بيان من الإخوان المسلمين بخصوص تداعيات مشكلة دارفور

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان من الإخوان المسلمين بخصوص تداعيات مشكلة دارفور


07-09-2006

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لا تزال سياسةُ فَرْضِ شرقِ أوسطٍ جديدٍ، أو بتعبير أصحّ شرق أوسط ذليل ضعيف مفكَّك يخضع للهيمنة الأمريكية والصهيونية.. لا تزال هذه السياسة مستمرَّةً، فبعد كارثة فلسطين ومأساة العراق وتدمير لبنان يأتي الدور على السودان،وبالتحديد في دارفور.

فبعد أن نفَت منظماتٌ عديدةٌ حدوثَ تطهيرٍ عرقيٍّ في الإقليم وأكدت عدمَ وقوع عمليات إبادة جماعية،وبعد أن وُقِّعت اتفاقية أبوجا بين الحكومة السودانية وعدة منظمات متمردة اتفقوا فيها على وقف القتال وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين من الدول المجاورة،ومنح أهالي الإقليم حقوقًا سياسيةً،وتبع ذلك حالةٌ من الهدوء وبدَت المشكلةُ في طريقها إلى الحل..

نقول بعد هذا كلِّه إذا بالإدارةِ الأمريكيةِ وتوابِعها من الدول الغربية يستصدرون قرارًا من مجلس الأمن المُطيع بإحلال قوات دولية في الإقليم بدلاً من قوات الاتحاد الإفريقي،بغضِّ النظر عن موافقة الحكومة السودانية من عدمها.

وهم بذلك إنما يهدفون إلى إشعال النيران في الإقليم من جديد؛تمهيدًا لاحتلاله بالقوات الدولية،وصولاً إلى فصله عن السودان في النهاية،وتفتيت دول المنطقة دولةً بعد دولة،ونشْرِ روح العداوة والبغضاء بينها،وأيضًا استغلال الثروات الطبيعية في الإقليم وعلى رأسها البترول واليورانيوم؛الأمور التي دفعت الحكومةَ السودانيةَ إلى رفْضِ القرارِ 1706 الصادر من مجلس الأمن.

ونحن إذ نؤيِّد الحكومةَ السودانيةَ في موقفها الوطني الرافض للقرار الجائر،ندعوها إلى تحقيقِ مصالحةٍ وطنيةٍ مع كافة الأحزاب والقوى الوطنية السودانية؛من أجل توحيد الرأي والصفّ ضد المخططات الاستعمارية،كما ندعوها إلى الإسراع في تحقيق السلام الكامل في دارفور،عن طريق إقامة العدل والمساواة بين كافة القبائل،والاهتمام الزائد بالإعمار والتنمية والنهوض بكل مرافق الإقليم، وإعادة اللاجئين من الدول المجاورة،ودمج أهل الإقليم في العملية السياسية،واتخاذ القرار الوطني في السودان الذي يجمعُ الشملَ ويؤسِّسُ وحدةً وطنيةً قادرةً على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

كما ندعو الحكومةَ المصريةَ أن تعطي هذه المشكلة اهتمامًا خاصًّا،لا سيما والأمر يتعلق بأمنها القومي، ونيرانُها تهدِّد الدولةَ المصريةَ بالخطر،وأن تسعى إلى تحقيق المصالحة السياسية بين الفرقاء السودانيين؛ للحيلولة دون وقوع الإقليم في براثن الاستعمار الجديد،والعمل على بقائه عضوًا حيًّا في الجسد السوداني الكبير.

كما ندعو الدول العربية والإسلامية إلى الانتباه للمخاطر الجمَّة المسكونة في مشروع الشرق أوسط الجديد على كل منها،شعوبًا وحكوماتٍ وأوطانًا وجماعاتٍ، ومن ثم يجب عليها جميعًا أن تتعاون لوأْد هذه المخططات في أي مكان تظهر فيه وإطفاء هذه الحرائق أنَّى شبَّت وعدم الانتظار حتى تصل إلى ثوب كل دولة على حدَتها،فالهجوم على المشكلات لحلها هو خير وسيلة لاتقاء شرِّ تفاقمها وانتشارها.

﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾

محمد مهدي عاكف - المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في: 14 من شعبان 1427هـ

الموافق 7 من سبتمبر 2006 م

المصدر