المرشد العام يحذر الأنظمة المستبدة من عاقبة سياساتها
(22-06-2006)
كتب- أحمد محمود
حذَّر الأستاذ محمد مهدي عاكف - المرشد العام للإخوان المسلمين- الأنظمةَ الاستبدادية الحاكمة في العالم العربي والإسلامي من مغبَّة الاستمرار في السياسات التي تتبنَّاها في الوقت الراهن، مع ما تقوله الشواهد التاريخية من أن مثل هذه الأنظمة الديكتاتورية لا مصيرَ لها سوى السقوط، وبأسوأ أنواع النهايات؛ مما يترتب عليه الإضرار بمصالح الشعوب والأمة بأسرها على النحو الذي جرى في العراق والصومال وغيرهما من البلدان العربية والإسلامية.
وقال فضيلة المرشد- في رسالته الأسبوعية التي حملت عنوان (عاقبة الظلم والظالمين)-: إن طغاة العصر الحالي أسوأ من طغاة العصر الجاهلي الذي ساد قبل البعثة المُحَمَّديَّة، مع كون الظلم الذي يرتكبه طغاة الزمن الحالي نابعًا من قياداتٍ المُفْتَرَض أنها أقسمت على حماية الدستور والقانون وحماية مصالح الشعوب، مع غياب فضيلة الصدق عن قيادات العصر الحالي؛ مما أدى إلى حالة الانهيار الحضاري التي تمر بها الأمة.
وقال عاكف إن الإسلام بما فيه من منظومة أخلاقية وإنسانية دعا إلى عدم الظلم، والابتعاد عن كل ما يمس حقوق الآخرين بالباطل، ولكنَّ المسلمين في الوقت الراهن أبعد ما يكونون عن هذه الروح التي أرساها هذا الدين الحنيف، ومن هنا ظهرت الديكتاتوريات والمفاسد في العالم العربي والإسلامي؛ حيث الاستيلاء على ثروات الأمة، وتزوير إرادة الشعوب، واعتقال الشرفاء من أبناء الأمة، مع طُغْيَان الأمن والطوارئ على حساب الحقوق والواجبات.
وأشار إلى أن كل هذه الأمور أدت إلى الفقر والبطالة والتراجع الحضاري العام الذي وصلت إليه الأمة في الوقت الراهن، لا سيما أن السلطة المطلقة وما أدت إليه من مفاسد في الداخل تواطأت مع مؤامرات الخارج التي يراها العالم كله يوميًّا في فلسطين والعراق والسودان وغيرها من البلدان.
وأكَّد فضيلة المرشد أن التاريخ مليء بالنماذج التي انتهت فيها مثل هذه الأنظمة على نحو دموي مأساوي، مثل موسوليني في إيطاليا وصدام حسين في العراق وسياد بري في الصومال، وأن الشعوب في الوقت الراهن تقع عليها مسئولية التغيير، ومسئولية إصلاح هذه الأوضاع.
وختم الأستاذ عاكف رسالته بدعوة
- "الشعوب أن تتحرك لاستعادةِ حرياتها وحقوقها، وفرضِ احترام دساتيرها وقوانينها العادلة، وعلى قادةِ الفكر والرأي بصفة أخصّ ألا يهدأ بالُهم إلا بانتزاعِ كافةِ الحقوق المغصوبة ورفعِ الظلم عن المظلومين المهضومين؛ حتى تتقدم أمتهم وتقف في مصافِّ الأمم المحترمة، على أن يكون كل ذلك بالوسائل التي يقرُّها الشرع، فلا يصح أن تُواجَه جريمةٌ بجريمة ولا إرهابٌ بإرهابٍ".