الهضيبي: الإخوان يعبرون عن الضمير الشعبي
مقدمة

الهضيبي للقناة الخامسة الفرنسية
- حدوث اضطرابات في مصر غير وارد.
- الشعب المصري لا يميل للعنف.
- نؤمن بآليات النظام الديمقراطية في حدود المبادئ الإسلامية.
- الكيان الصهيوني الخطر الأكبر على مصر .
أكد فضيلة المستشار " محمد المأمون الهضيبي " ( المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ) أن احتمالات حدوث اضطرابات في مصر أمر غير وارد على الإطلاق مثلما حدث في السعودية مؤخرًا أو في الجزائر سابقًا؛ لأن الشعب المصري طيب لا يقبل العنف.
وأشار فضيلته- في الحوار الذي أجرته معه القناة الخامسة في التليفزيون الفرنسي، وسيذاع يوم الأربعاء القادم السابعة مساءً بتوقيت القاهرة - إلى أن رفع الحكومة للقيود المفروضة ومنح الحرية للمواطنين وحق التعبير سيؤكد هذا المبدأ، فلن تحدث أي عمليات إرهابية؛ لأن الغالبية العظمى من المصريين تقف ضد الإرهاب، وعموم الشعب يدينه، كما أن عقيدتنا الإسلامية تحرم توجيه عنف إلى أي شخص آخر.
وحول إمكانية تعرض مصر لهجوم خارجي خلال المستقبل القريب أكد فضيلته أن هذا أمر مستبعد حاليًا، والخطر الأكبر على أمن مصر هو الكيان الصهيوني، ولكن لا نتوقع أن يكون هناك هجومًا من أمريكا أو أوروبا في الوقت الحالي.
وحول إمكانية تولي (الإخوان) السلطة في حالة إجراء انتخابات في القريب، قال الهضيبي:
- "هذا أمر غير وارد، ونحن نطالب برفع القيود، ومنح الحرية التامة للأحزاب والقوى السياسية المختلفة، فلا يمكن إجراء انتخابات والناس مغيبة عن الحقائق، ولا توجد برامج حقيقية لدى الكثيرين، ومن ثم فالانتخابات ستكون مزورة، ولن تكون صحيحة على الإطلاق".
وفي رده على سؤال حول مدى كون ( الإخوان ) خطرًا على النظام، أجاب فضيلته: إن الحكومة إذا رأت أن من ينافسها على حب الناس وتمثيلهم خطرًا فهذا شأنها، ولكن في البلاد المتحضرة ليست هناك مشاكل في هذا الأمر، فالحكم الشمولي بطبيعته هو الذي يخشى القوى التي لها شعبيتها، وفي مصر مسألة تداول السلطة غير ممكنة منذ حكم الرئيس الراحل "عبدالناصر" وحتى الآن، فليس مسموحًا بوجود أحزاب إلا إذا كانت ميتة!".
نقبل التعددية
وحول أسباب الفوز الكبير للإخوان في انتخابات نقابة الصحفيين المصرية الأخيرة، وحصولهم على ثلث المقاعد، أجاب فضيلته بأن الانتخابات كانت حرة ونزيهة، ويتنافس فيها الجميع.
لذلك نحن ننادي بانتخابات حرة ونزيهة ورفع القيود عن تشكيل الأحزاب، وألا تكون الموافقة على تشكيلها بقرار من السلطة خاصة أن مصر غنية بمفكريها وأبنائها، ويمكن أن يضعوا البرامج التي يجتمع عليها حزب قوي؛ فلذلك يبقى المجال بين ( الإخوان المسلمين ) كقوة شعبية وبين الحزب الوطني الذي يفتقد إلى الشعبية مع أحزاب أخرى ورقية، ونحن لسنا ضد وجود أحزاب صحيحة مبنية على العلم والفكر والتخطيط السليم.
وحول تفسيره لمنع الحكومة للإخوان من التواجد رسميًّا والسماح لهم في الوقت نفسه بممارسة بعض الأنشطة، رد فضيلته بأن الحكومة هي التي ترد على هذا السؤال، فهي تعطينا هامشًا بسيطًا من العمل السياسي، ولكننا في الوقت نفسه نطالب بترك الساحة حرة للجميع.
تواجد ملموس
وحول ادعاء الحكومة بأنه لا وجود للإخوان في الشارع المصري، رد فضيلته بأن الشواهد تؤكد عكس ذلك؛ فعلى المستوى الشعبي حضر جنازة المرشد الراحل " مصطفى مشهور " ما لا يقل عن 300 ألف رغم أن ( الإخوان ) لا يملكون سلطة تدفع هؤلاء للحضور، كما أن الحكومة منعت نشر خبر وفاته، ومع ذلك حضر هذا الكم الهائل، وساروا أكثر من 13 كيلو مترًا على أقدامهم لتشييع الجنازة من المسجد إلى المقابر.
وفي التجمع الحاشد الذي سمحت به الحكومة في استاد القاهرة قبل العدوان الأمريكي على العراق حضره أكثر من 160 ألف شخص معظمهم من ( الإخوان ) والمساندين لهم.
كذلك ضمت مظاهرة الأزهر الشريف لرفض العدوان على العراق وإعلان التأييد للمقاومة الفلسطينية عشرات الآلاف، غالبيتهم من ( الإخوان المسلمين )، والحكومة تعرف جيدًا أن لنا رصيدًا، والدليل على ذلك أنها لا تريد أن يكون لنا وجود.
أما على المستوى الثقافي فالانتخابات التي يتم إجراؤها في معظم النقابات يكون السبق فيها بفضل الله للإخوان بلا استثناء.
ونحن نريد حقيقة تمثيل شعب مصر ، ولا نريد أن نكون نحن على الساحة فقط، ولكن نريد أن يشاركنا الجميع في تمثيل شعب مصر .
ضمير شعبي
وعما إذا كان فضيلته يتمنى أن يكون كل المصريين من ( الإخوان المسلمين ) رد بأن الغالبية العظمى من الشعب المصري تريد المبادئ التي ينادي بها ( الإخوان المسلمين )، فنسبة من يتناول الكحول قليلة جدًّا، والناس تحترم العائلة والزواج، وتعرف ما هو المسموح وغير المسموح شرعًا في الأطعمة والأشرية، والنساء يرتدين الحجاب طواعية دون ضغط من أحد.
نحن نعبر عن ضمير الشعب المسلم، وكذلك غير المسلمين في وطننا، فمن حقهم أن يعتقدوا ما يشاءون، ويتعبدوا كما يريدون، ونحن نؤمن بالنظام الديمقراطي من ناحية الآليات وتشكيل الأحزاب، أي ديمقراطية في حدود المبادئ الإسلامية.
فالإخوان إذا تولوا السلطة لن يغيروا في النظام الموجود الآن؛ سواء النيابي أو غيره، ولكن سيتم الإصلاح. فالشريعة هي المصدر الأساسي للتشريع، كما ورد في الدستور، وإن كان هذا الدستور يحتاج إلى تغيير لعمل توازنات إذا كان لنا إمكانية التأثير في الأمور.
هذا هو مبدأنا؛ أن يكون هناك حريات وانتخابات حرة نزيهة، وأن يكون هناك تعددية حزبية، وكذلك حرية المرأة وحقوقها كاملة، فلها ذمتها المالية المستقلة، ولها أن تفعل فيها ما تريد في هذا الإطار، كما لها أن تتولى المناصب المختلفة دون أن تكون رئيسًا للدولة، فالنساء شقائق الرجال، ولا يوجد قهر ولا استعباد للمرأة في الإسلام.
المصدر