بسبب الفقر والقهر.. ارتفاع حالات انتحار المصريين في عهد الانقلاب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بسبب الفقر والقهر.. ارتفاع حالات انتحار المصريين في عهد الانقلاب


بسبب الفقر والقهر.jpg

( 19 أكتوبر 2016)

ارتفعت نسبة حالات الانتحار في مصر، منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي في يوليو 2013 ،إثر أزمات اقتصادية ونفسية متصاعدة زادت حدتها منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في 3 يوليو 2013، بسبب تفشي الفقر والجهل والمرض بين المصريين.

ويرى محللون أن زيادة حالات الانتحار فى عهد الانقلاب العسكرى الدموى، تزايدت بسبب حالة الضنك التى تعيشها البلاد بالتزامن مع ارتفاع الأسعار وانعدام الدخل وقلة الوازع الدينى حيث تم اعتقال كل من يدعو إلى التدين.

حالات الانتحار بالأرقام

أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها عام 2014، أن عدد المنتحرين في مصر سنويًا تجاوز 4250 منتحرًا، فضلًا عن عشرات الآلاف من محاولات الانتحار التي تشهدها بيوت وشوارع مصر كل عام.

شهد شهر سبتمبر عام 2014، 11 حالة انتحار، وكان من بين المنتحرين 3 سيدات وطفلة، فيما كان الأسبوع الأخير من سبتمبر هو الأسوأ طوال الشهر، بعد أن شهد 6 حالات انتحار.

وحسب التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، فقد بلغ عدد المنتحرين في الثلث الأول من 2014، 120حالة، وذلك في تطور كبير وخطير لم تشهده مصر من قبل، وذلك بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

وأضافت التنسيقية أن حالات الانتحار تحولت من حوادث نادرة فردية إلى ظاهرة تستحق التوقف عندها ورصدها من قبل قطاعات المجتمع السياسية والدينية من حيث الأسباب وطرق التعامل والعلاج.

ويمثل الشباب النسبة الكبرى من المنتحرين، لكن كان من اللافت انتحار أربعة من جنود الجيش أو الشرطة عام 2014بسبب سوء المعاملة، وفشل جنود آخرين في ذلك.

وزادت النسبة مع بداية عام 2015، ونشرت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات, تقريرًا يوضح حالات الانتحار التي انتشرت في مصر بشكل واضح وذلك في الفترة من 1 / 1 / 2015 وحتى 30 / 4 / 2015، حيث رصدت تزايد أعداد الانتحار بشكل ملحوظ حتى وصل إلى 114 حالة خلال أربع أشهر فقط منذ بداية 2015.

وشهدت الثلاث الشهور الأولى من عام 2015 وقوع العديد من حالات الانتحار، كان منها في مارس، في مدينة بلقاس التابعة لمحافظة الدقهلية، حين انتحر الشاب هاني محمد "27 عاماً" شنقًا أعلى شجرة في الأراضي الزراعية، وجاءت بعد ذلك حادثة انتحار مهندس فني في مديرية أوقاف أسيوط، شنقًا.

وقامت "رشا.ع" الموظفة في شؤون الطلبة بجامعة القاهرة في الجيزة، مطلع مارس 2015، بإلقاء نفسها تحت عجلات مترو الأنفاق القادم من المنيب في اتجاه شبرا الخيمة، في محطة جامعة القاهرة، ما أدى إلى وفاتها في الحال.

كما أقدم مواطن مصري في الخمسين من عمره، يُدعى عماد، في فبراير 2015، على شنق نفسه أعلى جسر الطريق الدائري في منطقة المنيب في محافظة الجيزة، حيث علق حبلا في الجسر ولفه حول عنقه لينتحر، وفي نهاية يناير 2015 ألقى رجل، في العقد الرابع من العمر، بنفسه تحت عجلات مترو الأنفاق في محطة جمال عبدالناصر، وسط القاهرة.

منتحرين هزوا الشارع المصري

وقعت العديد من حوادث الانتحار التي هزت الشارع المصري، لأنها أشارت بوضوح إلى ماوصل إليه الحال في عهد الانقلاب من يأس وإحباط ومستقبل غامض.

ومن هذه الحالات انتحار عجوز، في أغسطس 2015، يدعى "صبحي عبد اللطيف الزعبلاوي" يبلغ من العمر ٦٥ عاما، بشنق نفسه بشجرة بكوبري باغوث بمنطقة الشرابية؛ بسبب ضيق الحال الأسرى.

وذكر بعض أهالى المنطقة أن المنتحر كان يمر بضائقة مالية دفعته للانتحار، حيث كان يعمل حداد معادن، وكان على خلافات مع أسرته، وترك لهم المنزل منذ فترة، وتم نقل الجثة للمستشفى لمعرفة أسباب الحادث.

وفى القاهرة انتحرت فتاة عام 2014، حيث تخلصت من حياتها حيث قفزت من أعلى كوبرى قصر النيل داخل المياه، وجرفتها الأمواج، وانتقل على الفور رجال شرطة المسطحات المائية للبحث عنها وانتشال جثمانها، وتبين من خلال الشهود أعلى الكوبرى وجود إحدى صديقاتها التى أكدت أنها تدعى "س.خ" 19 سنة ومقيمة بمنطقة السيدة عائشة.

وانتحر عام 2015شاب يُدعى تامر أحمد الجوهري، والذي كان يعمل مدربا لرياضة كمال الأجسام، وحصل في السابق على بطولات على مستوى الدولة، حيث ألقى الجوهري بنفسه في القنوات الفرعية في دلتا النيل، بسبب أزمة نفسية وخلافات زوجية.

ومن أبرز حالات الانتحار أيضًا، انتحار الناشطة الحقوقية الشابة زينب مهدي، والتي كان آخر ماكتبته على "فيسبوك" قبل ان تنهي حياتها : "تعبت... استهلكت... ومفيش فايدة"

وكانت زينب ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الفتيات المعتقلات في السجون المصرية.

وكانت آخر الحالات التي هزت الشارع المصري، هو انتحار أشرف شاهين، الذي توفي اليوم السبت، متأثرًا بالحروق التي بلغت 85%، بعد مرور حوالي أسبوع على محاولته الانتحار بإشعال النيران في جسده بطريق الكورنيش، نظرًا لظروفه الاقتصادية وشعوره بالظلم.

وأعلنت مستشفى مصطفى كامل بالإسكندرية، صباح اليوم السبت، وفاة الشاب المنتحر، بعد أن أقدم على إشعال النيران في نفسه بمنطقة سيدي جابر، عقب تحرير محضر سرقة ضده وصفته أسرته بأنه ملفق وعللت محاولته الانتحار لـ"شعوره بالظلم".

وقال ياسر شاهين، شقيق أشرف، في تصريحات صحفية إن المستشفى أبلغهم صباح اليوم بوفاة شقيقه متأثرًا بحروقه، وإنهم في طريقهم لاستلام جثمانه ودفنه بمقابر الأسرة في كفر الدوار، مضيفًا: "أخويا مات ظلم ومقهور ومش عارف حقه عند مين.. حسبي الله ونعم الوكيل".

وأطلق النشطاء على المنتحر ياسر شاهين، لقب "بوعزيزي الإسكندرية" نسبة إلى انتحار الشاب التونسي محمد بوعزيزي في يوم 17 ديسمبرعام 2010 ، والذي أدى إلى تفجير ثورات الربيع العربي.

وأضرم بوعزيزي النار في جسده، بعد أن صفعته شرطية أمام المارة، بعد احتجاجه على مصادرة العربة التي كان يبيع عليها فواكه لكسب رزقه.

المصدر