تاج الرأس وقبقاب القدم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تاج الرأس وقبقاب القدم


بقلم : علم الدين السخاوي

اقتضت حكمة الخالق فى تسويته للإنسان وتعديله له أن نصبه واقفاً بشكل مختلف ملحوظ عن باقى المخلوقات . فالرأس لأعلى فى مقابل القدم لأسفل فى استقامه غير مرئيه فى مخلوق آخر إيذاناً بأن العقل يسمو بصاحبه إلى أعلى فإن أذن العقل لنفسه أن يهوى إلى أسفل فقد اختار انتكاسه جعلته مكان النعل فى القدم . فإن أذن لنفسه كذلك أن يهبط لحساب غيره فأجدنى مضطراً لذكر ما قاله شيخنا الغزالى رحمه الله حين قال ( إن العرب صنعوا القبقاب لاستخدامه فى خوض النجاسات ولوضعه أمام المراحيض تحت الإستخدام ) ثم أشار رحمه الله إلى ان بعض الحكام يستخدمون بعض أصحاب الأقلام كما العرب فى فعلهم عند خوض النجاسات ‼ وهنا أدعوك أخى القارئ للتأمل فيما قاله البعض لمعاويه رضى الله عنه فى مقتل عمار بن ياسر إنما قتله من أخرجه فقلبوا الحق باطلاً بعد وضوح البرهان بقول النبى صلى الله عليه وسلم { يا عمار تقتلك الفئه الباغيه} وأصحاب هذا التسفل صنفان : الأول معد ومدرب وتحت الجهوزية الكامله ووضع أمام المرحاض وهؤلاء قد يكون أحدهم صاحب لقب أو صاحب قلم أو غير ذلك .

أما الثانى فهو ما عناه القرآن الكريم بقوله { واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آيتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث } تامل فى الإنسلاخ من القيم والمبادئ ‼ تأمل فى الإنسلاخ مما درس لتلاميذه ‼ تأمل فى الإنسلاخ مما كتبت يداه وخط به قلمه فى الكتب ‼ تأمل فى الإنسلاخ من محاضراته السابقه التى ملأ بها القاعات والمؤتمرات ويأخذ منه طلبة العلم والدارسون ‼ قارن بينه وبين الغوايه والخلود إلى الأرض من تاج الرأس إلى قبقاب القدم فصار فاعلا غاويا . حيث كان مطلوباً للغوايه فصار لها أستاذاً ‼ نصبت له الفخاخ فصار صانعاً لها ‼ تأمل قول القائل :" و كنت امرءاً من جند ابليس فارتقى بى الحال حتى صار ابليس من جندى" .

إذا اردت أن تتأمل أكثر فانظرواقرأ افتتاحيات بعض الصحف لترى عصارة الرأس فى تاجها وقد هوت تحت قدم موجهيها فترى النموذج العملى للصنف الأول.

وإذا اردت أن تتأمل أيضاً أكثر فأكثر فانظر واسمع إلى صاحب أى إطلاله فضائيه منهم فتراه كالذى استهوته الشياطين فى الأرض " ليس شيطاناً واحداً " حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى لكنك تراه إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث فصاروا وكهنة القصر و كهنة المعبد فى نفس الوقت سواء فترى النموذج العملى للصنف الثانى متجسداً فى هؤلاء.

المصدر