ترجيع الموقر واستبداله

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ترجيع الموقر واستبداله.. ممكن


بقلم:أ.جمال فهمي


الزميل سامي جاد الحق نقل في صحيفة «الشروق» أمس عن مصادر في حزب الست الحكومة أن الست وحزبها يفكران ويدرسان حاليًا استبدال وتغيير 66 نائبًا موقرًا من موقري الأغلبية المزورة في مجلس شارع قصر العيني الصادر ضدهم أحكام ببطلان العضوية عن محكمة النقض، بموقرين آخرين من «الموديل» والمقاس عينه وممن كانوا ينافسون الموقرين الأُوَل في انتخابات جرت معظم مراحلها وفق مبدأ الحفاظ علي النزاهة والنظافة التامة من الناخبين، لكن إذا صح هذا الخبر فنحن ـ لاشك ـ أمام تطور «تجاري» مهم يستجيب للتعديلات التي أُدخلت قبل سنوات قليلة علي قانون التجارة وأنهت ظاهرة اللافتات العتيدة التي كانت تزين صدر المحال وتنذر جمهور زبائنها بأن «البضاعة المبيعة لا تُرد ولا تُستبدل» لأنها كالقدر إذا أصاب المشتري فلا راد لقضاء الله ولا تبديل ولا أمل إلا انتظار لطفه ورحمته تعالي!!

والمشكلة أن موقري حزب الست وست الحزب أغلبهم ليسوا مجرد بضاعة مشتراة وتبين أنها ضيقة أو واسعة أو لونها اتغير من أول غسلة أو غيرت طعم الشربة مثلاً، بل مشكلتهم الأصلية أنهم بضاعة مضروبة ومزورة تزويرًا فاحشًا، بينما القانون لا يعاقب علي التزوير الخايب المفضوح ويعتد ويعاقب فقط علي التزوير المتقن الحازق الذي يسمح بخداع الزبون والتدليس عليه ولا يترك للناخب فرصة ليكتشف من أول وهلة أن الموقر الذي ذهب بالبوليس لكي يمثله في البرلمان ليس موقرًا ولا حاجة أبدًا، وإنما هو في الأصل والأساس محض «حصالة» خزف من النوع الذي كان يسرح بيه زمان عم جبيصي القناوي بتاع القلل!!

علي كل حال فكرة ترجيع و«تكهين» نواب بعد استعمال خفيف (استعمال طبيب) لمدة 3 سنين ربما تكون فكرة اقتصادية صائبة ومفيدة في ظل ظروف الأزمة الحالية لأن من من شأنها إنعاش سوق الأشياء والحاجات المستعملة وبعضها قد يكون تحفًا و«أنتيكات» يسعي الكثيرون لاقتنائها، وأنا عن نفسي أعرف صديقًا ورث عن المرحومة خالته التي كانت تعيش في البرازيل عدد 2 موقر قديم وبحالة جيدة يعود تاريخ «تزوير» كل منهما إلي منتصف سبعينيات القرن الماضي، وقد تعرض صديقي هذا مؤخرًا لأزمة سيولة في المال وليس في الدم، فاضطر ـ آسفًا وعلي نني عنيه ـ يتصرف في الموقرين التحفة اللي عنده، وعرضهما بالفعل علي صالة مزادات لكن صاحب الصالة سأله وهو يقلب فيهما:

ـ والموقرين دول شغالين ولا عايزين تصليح؟

ـ شغالين زي الفل .. دول حاجة «تزوير زمان» ما تلاقيش زيهم دلوقتي أبدًا.

ـ يعني لسه بيجيبوا تشريعات وقوانين؟

ـ لأ .. النوع ده بيجيب زيت .. تعرف حضرتك قزازة الزيت النهارده بكام؟!

غير أن أغلب الموقرين الذين يدور الكلام الآن عن ترجيعهم و«تكهينهم» لم يمر علي اختراعهم الوقت الكافي لاعتبارهم «أنتيكة»، كما أن نسبة كبيرة من هؤلاء لا يصلح الواحد منهم يتقلب «تاكسي» لأن قانون المرور الجديد يحظر ترخيص الأجرة للسيارات القديمة الموقرة، وقد منح أحمد «حديد» عز نفس حضرته حق احتكار التاكسيات القديمة وكبسها وفرمها وعجنها وتحويلها إلي أسياخ وألواح، ومع ذلك فإن بعض الخبراء يؤكدون أن هناك فرصة للاستفادة من هذه «الألواح» التي تمثل ثروة قومية معدنية مشتركة وعدم إهدارها وتركها نهبًا للعتة والصدأ وذلك عن طريق استخدامها في تغذية صناعة «الطفاشات» و«السنج» ومطاوي «قرن الغزال».. يا غزال!!