحده....لابد قبل ذلك وبعده من إرادة الله التي تسير الأمور حسب مشيئته...أما نحن البشر فعندما ناخذ بالاسباب الصحيحه نكون قد خرجنا من دائرة التقصير والاتكاليه وعملنا ما نستطيع حسب الفهم الصحيح للدين.

ثالثاً : أشهد بأن الجهود العظيمة والمتجددة التي يقوم بها المعنيون بخدمة الحرمين الشريفين تستحق الإعجاب والثناء والدعاء.

فهم يأخذون بكل الأسباب الممكنة ورغم ضخامة هذه الجهود وتكاليفها الباهضه وضرورتها بنفس الوقت إلا أنني أعتقد أن ما يجتمع عندهم من بشر وميكروبات مسببة للأوبئة من كل حدب وصوب ...لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون هذه الإجراءات كافية لوحدها لصد هذه الجيوش الجرارة من الجراثيم والفيروسات ...وهنا تتجلى قدرة الله وتوفيقه وحفظه لضيوفه في حرمه المقدس.

فإذا كانت الأسباب لوحدها تمنع انتشار هذا الوباء فلماذا لا تفعل فعلها في أمريكا وأوروبا ؟؟..وهل الأسباب الوقائية المأخوذة في المملكة العربية السعودية أكثر منها في الولايات المتحدة الأمريكية؟؟ أم هو حفظ الله تبارك وتعالى لحجاجه ومعتمريه!!

وكيف نفسر ونفهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري و مسلم بان الدجال والطاعون لايدخلان المدينه المنوره ("على ابواب المدينة ملائكه.لايدخلها الطاعون والدجال) رواه البخاري ومسلم.

رابعا ً: هل لدى البشرية حتى هذا الوقت غير العمل الجاد لتصنيع مطعوم ضد انفلونزا الخنازير؟الذي لابد من أخذه حال توفره.

وهل لدى منظمة الصحه العالميه حتى هذا الوقت غير النصح باخذ الاحتياطات اللازمة عند مخالطة المصابين ثم غسل اليدين مرارا والانتباه عند العطاس وما شابه ؟

فكيف إذن يستغرب البعض أن الالتزام بالأوامر الإسلامية هو خير وسيلة للوقاية من هذا الوباء وأشباهه.

وهل الوضوء عملياً في اليوم عدة مرات الا غسل متكرر لليدين والمناطق المكشوفة المعرضة للتلوث؟ والرسول-صلى الله عليه وسلم- يقول لنا في الحديث الصحيح "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالوضوء عند كل صلاة " ويقول أيضاً "من أراد أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا وضع طعامه وإذا رفع" أي على الأقل غسل اليدين ...وغير ذلك الكثير من الأحاديث الحاثة على الإكثار من الوضوء.

ثم هناك أداب إسلامية لابد من ممارستها عند العطاس من وضع ظهر الكف على الفم لمنع الرذاذ من الانتشار وإيذاء الآخرين والأحاديث عن العطاس كثيرة...أما السلام فهو بالمصافحة وليس بالتقبيل كما امرنا رسول الله وهذا ما استقرت عليه المفاهيم الصحية الصحيحه لتقليل احتمالية نشر الميكروبات....هل هذه الممارسات الدينية تتماشى مع العلم الحديث والمكتشفات الجديدة أم هي "خزعبلات وشعوذة" على رأي أحدهم .... وأمثال هذا لاأقول له إلا ما قال ابن قيم الجوزية "لاتكن ممن إذا جهل شيئا عاداه"فابك على جهلك ولاتلم علم الاخرين.

خامساً : ثبت أن هذا الوباء سريع الانتشار لكن الإصابة به غير قاتلة إلا في حالات خاصة جداً جداً وتمر وتنتهي أحياناً دون علم أو انتباه وهذا ما أعلنته منظمة الصحة العالمية.

والمطلوب الآن من عامة الناس عدم تعطيل أعمالهم واسفارهم وغسل أيديهم كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.

وأنا أقول بلغة إسلامية واضحة وأكثر شمولاً جاءت بالحديث الصحيح الذي رواه مسلم أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال" "غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء" ولهذا فالمسلم الملتزم بالسنة النبوية يقوم بإجراءات وقائية طوال العام اكثر مما طلبته منظمة الصحة العالمية إذ يكفي أن يتوضاء خمس مرات باليوم طلبا للأجر والثواب ليحصل معها على الصحة والعافية ويتخلص مما علق عليه من جراثيم كثيره..فالوضوء سلاح المؤمن...

وأخيراً نعم أنا مع الأخذ بالأسباب الممكنة كاملة ودون تردد مع يقيني أن الميكروبات هي من جنود الله المطيعة يوجهها حيثما وكيفما يشاء"ولكن أكثر الناس لايعلمون", وأن الله تبارك وتعالى سيكرم الآخذين بالأسباب شريطة ان يوقنوا ان الامر كله بيد الله ""ولله الأمر من قبل ومن بعد ولكن أكثر الناس لايعلمون"

فضيوف الرحمن في رعاية الله ....فلا تقلقوا عليهم من انفلونزا الخنازير .

المصدر